أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - معا... نبني العراق....إإ















المزيد.....

معا... نبني العراق....إإ


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 18:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لا أذكر أين قرأت هذا الشعار الجميل ، لكني بنفس الوقت لا اصدقه ، فهو ليس لنا ، ولا يعبر عنا ، فاين نحن من بعضنا البعض ، لقد اتخذنا قرارنا بأننا ليس فقط لن نكون معا فحسب ، بل لنكره ذاتنا ويذهب كل منا طريقه الى المجهول..؟

لعل الشعار مستعار من كوبا ، فابناءها في تلك الجزيرة الصغيرة في أطراف الأطلسي التي لا تكاد ترى بالعين المجردة على خريطة العالم ، هم بالفعل معا ضد الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من نصف قرن ، وانهم بالفعل معا يحرثون ويزرعون ويصنعون بأطراف أصابعهم قوت يومهم فأين نحن منهم..؟

خلال لقائه وجهاء من محافظة بابل قال رئيس الوزراء : " ان الواقع الخدمي لن يتحسن قبل نهاية العام الجاري بسبب قلة التخصيصات المالية ، لكن في الوقت ذاته نقر بأن هناك نقصا في الخدمات بسبب ان عائدات الدولة لا تكفي لهذه التخصيصات. ان الازمة المالية في العراق ستزول في العام المقبل لان الانتاج النفطي سيتضاعف وسيغطي الكثير من احتياجات العراق في مجالات البناء والاعمار والاستثمار. وان مشكلة شح الكهرباء لا تنتهي بشكل كلي الا بعد فترة تتراوح بين 12و15 شهرا."

هل يصدق القارئ العزيز أن هذا الحديث كان في 17-2-2011 وما زالت مشكلة خدمات الكهرباء على ماهي رغم مرور ثلاثون شهرا على تصريحه ذاك. وفي الفترة المنصرمة تضاعفت موارد صادرات النفط ، فماذا كان سيحدث لو تناقصت تلك الايرادات لأي سبب..؟

لقد أمضى رئيس الوزراء ولايته الأولى ويوشك ان ينهي ولايته الثانية ويستعد حاليا للولاية الثالثة والخدمات والكهرباء لم تتحسنا بل ساءت اكثر فأكثر في حين يزداد عدد العاطلين عن العمل. وعلى عكس ما يدعيه رئيس الوزراء فان الموارد المالية من النفط زادت ولم تتناقص. وبعد أن هدأت رياح الربيع العربي توقف حتى عن اطلاق الوعود عن تحقيق أي انجاز اقتصادي.

فهل سئل رئيس الوزراء نفسه أو مستشاريه ، ماذا لو بقيت الموارد المالية على حالها أو انخفضت لأي سبب أو لم تعد تتناسب مع تزايد استهلاك الطاقة وزيادة عدد سكان العراق ، فهل سيطلب من الناس العيش بدون كهرباء وماء صالح للشرب..؟

انه مع اعترافه بقلة الموارد المالية لم يتخذ أي اجراءات لتعويض قلة موارد النفط كما تفعل الحكومات الأخرى عندما تمر بحالة كحالتنا ، بل ترك الأكثرية الساحقة من العراقيين أمام خيارين لا ثالث لهما ، أما الموت وأما الحياة بدون كهرباء. خيارا كهذا لم تأخذ به دولا فقيرة كالمملكة المغربية التي ليس لها موارد نفطية ، ولم تضطر اليه حتى دولة الصومال الخاضعة لعصابات قطاع الطرق.

كان مطلوبا من رئيس الوزراء ووزرائه أن يضعوا سبلا لضبط الموارد الضريبة والرسوم ، واتباع سياسة تقشف تجاه النفقات غير المسئولة على االوفود الرسمية الى الخارج والبعثات الدبلوماسية التي أصبحت مفرخة للفساد المالي ، هذه وغيرها من السبل تخلق موارد قد تكفي لمعالجة أزمة الخدمات أو جزء مهما منها.

الادعاء بأن قلة موارد النفط المالية كان السبب وراء عدم كفاية التخصيصات المالية لصالح الخدمات هو ادعاء غير دقيق ، انما الفساد المالي والتبذير هو الذي استنزف الجزء الأكبر من موارد الميزانية الحكومية على حساب الخدمات والكهرباء ، وفي مقدمة ذلك رواتب ومخصصات ومكافئات الفئة الحاكمة. ما يجب على رئيس الوزراء العمل على تغييره فورا هو ميزانية الرواتب والمكافئات الحالية للمسئولين فهي غير مقبولة وتلقى معارضة أكثرية شعبنا كما تشير الى ذلك الاحتجاجات الجارية منذ زمن في البلاد.


نظام الرواتب الحالي المنفذ فقط على أعضاء الحكومة والرئاسات والنواب والبعثات الدبلوماسية لا يتناسب مع دولة ليس لها موارد تنفقها لتلبية أهم الضروريات لحياة الناس وهي الكهرباء باعتراف رئيس الوزراء نفسه. ان رئيس الوزراء يعرف جيدا أن نظاما لرواتب المسئولين كهذا لا تأخذ به حتى الدول المتطورة اقتصاديا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

ففي دراسة أجريت في جامعة بروكسل ببلجيكا من قبل البروفيسور واستاذ الاقتصاد فيها Herman Metheoges ورد فيه أن راتب رئيس وزراء العراق حاليا يعتبر الأعلى في العالم بما فيهم الملوك ورؤساء الجمهوريات باستثناء قادة دول الخليج فأولئك تجار نفط وغاز وسماسرة الرقيق الأبيض والأسود لا رجال دولة..إإإ

فراتب رئيس وزراء العراق وفق نظام الرواتب الذي وضعه الحاكم المدني بريمر ابان فترة الاحتلال يعادل ثلاثة ملايين دولارا في العام. وبحسب الدراسة فان ملك النرويج يستلم أقل من نصف راتب رئيس الوزراء ، فراتب الملك يبلغ 1،200000 يورو سنويا. وملك هولندا 800،829 ألف يورو ، وأمير اللوكسمبرك 645 ألف يورو ، وراتب الرئيس أوباما 355 ألف دولار ، وراتب المستشارة الألمانية 277 ألف يورو.

أما راتب رئيس جمهورية مصر فهو 4750 جنيها مصريا بما يعادل 10000 آلاف دولارا سنويا ، وراتب رئيس جمهورية تركيا 13000 ألف دولار ، وراتب رئيس وزراء اسرائيل 4200 دولارا. أما راتب رئيس وزراء بريطانيا العظمى السيد ديفيد كاميرون فهو 162000 ألف جنيها استرلينيا. وللعلم فان الرواتب المذكورة هي عن عام كامل.

ومع كل تمنياتنا بالشفاء العاجل لرئيس جمهوريتنا فخامة السيد جلال الطلباني الذي يعالج في ألمانيا حاليا نشير للمقارنة فحسب الى مقدار راتبه مقارنة بالرواتب السابقة للرؤساء والملوك.

فراتب رئيس الجمهورية في بلادنا كما يتردد في وسائل الاعلام هو 700000 ألف دولارا شهريا ، أي أكثر من 39 ضعفا للراتب الشهري لرئيس وزراء بريطانيا. هذا عدا مخصصات سكنه وطعامه وحمايته ومستشاريه ، مضافا اليها نفقات تنقلاته سواء كانت ضمن واجباته الوظيفية ، أو غير الوظيفية وكذلك نفقات علاجه وسفره من والى الدولة التي يذهب للعلاج فيها. يضاف الى ذلك نفقات خدمته في مقرات سكنه في بغداد وكوردستان في فترة غيابه.

هذا عدا المخصصات المالية للمستشارين والمترجمين والصحفيين الذين يعملون في مكتبه ، ولايستبعد استمرارهم باستلام مستحقاتهم في غيابه. ولابد من الاشارة هنا الى أن الوزراء والنواب السابقين يستلمون رواتب ومخصصات حتى الموت بصرف النظر عن مدة خدمتهم حتى لو كانت ليوم واحد فقط.

وفي وضع كهذا على رئيس الوزراء أن يبحث عن الموارد المالية في مكتبه هو ومكاتب المسئولين الآخرين ، لا أن ينتظر موارد تأتي أو لا تأتي من مبيعات النفط. كان عليه أن يوقف هذه الرواتب الخيالية ، هذا الهدر الفاضح للمال العام في مجتمع يعيش أكثر من نصفه على دولار واحد في اليوم ، وأن أكثر من ثلت تعداد سكانه يعتمد على البطاقة التموينية التي تناقصت مفرداتها إلى أقل من عشر ما كانت عليه إبان نظام صدام حسين ، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها وهي كافية لتشعر بالعار أي وزير أو نائب أو سفير عراقي.


نظام الرواتب البريمري يرهق كاهل الشعب ، لأنه ببساطة يفقره حتى العظم في حين يغتني وتتضاعف ثروات أعضاء حكومته مع كل يوم يقضونه في مناصبهم ، وليس من المنطق والأصول الأخلاقية ، ولا يصح أبدا أن يجوع الشعب بينما تهدر أمواله على ما يفترض أنهم موظفون عينوا في مناصبهم لخدمته وتسهيل أمور حياته.

ولعلم القراء الأعزاء أن نظام الرواتب الحالي مستنسخ عن النظام العنصري الذي كان سائدا في اتحاد جنوبي أفريقيا وروديسيا الشمالية قبل تحررهما ، حيث كان مخصصا للعنصريين البيض فقط ، كونهم هم السادة والأكثرية السوداء عبيدا لهم ، فما الفرق بين حكام العراق والعنصرين البيض ، وبيننا والعبيد .. ؟؟

المطلوب من القائم بمهام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس النواب الموقرين مع كل تقديرنا واحترامنا ، أن يستجيبوا لارادة الشعب ويلغوا نظام الرواتب. وأن يباشروا فورا باتخاذ الاجراءات القانونية والادارية لاعادة أموال الشعب وما استملكوه من أراض ودور سكن مسئولين سابقين في النظام السابق التي تم الاستحواذ عليها دون وجه حق خلال وجودهم في مناصبهم ، وأن يتخلوا عن كافة الامتيازات التي كرسها نظام بريمر العنصري قبل ان يرحل غير مأسوف عليه.
فالوقت يمر سريعا والعبيد لو ثاروا لن يمهلوا.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية ... بين التغيير أو الانهيار .... (الجزء الأخير)
- الرأسمالية ... بين التغيير أو الإنهيار.... (1)
- لنرشح رئيسا جديدا ... لحكومة العراق ..إإ
- العجز المالي الأمريكي ... وابتزاز المحافظين الجدد .. ؟
- حول ... فائض القيمة النسبية والمطلقة لماركس.. ..؟
- دور كومونة باريس ... في إعادة كتابة فكر ماركس... (الأخير)
- دور كومونة باريس .. في اعادة كتابة فكر ماركس ..(1)
- من وراء تأجيج النزاع الطائفي في ... الشرق الأوسط....؟؟
- ليتذكر السوريون ... عراق .. ما بعد تحرير تحرير العراق.. .؛؛
- للقادة الغربيين ... أجندة أكبر كثيرا .. مما نتصور ...؟؟
- مجلس النواب البريطاني يصوت ...لا .. للحرب على سوريا ..؟
- توني بلير ... هو آخر من نصغي له في الحرب القادمة......!!!
- الصراع السياسي داخل الحزب الشيوعي الصيني ...؟
- حرب نووية من جانب واحد ...ضد سوريا ..فما الحل.. ؟؟...(الأخير ...
- حرب نووية من جانب واحد ...ضد سوريا ..فما الحل..؟؟ ..(1)
- ماذا بعد ..الهروب الجماعي لارهابيٍ القاعدة .. ؟؟
- تساؤلات وملاحظات .. حول لقاء المالكي الأخير..؟؟
- الولايات المتحدة ...تبدأ حربا باردة جديدة ..( الأخير)
- الولايات المتحدة ... تبدأ حربا باردة جديدة ....(2)
- الحرب الباردة ... تبدأ من جديد....(1)


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - معا... نبني العراق....إإ