أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - لا شيء على الإطلاق














المزيد.....

لا شيء على الإطلاق


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


لا شيء على الإطلاق
قصة: روبرت ڤ-;-الزر
Robert Walser
ترجمة: خليل كلفت (عن الإنجليزية)
ذهبت امرأة كانت متقلبة بعض الشيء ليس إلا إلى المدينة لتشترى شيئا يصلح للعشاء لها ولزوجها. وبالطبع، ذهبت نساء كثيرات للتسوُّق وفى قيامها بهذا كانت فقط شاردة الذهن بعض الشيء. وعلى هذا فإن هذه القصة ليست جديدة بأىّ حال؛ وعلى كل حال، سأستمرّ وأسرد أن المرأة التى كانت قد أرادت أن تشترى شيئا يصلح للعشاء لها ولزوجها والتى كانت لهذا السبب قد ذهبتْ إلى المدينة لم تركِّز تفكيرها تماما على هذا الأمر. ومرارا وتكرارا فكرتْ فى أىٍّ ملذات وأطعمة شهية كان يمكن أن تشتريها لنفسها ولزوجها، ولكنْ حيث أنها، كما ذُكِرَ من قبل، لم تركِّز تفكيرها تماما على هذا الأمر وكانت شاردة الذهن بعض الشيء، لم تصل إلى أىِّ قرار، وبدا أنها لم تعرف تماما ما أرادته حقا. "لا بد أن يكون شيئا يمكن إعداده بسرعة حيث أن الوقت متأخر، وقتى محدود"، فكرتْ. يا إلهى! لقد كانت، كما تعلم، متقلبة بعض الشيء ليس إلا، ولم تركِّز تفكيرها تماما على هذا الأمر. والنزاهة والموضوعية رائعتان وجيدتان. ولكن المرأة لم تكن هنا موضوعية بصورة خاصة، وكانت بالأحرى شاردة الذهن ومتقلبة بعض الشيء. ومرارا وتكرارا فكرتْ لكنها لم تصل، كما ذُكِرَ من قبل، إلى أىِّ قرار. والقدرة على اتخاذ قرار رائعة وجيدة. ولكن هذه المرأة لم تكن تملك أىّ قدرة كهذه. لقد أرادت أن تشترى شيئا جيدا وشهيًّا حقا ليأكلاه هى وزوجها. ولهذ السبب الجيد ذهبتْ إلى المدينة؛ لكنها ببساطة لم تنجح، إنها ببساطة لم تنجح. ومرارا وتكرارا فكرتْ. ولم تكن تنقصها الإرادة الجيدة، وبالتأكيد لم تكن تنقصها النوايا الحسنة، كانت متقلبة بعض الشيء ليس إلا، ولم تركِّز تفكيرها على هذا الأمر، ولهذا لم تنجح. ولا يكون الأمر حسنا عندما لا تركِّز الأذهان على الأمر، و، بكلمة واحدة، أصيبتْ المرأة أخيرا بالاشمئزاز، وعادت إلى البيت دون أىّ شيء على الإطلاق.
"أىّ طعام شهىّ وجيد، فاخر ورائع، معقول وذكىّ اشتريتِه للعشاء؟" سأل الزوج عندما رأى زوجته الصغيرة اللطيفة الجميلة تعود إلى البيت.
ردَّتْ: "لم أشترِ شيئا على الإطلاق".
"وكيف هذا؟" سأل الزوج.
قالت: "مرارا وتكرارا فكرتُ، لكننى لم أصِلْ إلى أىِّ قرار، لأن الاختيار كان أصعب من أن أصل إليه. أيضا كان الوقت متأخرا بالفعل، وكان وقتى محدودا. لم تكن تنقصنى الإرادة الجيدة أو أفضل النوايا، لكننى فقط لم أركِّز تفكيرى على هذا الأمر. صدِّقْنى، يا زوجى العزيز، إنه مفزع حقا عندما لا تواصل تركيز تفكيرك على أمر. يبدو أننى متقلبة بعض الشيء ليس إلا ولهذا لم أنجح. ذهبتُ إلى المدينة وأردتُ أن أشترى شيئا شهيًّا وجيدا حقا لى ولك، ولم تكن تنقصنى الإرادة الجيدة، ومرارا وتكرارا فكرتُ، لكن الاختيار كان أصعب من أن أصل إليه لم أركِّز تفكيرى على هذا الأمر، ولهذا لم أنجح، لم أشترِ شيئا على الإطلاق. سيكون علينا أن نرضى اليوم بلا شيء على الإطلاق لمرة واحدة، أليس كذلك. يمكن إعداد لا شيء على الإطلاق بأقصى سرعة و، على أىّ حال، لا يُسَبِّب سوء الهضم. هل ستغضب منى لهذا؟ لا يمكن أن أصدِّق ذلك".
وهكذا ولمرة واحدة، أو على سبيل التغيير، لم يأكلا شيئا على الإطلاق طول الليل، ولم يكن الزوج الطيب المستقيم غاضبا بأىّ حال، كان أكثر شهامة، وأكثر تهذيبا، وأحسن سلوكا من ذلك. ولم يكن يجرؤ مطلقا على إظهار وجهٍ غير سارّ، كان مهذَّبا إلى أقصى حدّ. الزوج الطيب لا يقوم بشيء كهذا. وهكذا لم يأكلا شيئا على الإطلاق وكانا كلاهما راضييْن، لأن مذاقه كان طيبا بصورة استثنائية بالنسبة لهما. وجد الزوج الطيب فكرة زوجته لتفضيل لا شيء على الإطلاق على سبيل التغيير ساحرة تماما، وبينما اعتقد أنه كان مقتنعا بأنه كان لديها إلهام مبهج، تظاهَرَ ببهجته العظيمة، مُخْفِيًا بذلك فى الحقيقة كم يكون مُبهجا عشاءٌ بسيطٌ مُغَذٍّ، على سبيل المثال، مثلما كان يمكن أن تكون تفاحة مهروسة مُشْبِعَة وجريئة.
وكان من المحتمل أن يكون مذاق أشياء أخرى كثيرة أفضل بالنسبة له من لا شيء على الإطلاق.
1917
ترجمها إلى الإنجليزية: توم والين و كارول جيريج.



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض موجز لكتاب: النظام القديم والثورة الفرنسية
- حديث عن الأوضاع قبل إسقاط مرسى
- ما بعد مرسى بين إسقاط الحكم الإخوانى السلفى وإسقاط النظام
- لا تتركوا الميادين!
- الجريمة النظرية ضد تقسيم البشر إلى فئتيْن
- خطاب مرسى إعلان للحرب الأهلية
- الشارع (1) قصة: روبرت فالزر
- أسطورة الأمن القومى المصرى
- حديث مع الأستاذة راندا إسماعيل عن ترجماتى
- عصبىّ قصة: روبرت فالزر
- سادة وعمال قصة: روبرت فالزر
- هكذا! ظَبَطْتُك قصة: روبرت فالزر
- البنطلونات قصة: روبرت فالزر
- الشعراء قصة: روبرت فالزر
- الآن .... أو فى المشمش!
- رحلة فى منطاد قصة: روبرت فالزر
- ردٌ على رجاء قصة: روبرت فالزر
- القارب قصة: روبرت فالزر
- طلب عمل
- قصتان غريبتان بقلم: روبرت فالزر


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - لا شيء على الإطلاق