أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - الثائر.. حينما يَنتقِد الثورة














المزيد.....

الثائر.. حينما يَنتقِد الثورة


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مين كونينغ، الناشط السياسي البورمي وأحد زعماء الحركة الديموقراطية التي تم قمعها بصورة وحشية عام 1988، قضى أكثر من عقدين من عمره في السجن. وفي 13 فبراير 2012 غادر المعتقل إثر اعلان النظام البورمي العفو العام. صحيفة نيويورك تايمز"اعتبرته الشخصية الأكثر تأثيرا على البورميين بعد زعيمة المعارضة اونغ سان سوتشي. كونينغ كتب مقالا في مجلة "جورنال أوف ديموكراسي" تحت عنوان "لنعمل شيئا آخر بدلا من الثورة"، جاء فيه أن الشعب البورمي "تعوّد على ألاّ يسأل". ما قاله كونينغ في المقال ينطبق على العديد من الحراكات الساعية الى تغيير الوضع السياسي/ الاجتماعي، بما فيها الحراكات العربية المنضوية في"الربيع" العربي. هنا ما خطّه قلم كونينغ:
في شبابنا، كنّا نؤمن بالثورة. عشنا مثل الثوّار. كل ما نملكه - من سجائر إلى الملابس - كنّا نوزّعه بيننا. اعتقدنا بأن الثورة هي الهدف. لم نسأل أنفسنا "ماذا سيحدث بعد الثورة؟". لم نع كم هو صعب العبور من الديكتاتورية إلى الديموقراطية. كنّا مقتنعين بأن الحكومة يجب أن ترحل، لكن لم نكن نعلم بأن المجتمع يحتاج أيضا إلى تغيير. كنّا نعتقد بأنه بعد الثورة سنكون أحرارا بحيث نستطيع أن نحقق أحلامنا ومصالحنا. لكننا، كالذين وُلدوا وترعرعوا في ظل النظام الاستبدادي الحاكم، كنّا نرى المسائل إما بيضاء أو سوداء. لم يكن يدر في خلدنا أن هناك مرحلة انتقالية غير واضحة المعالم. فنحن نعيش اليوم في ظل ظروف غير واضحة. لا نستطيع أن نقول بأن الثورة قد انتصرت، ولا نستطيع أن نقول بأننا لا نزال نحارب من أجل الثورة.
في الماضي كنّا نعتقد بأنه من دون التضحية الشخصية لا نستطيع أن نصل إلى الديموقراطية. اعتقدنا أنه بوجود مجموعة كافية من الأفراد المستعدة للتضحية بنفسها، نستطيع أن نهزم الحكومة. لكن فجأة تغيّر كل شيء. فالوضع الجديد لا يشبه ظروف الاستقلال. فنحن لم نعش في ظل ظروف الاستعمار ثم تحررنا من ذلك. ما يجري في بلدنا يختلف كليّة عن ذلك. كنّا نعتقد بأننا سننتقل مباشرة من الديكتاتورية إلى الديموقراطية. لكن، أين نحن الآن؟ نحن أحرار وغير أحرار. لسنا هنا ولسنا هناك. لا نستطيع أن نحدّد هوية الجهة التي نقاتلها. نعتقد بضرورة تواجدنا في هذه المرحلة، لكننا لا نعرف خطتنا لها وماذا يجب أن يحصل فيها.
لو سمحتوا، ضعوا أنفسكم في مكاني. فما سمعته من السلطة الحاكمة منذ ولادتي، كانت فقط أوامر: افعل ،لا تفعل. حتى انهم كانوا يحدّدون لنا الوقت الذي يجب أن نمارس فيه الطبخ والوقت الذي نمنع فيه من ذلك. كانوا يهددوننا بأنه إذا لم نطبخ في الأوقات المحددة لذلك (وفق القانون) فسنتعرض للقمع. أما المسائل التي لا ينظمها القانون، فكانوا يعاملوننا وفق ما يشاؤون ويشتهون. لغتهم اليومية كانت تهديد الناس. لم يقل لنا أحد ما هي حقوقنا، بل التهديد بالعقوبات هو الذي كان يحدّد نوع سلوكنا. ومحصّلة كل ذلك أن الناس لم يكونوا يسألون عن شيء إلا ما ندر. كانوا فقط يتلقون الأوامر وينفذونها.
حينما نضع لوحة كبيرة في أحد الشوارع، ونكتب عليها: "أهلا وسهلا بكم في المدينة..."، فهذا لا يعني بالضرورة وجود هذه المدينة. كذلك، لا يمكن لأحلامنا أن تبني هذه المدينة. من هذا المنطلق فإن المجتمع المدني ينطوي على أهمية كبيرة. يجب أن يفهم الناس وقادة البلد أن بناء بلد حديث يعتمد بشكل أساسي على دور "الناس". فمن دون مساعدة "الناس" قد تنجح الثورة لكن لا يمكن أن يتحقق التغيير.
شعبنا بعد سنين طويلة من العيش تحت إمرة نظام عسكري، تعوّد على عدم السؤال وعلى ألاّ تكون لديه مطالب. وإذا طلب منه النظام شيئا، نفذّه من دون أي تردد أو تساؤل. شعبنا لم يكن يسأل أين تذهب الأموال التي كان النظام يحصل عليها من خلال الضرائب. كان متعوّدا على ألاّ يسأل، لأنه: فقد القدرة على السؤال، ولم يتعلّم أن يسأل، ولا يمتلك الحرية التي تمنحه حق مساءلة المسؤولين.
لا يزال الناس يحترمون الشخص صاحب اللباس الرسمي (اليونيفورم)، لأنه صاحب السلطة الأقوى. لهذا السبب، فإن تعليم الشعب الثقافة المدنيّة يُعتبر من أهم الضرورات لأي مجتمع يفكّر بالثورة.
كثيرون يسألونني: هل أنا مستعد للانتخابات المقررة في 2015؟ نحن نحتاج إلى ما هو أهم من الترشّح للانتخابات. نحتاج إلى أن نعلّم الشعب ما هي حقوقه وواجباته في ظل الحياة الديموقراطية. هذه المهمة صعبة جدا ولا يمكن تحقيقها من خلال الشعارات. إذا رجعنا إلى ظروف انتخابات عام 1990 سنجد بأننا انتصرنا فيها، لكن حينما ألغى الجيش النتائج خسرنا نحن كل شيء. إذاً علينا أن نهيئ المجتمع لتلك الظروف، بتعليمه، ببث روح التساؤل فيه. فمع أفراد المجتمع غير المتعلمين، تستطيع أن تنتصر في الانتخابات، لكنك لا تستطيع أن تبني مجتمعا ديموقراطيا. حينما يدافع أفراد المجتمع عن حقوقهم ولا ينسونها أو يتغافلون عنها، سيتغيّر النظام شيئا فشيئا. إن النظام الحاكم في بورما لم يتبنَّ الإصلاحات السياسية لأنه تعاطف مع الناس، بل تبنى ذلك لأن غالبية كبيرة من الناس تغيّروا وأرادوا التغيير. فالناس يقاتلون في جبهة واحدة، لذا يجب أن يصبحوا مواطنين: أن يتقاسموا العلم فيما بينهم، وأن يعلّموا بعضهم البعض، وأن يتبرّعوا بالدم لبعضهم البعض. فهذا هو الطريق الطويل لبناء البلد.

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية الإسلام السياسي
- وجه الإسلام السياسي
- إخفاقات ليبرالية
- اعتدال روحاني وواقعيته
- -الفتنة-.. ومبرر الإسكات
- الديمقراطية.. وخطاب المشاركين بالانتخابات
- لندعهم ينتقدون
- حساسية مفرطة
- بين سروش وخلجي: الساحة العامة ملك للجميع
- لماذا رُفضت أهلية رفسنجاني ومشائي؟
- خطر يهدد مطالب الحراك
- انقسام المحافظين يحرج خامنئي
- التكهن بمن سيفوز في الانتخابات الإيرانية.. صعب
- أن تكوني إمرأة
- تجميد القانون؟
- الحرية المريضة
- نقد المادة التي تحبس الناقد
- القرآن بوصفه خطابا (2-2)
- القرآن بوصفه خطابا (1-2)
- الحجاب مجددا..


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - الثائر.. حينما يَنتقِد الثورة