أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الرابعة_(خيار و فقوس في موازين الثورة!)















المزيد.....

أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الرابعة_(خيار و فقوس في موازين الثورة!)


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أوراقٌ عتيقةٌ نقطفها من كتيبٍ بعنوان( هؤلاء هم....الإخوان)بقلم:طه حسين،محمد التابعي،علي أمين،كامل الشناوي،جلال الدين الحمامصي،ناصر الدين النشاشيبي كشهودٍ على عصرهم و أحداثه .وقد صدر الكتيب عقب محاولة الإخوان اليائسة لتحدي إرادة الشعب و إرهابه،و إبتزازه بالتلويح بحمامات الدم ابان ثورة 23 يوليو 52،و ما تلاها من المحاولة الفاشلة لإغتيال زعيمها بعدها بعامين ، وما تم الكشف عنه آنذاك ومن ثم إحباطه ، من مخططات الإغتيالات العنيفة و التفجيرات الواسعة تمهيداً للإنقلاب و السيطرة على السلطة، و علاقة هذا الفصيل بالقوى الأجنبية حينها مما يكشف لنا الكثير عن مفهوم الوطنية وقدر الوطن لدى هذا الفصيل ،و بالرغم من قدم هذة الأوراق و إصفرارها وقد سلخت ما يقارب من ستة عقود؛فما زالت مضمخة بالجدة و المعاصرة...و تحمل الرائحة الطازجة للأحداث الآنية،و كأن مدادها لم يجف بعد...

و في تقديري فإن الفضل في طزاجة هذة الأوراق على بعد العهد بها،ليس راجعاً لأن التاريخ يعيد نفسه أو لأنه راكدٌ أسنٌ، و إنما يرجع الى طائفة من الناس، كالأحافير الميتة و الأحجار الصماء البكماء لا تتعلم من التاريخ ؛فكرها لا يتغير و سيرتها لا تتبدل،شبقها العقيم للسلطة المفردة المتأبدة هو هو،و ميزانها السقيم الظالم التي تزن به إرادة الشعب هو هو،و تعاطيها بضميرها المدخول لمفهوم الوطنية هو هو..ومن ثم لا تملك الا أن تعيد حياتها و تاريخها و مأساتها مرة تلو المرة ؛كحبة الرمل في ساعتها الرملية..ما ان تقلبها حتى تعيد سيرتها و تكرر مأساتها عوداً على بدء..و لا تحيد عنها قيد شعرة ،عجباً ..لثمانين عاما و هي لا تمل ولا تسأم تكرارها!،و يلح على ذهني المشهد الإسطوري لسيزيف،الذي لا يصعد الجبل إلا ليهبطه،و لا يهبطه إلا ليصعده، و ليسمح القاريء الكريم بان نعيد قراءة هذة الأوراق كما هي .
نعم... قد يتفق البعض و قد يختلف مع فكر كتَّابها الثقات،بيد أننا نتناولها هنا كتأريخٍ موثقٍ يكاد يكون محسوماً،و من أفواه قامات سامقة لا غبار على وطنيتها،و لا مطعون في نزاهتها،و على كل حال ٍ فالكلام على عهدتهم_أي الكتّاب الراوة_ وتحت مسئوليتهم ،و قد آثرت عرضها بلا تعليق أو تفسير أو إضافة،اللهم إلا في أضيق الحدود و على الهامش ؛و الحق لسنا في حاجة لإضافة شيءٍ أو الإسهاب في شيءٍ،و الفضل في ذلك للإخوان أنفسهم كما أسلفنا،فتاريخهم جامد كل الجمود على وتيرةٍ واحدة،و واضحٌ كل الوضوح إلا لمن أغمض جفنيه عمداً؛ فكفانا ذاك مؤونة الشرح و التوضيح.
نعيد قراءتها لأن في التاريخ عبر....و نعيد قراءتها لفهم أعمق لهؤلاء الناس....و نعيد قراءتها أيضاً لنستشف أن هذة الطائفة هي هي الامس و اليوم و غداً....
و نعيد قراءتها فلربما كانت ضوءاً كاشفا لبعض حنايا هذا الفصيل ولا سيما لمن يتحدثون في وقتنا الراهن عن المصالحة و عدم الإقصاء،و يتدارسون كيف السبيل لإدماج هذا الفصيل في الحياة السياسية؛ و هم ما برحوا على ما هم عليه، من فكر فاشي لم يراوحوه قط ! أقول يا سادة..أفلا يحق لنا أن نتساءل قبل ذلك كله :عما إذا كان في المقدور و الإمكان حتى أن يراوحوه!، أكبر الظن أنه السؤال الجدير بالطرح الآن ،و بعده يأتي حديث المصالحة و عدم الإقصاء وليس قبله!...
و الحق ..لا ضير في نلقي نظرة إلى خلفنا بين الحين و الحين ؛لنعلم أين نقف بالضبط و إلى أين نمضي

الورقة الرابعة بعنوان:(خيار و فقوس في موازين الثورة!) بقلم الأستاذ/محمد التابعي

لولا المقام جد لاخترت عنوناً لهذا المقال الأغنية المشهورة(صحيح خصامك و لا هزار!)و السؤال موجه إلى رجال الثورة؟.
صحيح خصامكم مع جماعة الإخوان المسلمين؟..أم أنه مثل كل مرة سابقة،خصام أحباب، سوف يعقبه عتاب، ثم تبادل الأحضان و القبلات؟
ولكن المقام جد؛و الجد حديث صريح،و من هنا أقول أنه ما كان ينبغي أن يكون في موازين الثورة ميزان للخيار!و ميزان للفقوس!..
مجاملةٌ و مودةٌ للخيار!و حزمٌ و شدةٌ مع الفقوس!
و الخيار..جماعة الإخوان المسلمين
و الفقوس..بقية الأحزاب و الهيئات الأخرى التي جعلت من السياسة عبثاً و لعباً و تجارة و شطارة!.
ما كان ينبغي أن تختلف الموازين،و لكن هذا ما حدث..

فمنذ قامت الثورة في يوم الأربعاء 23 يوليو 1952و جماعة الإخوان_وحدهم دون سائر الهيئات و الأحزاب_هم الأفضلون المدللون الأعزة الحباب الذين ترجى مودتهم و يطلب ودهم و يحرص على رضاهم(1)..و يكتفي منهم بالخطوة الواحدة، لا يخطونها إلا بعد أن يخطو إليهم رجال الثورة خطوات!.
دلال منهم من بعد دلال..يقابله حرص و مجاملة من رجال الثورة ما بعدهما حرصٍ و لا مجاملةٍ!
و الذين يتتبعون سير الحوادث ينظرون و يقارنون و يعجبون..
أما سواد الشعب فقد ثبت في خاطره_و منذ اليوم الأول_و ظواهر الحال و سير الإمور تؤيده فيما ذهب إليه..ثبت في خاطره أن هذة الثورة هي من صنع جماعة الإخوان المسلمين!..أو هي على الأقل لم تقم إلا بتأييدهم..و أنهم فيها أصحاب الفضل الأكبر..و أنها أولاً و أخيراً منهم و لهم..من حسابهم و لحسابهم!!
و إلا ففيم هذا الإعراض و الدلال من جماعة الإخوان و مرشدهم أو مفسدهم العام؟..و فيم كل هذا الصبر و كل هذا الحرص على الود و المجاملة من جانب الثورة و مجلس قيادة الثورة؟
و أستعرض الحوادث أو العناوين سريعة موجزة..
قامت الثورة في يوم الأربعاء 23 يوليه..و كان المرشد العام حسن الهضيبي أو حسن الهضيبي بك كما أصر دائماً على أن يكتب أسمه في دفتر تشريفات فاروق مشفوعاً بلقبه(بك).
_كان المرشد المذكور يقيم يومئذ في مصيفه برمل الأسكندرية،و رحم الله سلفه حسن البنا الذي كان يقضي أيام الصيف في الطواف بمدن الصعيد في زيارات لجماعات الإخوان..و طلب بعضهم من حسن الهضيبي_ و في أول يوم لقيام الثورة_أن يصدر بيانا للناس يؤيد فيه بإسم جماعة الإخوان الثورة و رجالها و أهدافها التي أعلنتها في بيانها الأول..
و لكن حسن الهضيبي(بك) رفض و قال ما معناه(إن الله مع الصابرين)،والمرشد أو المفسد العام لا تعوزه أبدا الآية الكريمة أو الحديث الشريف الذي يبرر به إتخاذ أي موقف من مواقف الدجل و النفاق(2)...
و كان معنى الصبر هنا هو عدم الإسراع إلى إصدار بيانٍ بتأييد الثورة..كان معناه الإنتظار و التريث حتى ينجلي عثار المعركة التي نشبت بين رجال الثورة و فاروق..عن أيهما الغالب و أيهما المغلوب!..و إلا فماذا يكون موقف حسن الهضيبي(بك)إذا أيَّد الثورة في بيان منشور...ثم غُلبت الثورة على أمرها و أنتصر عليها جلالة(الملك الكريم)و ولي النعم فاروق؟!
ومن هنا نصح فضيلة المرشد العام بالتريث و إلانتظار و إن الله مع الصابرين.

و ذهب إليه في اليوم التالي_الخميس 24_ مَن يرجو و يلحف في الرجاء أن يقوم الإخوان_و بطريقة ما_بإظهار إغتباطهم بالثورة و تأييدهم لرجالها..و أنه إذا كان من الغير مرغوب فيه إصدار بيان منشور..فلا أقل من أن يعود السيد المرشد العام إلى القاهرة يزور قادة الثورة في مبنى القيادة العامة..أو على أقل القليل يحدثهم مهنئاً و داعياً لهم بالنجاح و التوفيق:
ولكن الهضيبي(بك)رفض و أصر و أستمسك بأن الله مع الصابرين!

ومرت أيام الخميس و الجمعة و السبت و الأحد..
وتم طرد فاروق..ولما تأكد فضيلة المرشد العام من أن الثورة قد نجحت فعلاً و أن فاروق قد غادر مصر و أنه قد أصبح في عرض البحر في طريقه إلى منفاه..
لمّا تأكد فضيلته من أن فاروق قد إنتهى..و إنه قد أصبح في حساب السياسة المصرية صفراً على الشمال..رضى فضيلته أن يترك مصيفه و أن يعود إلى القاهرة لكي يتفضل و يتنازل و يزور رجال الثورة و يبلغهم طلباته أو شروطه و هي أن تكون الثورة و مجلس قيادتها تحت وصايته بوصفه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين..فلا يقضون أمراً إلا برأيه و لا يبرمون أمراً إلا بمشورته!
***
هكذا..! لقد جزع حسن الهضيبي لقيام الثورة لأنها قلبت حسابهُ رأساً على عقب و أفسدت عليه خططه و سياسته..وكان حسابه و كانت سياسته منذ تولى أمر جماعة الإخوان أن يحالف فاروق و أن يصل إلى حكم مصر عن طريق((ولي أمره و نعمته)) فاروق...و من هنا كانت مقابلته الكريمة للملك الكريم..و كانت زيارته المتكررة للقصر الملكي و تسجيل إسمه في دفتر التشريفات في كل مناسبة..و إعلانه في أحاديثه المنشورة في الصحف عن وجوب إطاعة ولي الأمر فاروق!(3)..
و لكن الثورة قامت فأفسدت حسابه و قلبت موازينه!..و لقد جزع الرجل في أول الأمر كما قلت..و لكنه لم يلبث أن إسترد هدوء نفسه..لكي يطلب من الثورة أن تقيمه وصياً عليها..أي أن يحكم مصر! و ما فاته عن طريق فاروق..قد يناله عن طريق مجلس قيادة الثورة!!.
و أحس رجال الثورة بهذا كله منذ اليوم الأول.و فهموا حسن الهضيبي على حقيقته و أدركوا ما يرمي إليه..هو و بطانته من بين أفراد الجماعة و لكنهم بدلاً من أن يحزموا أمرهم و يأخذوه بالشدة و الحزم اللذين أخذوا بهما الكثيرين من فقوس أو زعماء الأحزاب و الهيئات الأخرى..
آثروا أن يعاملوه وحده هو و جماعته معاملة ((الخيار)) فمدوا له في حبال الصبر و الود و المجاملة..
وآية ذلك أن القانون الصادر بإلغاء الأحزاب و الهيئات السياسية لم يمسهم بسوء..و لم تتناولهم أحكامه بحجة أن جماعة الإخوان المسلمين لا شأن لها بالسياسة(هكذا؟)،و إنها جماعة تزاول نشاطاً دينياً و ثقافياً و إجتماعياً..(4).
نعم!..كأنما إغتيال النقراشي كان عملاً دينياً؟.. وإغتيال القاضي الخازندار كان عملاً ثقافياً..و محاولة نسف مبنى محكمة إستئناف القاهرة كان عملاً إجتماعياً..
و هكذا ترى أن هذة الحجة ذهبت في المغالطة إلى أبعد حدودها..حرصاً على رد جماعة الإخوان و مجاملة لهم و لفضيلة مرشد الخيار العام!.
و من قبل صدور قانون إلغاء الإحزاب..كان صدر قانون آخر بالعفو عن طائفةٍ من المحكوم عليهم في جرائمٍ سياسية..
و لقد أحس كل واحد يوم صدور قانون العفو المذكور أنه_مثل السترة_قد فصل خصيصاً لكي يلائم جسم الإخوان المسلمين..و فتحت أبواب السجون و خرج منها الأخوان المحكوم عليهم في قضايا القتل و النسف و الإغتيال!(5).
و قوى شأن الجماعة و إزداد خطرها...و آمن من لم يكن قد آمن أن الثورة هي فعلاً من صنع جماعة الإخوان..أو على الأقل انها_أي الثورة_لا تعيش إلا بتأييدهم...
هي إذن تخشاهم و ترهبهم و تعمل لهم حساباً ومن ثم تحرص على رضاهم و مقابلة دلالاهم و صدهم بالصبر الجميل..و الود و الإحسان!
وهذا كلام يؤلم بعض من أعرف من قادة الثورة..لكنه حقيقة و حق!.......................

و كانت محكمة الثورة قد حاكمت فعلاً نفراً من المصريين،و كان الإدعاء المقام ضدهم أنهم هددوا آمن البلاد....أو أنهم عملوا على تقويض الثورة و نظام الحكم القائم..و صدرت فعلاً أحكام بالسجن ضد هذا النفر من المصريين...وكان هذا النفر من جماعة الفقوس..(6)
أما جماعة الإخوان ....فإن واحداً منهم لم يقدم لمحكمة الثورة أو لأية محكمة أخرى.لماذا لأنهم من جماعة الخيار؟..و للخيار حصانة خاصة أو ميزان خاص!.

و كان بعد هذا و ذاك ان وضعت السلطات يدها على خيوط مؤامرة واسعة من صنع الإخوان و مرشدهم العام..و ضبطت في نفس الوقت مقادير ضخمة من الأسلحة و المواد المتفجرة مخبأة في دور بعض البارزين من جماعة الإخوان!.و ألقي القبض عليهم و أعتقل في نفس الوقت السيد المرشد العام و أعلن في الصحف أن الجميع سوف يقدمون لمحكمة الثورة أو يمثلون أمام محاكمة عسكرية.
و لكن ..إن هي إلا أيام حتى أفرج عن الجميع!!
و حفظت القضية أو القضايا..و أغمض القانون عينيه عن الأسلحة و المواد المتفجرة المخبأة لغرضٍ خبيثٍ خبيء!.أعمض القانون أو أغمضت الثورة عينيها حباً في سواد عيون المرشد العام!!!(7)

و لقد كان بين الإدعاءات التي أقيمت في محكمة الثورة على نفر من المصريين الإدعاء الخاص بإتصالهم بدولة أحنبية بقصد الإضرار بالثورة و مصلحة البلاد!
و لقد ثبت _و منذ شهور عديدة و أيام كانت محكمة الثورة لا تزال قائمة_ثبت أن حسن الهضيبي إتصل بدولة أجنبية هي بريطانيا و بأحد رجالها و هو مستر إيفانز... هذا بإعتراف الهضيبي نفسه لعقد إتفاق يبيح لها العودة إلى قاعدة القنال عند قيام الحرب(8)..أي حرب ..كل حرب تقع اليوم أو بعد عشرين أو خمسين عاماً؟!....و بعد عرض لمقابلة الهضيبي مع إيفانز،يقول زميل في مقالٍ له ب((الجمهورية))_المنشور على صفحة (4) في عددها الصادر صباح الخميس الموافق 16 سبتمبر سنة 1954:
((هذا هو الهضيبي الثائر!الفائر من أجل عزة الإسلام ..خائنٌ سادرٌ في خيانته.كل خطيئته أنه ظن الشعب مستعد لقبول كل شيء على أساس من السمع و الطاعة حتى و لو كان هذا السمع وهذة الطاعة يشملان السكوت على بيع الأوطان في إتفاقيات سرية للمستعمر و لصالح الرجعية!))....

و من العبث أن أسأل بعد كل الذي عددته من آيات الدلال و الدلع و التدليع..من العبث أن أسأل لماذا لم يقدم هذا الخائن السادر في خيانته إلى محكمة الثورة؟
عبثاً أسأل..لأن الجواب حاضر على لسان الفقوس!
_الإدعاءات ضدي أنا وحدي..أما هذا ..فإنه كبير الخيار!!.

أما بعد...
فهذا صنيع الثورة مع جماعة الإخوان ..و هذا جزاؤها_جزاء سنمار_من جماعة الإخوان مرشدهم العام.
و أنا لا أستعدي أحداً على أحد..و إنما أطلب فقط أن يكن للثورة صاع واحد أو كيل واحد..و أن يكون المصريين أمام موازينها سواء!لا فضل لخيار فيهم على فقوس!

و إلى هنا إنقضى الوقت المتاح ،فسكت الاستاذ _التابعي _عن الكلام المباح.

و إلى اللقاء مع ورقةٍ آخرى مع شاهدٍ آخر.
هامش
..................................
(1)و كذا كانوا المدللين بعد ثورة 25 يناير2011، وتم التمهيد لهم و تسليمهم السلطة في مصر تسليم مفتاح برعاية المجلس العسكري السابق تحت مظلة أمريكية الصنع.
(2)رفض الإخوان للثورات بصفة عامة مفهوم و لسبب فقهي ،ولقد كان رد الرئيس الإخواني السابق للدعوة في المشاركة في الثورة_25 يناير_ في بدايتها:(مش هنمشي ورا شوية عيال!)،ومن ثم لم ينضموا إلى الثورة إلا بآخر،و الحق أن الإخوان ليسوا بثوار كما يلحوا بذلك في أدبياتهم الممتدة مراراً و تكراراً..و مرده الأقدم إلى فقه (إبن تيمية)و (إبن القيم الجوزيه)،ومن لف لفهم وذهب مذهبهم،وغاية هذا الفقة تحريم الخروج على الحاكم تحريماً باتاً، حتى و إن فسد الحاكم ..،حتى و إن سرق الحاكم.. حتى و إن قتل الحاكم طالما يؤدي الصلاة و لم يكفر!!،وهذا الفقه يمثل رافداً أساسياً في أيدولوجية الإخوان_هذا إن صح لنا أن نسميها أيدلوجية_ لكن الجماعة لم تلبث إن ضربت بفقهها هذا عرض الحائط و خانت ما كنا نحسبه أحد أركانها الفكرية لما رأت أن الرياح تهب في مصلحتها؛فإنضمت للثورة تحت راية فقهية أخرى وهي(الضرورات تبيح المحظورات)، و الضرورة هناهي إختلاس الحكم والسلطة و الثورة جميعاً!! و من ثم بناء إمارتها المصرية الإسلامية تمهيداً لإقامة الخلافة..و لله في خلقه شؤون.
(3)لم يختلف الأمر كثيراً في عهد مبارك،و نتذكر تصريح المرشد السابق بأنه يتمنى على الرئيس السابق اللقاء معه!!و كيف كانت تتم اللقاءات مع القيادات الأمنية و السياسية لتنسيق حول منح الإخوان المقاعد في مجلس الشعب،ومن ثم إستعمالهم بالإنابة في مواجهة المعارضة في مسألة توريث الحكم الشهيرة بالترويج لها و الدفاع عنها!!،أما عن طاعة ولي الأمر_مبارك_فحدث ولا حرج وكيف لا؟وقد إعلن الإخوان أن رجال نظام مبارك،كأحمد عز و كمال الشاذلي و فتحي سرور رموز وطنية لا ينبغي أن يُنازعوا في دوائرهم الإنتخابية ....فما بالك بمبارك رأس النظام نفسه ..وولي الأمر و النعم!
(4)و نحن نتسأل أيضاً لِما سمح المجلس العسكري بقيادة طنطاوي بقيام حزب ديني مضفياً عليه الشرعية؟بالرغم من أن قيام الأحزاب على اساس ديني ينقض مفهوم دولة المواطنة المدنية العصرية؟..و بعيداً عن التمحلات و التماحيك نقول إذا لم يكن حزب(الحرية و العدالة)حزباً دينياً..فليس إذن ثمة ما يسمى حزب ديني البتة!.
(5)حدث السيناريو بعينه في غضون ثورة 25 يناير و بعدها!،بيد أن أكثريتهم لم ينتظروا أحداً ليفتح لها أبواب السجون،إنما قاموا بإنفسهم بنسفها ،بمعونة بعض العناصر الإرهابية!و لعل الرئيس السابق كان أشهر هؤلاء السجناء!.
(6)تتداعى للذاكرة هنا أحداث ماسبيرو محمد محمود..وكيف تم تعامل المجلس العسكري السابق مع ثوار حقيقيين كفقوس!
(7)لا تعليق..و أتمنى أن تسير المحاكمات الآن سيرها العادل الناجز ،فما من أحد يملك المصالحة على دم زكي أريق،و ما من أحد يملك الحق في غض الطرف عن آمنٍ قومي قد أُختُرق، و سيادة وطنية قد أهينت...لا أحد.
(8)من يريطانيا آنذاك...إلى أمريكا الآن..و من إيفانز إلى آن باترسون ..ومن بيع القنال أنذاك ، إلى بيع سيناء كلها الآن...يا قلبي لا تحزن أو فاحزن،فعلى أي شيءٍ تبكي إن لم تبكِ على بيع الأوطان؟!.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الثالثة_(إرهاب بالجملة)
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الثانية_(ليس هناك إخوان...و ...
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الأولى_(نعم ...حدث إنقلاب!!)
- الكهف السفلي و تمرد
- الصراع و الإقصاء الحتمي
- غزو الحبشة..و احتلال مصر!


المزيد.....




- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الرابعة_(خيار و فقوس في موازين الثورة!)