أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد نعمة - ملحمة














المزيد.....

ملحمة


احمد نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 4214 - 2013 / 9 / 13 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


(1)
صديقتي
مفروض أن اكتم حزني
أن اجلس وحدي في الظلام
أن أحاور اشخاص موتى
و منهم استمد الاحلام
مفروض أن امشي دربي
أذهب بعيدا دون رجوع
أن اترك الناس ورائي
أن اودعك دون دموع
أن افعل ما يطلب مني
و أن اتغير دون خنوع

(2)
صديقتي
تاريخ ميلادي كان
يوما كباقي الايام
لم تثمر الاشجار أو يأتي الربيع
و فيه لم تحلق حمامات السلام
بل كان هناك مولود احب الحياة
حتى تركته الان حطام

(3)
صديقتي
لا أدعي اني اعلم اكثر من اسمي
و بعض معلومات بطاقتي الشخصية
أنا لا أقرأ الاخبار
و لا اطالع سوى الابراج من صحيفتي اليوميه
لا أعرف من سيربح هذا العام جائزة نوبل
أو من يرتاد الان المقاهي الباريسية
لا افرق في خارطة اعمالي
ما بين مدينة بيروت
و الاسكندرية
لكنني و بكل بساطة
اهواك
ايتها الزهرة الندية

(4)
عندما رأيتك
صديقتي
لم اتذكر الليل الحالك
أو اننا كنا في الشتاء
لم أر الناس حولنا
أو اضواء السيارات من بعيد
كنت فقط انتي و انا و السماء
و اشرقت ابتسامة منك
برزت من خلفها شمس الضياء
لا اريد ان اعرف منك
ذكرياتك في سنوات الشقاء
اريد فقط ان تبقي معي
اليوم , غدا و بعده
فكل ايامي دونك سواء

(5)
صديقتي
انني لم ابن يوما قصورا من الاحلام
كان يكفيني الحلم دون قصور
كنت دوما امضي يومي بلا تفكير
رما تستجد في الامور امور
حضورك جنبي هو احلى احلامي
يكفيني ذلك من السرور
فأنت صديقتي احلى امنياتي
و في سعادة قلبي لك حضور

(6)
صديقتي
كيف تريديني الان
أن ادافع عن القضية؟؟
بعد أن بقي من عمري يومان
يوم للبكاء و أخر للتحية
لا أملك سوى قلمي هذا
و لا يوجد في اوراقي بقية

(7)
الموت لدينا صديقتي
منثور كالورد على الطرقات
ينتظر من سيحمله
الى الأحبه
و بطرقات الباب يتجدد الخوف
فلا ضيف قد يأتي
الا الاخبار الحزينه
و قصص الموت

(8)
نمت البارحة احلم بالامان
لعلي استيقظ على يوم جديد
يرفع عني هذا السواد
أمل جديد يدفعني الى الحياة
لكنني اتمنى
ما لم يحلم به انسان
و استيقظ على صوت المنبه
بقوله : آن الاوأن
اذهب الى حيث لا اريد الذهاب
اقول و لكن لا ينفع العتاب
اصنع من الرمال طريقا الى احلامي
ليأتي المطر و يحيلها تراب
اعود الى غرفتي بخيبة أمل
لأنني لا اجد غيرها مكان
اكتب مذكراتي و ما فعلت هذا اليوم
و تبقى الورقة بيضاء
يعصرني الالم
فكل شيء مكسو بالسواد
حتى الورد يبكي حبرا
لم يعد يرمز للحب و الحنان
الفجر أعلن اضرابه
لأن نوره لن ينفع
اذهب لكي انام
لعل غدا يأتي بالالوان

(9)
عاشقين كنا و السلام
لا أعرف ماذا اضيف؟؟
هكذا كان الختام
و هبت اعاصير الهوى في بعدك
ساد الظلام
فكيف انساك؟؟!!
و أنا يتملكني الهيام

(10)
صديقتي
قد ذكرتك الان
بعدما مرت بغيبتك السنين
بيضاء ناصعة ذكراك عندي
تزهو كزهر الياسمين
غبت عني و الاشواق تجرحني
و عدت انتظر
متى بحبك تشرقين؟؟!

(11)
بعد يومين فقط سأعلن وفاتي
برايه سوداء ترفع
و اصوات الناي تهدر من بعيد
سياتي الناس ليعزون بي
أناس لم اعرفهم في حياتي
فالموت هو أفضل طريقة للتواصل
بعض القهوة و ربما دمعتين
هكذا ارتاح
لن أحيا كي أناضل
حينما اترك توصياتي
بورقة مجعدة
تقول : سادتي الافاضل
كنت دوما أبنا لهذا الوطن
أعشق ارضه الخضراء
و قطرات الماء تزهو في الجداول
كنت أحلم بحريتي و معها حق الاختيار
لم أعلم انها تأتي بالقنابل
و عندما منحت حق الأختيار
فأنني الان أختار وفاتي
ادفنوني جنب شجيرات الزهور
ربما يوما ستعود البلابل
أحببت الحياة لأخر لحظتين
تذكروا ذلك
عندما تضعون رفاتي

(12)
صديقتي
عندما يصل بي العمر الى ساعته الاخيرة
أمنيتي أن اراك جنبي
تمسكين يدي
كي أحتفظ بصورتك هذه
حتى أراك للمرة الثانية
جروحي تنزف كلمات حزن
تكتبها قطرات من دمائي القانية
أنا لا اتمسك بالحياة
أريد فقط أن أراك هنا
و تنير ابتسامتك
عندها ارحل عن دنياي الفانية
لا تحسبين أنني سأرحل دون أن اودعك
فحبك يملك أرواحي الثمانية
و ذاكرتي تعيدني الى كل هداياك القديمة
رسائل الاعياد
بطاقات التهنئة
و حتى دموعنا الاليمة
ها هي الان تقترب نهايتي الوخيمة



#احمد_نعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي على الصمت
- خوف
- أمنت بالموت
- يوم اعتيادي
- بقايا المجد
- خبر عاجل
- إرادة
- من بلادي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد نعمة - ملحمة