أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - الانجليز يدعمون سيطرة المشايخ














المزيد.....

الانجليز يدعمون سيطرة المشايخ


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 01:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


( الحلقة الثامنة )
واهتم الانجليز كذلك بألا يسمحوا بأي اخلال في موازين القوى عبر اضعاف سيطرة المشايخ العشائريين على الأرض . فمثلاً عندما سعى وزير المالية العراقي , سنة 1926 , إلى (( تدمير .. النظام الذي بموجبه كانت تؤجر قطع واسعة من البلاد إلى رؤساء العشائر شبه الإقطاعيين )) في العمارة , استخدم المندوب السامي البريطاني حقه في الرفض (( الفيتو )) .
وفي دعمهم لرؤساء العشائر , لم يكن الانجليز يفكرون بمجرد التوازن ضد الملك ورجاله بل موجه إلى المدن والبلدات , التي كانت هي المراكز الحقيقية لمعارضة الحكم الانجليزي . وكان الانقسام بين أبناء العشائر و أبناء المدن قد تحول إلى ميزة , بل وجرت تقويته بدرجة غير قليلة . و استثنى قانون خاص , هو (( قانون النزاعات الجزائية و المدنية العشائرية )) , رجال العشائر من نطاق سيطرة المحاكم الوطنية ومنح أعرافهم وتقاليدهم صفة الالزام .
ووصل تنفيذ سياسة فصل أبناء العشائر عن ابناء المدن إلى حد التخطيط لايجاد مدرسة داخلية خاصة لأبناء مشايخ العشائر على طراز (( غوردون كوليج )) في الخرطوم أو كليات رؤساء العشائر في الهند .إلا أن هذا المشروع قد جرى التخلي عنه بسبب تكاليفه المالية الباهضة .
وكذلك فقد تم دعم موقع رؤساء العشائر بالوسائل الاقتصادية أيضاً , كما استخدم البريطانيون نظام المعونات و الهبات و الهدايا النقدية لاستمالة شيوخ العشائر .
ولابد من التوضيح أن بنية المشيخة شبه الإقطاعية في عهد الانتداب لم تستمد قوتها من أية حيوية داخلية , بل كانت الحياة تضخ فيها اصطناعياً من قبل قوة خارجية لها مصلحة في ديمومتها .
ولكن إذا كان الانجليز ساهموا في بناء الزعيم العشائري فإنهم في الوقت نفسه ساهموا في تقويضه بشكل غير متعمد , لان مجرد وجودهم كان يعني ضمناً مزيداً من النظام و أمناً اكبر واتصالات أفضل , وكل هذه الامور , إلى جانب أمور أخرى , جعلت الشيخ غير ضروري في أعين الفلاحين .
إذا كانت قوة رؤساء العشائر قد اعتمدت إلى هذا الحد على الوجود الانجليزي , فلماذا لم تتراجع هذه القوة بعد انسحاب الانجليز من السيطرة الداخلية سنة 1932 ؟ للإجابة على هذا السؤال لابد من القاء نظرة على سياسة الحكومة الملكية العراقية .
في العشرينيات و الثلاثينيات من القرن الماضي , كان الملك ورؤساء العشائر متنافسين في الأساس . وكان الأول مثل فكرة المجتمع الموحد , ومثل الآخرون رفض هذه الفكرة ونقيضها . ولهذا فإن نمو سلطة الملك كانت يقضي بضعف موقع المشايخ و الأغوات .
ونظراً لحداثتها , و اصولها غير العراقية , و تبعيتها , فإن الملكية لم تكن في سنواتها المبكرة لا الرهبة ولا المحبة . وكثير من أكبر زعماء العشائر كان قد اقسم يمين الولاء للملك لمجرد الشكل و ارضاءً للانجليز .
وإذا كان الملك ورؤساء العشائر المتنافسين سياسياً بشكل عام , بغض النظر عن التلاقي المؤقت لمصالح فيصل و المشايخ المعادين لبريطانيا وغير المتمتعين بالامتيازات , فكيف يمكن فهم استمرار نفوذ شريحة المشايخ بعد سنة 1932 ؟
في سنة 1932 كانت الحكومة في بغداد لا تزال لا تملك قدرة قتالية ملائمة ,وبالتالي فإنها لم تكن تستطيع التصرف بصورة حاسمة . ولكن في النصف الثاني من الثلاثينات , ومع الزيادة العددية للقوات المسلحة وفي قوتها النارية , انحطت القوة العسكرية للمشايخ في السهول و الأغوات في الجبال . ولكن موقعهم الاقتصادي لم يمس , بل تقوى بشكل ملحوظ في العقدين التاليين .
ومن ناحية أخرى , وعلى الرغم من اشمئزاز (( السادة الملاكين )) الحضريين من القوة العشائرية , فإن البيرقراطيين – الملاكين و الضباط الشريفيين السابقين الذين أصبحوا ملاكين – كانت لهم – باعتبارهم ملاكين – بعض المصالح المشتركة مع مصالح أكبر من حائزي الارض , الذين أفادوهم بقوانين وضعت بالدرجة الأولى لصالحهم .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة البريطانية في العشرينيات
- بعض المواقف الآخرى للمسؤولين الانجليز الميدانيين
- النظام الملكي يزيد من قوة الأواصر مع الانجليز و المشايخ
- النظام الملكي يحتمب بالانجليز و المشايخ
- التاج يزداد عزلة
- الأوضاع الاجتماعية تتغير في عهد الأمير عبد الاله
- الملك فيصل الأول يعمل على استمالة الشيعة
- ما حصل فيصبيحة 14 تموز أهو انقلاب أم ثورة
- نقطة الانعطاف الحقيقية في حياة فهد
- بعض التفاصيل عن حياة فهد المبكرة
- ثقة فهد بنفسه
- فهد و الحزب
- حاجة الشباب إلى مثل جديدة
- بروز الاتحاد السوفيتي
- الفراغ السياسي يساعد على فرض الشيوعية
- السيد أوباما و الحرب على الارهاب
- سوء توزيع الموارد النفطية
- النظام الملكي وحالة عدم الاستقرار
- اسباب انتشار الشيوعية في عراق ما قبل 14 تموز
- بين السبعاوي و قاسم حسن


المزيد.....




- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - الانجليز يدعمون سيطرة المشايخ