أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - أنا عار .. والعار يجب ان يُغسل (صرخة مكتومة)














المزيد.....

أنا عار .. والعار يجب ان يُغسل (صرخة مكتومة)


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 15:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


انا عار والعار يجب ان يُغسل
يتصورون , بعد ان تعلموا , بأن الشرف يكمن في الجسد والحفاظ عليه وتقديسه , وانه اي الشرف لا علاقة له بالعقل وكيفية تطويره , هكذا تصوروا ولكن مع تصورهم واعتقادهم هذا لن يستطيعوا الحفاظ حتى على اجسادهم بالرغم من مبالغتهم بتغطيتها وحجبها , ومن ثم صاروا يفعلون ما لا يؤمنون به ولكن بالخفية فقط , والخفية صارت شعارهم التي تستر افعالهم كما سترت اجسادهم كما توهموا , شعارهم الذي يتباهون به هو الحجاب , فارتبط حجاب المرأة مع حجاب افعالهم , فتعرّت به غرائزهم وتعرت رغباتهم في ذلك الجسد الذي جعلوه مقدسا ومن ثم غلبت عليهم غريزتهم بل وفاقت هذه الغلبة جميع التصورات فلن يستطيعوا الحفاظ حتى على عقولهم التي بها سيكون تفكيرهم السليم وخلاصهم الوحيد من تلك الغرائز والرغبات التي استحوذت على تلك العقول , فخسروا بهذا القضيتين .
...................................
انا عار والعار يجب ان يُغسل // صرخت بكل ما أوتيت من قوة في ليلة زفافها وهي مرعوبة لخوفها من العقاب المنتظر, استجمعت هذا الخوف الكامن بداخلها لسنوات وتقيأت ذلك الجبل الذي ترعرع بألمها وخوفها وصمتها فكبر وتناسل مع كل لحظة عاشتها وحملت منه شخصيتها المهزوزة دوما من شدة القهر الذي وقع وهي تنتظر في اي لحظة حكم اعدامها , خوفها من هذه اللحظة كان يلازمها لسنوات نهشت بروحها وهي ملتزمة الصمت وسط محيط يغفر اخطاء الرجال لو حاولوا التمادي والخطأ , ولكنهم لا يغفرون لها ان خطأت واياً كان نوع خطأها وأن كانت هي المجني عليها وعليها ان تتحمل لو اخطأ الرجل بالرغم من انها ناقصة عقل كما وصفوها , تنفست دون ان تملىء رئتيها بالهواء , ارادت ان تلهو حالها حال بقية الأطفال حينما تربص لها ذلك الرجل عندما كانت طفلة , باغتها في غفلة من امرها بعد ان غلبت عليه غريزته لينتهك فريسته بعد كبت وجوع طويلين . ........
خرجت صرختها المدوية دون ارادة منها ودون ان تستطيع كتمها بعد ان وصلت لنقطة الحسم وانعدام المفر , فكيف لها ان تخفي تلك الجريمة التي كانت هي مجرد ضحية لها , وضحية لمجتمع اعطى الحق لرجل لن يجد من يردعه , كانت بطلة لقصة دون ان تدري باحداثها فصارت هي المفعول بها لتدفع من حياتها وكرامتها وانسانيتها ثمنا لجريمة غيرها.
مع صرختها تلك دارت في ذهنها صورا سريعة لتلك الحادثة التي حفرت جرحاً في روحها عجزت السنين من ان تداويه فصار جرحها يحمّل يوما بعد يوم من القيح الكثير, ويكبر معها وينزف بين الحين والحين , وهي تتحمل بصمتها ذلك الألم لأنعدام دوائه وسط محيطها , كان يندمل احيانا ولكن هذه الأحيان لم تكن كثيرة , ليرجع وينزف ثانية لأقل سبباً .
صورا كانت تأتيها على شكل كوابيس في الليالي الطويلة تتمثل برجال تحمل رأس ذئباً ومخالب طويلة تنغرس في جسدها كلما حاولت الأبتعاد عنهم , تغويها تلك الأجساد الجميلة احيانا بملابسها الأنيقة , تتعجب لأجسادهم وتلك الأناقة الملفوفة بها , ولكنها تنذعر حينما تنظر الى تلك الرؤوس الغالبة عليها شكل الذئاب الجائعة التي تتربص لتحركاتها , لا زالت آثار تلك الأنياب التي غُرست في جسدها الغظ قبل ان يتلوث بها , مضافا لها ما تراكم من زبد ريقها بعد ان سحبها كفريسة راغباً بالتهامها بعد جوع طويل , تذكرت كلمات والدتها اثناء ما كان يسحبها والتي كانت تحذّرها من جنس الرجال ومحاولة الابتعاد عنهم , وفكرت بأنها منيتها المحتومة عليها , ولكن بالرغم من انها كانت تعمل بتلك النصائح مرغمة دوما وبالرغم من خوفها من جنس الرجال لم تسلم منهم لصعوبة الأبتعاد , كونها لو ارادت هذا فعليها ان تدفن نفسها وهي بالحياة بقمقم مظلم لأجل ان لا يراها الرجل وتثير مكامن ضعفه وشهواته , فصار من الصعب تطبيق نصائح والدتها التي توارثت هي ايضا من والدتها , هكذا دارت دوامة الخوف بها من شيطان الرجل عليها وعلى والدتها وجدتها دون ان يفكروا بأخراج هذا الشيطان الكامن في الرجل وقتله .
ركعت امامه بكل ما امتلكت من عبودية واستسلام لا حكم عليها بها ووجهها تكتنفه علامات الرعب , ركعت وهي ترتدي ثوب زفافها الناصع البياض كون هذا اللون يمثل النقاء والسلام لكنهما مزيفين , لون ابيض لا يعكس واقع الحياة المرير التي ستكون في انتظارها , ثوب زفافها كان ابيض بلون كفنها .
قالت له ( استر عليّ الله يستر عليك , اقتلني ولا تفضحني ) , ولكن هيهات لفحولته ولرجولته ولشاربه ولكل ما ينطق به تاريخه وما تلقاه من محيطه من ان يفهم توسلاتها .
قبل ان تحكي قصة مظلوميتها شعرت بصفعة قوية وجهت من قبل زوجها بعد ان طعنت فحولته التي اهتزت عندما شعر بأن هذه البضاعة كانت مغشوشة , فكر هو بأن هذه الأنسانة التي تركع امامه لابد وان تكون منحطة باخلاقها كونها لم تستطيع ان تبتعد عن شيطان يمكث في عقل رجل لا تعرفه , فكانت هي من حبائل شيطانه وسببا لغوايته , توالت الصفعات الى ان ادمت وجهها فلابد للدم من الظهور في ليلة كهذه .
وأذا الموؤدة سألت بأي ذنب قتلت !! , كيف يوجه السؤال للموؤدة بالرغم من انها ميتة , ولا يوجه للقائم بالوأد ؟
وما الفرق بين وأد البنات ما قبل الأسلام وبين وأدها اليوم , بعد ان اعطيّ الحق للرجل دوما كون الله وضع له شهوة أخذت عقله وسحبت المسؤولية عنه ؟

ابداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الانسانية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرف الحرية
- دعارة الجسد هي نتاج لدعارة الفكر
- الحمد لله الذي عافاني فيما ابتلى به غيري
- خوفاً من النار أم تجنباً منها ؟-- طمعاً في الجنة أم طموحاً ل ...
- صوت المرأة في انتخابات العراق عورة , تحت وصاية الرجل وحكم -- ...
- نحن لا نحب الله
- سرقة من تحت الحجاب
- قتلها بهيمنته وقتلته بسكينها ... فهل هي القاتلة ام هي المقتو ...
- حواء من ضلع آدم أم آدم من رحم حواء / اسباب دونية المرأة
- أفكار في قضية المرأة ( من هو المسؤول عن تردّي أوضاع النساء )
- الدين والشريعة لا تهذب الأنسان ولا تعلمه الأخلاق
- متى ستحتفل المرأة العربية بعيدها
- أفكار في قضية المرأة --- علاقة الأضطهاد والقمع بأبداع المرأة ...
- كم نحن بحاجة لغسل عار العقول
- لا يخلو رجل بامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما
- ردا على مقال الزميل نعيم ايليا ( في رحاب المطلق )
- تأملات طفلة في مجتمع عربي
- تنهدات امرأة (6)
- لنكشف المستور عن مجتمعنا
- أعز ما تملكه المرأة


المزيد.....




- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - أنا عار .. والعار يجب ان يُغسل (صرخة مكتومة)