أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - هل الزواج في الوقت المعاصر يوفر الحب الكامل ؟














المزيد.....

هل الزواج في الوقت المعاصر يوفر الحب الكامل ؟


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 15:57
المحور: المجتمع المدني
    


الزواج مؤسسة اصبحت لا يتوفر بها الحب

الزواج اصبح مؤسسة اجتماعية قائمة على مبدأ الربح والخسارة ( شركة اقتصادية هدفها توفير الحياة لاعضاء الاسرة في ظل الزحام على طاقة الحياة واسبابها وتحديات الحياة المادية )
وبهذا فان مؤسسة الزواج فقدت روابطها الوجدانية والعاطفية وحلت محلها روابط فكرية وقانونية ونظامية ودستورية ومنهجية ادارية بحيث يطغى الاحساس على كلا الزوجين بالرتابة والروتين والملل والفتور العاطفي وتتلاشى جذوة الشوق والغرام وشعلة الحب بينهما بتوالي ايام زواجهما الى درجة انعدام الحب والعاطفة المشتركة والوئام والتفاهم والتوافق والانسجام
وعليه فان الزواج يعتبر مؤسسة بدائية ظهرت كعنصر اساسي في بناء المجتمع الانساني الاولي في بداية التاريخ الحضاري واستمرت الى تاريخ ظهور التقنية الحياتية اثر تراكم المعرفة والعلم والخبرة وتطور الانسان فسيولوجيا وسيكولوجيا وامتلاكه القدرات المؤهلة له للسيطرة على واقعه المادي المحيط به والتحكم في مسيرته الحياتية دونما الحاجة لدوافع وهمية تصورية او احلام ترسم له آملا دافعا للسعي نحو هدفه
في وقت كان الزواج ذو معنى وجدوى يعتبر المؤسسة الاجتماعية الرئيسية لم تكن تقنية الحياة بذاك الزخم والقوة والفعل لتغيير صفاته السلوكية واخلاقه وتنميتها وتطويرها وتحديثها وتنويعها وتمددها وارتقائها وتحديد نمط عواطفه ومشاعره بهذا السياق باتجاه المادة ذات الفكر المبني على المنطق الجدلي والقياس الحسابي بعكس ما كان في بداية تشكل وعي الانسان بحياته البدائية حيث الفكر الغيبي ذو الصفة العاطفية الوجدانية المليئ بالحلم والخيال والوهم والجمال والحب والشوق والتعلق والانجذاب بشكل طبيعي وبحوافز غريزية طبيعية تبعا للتركيب الفسيولوجي والفعل الوراثي للانسان جسدا ونفسا وروحا
اما في عصرنا الحالي عصر التكنولوجيا والعولمة والنانوميتر والفضاء فان الانسان بحاجة لمؤسسة بديلة اسمها شراكة حياة تجمع الذكر والانثى وهي علاقة طبيعية حرة ليست مبنية على اي التزام يذكر سواء كان خطيا كعقد زواج او شفهيا كعقد حياة لها شروطها ومحدداتها وهذا اقرب ما يكون للحياة المشاعية وبموجبها تصبح مسألة التناسل والذرية هي مسألة الدولة لتحددها بالطريقة المناسبة والابناء هم ابناء الدولة فتربيهم وترعاهم وتوفر لهم الحياة بكل جوانبها ليكون مجتمعا متجانسا متكاملا فاعلا منتجا حرا يعيش حياته باقصى درجات السعادة والرفاه
وهنا وفي ظل شراكة حياة اجتماعية عامة ليست مقصورة او محصورة على زوج من ذكر وانثى في محيط اسرة محدودة فان الحياة تأخذ طابعا تآلفيا اكثر فيصبح النسيج الاجتماعي متينا قويا متماسكا حيث الحب والتسامح والتعاون والفكر الجماعي والدستور والنظام والهدف الواحد والانتماء والتجانس والتساوي بين الافراد والحرية وديمقراطية العيش وكل هذا يقود للرفاه والهناء وهو المطلوب
اذا الزواج حياة شكلية باتت فارغة من مضمونها الطبيعي الذي قامت عليه اصلا فلا حب عموما في الزواج بالعصر الحالي ولا صدق ولا اخلاص ولا انتماء ولا فكرا مشتركا او هدفا مشتركا بين الزوجين ولا افراد في ظل هذه الاسرة يمتلكون مواصفات الانسان النموذجي بالفكر والعمل والانتاج والوعي والسلوك والاخلاق والقيم وعليه فان الزواج اصبح مصدرا للآفات والامراض والاعاقات والمشاكل وسببا في التاخر في مجالات التنمية والوعي والاقتصاد ورفاهية العيش
الزواج مؤسسة في عصرنا هذا لا يسمح لعواطف الانسان الراقي المتمدن بالتمتع بكل تجلياتها وانواعها والافصاح عن حريتها التفاعلية التي تنعكس ايجابيا على شخصية الانسان فتساهم في بناء الثقة بالنفس والقوة والجرأة في اقتحام الحياة ومواجهة التحديات والقيام بالواجبات والمسؤوليات وتبقى مساحة التفاعل الحيوي داخل مؤسسة الزواج ضيقة جدا ومشروطة بشروط تعجيزية في نظر الانسان المعاصر ولا تكفي للتعبير عن نفسه والحصول على رغباته وتحقيق شهواته وتفعيل اهوائه وميوله والعيش في حالة الحب الواسع المتطور الراقي الذي يلائم شخصيته وطبيعته بشكله المعاصر
الحب الذي يلزم الانسان المعاصر ذكرا ام انثى هو حب فوق مستوى الغريزة وفوق محفزات الهرمونات الطبيعية في جسد الانسان بتركيبه ذو الاصل الحيواني
الحب لدى الانسان اصبح فكرا وثقافة وفلسفة حياة ومنهجا وسلوكا وخلقا وممارسة وبموجبه وفي اطاره تتم حركة الانسان التفاعلية في كل مجالات حياته بداية من العمل والانتاج ونهاية بالبرمجة والتخطيط وتحديد الاهداف المستقبلية وبناء الاستراتيجية
الحب اصبح علما قائما بذاته يدرس مكان علم الاجتماع ومن ارقى علوم الانسان وليس كما كان في الزمن السابق مجرد ميول وانجذاب وشوق ولهفة وعشق وغرام يتبعه غزل وتعلق وينتهي بالزواج المقتصر على عملية النكاح من اجل التناسل
الحب في الزمن الحاضر هو قصة حياة الانسان عبر ماضيه الطويل لما بها من تراكمات واحداث وعلوم ومعارف وخبرات وتقنيات وتطور ونمو وحداثة وتغيرات على طريق الرقي والتقدم وبهذا فانه من المستحيل حصره في اطار الزوجية بكل الوانه واطيافه واشكاله وانواعه ويستحيل تطبيقه بمساحة ضيقة منحصرة بين رجل وامراة بحدود بيت يأويهم انما الحب هو مشروع حياة مشتركة عامة بين الانسان والانسان يتعدى في خصوصيته درجة التصنيف والتبعية ما بين الذكر والانثى ارتباطا بالغريزة الحيوانية المؤدية للتناسل ( غريزة الجنس )
الحب كان في الماضي مشروع جنس بالمفهوم الغريزي البسيط وكان من السهل توفره بالحياة الزوجية اما اليوم فهو مشروع حياة لا يمكن تنفيذه في حدود الزواج انما في علاقة انسانية مشاعية تحكمها القوانين والانظمة المدنية وتحددها درجات الوعي الانساني وتصيغها ثقافة الانسان وعلمه ومعرفته وقدراته التفاعلية الحياتية



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحسبو ان بكائي ضعفا وخذلانا انما ثورة ورجولة وقوة وكبرياء
- ازمة الفكر والاحساس لدى الرجل العربي سبب فشله بالحب
- سعادتي تنبع من انسانيتي وانسانيتي تنبع من ايماني بالانسانية
- الانسان صانع الحياة عندما يفقد قيمته تؤول الحياة للعدم
- ماذا يجول بخاطري عندما تذبح المبادئ ويذبح الانسان باسم الحري ...
- غربة الحياة بمفهوم التكوين المجتمعي تؤدي للتعاسة والتراجع
- عتبات الوعي الانساني تحدد ملامح فكره عبر الزمن
- الدين منهج العالم الغيبي والله وهم موجود في راس من يؤمن به ف ...
- الاخلاق اساس الحضارة والسلوك يمثل الصبغة الحضارية
- مثليو الجنس فئة في المجتمع تستحق الحياة والاهتمام والاعتبار
- لا اله والحياة مادة والله بدعة والدين من صنع البشر
- حكايات حب وخواطر واحلام احس من خلالها بوجودي كانسان
- انا انسان وجدت كي اعيش حياتي كاملة بقناعة وحرية
- حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة حول الحب والغيرة
- تطور نظام الحياة للانسان من الدين للعلمانية تبعا لرقيه
- صناعة الحياة وادوات صنعها ونتاجها الحضاري
- حياتي ثورة متواصلة والثورة فلسفتي بالحياة
- الحب فلسفتي ومادة بناء شخصيتي
- صور جميلة من الحب تعطي للحياة قيمة ورقي
- حق المرأة بالحياة لا يخضع لمعيار المساواة مع الرجل


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - هل الزواج في الوقت المعاصر يوفر الحب الكامل ؟