أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر عبد الحميد - دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة














المزيد.....

دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة


سامر عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم تعرف الأنظمة العربية المعاصرة نظاماً أكثر عنجهية وعناداً وتصلباً،وبعداً عن سماع النصيحة(الحسنة)،أكثر من نظام"صدام حسين".
كانت النصيحة (الفخ!) التي قدمتها له الولايات المتحدة والتي تحثّه على احتلال الكويت،هي آخر نصيحة استمع إليها "صدام"،قبل أن تتوالى عليه سلسلة الهزائم والنكسات،والتي أدّت إلى نهايته الدرامية في حفرة!.
في جانب آخر،كان نظام"حافظ الأسد"على النقيض تماماً من حيث سماعه للنصيحة،وانحنائه الذكي والماكر للعواصف التي كانت تعصف بنظامه.فحقق بذلك نجاحاً تلو الآخر،ببراغماتية وبراعة حسده عليها الأعداء قبل الأصدقاء!.واستطاع بذلك أن يتجاوز حقول الألغام التي كانت تُتثر في طريقه هنا وهناك.
غير أن غياب"المايسترو"عن الفريق الذي حكم سوريا،خلق نوعاً من البلبلة والارتباك في أوساط القيادات العسكرية والحزبية والأمنية التي اعتادت طوال تاريخها أن تتحرك بتوجيهات وإشارة عصا"المايسترو"القائد!.
وحين استلم الرئيس"بشار"دفّة الحكم خلفاً لوالده الراحل،حصل،على الأغلب،نوع من التصادم بين عقليتين تكونتا في ظرفين زمانيين ومكانيين مختلفين.
من جهة،كانت القيادات الهرمة القديمة تحاول قيادة البلد بنفس العقلية السابقة(المجربة)،غير مدركة أن الظروف الحالية التي نتجت عن تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم،قد أنتجت معادلات ومناخات إقليمية ودولية ومحلية تختلف"جوهرياً"عما كان عليه الحال في الماضي!.
ومن جهة أخرى،فقد أعلن الرئيس الشاب في خطاب القسم عن شكل الحكم الذي سيسم مستقبلاً نظامه.والذي سيعتمد الاصلاح منهجاً، لاعطاء النظام شكلاً مرناً يتناسب مع التحولات الجارية،وجعله أكثر قدرة على الاندماج في النظام العولمي الجديد.
رغم غياب الشفافية،وندرة المعلومات المتعلقة بتركيبة النظام الحالية،إلا أنه يمكننا بسهولة ويسر اكتشاف البلبلة الحاصلة في السلطة،نتيجة تصادم عقلية الاصلاح الشابة،بعقلية الجمود والمحافظة الهرمة.
فقد عرقل التيار"القديم"كافة الجهود التي بذلت لمكافحة الفساد،والحد من هدر المال العام،ومحاولات الاصلاح الاقتصادي والاداري.وجرى التحايل ببيروقراطية شديدة على المراسيم التي كان يصدرها"الأسد".وتم في كثير من الحالات تعطيلها وإفراغها من محتوياتها وتوجيهها إلى غير وجهتها الحقيقية.
وعلى الصعيد السياسي تم القضاء على"ربيع دمشق"الذي أعطى له الرئيس نفسه الضوء الأخضر في خطاب القسم الشهير.فكان أن تولت الأجهزة الأمنية مهمة القضاء على النشطاء والحكم عليهم بأحكام جائرة.وكانت تلك أول إساءة من المستوى العالي تلحقها تلك الأجهزة بالنظام الجديد،على الصعيدين المحلي والخارجي.
وتوالت بعد ذلك "إنجازات"العقل القديم على مختلف الصعد.والتي كان من أشهرها وأكثرها إساءة للنظام نفسه،هو التمديد للرئيس"لحود"،وما تلا ذلك من تبعات وعواقب مازال النظام يعاني منها.
كما لاحظ المراقبون مدى التخبط السوري من القرار(1959)،والتصريحات المتناقضة التي كانت تصدر عن أركان الحكم.
واستمر مسلسل الاساءة للنظام من قبل النظام نفسه(!)،وتتوج أخيراً بالاعتقال غير المبرر لأعضاء منتدى"الأتاسي"بحجة قراءة رسالة من "البيانوني"!.
وما أكد عبثية الاعتقال،هو تلك السهولة التي تم فيها إطلاق سراح أولئك النشطاء.وقد بدا الأمر وكأن الغاية من اعتقالهم ثم إطلاق سراحهم بمثل هذه السرعة،هو فضح النظام والاساءة إليه على كافة الصعد وكما شاهد الجميع!!.
اليوم ونحن على أعتاب مؤتمر"حزب البعث"،والذي لن يأت بجديد حتماً فيما لو ترك الأمر للديناصورات التي تأبى أن تنقرض،فإن المطلوب من قوى الاصلاح،وعلى رأسها الرئيس"بشار الأسد"،ألا تكتفي بضرب المسيئين،والفاسدين،والبيروقراطيين فقط.بل عليها-ومن الضروري-أن تمد يدها لقوى الاصلاح خارج السلطة،أي المعارضة الوطنية والديموقراطية.
والأحرى أن تقدم السلطة الاصلاحية يد العون والدعم لتلك المعارضة،وحماية منتدياتها واعتصاماتها من الزعران والعابثين،وانشاء نوع من التحالف المؤقت الضروري،عبر عقد مؤتمر وطني عام،لتمتين الوحدة الداخلية بشكل حقيقي،ومواجهة أخطار الخارج المتمثلة بالمشاريع الأمريكية المختلفة،وأخطار الداخل المتمثلة اقتصادياً بالتدهور المريع لأحوال الشعب المعاشية،وسياسياً بالخطر الأسود القادم "الأخوان المسلمين"!.



#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!
- بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!
- سوريا،بين الاصلاح والعبث الأمني
- أيها السوريون:احذروا الأفعى الأخوانية!!
- عن أسباب(تدليع)السلطة السورية لمعارضتها الوطنية!!
- سوريا الضائعة بين ثوابت النظام وثوابت المعارضة!
- النزعات الديموقراطية(الطفولية)عند المعارضة اليسارية السورية
- المعارضة السورية والشائعات المغرضة
- الدرس اللبناني والمعارضة السورية
- لاأحد يريد الاصلاح في سوريا!


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامر عبد الحميد - دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة