أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمود السيد - دعوة السيسي..... تفويض وأشياء أخرى















المزيد.....

دعوة السيسي..... تفويض وأشياء أخرى


محمد محمود السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هو تطورٌ خطير يربك حسابات اللحظة الثورة، ويؤثر على خريطة تداعيات الموجة الثورية في الثلاثين من يونيو. فدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي ربما جاءت لتعيد رسم ملامح حالة الاستقطاب السياسي والمجتمعي التي يعاني منها أبناء الشعب المصري حالياً. فسرعان ما انقسمت العديد من طبقات الشعب إلى فريقين؛ الأول، وينتمي معظمه إلى تيار الإسلام السياسي، رفض دعوة السيسي ورأى فيها مقدمة لعمليات قتل وانتهاك حقوق أبناء تيار الإسلام السياسي ومؤيدي الرئيس المعزول، أما الفريق الثاني فقابل دعوة السيسي بالترحاب، واعتبرها دعوة للتأكيد على شرعية مكتسبات الموجة الثورية في 30 يونيو، بل وذهب إلى أن النزول يوم الجمعة هو فرض على كل مصري يبغي محاربة الإرهاب في مصر.
ولكن قبل أن نصبح جزء من حالة الاستقطاب هذه، وقبل أن ننضم إلى أي ٍ من الفريقين، علينا أن نترك المعاني المباشرة التي يحملها خطاب السيسي ونحاول أن نعي دلالات هذه الدعوة في ذلك التوقيت تحديداً وبهذا الأسلوب، وأن ندرك دلالات ردود الأفعال على دعوة السيسي. وأن نتوقع تداعيات الدعوة.

دلالات حول خطاب السيسي

يمكن القول أن دعوة الفريق السيسي جموع الشعب المصري إلى النزول يوم الجمعة وتفويض الجيش لمحاربة الإرهاب، تحمل دلالات هامة تتخطى المعاني المباشرة لكلمات السيسي، ويمكن تناول تلك الدلالات على النحو التالي:
1. جاء الخطاب ارتجالي باللغة العامية وعاطفي في معظمه، وهي ليس من عادة القادة العسكريين عموماً، وخاصة في مثل تلك المناسبات "حفلات التخرج من الكليات العسكرية".
2. علاقة الأبوية بين الحاكم والشعب التي غالباً ما يشير إليها الحكام الديكتاتوريين في دول العالم الثالث، والتي دأب الرئيس الأسبق مبارك في الإشارة إليها في أكثر من موضع. أشار إليها السيسي في خطابه ولكن في صياغة مختلفة، فأشار إلى كون الجيش هو الأسد والشعب هم أبنائه وذلك حينما قال "الأسد ما يكلش ولاده". وهو تعبير لم يكن متسق مع صيغة الاحترام والعاطفة التي كانت مسيطرة على الخطاب، وبالتالي يمكن اعتبار تلك المقولة هي معتقد مترسخ لدي السيسي حول العلاقة بين الجيش والشعب.
3. يبدو أن السيسي يحاول مغازلة التيار السلفي، ويحاول كذلك تعميق الخلاف بين التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين، من خلال الحديث عن اجتماعه مع الشيخ الحويني وبعض القيادات السلفية، والذي لم يكمله بذكر توقيت ذلك الاجتماع أو مناسبته، وهو ما يجعل جموع الشعب تظن أن ذلك اللقاء جاء عقب 30 يونيو، وهو الأمر استنكره الشيخ الحويني ونفاه على صفحته الرسمية على الفيس بوك وذكر أن ذلك اللقاء قد عُقد مع الفريق السيسي بصفته رئيس المخابرات الحربية عام 2012 قبل الانتخابات الرئاسية.
4. حاول الفريق السيسي من خلال التفاصيل التي تحدث عنها حول لقاءاته وأحاديثه مع الرئيس السابق محمد مرسي، إظهار تعنت الرئيس السابق وجماعته في حكم البلاد وعدم الاستماع إلى الرأي الأخر. وهو الأمر الذي يحاول السيسي من خلاله التأكيد على شرعية ما قام به من عزل للرئيس السابق، وكذا حاول اكتساب تأييد بعض الفئات التي مازالت تقف على الحياد فيما يتعلق بعزل مرسي.
5. أكدت البيانات السابقة للقوات المسلحة أنها لا تسعى لمناصب سياسية أو السيطرة على حكم البلاد وأن ما قامت به من عزل الرئيس السابق لم يكن إلا تلبية لمطالب الشعب، إلا أن ذلك الخطاب وتلك الدعوة التي أطلقها السيسي في ظل وجود رئيس مدني مؤقت يدير شئون البلاد، يشير إلى أن المؤسسة العسكرية تتمتع بنفوذ كبير – إن لم يكن الأكبر - في إدارة البلاد ورسم ملامح المشهد السياسي في الوقت الراهن. وجاءت جملة "تحملوا المسئولية معيّ ومع جيشكم ومع الشرطة" لتوحي بأن المتحدث هو رئيس الجمهورية وليس القائد العام للقوات المسلحة فحسب.
6. جاءت دعوة السيسي للنزول إلى الميادين يوم الجمعة لتمنح المؤسسة العسكرية الشرعية فيما قامت به من إجراءات وما سوف تقوم به، وذلك في مواجهة المجتمع الدولي، لتوضح أن معارضة المجتمع الدولي لإجراءات الجيش إنما هي معارضة لإرادة الشعب المصري.
7. إن دعوة السيسي بصفته الشخصية لنزول المصريين إلى الميادين يوم الجمعة، وليس من خلال مؤسسة الرئاسة أو بعض القوى الثورية مثل حركة "تمرد"، في ظل وجود تفاهمات واضحة للمؤسسة العسكرية مع كلاهما، قد يشير إلى رغبة السيسي في اختبار شعبيته في الشارع المصري، وهو الأمر الذي يتسق مع ظهور بعض التسريبات من داخل المؤسسة العسكرية حول احتمال ترشح الفريق السيسي للرئاسة، وهو ما نفته المؤسسة العسكرية بعد ذلك، الأمر الذي فسره بعض المحللين بأنه عملية جس نبض للشارع المصري.

دلالات حول ردود الأفعال على خطاب السيسي

أثارت ردود أفعال بعض الأحزاب والقوى الثورية على خطاب السيسي عدة دلالات، يمكن رصدها كالتالي:
1. على الرغم من الطابع الثوري الذي أضفته على نفسها حركة "تمرد" منذ تأسيسها إلا أنها لم تبلور رد فعل يتناسب مع ذلك الطابع الثوري حول التشكيل الأخير لحكومة الببلاوي، وهو التشكيل الذي لم يُرضي العديد من القوى الثورية في ظل الإبقاء على عدد كبير من وزراء حكومة هشام قنديل بالإضافة إلى الاستعانة بوزير للطيران كان متهم في قضية كسب غير مشروع، وكذا الاستعانة بوزير للنقل قدم استقالته من نفس المنصب عام 2002 عقب كارثة قطار الصعيد. وبالإضافة إلى ما سبق فقد أتى موقف حركة تمرد من تأييد دعوة الفريق السيسي لتشير إلى احتمال وجود تفاهمات مشتركة بين قادة الحركة والمؤسسة العسكرية.
2. جاء تأييد دعوة الفريق السيسي من قبل بعض الأحزاب والقوى السياسية والمنظمات بهذه السرعة، ليشير إلى أن تلك الأحزاب والقوى ربما كانت على علم مسبق بتلك الدعوة قبل الخطاب، وذلك من خلال تحركات سبقت الخطاب، قامت بها المؤسسة العسكرية لحشد التأييد لهذه الدعوة.

ماذا بعد النزول إلى الميادين؟

ربما أن تلك الدلالات التي تناولتها السطور السابقة تفضي إلى نتائج منطقية لما بعد يوم الجمعة القادم، وهي كالأتي:
1. زيادة حدة الاستقطاب في الشارع المصري وبشدة.
2. لجوء الجيش والشرطة في أعقاب يوم الجمعة إلى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة، وهو الأمر الذي قد يحمل في طياته نتائج كارثية على مستوى الضحايا والمصابين.
3. زيادة حالات العنف والإرهاب في العديد من أرجاء البلاد.
4. تضاؤل فرص تحقيق أي مصالحة وطنية شاملة في الفترة القادمة.

وفي الختام، لابد من الإشارة إلى أن ارتباك الحسابات والقرارات المنفردة وتأخر المصالحة وزيادة الاستقطاب وتورط الجيش في السياسة، هي مجموعة من العوامل التي تنذر بمزيد من التعقد على الساحة السياسية وتهدد مكتسبات الموجة الثورية في 30 يونيو "إن وجدت"



#محمد_محمود_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين مخاوف أمنية واحتجاجات شعبية: قراءة حول دلالات الأزمة ...
- قراءة حول تصريحات المستشار الزند
- تحليل حول القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني بشمال ال ...
- أبعاد الصعود الروسي
- مفهوم الاصلاح السياسي
- المفهوم في التنظير السياسي
- دور الإعلام في التنمية
- حول تفسير ظاهرة الفقر
- العوامل الجغرافية والموقع الاستراتيجي كمحدد للسياسة الخارجية ...
- الهجرة غير الشرعية


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمود السيد - دعوة السيسي..... تفويض وأشياء أخرى