أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عصام سحمراني - اختبارات جماعية على جماعة الإخوان المسلمين














المزيد.....

اختبارات جماعية على جماعة الإخوان المسلمين


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 23:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في ما أشاهده اليوم من أحداث غريبة في مصر التي ناضلت من أجل الديموقراطية قبل عامين، وتناضل ضد الديموقراطية بشكل من الأشكال، أو بكلّ الأشكال، هذا العام، لا بدّ من أن أذكر أنّني كما تفاجأت بوصول الإخوان المسلمين إلى السلطة أتفاجأ بطردهم منها.

لكنّ المفاجأة قد تزول إذا ما توصلت لنتيجة مفادها أنّ من "سمح" لجماعة الإخوان المسلمين بتولي السلطة قبل عام، ها هو نفسه اليوم "يتيح" لهم باب "التخلّي" عن السلطة.

هي سنة اختبار لا شكّ، كما يؤكد المتبصرون أبعد في الشؤون العربية كافة، بعد اشتعال الثورات عام 2010، لكنّ السؤال من يختبر من؟

أهي أميركا تختبر الحكم الإسلاموي "السني" في أكبر دولة في الشرق وإيصال من يصل عبر الديموقراطية مع الحفاظ على مصالحها كما هي؟ أم أميركا الثائرة على نفسها مع رئيسها غير المسبوق، التي تريد أن تسلخ نفسها نهائياً من هذا الشرق، لتستبدله بمنبع اقتصادي آخر، في أولوية على أيّ أهمية استراتيجية؟

أم السعودية الساعية أبداً بمنظومتها الأميركية إلى تسيّد الشرق السنّي، كوكيل أميركي يقرن رعاية مصالح واشنطن ببث عقيدته، فتهدف في ذلك لكسر شوكة الإخوان المسلمين عبر إيصالهم إلى السلطة بهدف إحلال السلفيين مكانهم على مستوى البنى التحتية للمجتمع المصري مع ما في ذلك من فوائد عظيمة لآل سعود، وسند لدولتهم الثمانينية، لا تغيب عنه المشاريع القافزة كلّ مرة بخصوص ضمّ مصر إلى مجلس التعاون الخليجي؟ فالسعودية تعلم جيداً أنّ أسرع طريق لتفكك الإسلامويين وضعفهم هو في إيصالهم إلى السلطة، خاصة في بلد متطور مدنياً وثقافياً واجتماعياً كمصر؛ التي تفوق ثقافة أهلها ثقافة الإسلامويين الأصولية بأشواط عديدة اختبرت كوزموبوليتانية الملكية، وقومية الناصرية، وليبرالية الساداتية- المباركية.

أم هي إيران التي لا تريد لأحد منازعتها على زعامة لم تترسخ بعد على العراق والشام بلبنانها وفلسطينها وصولاً إلى سيناء، خوفاً من أن يكبر حليفها الإخواني ويستقل بنفسه في الجمهورية الإسلامية في مصر التي تشكل المقلب الآخر مذهبياً للجمهورية الإسلامية في إيران، وما في ذلك من سحب لأوراق طهران الفلسطينية، وهي التي رأيناها تتهاوى، ولو ظاهرياً، مع تقرّب حماس من قطر، وهي الممول الرئيسي للإخوان، وارتمائها في أحضان الجماعة في مصر؟

أم العسكر أنفسهم؛ أولئك المحترفون في "تنفيس" الجماهير؛ وهم الذين لم يتخلوا يوماً عن حكم مصر منذ ثورة الضباط الأحرار عام 1952 حتى اليوم، بحسب تحليل لمركز "ستراتفور" في الثالث من تموز (يوليو) الجاري تحت عنوان "الوجه المقبل للربيع العربي"؟

يبقى الإحتمال الأخطر، وهو اختبار الجماعة لنفسها في الحكم اختباراً نموذجياً، تسيدت فيه البرلمان والشورى واللجان الدستورية ورئاسة الجمهورية، وأجرت التبديلات في العسكر والخارجية والقضاء ودوائر الحكم المحلي؛ فأقالت من أقالت ونصبت من نصبت، وخاضت معارك سياسية غير مسبوقة مع مؤسسات الدولة، كما استفتت أميركا والغرب أصحاب المصلحة الإقتصادية، والإستراتيجية في المنطقة، فأثبت الإخوان نجاحهم في مجالات عديدة منها صون معاهدة كامب- ديفيد، ورعاية هدنة حماس مع الصهاينة، كما تمكنوا من المماطلة حتى آخر نفس مع صندوق النقد الدولي بعد حصول حكومة هشام قنديل على الموافقة المبدئية على القرض، رغم كلّ الإهتزازات الأمنية التي ضربت مصر في عهدهم والتي تمنع -منطقياً- إمدادها بالمبلغ الضخم. اختبرت الجماعة نفسها وانسحبت بهدوء وخضوع لم نعهده في حركات معروفة بعدم سلميتها -رغم كلّ الإستعراض الحاصل والدماء المهرقة- إلى مكان كانت فيه سابقاً في مرحلة من المراحل التي تحددها بنفسها، لتعاود يوماً ما مشروعها بالطريقة ذاتها أو بطرق أخرى وتعديلات، بحسب النتائج التي خرجت بها من اختبارها.

يكثر الجدل اليوم حول ماهية تحرك الجيش؛ إن كان انقلاباً على الشرعية، أم تصحيحاً للخط الديموقراطي، وبالتالي ثورة الجماهير المصرية التي "سرقها" الإخوان المسلمون منذ ما قبل الإنتخابات التشريعية. تلك الجماهير نزلت وتنزل اليوم وستنزل كلّ مرة؛ بهدف فردي لكلّ شخص فيها يجتمع مع غيره على كلٍّ واحد؛ تجسّد اليوم في رفض حكم الإخوان. لكنّ الجماهير نفسها لا يجب أن تنسى أنّ الإخوان المسلمين إذ "سرقوا" الثورة إنّما "سرقوها" بمساعدة أطراف، ورعاية أطراف، وإشراف أطراف، وتواطؤ أطراف، ورضا أطراف، وتطنيش أطراف، ربما تجتمع كلّها اليوم لاستكمال الإختبار.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير: خرافة معدلات الخصوبة المرتفعة لدى المسلمين
- دقة مفقودة في بي بي سي
- قانا.. مجزرة منسية من جنوب لبنان
- ثورة عليهن... ولهن
- لا قانون في ليبيا للحدّ من تعدد الزوجات
- ترويض الجمهور بين السياسي ورجل الدين
- عبرة لبنانية لجيوش تقتل شعوبها
- معضلة السلفيين
- استقالة الأسد وخيارات المواجهة
- المحكمة الدولية لا ريب فيها
- نكبة علمانية في بيروت
- أوباما وبن لادن.. وسلفيو البلاد العربية
- إستهلاك لبناني.. للقضايا
- دعابة أميركية اسمها المعونة لمصر
- حقيقة البحرين بعيداً عن قنوات تدّعيها
- للثورة مجدداً في ليبيا
- يد ممدودة
- في حلب وغربها.. من لبنان
- ثورتنا اللبنانية البطيئة.. وما يجدر بها هذا
- إسقاط النظام في لبنان يتطلب إسقاطه... لا مطالبته!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عصام سحمراني - اختبارات جماعية على جماعة الإخوان المسلمين