أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - في -الفاشية- و-البلطجة-!














المزيد.....

في -الفاشية- و-البلطجة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بأيِّ معنى يمثِّل حُكْم السيسي حُكْماً فاشياً؟
"الفاشية" هي مذهب سياسي واقتصادي، نشأ في إيطاليا، في القرن العشرين؛ وهو يُبرِّر تدخُّلاً قوياً وواسعاً للدولة في كل أوجه النشاط الاقتصادي. أمَّا حُكْم السيسي فيَسْتَنِد إلى تحالف قوي مع فئة من رجال الأعمال الذين تحتاج أعمالهم (ولجهة نموِّها وتوسُّعها) إلى اشتغالهم بالسياسة، وإلى اكتساب النفوذ من طريق "البلطجية" وأعمالهم.
"الفاشية" هي حُكْم دكتاتوري؛ إنَّه يقوم على "دكتاتورية الحزب الواحد، وقمع المعارَضَة، والتعصُّب القومي والعنصري، وإعلاء شأن الحرب وتمجيدها، والحماسة القومية"؛ ويجلس زعيم دكتاتوري على قمة هذا "الحُكْم الأوتوقراطي (الاستبدادي) المركزي".
حُكْم السيسي هو حُكْم دكتاتوري، إرهابي، قمعي؛ له زعيم دكتاتوري هو السيسي؛ لكن هذا الحكم لم يؤسِّس له بعد "الحزب السياسي" المستأثِر والمستبد بالسلطة؛ فهو يستند الآن إلى خليط من القوى، أهمها: الجهاز العسكري، والجهاز الأمني، والجهاز الإعلامي، والجهاز القضائي، وتلك الفئة من رجال الأعمال، وجيش، أو جيوش، من "البلطجية"، الذين يرعاهم رجال أعمال (من حلفاء مبارك) والجهاز الأمني؛ وهُمْ (أيْ "البلطجية") الآن القوَّة الصاعدة في نظام حُكْم السياسي؛ ويضم هذا الخليط، أيضاً، أعضاء في حزب مبارك المنحل، وقوى (وشخوص) تَزْعُم أنَّها ليبرالية ويسارية وقومية، جَعَل لها صراعها مع جماعة "الإخوان المسلمين" مصالح شخصية وفئوية في التحالف الأعمى مع السيسي.
حُكْم السيسي يسعى في أنْ يبدو متعصباً لـ "القومية"، بمعناها المصري، مُسْتعيراً شيئاً من شكل الحكم الناصري (وهو لا يرى من الناصرية إلاَّ عداءها لجماعة "الإخوان المسلمين). وهو يُعْلي شأن الحرب، ويمجِّدها، إذا ما كانت حرباً ضد جماعة "الإخوان المسلمين"، التي عرَّفها على أنَّها "العدو الحقيقي" لمصر وشعبها؛ لكنَّه يبدي مزيداً من "المسالمة" في موقفه من العدو القومي الأوَّل للعرب، وهو إسرائيل.
"الفاشية"، في منشأها الإيطالي، جاءت من رَحْم الأزمات الاقتصادية، والفوضى، ومن العداء للشيوعية التي كانت "الخطر" المحدق بإيطاليا، بعد الحرب العالمية الأولى. وجاءت، من ثمَّ، حرباً على الديمقراطية البرلمانية.
وفي مصر، جاءت من رَحْم أزمات اقتصادية، وفوضى سياسية ودستورية ساهم في وجودها مساهمة كبرى ذاك الخليط من القوى، والذي كان في غالبيته معادياً لثورة الخامس والعشرين من يناير. وقد جهرت "الفاشية المصرية" بعدائها للتجربة الديمقراطية الوليدة، متَّخِذةً من "الإسلاميين" عدواً لها.
وإذا كان ذوو "القمصان السوداء" هُم رمز الفاشيين في إيطاليا، فإنَّ "البلطجية" وحملة "تمرُّد"، وآخرين، هم الرَّمز للفاشية المصرية.
مِنْ أين أتى مصطلح "البلطجية"؟
"حثالة الناس (أو القوم)" تعني أرذالهم؛ أرذالهم في كل شيء؛ معيشياً وسياسياً وفكرياً وأخلاقياً وإنسانياً..
مِنْ هؤلاء، وهُمْ كُثْر في مصر، يُؤسِّس رجال الأعمال وأجهزة الأمن جماعات (عصابات) منظَّمة للقتل والإجرام، ولارتكاب كل أنواع الجرائم، في مقابل المال ومنافع أخرى.
وهذا الجيش من المجرمين هو ما يسمَّى "البلطجية".
"البلطجي"، في معناه القديم، هو مَنْ يسير مع الجيش فيَقْطَع الأشجار لتسهيل الطُّرُق.
وهو اسم منسوب إلى "بَلْطَجَة". و"البلطجي" هو من يقوم بأعمال "البلطجة" من اعتداء على الآخرين من غير وجه حق، وارتكاب الأعمال المخالفة للقانون، كقطع الطريق على المارة.
و"البلطجة" هي حالة من الفوضى والتخريب والخروج عن القانون. وأصل "المصطلح" هو كلمة "بَلْطة"، وهي فأس يُقْطَع بها الخشب ونحوه.
السيسي دعا مجموعة "تمرد" إلى أن تدعو من التلفزيون المصري الرسمي إلى تأليف "اللجان الشعبية" حتى يتمكن السيسي من أن يزعم أن "المدنيين" الذين يقاتلون مع الجيش واﻷ-;-من هم من هذه اللجان وليسوا بلطجية.
قائد أمني مصري كبير فسَّر الطابع العفوي ﻻ-;-نتفاضة الشعب على النحو اﻵ-;-تي: جماعة "اﻹ-;-خوان المسلمين" تعرضت لضربة قوية أفقدتها القدرة على تنظيم الحراك الشعبي؛ فهذا الحراك الشعبي العفوي اﻵ-;-ن والذي يشارك فيه ملايين المواطنين هو دليل قوي على نجاح السيسي!
السيسيي، وبما يرتكب من جرائم بشعة، إنما يقول للتيار الإسلامي: اذْهبوا إلى "العنف"؛ لا أريد رؤية اعتصامات ومسيرات ومظاهرات سلمية؛ أريدكم أنْ تلجأوا إلى خيار العنف؛ أريد ما أراده من قبلي بشار الأسد، وهو عسكرة الثورة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مفاوضات- في -لحظة تاريخية فريدة-!
- هذا ما بقي لإنقاذ مصر!
- كيف تُؤسَّس -النَّظريات-؟
- الجدل الذي تخيَّله ماركس بين عامِل ورب عمل!
- وما -الرَّوح- إلاَّ من أساطير الأوَّلين!
- النسور يَطْلُب مزيداً من الضرائب!
- النمري الذي يُسِيءُ فهم ماركس دائماً!
- لماذا الماركسي لا يمكن أنْ يكون -ملحداً-؟
- -الإسلام السياسي-.. -حقيقة- تَعرَّت من -الأوهام-!
- طريقكَ إلى الثراء في الأردن.. جريسات مثالاً!
- عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!
- بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!
- كيري يسعى لحلِّ المشكلات من طريق الاحتيال عليها!
- أُعْلِن استقالتي من -الصحافة الأردنية- كلها!
- فجر اليوم لفظت ثورة 25 يناير أنفاسها الأخيرة!
- مقالة قديمة عن ثورة يناير
- هكذا يُفْهَم الصراع في مصر الآن!
- السيسي أشعل فتيلها!
- -العرب اليوم-.. معانٍ كبيرة في شأنٍ صغير!
- كيري الذي تَفرَّع من -الملف السوري- إلى -الملف الفلسطيني-!


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - في -الفاشية- و-البلطجة-!