أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - على حسن السعدنى - سياسة الاخوان














المزيد.....

سياسة الاخوان


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 21:15
المحور: كتابات ساخرة
    


أبرع طبيب فى العالم,قد لا يمكنه إدارة مستشفى صغير,كما أن عثمان أحمد عثمان,ربما لم يكن أبرع مهندس عندما أنشأ المقاولين العرب,المسألة باختصار أن هناك فارق شاسع,مابين فن إدارة مواهبك الشخصية,وفن إدارة مواهب الآخرين وعيوبهم كذلك,ثم الخروج بأفضل ما عندهم,والأهم هو تلافى أو تقليل مشاكلهم,فإدارة وحسن اختيار الآخرين فى حد ذاتها موهبة,حتى ولو لم تكن أنت شخصياً تمتلك أياً من المواهب الفذة التى لديهم,فمابالك بإدارة دولة مثل مصر,تمتلىء بطوفان ممن يظنون أنهم الأفضل لإدارتها,ناهيك عن مشكلاتها التى تكمن فى صناديق مغلقة,لن تملك مفاتيحها حتى ولو أتيت للحكم بالصناديق!!

وتلك هى خطيئة الإخوان المسلمين الإستراتيجية الكبرى,التى أودت بهم من فوق كراسى الحكم,الذى وصلوا إليه بعد طول اشتياق,أدمنوا فيها على مدى تاريخهم,لعبة الصراع مع السلطة الحاكمة,والظهور دائماً بمظهر المغلوبين على أمرهم,من سلطة غاشمة تنكل بهم كل فترة كلما تطلب الأمر ذلك,والغريب أن هذا التنكيل لا يأتى إلا بعد فترات من التحالف القوى بينهم وبين من فى السلطة,فيستخدمهم فى لعبته السياسية,ثم يكتشفوا فجأة أنهم كانوا مجرد سلم لصعوده فوق رؤوسهم ,فيكون ردهم عنيفاً بأعلى درجات العنف,بعد أن كان توددهم بأعلى درجات الود,لكنهم ينسون دائماً أن هذه هى عواقب اللعب على كافة الأحبال,وهى السقوط المدوى لأسفل سافلين!!

حدث لهم هذا مع نظام الملك فاروق,ثم مع نظام عبدالناصر,ثم مع نظام السادات,حتى ارتضوا لأنفسهم دور "المحلل" السياسى فى عهد مبارك,فلعب بورقتهم جيداً مع أمريكا والغرب,وهم كانوا يعلمون بذلك واستغلوه أحسن استغلال,حتى استخدمهم المجلس العسكرى,وهم يظنون بأنهم هم الذين يتلاعبون به,لعبة شد وجذب قديمة وحديثة,لكن وحدهم الإخوان هم الذين يدفعون ثمنها فى النهاية!!

لكن فى ظل كل تلك المناورات,نسى الإخوان الحقيقة الأهم التى تخصهم دون غيرهم,وهى أنهم بالفعل مستبعدون منذ زمن طويل,من أى مناصب قيادية أو إدارية فى أى من مفاصل الدولة الرئيسية,فأى إخوانى مهما بلغت درجة تميزه العلمى,هو محدد فى موقعه سواءً فى جامعة أو فى وزارة أو جهاز,وبسقف معين من التقارير الأمنية,ناهيك عن منعهم من الإنخراط فى سلك القضاء أو الشرطة أو الجيش أو الخارجية وكذلك الإعلام,باختصار كان الإخوان بعيدين كل البعد عن كل أجهزة الدولة السيادية,أومناصب الدولة الإدارية العليا,فى وزارات مهمة كالتموين والنقل والمالية والتخطيط!!

إلى هنا ويبدو الأمر تحيزاً ضد الإخوان,لن نناقش فى هذه النقطة فربما للإخوان حق فى الوطن,لكن للأجهزة الأمنية وجهة نظر,خصوصاً بعد اغتيال السادات على يد الجماعات الإسلامية,وقد اتضح مؤخراً مدى الإرتباط الفكرى,بين الجماعات الجهادية والإخوان,وبالنظر إلى من التف حول محمد مرسى فى أيامه الأخيرة,نكتشف أن كل الطرق تؤدى إلى العنف,كما أن الإخوان الذين لم يحاولوا الانخراط مع باقى القوى السياسية,ضد إعادة عسكرة الدولة أيام المجلس العسكرى,لكنهم ظلوا دائماً يلعبون على وتر الدولة المدنية كلما كان ذلك فى مصلحتهم,وعلى وتر الدولة الدينية كلما أرادوا استدعاء أغلبية الصناديق!!

لكن بعد كل هذا الاستبعاد من المناصب الإدارية,أو ببساطة الجهل الإدارى للإخوان,وما أدراك به فى دولة مشبعة بالمشكلات مثل مصر,نجد الإخوان يتناسون كل تلك الحقائق,ويضعون أنفسهم فى صدارة المشهد السياسى,بل ويحنثون بعهدهم بعدم تقديم مرشح رئاسى,فإذا لم يكونوا على علم بكم المشكلات التى تنتظرهم,فهم بالفعل غير أهل لتلك المسئولية,أما إن كانوا يعلمون بها وأصروا على المضى قدماً,فهذا يخرج من باب السذاجة السياسية,ويدخل فى باب الغباء السياسى المطبق!!

لكن السؤال الذى يطرح نفسه,بعيداً عن التربص الإعلامى والدولة العميقة,وإعادة عسكرة الدولة ولماذا لم يأخذ الرئيس فرصته الكاملة حتى نهاية مدته,تلك الاسطوانات التى يرددها السذج,أعتقد أن كل هذا كان يجب أن يوضع فى الحسبان لدي الإخوان أولاً,لو كان عندهم أى حس سياسى,لكن السؤال الأهم : ما الذى أجبر الإخوان على وضع أنفسهم فى كل ذلك؟؟,وعدم الاكتفاء بكونهم قوة انتخابيه فاعلة,ترجع كفة من يريد الوصول للسلطة,اللهم إلا سرعة القفز عليها قبل أن يعاد ترتيب الأوراق,وتجد قوى أخرى قاعدة شعبية قوية لها,أو أن يعود الوضع كما كنت قبل 25 يناير,وقد حدث هذا بالفعل!!

تخيل معى لو أن الإخوان قد انفتحوا قليلاً على قوى أخرى,وانخرطوا معها ووقفوا خلف مرشح ثورى بكل قوة,فى نظير دفع كوادرهم فى الصف الثانى من الجهاز الإدارى للدولة,ولمدة فترتين رئاسيتين على الأقل أى 8 سنوات,يكونوا فيها قد تعلموا فن الإدارة الحقيقية للدولة,وأسرار ودهاليز نظامها الحكومى العتيق,بعد أن أُبعدوا عنه فى مجتمع كثير المشاكل,ثم يفكروا بعد ذلك فى الدفع بمرشح رئاسى,أو تشكيل حكومة فى فترة مستقرة لا فترة انتقالية,يمكنهم فيها تنفيذ مشروعهم للنهضة إن كان موجوداً فعلاً,وليس خيالاً يضحكون به على البسطاء من الناخبين,للوصول لسدة الحكم بأى ثمن!!

فليرحم الله الذين قُتلوا,فداءً لخطأ استراتيجى قاتل,ولست أدرى من هذا الذى وضع للإخوان خططهم السياسية,التى لايبدو أن فيها أى شىء من السياسة,بل إنها الغباء بعينه,ليقعوا هكذا فى أخطاء ساذجة,سوف يدفعوا ثمنها لسنين طويلة قادمة,وعلى رأسها أنهم استلموا مفتاح "كرار" يسكن فيه قط كبير!!



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة المنصورة الجوية
- على حسن السعدنى - قلق امريكى من التوجه إلي روسيا
- امنع معونة- دعوة لرفض -الابتزاز- الأمريكى
- تايم الأمريكية: واشنطن تعاقب السيسي بوقف المساعدات العسكرية
- الشيخ زويد لغز العريش
- فارس اسمه بحروف من النور
- على حسن السعدنى يكتب :اللوجيستى
- نزع الحدود
- استراتيجيات الوقاية
- كيلاني الأعرابي
- فرحة الانتصار فى عيد الغفران
- نهاية الكبوس
- حرب اكتوبر سهم العرب
- أشتون وارق زيارتها لمصر
- على حسن السعدنى يكتب : استراتيجيات الوقاية
- السادات بطل الحرب ورمز السلام
- يوم الكرامة والميدان
- علامات استفهام التقارب الايرانى الامريكى
- رؤساء النيل
- جمال عبد الناصر حاكم للتاريخ


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - على حسن السعدنى - سياسة الاخوان