أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الحيرة الحمقاء














المزيد.....

الحيرة الحمقاء


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 02:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




الحيرة الحمقاء؛ هي صفة يتقاسمها المؤمنون و الملحدون، وهي تلك الحيرة التي تدفع الشك، وتقدمه على اليقين، فلا أولئك ولا هؤلاء، يجزمون بما لديهم، تحت زعم أنه لا يوجد يقين تام بنسبة مائة بالمائة، فالمؤمنون يؤمنون بالله، وبوجود ذلك الله، لأن جربوع من جرابيع الصحراء، عكف على تأليف هراء لا يقترب في موضوعيته حتى من الشعر الجاهلي، وأخبرهم أنه وحي من كائن هلامي يعيش بالسماء السابعة، ولابد أن تكون السابعة، وليست الأولى أو الخامسة، حيث أنهم قوم مغرقون في الخرافة، ويقدسون الرقم سبعة، ومن السهل أن تنطلي عليهم حيلة السماء السابعة، وحيلة الله الخارق الذي يسكن بالطابق السابع، فوق سماء بلا عمد، وأي طفل الآن؛ لو شاهد ناشونال جيوجرافيك، سوف يدرك ببساطة، أن السماء ليست سقف، حتى تكون بحاجة لأعمدة، وسوف يدرك حقيقة أن ما يسمى السماء؛ هي جزء من كون هائل شاسع مترامي الأطراف، وليست طوابق يعلو بعضها بعضا.

الملحدون أيضا؛ أو أغلبهم، تشوب قناعتهم شائبة الشك، ولكن ربما على قاعدة منطقية، أنه لا يوجد يقين جازم إلا بعلم الرياضيات، فربما تكون هناك نسبة واحد بالمائة لوجود ذلك الله، في حين أنه طبقا لقناعة المؤمنين الراسخة بوجود الله، على فرض، وليس على نقل، أنه لابد من خالق للكون، في حين أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال، لأن وثائق الغار التي ألفها عاشق القاصرات و الصغيرات، أخبرتهم ألا يسألوا عن أشياء أن فهموها سوء تضرهم، والسؤال هنا: هل أستيقظ هذا الله من النوم صباحا؛ وفوجئ بنفسه، وبقدراته الكلية المطلقة، وبمنصبة الجديد كحاكم للكون، ففرح بالمنصب، ومن ثم قرر قبوله، والعبث بمقدرات الناس كيفما يحلو له؟ والسؤال الآخر التالي البديهي: إذا كان هو من خلق الكون؛ فمن خلقه هو؟ على نفس الافتراض المؤمن؛ أنه لابد لكل شيء من خالق؟

الله في أقرب صوره للحقيقة؛ هو يتيم عربي فقير، كانت لديه رغبة بمشروع سلطوي سيادي، تحت زعم ديني، ومظلة مقدسة، شأنه في ذلك شأن العديد من رجالات العرب المشهورين، ممن حاولوا زعم النبوة، ولكنهم ببساطة لم ينجحوا في فرض تلك الفكرة، لأنهم وببساطة أيضا، لم يفرضوها على الناس فرضا، ولم يجبروا الناس عليها بالسيف والحرب، كما فعل الله الممثل في محمد، ذلك اليتيم المسكين، الذي لم يكن له أهل أقوياء أو عزوة أو سلطة، يتيم وفقير يرعى الغنم بقوت يومه، تلتقطه سيدة ثرية ثيب مسيحية، وتعطف عليه وتتزوجه، لأنه ليس قبلا لمتطلبات الزواج، ولأنه شاب وهي من حقها كامرأة أن تتزوج بشاب، وهي من لها الفضل والمال والنسب، فيرضى ويرضخ، ويظل تحت إمرتها خمسة عشرة عاما، دون أن يفكر أو يحاول أن يخرج عن إرادتها أو يتزوج غيرها أو يكون له عمل خاص أو إرادة خاصة.

كيف السبيل إذن إلى سلطة دنيوية وأخروية متسلطة ومسيطرة، كيف السبيل إلى مال ونساء وسلطة، السبيل هو التلاعب بمشاعر القوم المؤمنون بالخرافة والدجل والسحر والكهانة، والمؤمنون قبل كل ذلك بالفعل بالله، ذلك الشيء غير المرئي، الموجود قطعا بمكان بعيد، أو الموجود بالسماء، ذلك الشيء الذي يعترفون بوجوده ضمنا، من قبل حتى أن يظهر عليهم ذلك الأفاق الدجال زعيم العصابة، ذلك الشيء الذي يقسمون به، والله تالله، ذلك الشيء الذي يقدمون له القرابين ببيت عتيق ذو حجر أسود من قبل هرطقات الرجل عن قدسية البيت وسماوية الحجر، ودعك من الشمس في يميني والقمر في يساري، فهتلر وموسوليني وستالين، كانت لهم إمبراطوريات عظيمة، ولأنهم سلطويون ومرضى ودمويون، فلم يكن يرضي غرورهم ومرضهم وفاشيتهم سوى العالم، كل العالم، بغنائمه وأراضيه ونساءه وزعامته، تماما كالشيخ المتصابي، الذي ألف القرآن على مدي أثنين وعشرون عاما.

الله؛ هو التجلي الفعلي الحقيقي لرغبات محمد، الله هو السكرتير الشخصي لمحمد، الله هو المأذون الشرعي لمحمد، يزوجه من عائشة بسن التاسعة وهو بالرابعة والخمسين، يزوجه من زينب زوج أبنه بالتبني، بل ويلغي أيضا التبني، وهو عُرف اجتماعي ونفسي أفضل من الكفالة، يزوجه من مسيحية، أو يحلها له، لا فرق هنا، طالما قداسة الله سمح بذلك من فوق سبع طبقات، لأنها رفضت أن تندمج في دينه الدموي المضحك، وفضلت البقاء على دينها وقناعتها المسيحية، فيصبح من حق كل مسلم الزواج من كتابية، وليس من حق كل مسلمة الزواج بكتابي، يحل له خمس الغنائم كأي قاطع طريق أو زعيم عصابة حقير عتيد، يبيح له القتل والأرض والعرض، فيسبي صفية ويقتل زوجها وأهلها، ويبني بها في طريق عودته، قبل حتى أن تنتهي عدتها، كأي مغتصب حقير هائج، يهب له الأراضي بفدك وغيرها، حتى يقترب من كونه أحد أثرياء العرب، ولا عزاء لدرع اليهودي المرهونة لديه، يسمح له باقتناء العبيد وإهدائهم، وهو من جاء على رأس العبيد وبفضلهم، ليخلص العبيد من رقهم، لا ليزايد عليهم ويثبت موقفهم وظلمهم ورقهم.

الله؛ شخصية خيالية، كشخصيات القصص الخيالية، الغول والعنقاء والساحرة الشريرة، وليس له من وجود مثلهم، ولكنه كان دوما ذريعة ممتازة للصعاليك الأفاقين كمحمد وأمثاله، ليتلاعبوا بعواطف وعقول العامة، ويهبوهم عزاءات دنيوية وصكوك غفران أخروية، فالإنسان كائن ضعيف، وبحاجه لمن يعوضه ويعزيه، وليس هناك أفضل من حياة أخرى بها كل شيء، رغم أنه لم يرى أحد تلك الحياة الخرافية الخالدة، إلا نفس الشخص الذي أخبر عنها، عبر رحلة أسطورية على ظهر بغل مجنح، وبظروف تناسخت فيها الأقاويل، كعادته في نسى ونسخ وثائق الغار التي عكف على اختراعها وتأليفها طبقا لمقتضيات الظروف ودواعي الحاجة، بمساعدة شخصية خيالية أخرى بستمائة جناح تُُدعي جبريل.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقل المُلحد دليلُه
- فصيل وثني
- تاريخ زائف
- الرب الشرقي
- هل أتاك حديث الزنديق
- تحصيل حاصل
- في البدء كانت الفتنة
- العُهدة العُمرية
- ساديزم
- أخطر الأسلحة
- علماء مُلحسون
- الجنس ليس حرام
- سمّن كلبك يأكلك
- لو كان الرَبُّ رجلاً لقتلته
- بطُل السحر يوم حنين
- نكسة الحُديبية
- حقيقة الخُدعة
- كتاب الفوضى السماوي
- الرب كافر
- الله و الحب


المزيد.....




- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الحيرة الحمقاء