أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عزيز باكوش - فاس مافيا حديد قنوات الصرف مشاريع وهمية كأحلام تتبخر .. كاميرات رصد الجريمة ...وسؤال الجدوى















المزيد.....


فاس مافيا حديد قنوات الصرف مشاريع وهمية كأحلام تتبخر .. كاميرات رصد الجريمة ...وسؤال الجدوى


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 16:33
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


عزيز باكوش
يستهلوا...دين مهم .. تيجيو من الخارج تيصورونا وتيفلميوا وسخنا وزبل ديالنا وتنشروه في لنترنيت وعلى الفضائيات .." كاميرات عاشوراء ديال شباط تتشد النم.. " ثم رسم ببنصره إلى الأسفل حركة تشير إلى التحدي والاستهجان "بهذه العبارات وبتلك الحركة علق أحد شباب الحي على حادث تعرض سائحة وزوجها يوم الجمعة الماضي لسرقة هواتفهما النقالة وآلة التصوير كانت بحوزتهما بمحيط فندق المرينيين بفاس . وكان السائحان يتجولان بجوار فندق المرينيين وقد أغراهما ذلك المشهد البانورامي للمدينة العتيقة والطابع المعماري للثقافة المغربية الأصيلة فشرعا في التقاط صور تذكارية لبعض الأسوار، والأبواب وغيرها من المآثر التاريخية المحيطة بالفندق . ولأن المنطقة غير محروسة عفنة مهملة وغير آمنة ، فقد رمقهما منحرفون ، وبخطى متثاقلة اعترضوا سبيل السائحين حيث لم يجدوا أي عناء في سلب ما بحوزتهما بعد أن أشهروا في وجوههما أسلحة بيضاء وبعد تنفيذ المنحرفين سرقتهم لاذوا بالفرار. وبمجرد وصول الخبر إلى رجال الأمن تم فتح تحقيق بعد إجراء حملة تمشيطية من أجل اعتقال المتهمين الثلاثة وإحالتهم على العدالة
هذا الحادث الإجرامي أعاد إلى الواجهة من جديد سؤال الجدوى من 255 كاميرا مراقبة بأحياء فاس وشوارعها لضبط الأمن ورصد مستويات الجريمة ، في زمن عمت السيبة والفوضى كل شيء حادث يتزامن و بوادر انفراج أزمة سياحية خانقة عاشتها مدينة فاس انطلاقا من أقوى مؤشراتها و المتمثل في انخفاض عدد الرحلات الجوية الداخلية والخارجية، وضعف تسويق المنتوج السياحي للعاصمة العلمية على الصعيد الدولي بالشكل المطلوب. جاء الانفراج حسب مصدر مسؤول بالمجلس الجهوي للسياحة لجهة فاس بعد رصد ارتفاع غير متوقع في صفوف السياح الوافدين للمدينة، خلال الأشهر الأخيرة، حيث تم تسجيل زيادة بنسبة 10 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.وأضاف المصدر نفسه، أن المدينة استقبلت في شهر ماي الماضي عدد من السياح الفرنسيين، والسياح الألمان بزيادة، إضافة إلى السياح البريطانيين". والسؤال المطرح اليوم كيف تؤدي كاميرات أدوارها الحقيقية في الرصد وضبط التباسات المشهد الإجرامي المتنامي على نحو مرعب ؟
وارتباطا بحادث الاعتداء على السائحين الأجنبيين بمنطقة مصنفة الأولى كوجهة للسياحة بالعاصمة العلمية ، فقد سبق للمسؤولين الأمنيين بفاس أن أكدوا أن كل"المناطق الساخنة" على مستوى المدينة العلمية كـ"ابن دباب وباب الفتوح وسيدي بوجيدة وعوينات الحجاج" والمرينيين .. تم تجهيزها بكاميرات ترصد كل المخالفات والاعتداءات . طموح المسؤولين الأمنيين بالعاصمة العلمية لم يقف عند هذا الحد . بل أكدوا إدماج المدار السياحي للمدينة هو الآخر في إطار هذه المراقبة المستمرة والمتواصلة حيث أن كل محاولة اعتداء على السائح الأجنبي سيتم رصدها وستنطلق عملية التدخل فورا من طرف أقرب مركز للأمن وذلك من أجل توفير الأمن والأمان لزوار وضيوف العاصمة العلمية للمملكة.
لكن يبدو ورغم وجود كاميرات مراقبة تتميز بجودة عالية في التصوير وتسهل بشكل كبير عملية رصد مختلف المخالفات وتشخيص وتتبع وضعية مختلف المحاور الطرقية والشوارع سواء بالليل أو بالنهار ، فإن لابديل عن تعزيز الحضور الأمني البشري بأهم الأماكن العمومية والسهر على سلامة وأمن المواطن حيث بات من الضروري اعتماد المقاربة البشرية ، وبوسائل أكثر قربا ونجاعة ومصداقية . لأن الصورة التي نقدمها للسائح الأجنبي في ظل الوضع المتدهور للقطاع وفي ظل حالة التقصير الفاضح في تدبير الشأن المجتمعي والأمني تنبئ بخطورة الوضع على المديين المتوسط والبعيد . ليس لأن السائحين الأجنبيين مجرد عابرين فقط ، وقد لا تسمح ظروف إقامتهما بفاس بانتظار نتائج التحريات التي قامت بها السلطات الأمنية من أجل استعادة ممتلكاتهما ورد الاعتبار إليهما بل لأن المآت منهم قد يتعرضون لنفس المصير وفي نفس المنطقة
ورغم أن حادث الأسبوع الماضي ليس الأول ولن يكون الأخير من نوعه ، فإن اعتقال الجناة كحصيلة إيجابية وواعدة للعيون السحرية المثبتة في أحياء فاس وشوارعها في مجال الوقاية ومكافحة الجريمة يظل مطلبا مدنيا ملحا ، وحاجة حقوقية لابد أن يقصر زمن ترقبها . ذلك أن ظاهرة الاعتداء على السياح الأجانب والسطو على ممتلكاتهم في مناطق شعبية مزروعة بالألغام يشبه إلى حد بعيد السير فوق حقول ألغام بلا بوصلة ، حيث الانفجار وارد في أية لحظة وحين
أحلام تنمو مع كل استحقاقا وتتبخر بنهايته
ليس حلم مكافحة الجريمة عبر العيون السحرية وحده تبخر بفاس ، بل وهم آخر يتعلق ضبط حركة السير والجولان عبر تثبيت كاميرات للمراقبة بمختلف المدارات والشوارع والساحات العمومية، الذي جاء وفق بلاغ رسمي كثمرة لشراكة بين وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني ومجلس مدينة فاس، في مدينة تعرف نموا ديموغرافيا مهما ومقلقا وتوسعا عمرانيا غير معقلن خاصة في الأحياء الشعبية على مستوى أطراف المدينة . فبعد مرور سنة على تثبيتها بأهم الساحات والمدارات والشوارع بمدينة فاس ما يزال الوضع مرتبكا لحد القلق ، فانعدام التشوير وغياب شرطة المرور في بعض الأماكن الحاسة من المدينة فضلا عن تكاثر أماكن الاكتظاظ وتلك التي تشهد تسجيل حوادث مرورية أو أفعال إجرامية كلها مؤشرات لا تقلل من الاحتقان الموجود ولا تساعد على ضمان السرعة والنجاعة في التدخلات الأمنية المطلوبة . ومع كل ذلك ويظل أمل ساكنة المدينة أن يتم تعميم العمل بنظام كاميرات المراقبة على علاتها ليشمل كل الأماكن التي تعرف ارتفاعا في وتيرة الإجرام والاعتداءات وكذا بالنقط السوداء في مجال المرور.
من جهة ثانية سجلت مصالح الأمن بفاس وقوع 150 حادثة سير داخل المدار الحضري خلال الأشهر الثلاثة الماضية بفاس عزتها المصادر إلى انعدام علامات التشوير الأفقي والعمودي وغياب ممرات مرسومة مخصصة للراجلين وأشارت ذات المصادر إلى أن تلاميذ المؤسسات التعليمية هم الأكثر استهدافا من مخاطر حوادث السير بمختلف محاور المدار الحضري . ويؤكد العديد من المارة أن عملية العبور في معظم الأحياء القريبة من الشوارع الرئيسية تصبح مخاطرة حقيقية بسبب انعدام إشارات المرور أو إتلافها من غير ان يعاد تثبيتها من جديد السرعة وكذلك بسبب السرعة المفرطة لبعض سائقي السيارات الأجرة الصغيرة المتهورين . كما لا حظنا ببعض المحاور الطرقية مثل الليدو وشارع محمد الخامس وبورمانة بطريق صفرو إشارات المرور وقد حجبتها أغصان أشجار لم يحن موعد تشذيبها بعد . لكن الملفت للنظر أن ممرات عبور الراجلين تمحي أسبوعا بعد رسمها مما يؤشر إلى وجود عمليات غش وانعدام المراقبة أما المعاقون فإن التفكير في أمر تحركاتهم في المدينة من قبيل الأحلام لدى مهندسي السير والجولان بالعاصمة العلمية ، فيظل سطوة المقاهي واغتصابها لممرات الراجلين بغطرسة لم يشهد التاريخ مثيلا لها

معجزات فاس وخوارقها
معجزات فاس لا تنتهي، من البرج الذي يضاهي برج ايفل الباريسي الشهير إلى البحر الصناعي والبقية تأتي "هكذا علق أحد سكان مدينة فاس على عملية تدشين وهدم عمود نور يشبه في شكله برج ايفل في أقل من شهر . إذ شهدت إحدى ساحات مقاطعة زواغة على مدخل مدينة فاس على طريق مكناس تركيب ما يشبه قوس برج ايفيل الباريسي صرح أصحاب فكرتة إنشائه أنه سيتجاوز 22 مترا، و سيفوق علو ارتفاع قوس النصر الفرنسي بحوالي 5 أمتار، مؤكدين أنه ينضاف إلى قائمة منجزات خارقة من قبيل النافورات وإعادة بناء أبواب فاس السبعة والبحر الاصطناعي الذي لازال أهل فاس يعيشون على وهمه و ينتظرون خروجه إلى حيز الوجود، لكن العارفين بحقائق الأمور يشيرون إلى أن الفكرة شكلت أكبر عملية تحايل في تاريخ العقار بفاس حيث تم تحويل آلاف الهكتارات بدرهم رمزي لإنشاء مشاريع سياحية تساهم في تنمية الوضع الاقتصادي والسياحي للعاصمة العلمية ، لكنها تحولت فيما بعد إلى تجزئات سكنية فاق المتر المربع منها 10 آلاف من الدراهم بعد ما تم تحويله لفائدة منعشين عقاريين بدرهم للمتر المربع تضيف ذات المصادر . هيهات .... مشاريع على شكل معجزات وخوارق ارتبطت بفترة سياسية ملتبسة عاشتها العاصمة العلمية وتبخرت مثل أحلام يقظة. حيث لم يفوت عمدة فاس مناسبة سياسية سنة 2009 ليكشف في عز الحملة الانتخابية عن مشروع طموح لإنشاء شاطئ اصطناعي بفاس قال عنه أنه سيكون جاهزا في غضون السنوات الثلاث المقبلة أي بحلول 2012 . وأشار في إحدى خرجاته المثيرة للجدل أن الدراسات المتعلقة بإنجاز المشروع انتهت، مذكرا بأنه تم تخصيص مبلغ 5ر1 مليون درهم لهذا الغرض. لكن لا شيء من ذلك سيحصل بل لم نسمع بفتح تحقيق في طبيعة المشروع وأهدافه الخفية والمعلنة
فاس الإمعان في الخراب
قبل أسابيع ومن من أجل 5 دراهم فقط هشم متهورون في غفلة من ساكنة حي بنسليمان مقعدا إسمنتيا في منتزه المرينيين السياحي المتاخم لأحد أكبر الفنادق بالعاصمة العلمية 5 دراهم أي والله ثمن كيلوغرامين من مادة الحديد الصدإ ثمن الكيلومن الحديد في سوق المتلاشيات درهمان ونصف . إلى هذا الحد تنشط مافيا التنقيب عن الحديد وبيعه في سوق المتلاشيات بفاس من غير أن تطال اللصوص أيادي العدالة . هؤلاء الذين برعوا في الحرفة تركوا المكان عبارة عن ورشة بناء مهجورة وانصرفوا صوب محلات معلومة لاستلام عمولات لا تسمن ولا تغني من جوع غير مكترثين لحجم الضرر ، عصابات مافيا الحديد تنشط بفاس كما لو كان معقلها ، فبعد استيلاء ذات العصابة التي باتت تخصصية على أجزاء من السياج الطويل لحديقة المرينيين التي شيدت خطأ بدل مدارة، هاهم يأتون اليوم ويجهزون على المقاعد والسياجات الحديدية بالحديقة المذكورة قضيبا قضيبا من دون أدنى حرج ...
لو تصورنا أن ايادي مافيا الحديد تقوم بأعمال صالحة للمجتمع وتوظف نفس الطاقة الجسدية التي تصرفها في الاقتلاع والحفر وبهذا العنفوان لما سقط مواطن ضرير في حفرة ، ولما انزلقت عجلة سيارة في منزلق ، ولما انجرف طمي ووحل ولما فاضت مياه الأمطار بعد هطولها الأول وجرفت معها القطط والكلاب وأكياس النفايات من كل حجم ولون لتجرف أطنان الطمي وتغمر مقاعد الجلوس المهترئة مثل طوفان عظيم . لا داعي للترحم على حديد فاس من أبواب حدائقها وشوارعها وسياجاتها وممرات أزقتها المسكونة والآهلة لا داعي للبكاء على خطوط سكة حديد لأن الأمر لا يتطلب سوى الخبر أما التعامل مع الظاهرة كجريمة منظمة فذلك من سابع المستحيلات
منتزه المرينيين بانوراما قبح للتسويق الدولي
كم يحز في النفس هذا الاعتداء الأثيم على كل ما هو عام وملك للوطن ، إن الجهد العضلي الذي يبذله الفرد من هذه العصابات الماكرة وهو يهشم مقعدا إسمنتيا في حديقة عمومية وشارع رئيسي وعلى بعد 30 مترا من الدائرة 17 للشرطة بغرض الاستلاء على 5 كيلوات حديد أمر مربك للغاية ، وهو إضافة الى ذلك جهد عضلي يكفي لتحديث 50 متر من طريق الوحدة ،وإذا علمنا ان الكيلو من الحديد المستعمل يباع في سوق المتلاشيات ب2.5 دراهم ستتضاعف الدهشة ويعظم السؤال كيف يحد ث كل هذا؟
وقبل شهور تجرع الرأي العام الفاسي دهشته العظمى وهو يشاهد بانوراما قبح متجدد على مدار اليوم . منتزه المرينيين أعلى ربوة بالمدينة العالمة تهدي الزائرين ، شرفة تطل على 12 قرنا من التاريخ دون سياج ولا عسس ولا نظافة . شرفة قلما يجود بها التاريخ تمنح الزائر رحابة المنظر البشع وتوفر له الاستماع بكل ما يمكن أن يؤدي العين ويوجع تفاصيل الذاكرة الحية . هناك بعيدا عن كل ما هو متمدن سوي وراق اليوم ، الجميع بات يطرح السؤال كيف يتقبل العابرون والسياح الأجانب فضاءات مهملة على هذا النحو من الانحطاط ؟ كيف نعبث نحن البلداء كي نلهب وعي السائح الأجنبي لجلبه إلى مدينة تفتقر للحد الأدنى من المدنية ونفتخر بعد ذلك ؟
من رأى ليس كمن سمع أوقرأ ، وخلافا لما تروج له أبواق الدعاية الرسمية وسلطات المخزن من عزمها الرقي بالمدينة إلى مصاف المقدس التاريخي فإن فضاءات فاس التاريخية وأسوارها العتيقة وحدائقها وأبراجها منذورة للإهمال . مع نهاية كل يوم يسوق قطاع السياحة المنكوب في مسؤوليه بجهة فاس عبر منتزه المرينيين كل قبح الدنيا للسياح الأجانب والمغاربة بفاس العالمة قبح يتم تسويقه في قالب من التقصير وفي أبهى ترد وانحطاط يمكن تصوره . وخلال كل إطلالة بانورامية على فاس البالي عبر الشرفة ذاتها حيث المقابر والمزابل شقيقان سياميان ، هنا تتكلس طبقات نفايات الصيف الماضي وتتشكل أطياف العبث البشري في تجلياته الضاربة في الإذلال والدونية يكتشف الرائي الزائر من مختلف الجنسيات بلادة عينة من المنتخبين الدنيئين ، ذلك المركب المصالحي الفاسد الذي ما فتئ يعبث بذاكرة جمعية ، وسذاجة المواطن الذي منحهم صوته ، وبالبنط العريض ترتسم تفاهة وغباء أوصياء الشأن العام وفراغ هامش المبادرة لدى من أوكل اليهم تدبير مصير الحاضرة الإدريسية وأهلها
المقاهي غطرسة واحتلال لم يشهد التاريخ لها نظيرا
هناك على أبواب فاس العريقة وأبراجها تفرغ المثانات دون وخز ضمير ويتختر التاريخ بناتج البول المحلل مختزلا مساره في عبارة واحدة إنه الوجه الآخر الحقيقي لفاس التي تكالبت الهجرة نحوها من شتى الأصقاع المحرومة فحولتها لمجرد قرية كبيرة ما فتئت تندب 12 قرانا من حظها التعيس ، وكما لو كان ذلك واجبا ، فإن أقصى ما ينال الفاعل بلا ضمير هو التغاضي عن فعلته وفي أسوأ الأحوال شتيمة لا تستطيع الكشف عن نفسها إذ سرعان تندغم مع زعيق الحمالة وباعة البرقوق المخلل وعربات التريبورتور التي بات ضجيجها أكثر مما تذره على مالية الأمن الاجتماعي



هي جماعة حضرية مجلسها الجماعي تفوق ميزانيته الملايير من الدراهم بالعملة الصعبة ، ولها فائض قيمة لم يهتد أصحاب الحال وسماسرة الانتخابات وفلول المركب المصالحي الفاسد بالمدينة الى صرفها بالكيفية التي تعيد الاعتبار للتاريخ والحضارة الإنسانية ، كما لم تتفتق عبقرية منتخبيها وسلطاتها تحديث ما يجب تحديثه من سياج المرينيين وحدائقه وممراته المتربة وجمع نفاياته الصلبة والسائلة وتدوين عبارة ممنوع التبول صونا لذاكرة الجماعة وحفاظا على ماء وجه شيء اسمه النظافة من العروبة والإسلام أمام زوار الأجانب والمغاربة على حد سواء
1450 قناة صرف بدون غطاء و400 عمود نور لا يضيئ
أحصى أحد الزملاء 1450 قناة صرف بدون غطاء على جنبات شوارع فاس ،في أقوى المبادرات جرأة ، وانتدب لهذه المهمة الاستفزازية جيشا من أصدقائه ومعارفه ، كما ان هناك اكثر من 400 عمود نور لا يضيئ وعشرات القنوات المائية الشروب تستنزف آلاف الامتار المكعبة هباء من غير أن يتدخل المعنيون بإيقاف نزيفها رغم توصلهم بشكايات مدونة بالتاريخ والشهود وإن حصل ذلك فبعد ضياع كميات وافرة من المياه ، حدائق فاس باتت في أحسن حالاتها ملاعب لفرق الأحياء وفي لياليها أسطبلات بهائم وزريبات لقطعان الغنم التي تحضرت وباتت تصعد الطبقات للإقامة فوق السطوح لقد فعل الزميل ذلك بعد أن تيقن أن مافيا الحديد استنفذت مهمتها على أحسن وجه بتواطئ مكشوف ، وبات الأعمى والضرير من يؤدي فاتورة العبث هذه من حياته ، لقد أمسى المسكين مجبرا على السير ثم الانزلاق بين الحفر ، فبين كل حفرة ثمة حفرة أخرى

أمام هذا الفراغ المهول في تدبير الشأن الاجتماعي بفاس العريقة والجديدة وأمام خيبة أمل سكانها الذين تجاوزا المليون والنصف بقليل مع ولاية ثانية لعمدة له طموح السنافر وأحلام بلا أفق ولا رادع يتساءل المواطن الفاسي عما إذا كان قدره في الحياة سينال المزيد من البؤس والإمعان في المذلة ؟ عمر فاس كان قد صمم على قد بحرها الاصطناعي ، ومحاكاة برجها الباريزي كان أسوأ تقليد في الألفية الثالثة ليكتشف الجميع أن بدل الفرحة المضمخة بعبق التاريخ يشعرون بالنكد المسربل في التشفي والنكاية . إذ عندما يستهين الأغبياء بذكاء الناس الأسوياء فانتظر الساعة
يستغرب الحياني خمسيني وحمال بسيط لأكياس الدقيق بالجملة تخريجات بعض الزعماء السياسيين وقيادي الحزب الأغلبي ويعتبرها تقليعات فارغة ترمي إلى إيجاد حلول لقضايا سياسية شائكة من وراء الحدود ، دون أن يولوا اهتماما لمشاكل مواطنيهم الداخلية والتي تدخل في صميم مهامهم . ويروى الحياني القادم من تاونات ذات قحط لمستمعيه كيف أن أحد السياسيين الفاسيين تفتقت قريحته وتوقفت أنفاسه واختلطت الأمور بالنسبة إليه حتى بات لا يفرق بين تشذيب 10 شجيرات بشارع رئيسي بفاس قبل زيارة ملكية وبين المطالبة باسترجاع والحدود الشرقية للمملكة ويتابع الحياني كأي مواطن غيور أين المجلس البلدي وأين الجماعة الحضرية لفاس ؟ ولماذا لا تطال أيدي العدالة عصابات مافيا الحديد بفاس التي جعلت قطارا يزيغ عن سكته من أجل كيلوغرامات حديد ؟إن العدالة التي طالت هؤلاء أسماء وازنة في البلد بتهمة الفساد يجب أن تطال هؤلاء كذلك التهمة واحدة هي التخريب والإساءة الى كل ماهو ملك العام ومال العام وحياء العام ؟
مضى اليوم ما يقارب نصف سنة على هذا التخريب الممنهج لفضاءات المدينة العلمية من غير أن تضع الجهات الوصية يدها على المعتدين ، الذين تكشف المؤشرات أن أياديهم ما فتئت طويلة يضربون متى وأنى شاءوا ، أحرارا طلقاء يرسمون أهدافهم يخططون لها وينفذون بكل حرية ، ولن يتوقفوا أبدا عن تنفيذ هذه المؤامرة الاستراتيجية لتقويض الوطن ونخره من الداخل ، حتى إذا ما لم يعد يقو على الوقوف ، اندسوا مع المحتجين كما لو كانوا من المحرومين من خيراته ، فاستمرار صمت الجهات الموكول إليها تدبير هذا الشأن و على هذا النحو من التقصير والإهمال لا يعني خراب فاس ، وإنما فراغها من كل قضيب حديد حتى لوكان في غرف النوم الداخلية .
بدونة فاس يمر الى السرعة القصوى
ولا يعتقد الحياني وغيره كثر أن السلطات الوصية ستقوم بالمتعين إلا بتزامن مع زيارة ملكية مرتقبة على أن يشمل هذا التصدي الخريطة الرسمية لمرور الموكب الملكي الذي بات التهييئ لمراسيمها مسرحية رديئة الإخراج من قبل طاقم الجماعة والبلدية وكومبارسها من الاعوان
لا يجادل أحد بأن فاس تعج بالمنحرفين الضالين والخارجين عن القانون وأن سجونها تفرخ العشرات من ذوي السوابق مؤهلين بكامل العدة الانحرافية لتقويض دعائم التنمية والقيم وسحل المجتمع ،أحياء فاس العتيقة الشعبية والفقيرة بكاميراتها الغبية تنسج بخصب زاخر آلاف الشظايا البشرية القابلة للإيذاء الجسدي لمن يفاوض في مربع نسفها ،لكن فاس ايضا وحسب ما تذهب اليه التقارير ، راكمت العديد من الخبرات والتجارب في ميدان التعامل مع مثل هذه الحالات فهي لا تدخل على الخط إلا عند انتهاء فصول المجزرة كي تدون معلومات الضحية وتنسج مذكرة البحث عن الجاني بمواصفات ملتبسة في الغالب ، وحتى حين ترعب سيارات الإسعاف وجدان السابلة وهي في زعيق لا ينتهي يوحي بقداسة الروح البشرية فسرعات ما تفرغ حمولتها بعد أن تقذف بالمصاب على أعتاب المستعجلات المملوءة دما ، حيث لا طبيب مداوم ولا اسعافات اولية فقط هرج ومرج إلى حين يلاقي المصاب أجله لفتح بطنه في تشريح تجريبي وآخر تطبيقي مضاد ليس إلا ، هناك في مستشفيات فاس تلد النساء النافسات في الردهات على بواباتها من فرط الضيق وسوء المعاملة
مؤسسة التسول ذات مصداقية
التسول بالمدينة العلمية مؤسسة حقيقية للاستثمار والإنتاج بات لها منظرون ومنظرات بتخريجة العصر وهو بهذا الحال يحتاج إلى دراسة مجالية متخصصة لهيكلته ومأسسته بل والتفكير جديا في تصديره إلى دول شقيقة وصديقة لاستفادة من الخبرة وفق أسس علمية كمادة للافتخار وصناعة البؤس ،مساكنها تنهار على رؤوس قاطنيها مع مطلع الفصول الماطرة والحارة ،مقابرها مزابل وسجونها قنابل ومستشفياتها الصغيرة والكبيرة مشاتل تخصب الاحتقار واستصغار كرامة الانسان ،اصطبل للبشر الصامت الحقود الكاظم لغيظه متعايشا مع الألم كقدر محتوم رغم وجود هيئة تعنى بالنفس البشرية اسمها وزارة الصحة، السير والجولان متاهة جهنمية الداخل اليها مفقود والخارج منها مولو د لا تشوير ولا تنظير فقط مسارات مرهونة للقدر وجرأة البشر وتهورهم بوصلات تقود إلى الهلاك الحقيقي ، لقد بات مؤكدا أن المنتخبين هنا لا يهمهم المواطن إلا كان جائعا وناخبا والمرأة لا يلتفتون إليها الا اذا كانت عارية ، تنضاف الطوابق السكنية ليلا أو عند عطلة نهايات الأسبوع ، وتشتد وثيرتها مع كل استحقاق انتخابي فالتصويت على اللون يسمح وفق تعاقد مرحلي بالاستيلاء على بقعة بجوار المحل أو البيت في وقت لا حق ، ودعم اللون الآخر يسمح بتسويره ووضع علامات التمليك ، فيما التصويت على المصباح يسمح بإضافة طابق كما لو أن الوضع كان هكذا في السابق والنتيجة خراب الملك العام وتشويه المجال والعمران وفساد للمجتمع . أما احتلال الملك العام فقد استقر على طابعه الانتخابي في كامل أحياء فاس خاصة في أحزمة البؤس . فهناك منازل أضافت طوابق ليلية من دون ترخيص وفي تواطئ تام مع المقمين وبعض رجال السلطة في خرق سافر للتصميم التهيئة وتشويه صارخ للعمران . بل إن تلفظه الأحياء السكنية كل ليلة من ملفوظات البناء والنفايات الصلبة يكفي لتسوية بركان مع سطح الأرض حيث تحول الفضاء المجاور لمدرسة ظهر الريشة الأولى وعمر بن الخطاب الابتدائيتين إلى مطرح حقيقي للنفايات الصلبة
لا يعقل أن تصمد المدنية أمام هذا الزحف التخريبي الممعن في الإذلال والتدمير والاجهاز على كل ما يمت للحضارة بصلة من غير أن نجرؤ على قول كفى لهذا الزعيم ونفسح بذلك المجال لزعيم آخر، قد يكون ماله له وما عليه ، وإذا كانت استراتيجيات المدنية الحديثة تخطط لتمدين الأرياف والقرى فتجلب اليها الماء وتربطها بشبكة الكهرباء وتعبد الطرق وتمد قنوات المياه الصالحة للشرب من ابعد نقطة الى اقرب نقطة نائية فإن المسؤولين عن الشأن الاجتماعي والاقتصادي بفاس يخططون عكس ذلك تماما ، نعم بل يعملون بنجاح على ترييف المدينة وبدونتها بأعين مفتوحة ، فيسمحون بالتبول على أسوارها التاريخية من قبل المعتوهين والمشردين والمتسكعين وعابري السبيل الذين لا يجدون مكانا مناسبا لإفراغ متانتهم في غياب مراحيض عمومية مؤداة كما تنص على ذلك قوانين المدنية المتحضرة ، يسمحون بنصب الخيام في مداخل المدن وعنوان ولوجها لبيع البيصارة حتى غدت أبواب فاس أشبه بأسواق أسبوعية بكل مواصفات الفوضى وانعدام المراقبة ،كل ذلك من أجل أصوات الناخبين واعتلاء كراسي البرلمان الذي قد يقود الى حقيبة وزارية .
فاس العالمة اليوم تندب 12 قرنا من تاريخها ، لا نملك أمام مآت الفضائح العقارية التي شغلت فاس وأحوازها إلا ان تجزم بأن المسؤولين عن تدبير شؤونها بات همهم الوحيد الحفاظ على مقاعدهم ضدا على خصومهم . حتى الحملات التحسيسية التي تقوم بها السلطات لفائدة ساكنة المباني المهددة ومساعدتها على تفادي الضرر وخطورة البقاء تحت سقف المباني القديمة الآيلة للسقوط لن تفي بالغرض ، و لن يكتمل ذلك إلا بإطلاق الأشغال وتفعيل الاستراتيجية المقررة بدقة لتفادي انهيار المباني القديمة من مساجد ومساكن وحمامات، ما قد يخلف خسائر فادحة في الأرواح.
يذكر أن تعداد البنايات الآيلة للسقوط بالمدينة العتيقة لفاس قد بلغ 3000 بناية، من بينها 1720 في حالة تدهور معماري كامل. وتضمنت اتفاقيات تم توقيعها خلال شهر مارس المنصرم فصولا تشدد على منح نصف تكاليف الإصلاح للساكنة، علاوة على مواكبة اجتماعية وتقنية ملازمة لها .
عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرس التازي انهيار تشبث بالعادات الأصيلة
- فاس والكل في فاس 281
- فاس والكل في فاس 280
- الدكتور محمد دالي والبعد الاستراتيجي للشراكات في بناء و تطوي ...
- ندوة بفاس ترصد العنف المدرسي أسبابه عواقبه وسبل الحد من تنام ...
- الدكتور عبد الرحيم العطري لتلامذة الباكالوريا بثانوية ابن رش ...
- فاس والكل في فاس 279
- فاس والكل في فاس 278
- من أجل تغير الأدوار والعلاقات مقاربة النوع تشتغل بفاس
- الإذاعة الجهوية بفاس تحتفي بالذكرى الخمسينية لتأسيسها أبريل ...
- فاس والكل في فاس 277
- فاس والكل في فاس 276
- فاس والكل في فاس 275
- الشبابيك السبعة
- الحماية القانونية للصحفي المغربي الواقع والآفاق
- السيناريو البيداغوجي كمورد الرقمي لبرنامج جيني قيمة إضافية ح ...
- رب دعم للصحافة منعه أفضل من منحه: بعد خمس سنوات من الانتظار ...
- برنامج - جيني - تحت المجهر
- فاس والكل في فاس 274
- إصلاح المنظومة التربوية بالمغرب بين الاستمرارية والقطيعة “


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عزيز باكوش - فاس مافيا حديد قنوات الصرف مشاريع وهمية كأحلام تتبخر .. كاميرات رصد الجريمة ...وسؤال الجدوى