أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - جولة كيري والمفاوضات ومن المستفيد















المزيد.....

جولة كيري والمفاوضات ومن المستفيد


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 13:18
المحور: القضية الفلسطينية
    



لم نتفاجأ بنتائج جولة كيري الاخيرة في عمان وعقد اللقاءات التي تمت بحضور ما يسمى لجنة المتابعة العربية الذي تقدم الارض الفلسطينية على طبق من فضة للاحتلال والاهداء للامريكي ، فكيف لا وهم لم يفعلون للشعب الفلسطيني والشعوب العربية سوى خيبات الامل منذ نكبة 1948 مرورا بهزيمة حزيران 67 وصولا الى تهويد الارض الفلسطينية وقدس الاقداس ، يريدون من الطرف الفلسطيني العودة الى ما يسمى المفاوضات ، هذه المفاوضات ضربت بها حكومة الاحتلال عرض الحائط منذ اتفاق اوسلو وحتى الان ، حيث استدرج من خلالها الطرف الفلسطيني الى مستنقع لم تعرف نتائجه تحت يافطة تجميد غير معلن للاستيطان خارج القدس والكتل الاستيطانية الكبرى" واطلاق سراح عدد من اسرى ما قبل اتفاق اوسلو 1993 على خمس دفعات، وتسهيلات اقتصادية.
السؤال التي نتوجه فيه لمن يريد التفاوض ومن يضغط من العرب على الفلسطيني للعودة الى مسار المفاوضات ، لماذا لم تتعلموا بأن الادوار المتبعة من قبل الحكومات الصهيونية المتعاقبة نتيجتها واحدة وهي الاصرار على سرقة الارض و المياه و تهويد القدس و الاغوار والنقب و جرائم و ارهاب لم يتوقف بحق الانسان الفلسطيني و محاولات محمومة لكسر ارادته في المقاومة واجراءات عقابية لم يسلم منها بيت فلسطيني وانتهاكات طالت الصغير و الكبير في عموم فلسطين و حصار ظالم لأهلنا في قطاع غزة ، كل هذه الممارسات و الاجراءات و التي تتنافى و ابسط قواعد القانون الدولي والتي تضرب عرض الحائط بالمواثيق و الشرائع الدولية و قد تمت بدعم و مساندة غير مسبوقة من طرف الادارات الامريكية المتعاقبة ، و رغم ان تلك الممارسات ترتقى حسب كل الخبراء و المعنيين بحقوق الانسان الى جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية الا ان الولايات المتحدة شكلت على الدوام الراعي والضامن لمرور مثل تلك التجاوزات دون عقاب من الاسرة الدولية فالاستيطان يأكل الارض و الطرق الالتفافية تلتهم ما تبقى منها و تجري عمليات النهب على قدم و ساق و برعاية امريكية و صمت دولي لا مثيل له في التاريخ بمعنى اخر العالم يقف عاجزا عن وقف الاجرام و الارهاب و العنصرية الصهيونية .
وامام هذا الوضع اتى قرار الاتحاد الاوروبي باستثناء الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 من اية اتفاقيات تعاون مشترك مع دولة الاحتلال الاسرائيلية وهو بالفعل يشكل خطوة ايجابية ذات دلالات سياسية وينبغي البناء عليها من اجل ابراز الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال والاستيطان ، وهذا يتطلب الاستفادة منه من خلال التحرك الدبلوماسي على المستوى الدولي من اجل اجبار دولة الاحتلال على الانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة،وثانياً تسلط الضوء على مخططات حكومة المستوطنين الاستيطانية التي تستهدف مد السرطان الاستيطاني الى معظم اراضي الضفة الفلسطينية وتهويد القدس لقطع الطريق على امكانية اقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
إن ما قدمه كيري من وعد للفلسطينيين، حول تحريك الأوضاع الاقتصادية، وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين ، محل السلام السياسي، وإنهاء الاحتلال، وعدم التوجه إلى المؤسسات الدولية"، خاصة محكمة الجنايات الدولية، يؤكد ان الموقف الامريكي نال ما اراده ، وان العودة الى المفاوضات وفق هذه الرؤية لم يحقق اي اختراق ، بل أن الرابح الاكبر من هذه المفاوضات سيكون حكومة الاحتلال المتمسكه بشروطها ، ورفضها للشروط الفلسطينية.
وهنا لا بد من التأكيد ان حكومة الاحتلال تتمترس في مواقفها الرافضة لأية تسوية يمكن أن توصل إلى حل شامل ومتوازن للصراع. وهي لا تجد نفسها عمليا في موقع يجبرها على القيام بذلك.
وهذه الحقيقة ينبغي أن تدفع بالجانب الفلسطيني لأن يتخذ إجراءات جدية في مواجهة الموقف الإسرائيلي، ويلغي ما يسمى "الارتباط الاقتصادي" ويوقف التنسيق الأمني مع الأجهزة الإسرائيلية. ويعيد الاعتبار لبحث واعتماد سياسية اقتصادية واجتماعية تمكن الوضع الفلسطيني من الخروج من قيود الاتفاقات السابقة وخاصة بروتوكول باريس الاقتصادي.
وفي ظل هذه الظروف نتطلع الى رسم استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال وخاصة على الصعيد الدولي من خلال دخول دولة فلسطين إلى جميع المنظمات والمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة وتلك التي تتيحها العضوية المراقبة حتى تمتلك الحالة الفلسطينية أسلحة إضافية في مواجهة الاحتلال ، ومغادرة السياسة الانتظارية التي تقف على أبواب المنعطفات والاستحقاقات ، ومطالبة المجتمع الدولي للضغط على حكومة لوقف جرائمها بحق الشجر والحجر والبشر ، ووكذلك مطالبة العالم بعزل اسرائيل دوليا ، وانهاء ملف الاستيطان وتحرير الاسرى ، وتغيير موازين القوى ، لصالح فلسطين بحصولها على دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة .
ان استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية،اصبح يشكل ضرورة ملحة في هذه المرحلة الحاسمة من النضال الوطني والتمسم بخيار المقاومة الشعبية الشاملة للاحتلال الاسرائيلي وممارساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني ، ودعوة كافة القوى الحية والمؤسسات الوطنية والاهلية الى تفعيل حملة المقاطعة الشعبية لمنتجات دولة الاحتلال الاسرائيلي فلا يعقل ان نطالب العالم بالمقاطعة فيما نرى رموز وقيادات مستمرة في عملية التطبيع السياسي مع احزاب ووزراء في دولة الاحتلال وتحديدا من قبل طاقم مبادرة جنيف اضافة الى بعض التجار على المستوى الاقتصادي .
إن الحالة الفلسطينية بحاجة إلى إجراء المراجعة السياسية والوطنية ومغادرة الإستراتيجية القائمة حالياً على خيار حصري هو المفاوضات، وامتلاك أوراق القوة الفلسطينية في مواجهة حكومة التطرف والمستوطنين الإسرائيلية، واستنهاض عناصر القوة الذاتية، فإن العامل الذاتي الفلسطيني هو العامل الحاسم لإخراج المشروع الفلسطيني من أزمته.
في ظل هذه الصورة يجب وقف الرهان على الدور الامريكي ومغادرة هذا المسار الانتظاري ، وإخراج الوضع الفلسطيني من مرحلة الجمود الى مرحلة ستمكننا من طرق منافذ و طرق اخرى اكثر جدوى و فاعلية لنضالنا الوطني فلا رجاء من ادارة امريكية وضعت كل امكاناتها بيد كيان عنصري وتواصل سياسة المناورة و الخداع للتنصل من شروط التسوية العادلة والشامله .
ختاما لا بد من القول علينا ان ندرك ان الطريق الاصوب و الاسلم لدفع مختلف القوى لمراجعة سياساتهم ينطلق من مواقف فلسطينية وعربية حازمة تصون المصالح الوطنية والقومية والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني .
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار تموز شكل منصة لصياغة التوازنات الجديدة
- ضياع الحق العربي في فلسطين مسؤولية من؟
- على ماذا تراهنون
- الربيع العربي و-خريطة الدم الأمريكية-
- المقاومة تصنع المعجزات .. فتحية الى الشهداء الذين أعطونا شرف ...
- الحالة العربية والفلسطينية الى اين
- زيارة القرضاوي الى غزة وتبادل الاراضي ..
- المؤامرة على سوريا ومحنة الشعب الفلسطيني
- لتتحد قوى الشغيلة في مواجهة قوى الاستغلال
- جبهة التحرير الفلسطينية مسيرة نضال وعطاء
- محمد التاج الاسطورة في الصمود والعطاء
- فلسطين كلها أسيرة ولا مخرج إلا بمواصلة النضال
- فلسطين والمستقبل
- نيسان شهر النضال والتضحية والفداء
- الشهيد ميسرة رمزا وعنوانا للصمود
- فلسطين تنتصر بيوم الارض
- تعداد التحديات تؤكد عجز العرب
- اوباما قدم الاغراءات والشعب الفلسطيني سار غضبا
- لاننتظر الفرج من زيارة اوباما والشعب الفلسطيني قال كلمته
- الثورات العربية وغياب عوامل الاستنهاض الثوري


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - جولة كيري والمفاوضات ومن المستفيد