جرايد گبُل 76

صوفيا يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 21:14
المحور: الصحافة والاعلام
    

في 23 كانون الثاني 1991م وزير الدفاع الأميركي Dick Cheney يقول: العراق هو القوة العالمية الرابعة!..

والعراق يقصف اليوم البحرين والسعودية وإسرائيل والقوات المشتركة تحصي طائراتها المهاجمة الساقطة 22 طائرة فقط وإن الطائرات العراقية المدمرة كثيرة منها 17 طائرة سقطت من الجو وليس على مدارجها هبطت..
في حين تدمر قوات الحلفاء الألغام العراقية في الخليج على مدى الأيام الأخيرة وكذلك السفن الحربية العراقية التي تراقب أو تزرع الألغام ويجري الحديث عن أحداث مؤيدة للعراق وقعت من الصفوف الشعبية السعودية والسودانية تهاجم الأنظمة الخليجية وفرعون مصر الأخير مبارك. وهجوم بري عراقي مع حرق آبار نفط كويتية. من البصرة يقصف العراق لمرتين اليوم وكذلك تم قصفها أمس من قبل الحلفاء. وأعلن اليوم في العراق عن منع بيع النفط ومشتقاته للمواطنين حتى إشعار آخر. الفلبين تقدم مساعداتها الطبية والصحية إلى قوات الحلفاء والرئيس الأميركي بوش يقول: إن الحياة ثمينة سواء بالنسبة لطيار أميركي أو طفل عراقي!..

واليوم قطر تدخل الحرب ضد العراق منذ عام 1991م.. حتى آخر أيام أميرها السابق الذميم حمد عام 2013م!..

البعث حزب انقلابي بوصف مؤسسه عفلق، ما مد على الأفق جناحيه الكسيرين يصف جريدتيه في العراق وسوريا بنعت (الثورة) الجريدة الدمشقية شنت اليوم الثلاثاء مثل اختها البغددية قبل عشر سنوات (جرايد گبُل *)، هجوما لاذعا على الولايات المتحدة ووصفت وزير خارجيتها جون كيري بـ(الكاذب). أن كيري يتوج الأكاذيب الأميركية عند حديثه عن إخفاء الأدلة بكذبة على مقاس الدبلوماسية الأميركية فتعيد إلى الذاكرة كذبة سلفه (وزير الخارجية الأسبق كولن) باول الشهيرة فيما تتراكض أدواته ومشغلوها في المنطقة وخارجها على وقع الإيماءات الجديدة الصادرة عن واشنطن وتل أبيب. أصوات العويل في الداخل من المرتزقة والإرهابيين تدفع بهم لمزيد من الفحيح على حافة الهاوية التي تنتظر المنطقة والعالم حيال أي مغامرة.‏ اللافت أن طبول الحرب التي يقرعها القادمون والذاهبون معاً تستطيع أن تترجم بعض الهوامش الجزئية في المشهد لكنها لا تبدو كافية لتروي ظمأ الغارقين في أوهام الاستعداد لليوم الموعود المنتظر الذي طالما كان يشكل حلماً استطال لدى البعض منهم إلى حدود التورم. أن الفحيح الغربي بدأ يسابق عويل المرتزقة ومشغليهم في المنطقة بدءا من تركيا وليس انتهاء بالمتربصين في السعودية وغيرها من مشيخات الخليج وصولاً إلى الأردن الذي يوقدون النار في كنفه وبعلمه وحتى برغبته. المفارقة القائمة والتي تحاول تلك الأطراف أن تختبئ خلف إصبعها كلما لاحت في الأفق أنها جميعها تنتظر مغامرة الآخر وجميعها تحرض بعضها على أن تكون في الواجهة فإسرائيل تحرض الأوروبيين، والأوروبيون ينفخون في الرؤوس الإسرائيلية، والأعراب التي انتظرت حتى كاد اليأس يأخذها تنفخ وتحرض الاثنين معاً، دون أن تكلّ من سعيها المحموم لدى واشنطن ويترجمه حديث الحرب والعدوان الذي يعلو عند المسؤولين الأمريكيين العسكريين والسياسيين على حدّ سواء. مع الأخذ بالاعتبار الظروف المختلفة والمعايير المتباينة، لأن العدوان لم ولن يكون نزهة، ولا شهوة لبعض الرؤوس الحامية ولن يكون حلم يقظة لكثير من المستجدين على الحقل السياسي”.

البعث العربي يكفر بحَمِيَّةَ الأعراب فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ In their hearts pride and haughtiness the pride (سورة الفتح 26)..

لنا العراق والشآم ومصر والبيت الحرام!.. نشرت صحيفة (الأهرام ** ) المصرية في صدر عددها الثلاثاء معلومات عما وصفته بأنه “مخطط بديل” لضرب الاستقرار في الشارع المصري بمشاركة سياسيين وصحفيين ورجال أعمال، مشيرة إلى أنه سيتم الكشف عنهم وتقديمهم إلى العدالة خلال أيام. وأن هذا المخطط كان بديلا جاهزا بعد إحباط مخطط عزل الصعيد وإعلان استقلاله مساء الأحد. وأكدت مصادر الصحيفة أن المخطط الجديد كان ينطلق من إحداث بلبلة في أوساط الرأي العام حول القضايا التي تضمنتها خريطة المستقبل، وقالت إن “المخططين معا كانا ضمن اتفاق رعته السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون مع القيادي الإخواني خيرت الشاطر قبيل القبض عليه. أن القوات المسلحة ألقت القبض على 37 إرهابيا في محافظة المنيا وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة في الصحراء الغربية، كانت في طريقها إلي الإرهابيين هناك، الذين خططوا للاستيلاء على مبنى المحافظة ومديرية الأمن وتشكيل حكومة، حيث كان اعتراف بالموقف الجديد معدا سلفا من الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى دول أوروبية أخرى. وقامت القوات المسلحة بعملية تأمين واسعة للصحراء هناك من خلال القوات الجوية وحرس الحدود، إضافة إلى عمليات تأمين واسعة في الوقت نفسه على امتداد قناة السويس بعد أن وردت معلومات تفيد استهدافها من خلال زوارق صغيرة ملغمة.

*** *** ***

(*) رئيس تحريرها الشاعر الحلي حميد سعيد بعد أسرار القصيدة الصادر في بغداد وبعد ما حظِيَ بترحيب النقاد والقراء أصدر الكتاب الثاني للشاعر عن ‘عن الشِّعر’ وفيه: لا لتكرار تجربة ‘أسرار القصيدة’ – وهو تكرار قد يخدع مجموعة من النقاد فأوقعهم في دوّامته – بل هو كتاب يستعبد مجموعة من الأسئلة التي سبق لـِ أسرار القصيدة أن صاغتها إبداعياً وتأملاً (من قبيل التفكير في قضايا الشعر، وتنويع الأفكار، والتعدد اللغوي، وتعدد الأصوات، وإدراج الخطابات المتخيلة، وتمثيل صورة الآخر، والموت، واستعادة الأزمنة، وسؤال الكينونة، وتبادل الأدوار بين لحظتي الإضاءة والعتمة). سؤال ‘هل أصبح الشعر فنّا بلا جمهور؟’ص7، ‘فالثقافة العامة وحدها في مجال تلقي الفنون عامة والشعر على وجه خاص، لا توفر الخبرة المشتركة، لذا نلتقي بأستاذ جامعي على قدر كبير من النباهة في اختصاصه، غير أنه لا يستطيع إكمال الاستماع إلى قصيدة شعرية لا توافق ذائقته الأولى التي لم يُغنها بالاطلاع على ما يخالف مقومات تلك الذائقة ص21′-;-.. ‘وليس النقد أحكاماً ينطق بها الناقد، أو سلَّم درجات وظيفية، وما يناله المبدع من هذه الدرجات تصدر بقرارات عليا، كما توزع درجات الوظائف بين العاملين في المؤسسات الرسمية ص23′-;-. (إن المتغير الإبداعي ما كان ولن يكون مجرد رغبة فردية، بل هو تعبير عن متغير أكبر اجتماعي يقترن بتحول تاريخي، غير أن هذا المتغير يعبّر عنه على صعيد الإبداع بمواهب فردية وبأصوات متميزة ص67). (حيث الحديث عن أثر المكان في النص الشعري، فليس القصد كتابة قصيدة وصفية عن المكان، وإنما كيف يظهر المكان في القصيدة وما أثر المكان على طريقة عمل الشاعر ومقدمات العمل الشعري رؤية وأداة؟ ص77).

(**) جرايد گبُل مطلع القرن الماضي عام 1894م Baron Edouard Empain توفي في 22 يوليو 1929 بمرض السرطان في بلجيكا ودفن في مصر أسفل كنيسة Basilica في مصر الجديدة. أنشأ ضاحية مصر الجديدة مع أخوه Baron François Empain وعدد أخر من أفراد أسرته انتهى العمل به قبل قرن من ثورة مصر الشعبية عام 1911م. روج لمدينة الأحلام (شركة واحة Heliopolis Oasis Company) وثقتها مجلة ‘ذاكرة مصر المعاصرة’ في عددها الأخير لمدينة ‘مصر الجديدة Heliopolis’!.

#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات