أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حكيم العبادي - مفاهيم ( 11 ) ... رمضان هل هو شهر الله وشهر الرحمة ؟؟؟ هذا المقال غير موجه لصغار العقول ممن لا يفهمون الكلمة ... ولا يبحثون عن الحقيقة !!! .















المزيد.....

مفاهيم ( 11 ) ... رمضان هل هو شهر الله وشهر الرحمة ؟؟؟ هذا المقال غير موجه لصغار العقول ممن لا يفهمون الكلمة ... ولا يبحثون عن الحقيقة !!! .


حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 00:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



الصوم ... حقائق يجهلها الناس :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصوم في اللغة هو الإمساك عن الشيء ... طعاما ً كان ، أو عملا ً أو منظرا ً أو قولاً فاحشا ً ، أو حتى الاستماع للكلام الذي يؤذي الناس ... والصوم درس تربوي وروحي هدفه تدريب النفس وتهذيب الروح للوصول بها إلى غاية أخلاقية عليا ... شأنه شأن بعض الممارسات الروحية كاليوغا مثلا ً ... ومخطيء تماما ً من يعتقد انه غاية بحد ذاته ... وهذا من المفاهيم الخاطئة الشائعة جدا ً حتى عند اغلب رجال الدين !!! ... وسنرى لاحقا ً كيف .
تتبنى جميع الاديان الوضعية والسماوية عبادة الصوم ... وتتشابه طقوسه عند الجميع مع بعض الاختلافات البسيطة ...لا يشذ عن هذا أي دين أو طائفة على الإطلاق .
كان الصوم شائعا ً في الجاهلية قبل الإسلام ، لكنه كان بشكل مختلف قليلا ً ... حيث كان يبدأ من غروب الشمس حتى غروبها في اليوم التالي ... إذ يفطر الصائم ليعود بعدها فورا ً لصيام اليوم اللاحق ( أي يوما ً كاملا ً) ... وكان محرما ً فيه الاقتراب من النساء طيلة الشهر .
كان ميقات الصوم هو بداية الربيع في كل عام ... كما هو الحال في الصوم الكبير عند المسيحيين حاليا ً و الذي ينتهي في عيد الفصح .
أول من غير موعد الصوم من آخر الشتاء و بداية الربيع الثابتة ، إلى رمضان من الاشهر القمرية هو ( كلاب بن مرة ) ... والد قصي بن كلاب ، جد عبدالمطلب ، جد النبي محمد .
تغير هذا الطقس مرة ثانية في الإسلام ... في سورة البقرة : ( ( أُحِلَّ لَكم ليلةَ الصيامِ الرفث إِلَى نسائكمْ هُنَّ لباس لكم وأَنتم لباس لهن علم الله أَنكم كنتم تختانون أَنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجرثم أتموا الصيام إلى الليل ) .
في هذه الآية تقلص وقت الصيام ، فصار ما بين الفجر و المغرب ، بدلا ً من بين المغرب والمغرب ... وأحل الإقتراب من النساء ... وأرى إن التغييرين مترابطين وبقوة ... فالثاني يحتاج فسحة من الوقت لإنجازه !!! .

خيانة لم يفهم مغزاها احد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لهذه الآية قصة طريفة ، و يرتبط بها تنبيه لم ينتبه اليه أحد ... أما القصة الطريفة فهي إن الآية حين نزلت لم تكن تتضمن عبارة ( من الفجر ) ... فلم يفهم المسلمون معنى الخيطين ... وتصوروهما من الخيوط التي تحاك منها الملابس ... حيث قام بعضهم بربط خيطين اسود وابيض في رجليه ... وكان يستمر بإفطاره حتى انتشار الضوء ليستطيع تمييز الخيطين بوضوح !!! ... فنزلت عبارة ( من الفجر ) لاحقا ً للتوضيح .
أما التنبيه الذي لم ينتبه إليه أحد فهو عبارة : (علم الله أَنكم كنتم تختانون أَنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ) ... ففيها انهم كانوا يمارسون الخيانة فيفقدون أجر الصوم ... حيث كانوا يقاربون نسائهم سرا ً ... وهذا يدل أنهم لم يكونوا يصومون لله الذي يفترض به أن يعلم ما يبطنون وما يظهرون ... وإنما نفاقا ً إجتماعيا ً ... وهنا بيت القصيد في هذا المقال ... أي ممارسة الخيانة أثناء الصوم !!! ... فأنا أعتقد أن النفاق لا زال مستمرا ً ... ومفهوم الصوم الحقيقي غائب تماما ً ، ولا يوجد تجسيد لأي ٍ من معانيه !!! .

غايات الصوم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
للصوم أربع غايات ... دعونا نناقشها واحدة ً واحدة ... لنرى هل نحن صائمون فعلا ً ... أم من جماعة :
(( رب صائم ٍ ، ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ))

الغاية الأولى .... أربعة قرود تعلمنا فريضة الصوم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلكم شاهد صور القرود الثلاثة التي يغطي احدها عينيه ، والثاني أذنيه ، والثالث فمه ... حيث تقترن بها عبارات : (( لا أرى ، لا أسمع ، لا أتكلم )) ... وكالعادة فالمفهوم الذي تجسده هذه القرود مخطوء تماما ً في أذهان الناس ... وسنعود لهذه القرود في مقال خاص في مفاهيم ... لكننا نحتاج الآن ان نوضح أن هذه القرود هي اربعة وليست ثلاثة ... وهي جزء أساسي من تعليمات الديانات الشنتوية والطاوية والبوذية ومعناها كالتالي :
1. القرد ميزارو ... يغطي عينيه بيديه ... ليُعلـِّم َ نفسه عدم النظر إلى الإثم والفواحش ... وليس كما يفهمها غالبية العرب ... لاأرى شيئا ً !!! .
2. القرد كيكازارو ... يغطي أذنيه بيديه ... وهو يريد بهذا أن يـُرَّبي نفسه على عدم الاستماع الى الإثم والنميمة والأشياء التي تؤذي الناس .
3. القرد إيوازارو ... يغطي فمه بيديه ... وهو بهذا يـُدرِّب ُ نفسه على عدم النطق بالإثم والكذب والزور والنميمة والإغتياب وما أشبه .
4. القرد شيزارو ... وهو يغطي أعضاءه التناسلية وبطنه بيديه ... وهو بهذا يحرص على تجنب عمل الفاحشة والابتعاد عن الشراهة في تناول الطعام ... وتعني بشكل عام تجنب أي فعل آثم يسيء للناس .
هذا هو ملخص فريضة الصوم ... ويعادل الربع من غايات الصوم وأهدافه ... دعونا الآن نسأل انفسنا عما تعنيه هذه القرود الحكيمة ؟؟؟ .
الصوم يبدأ عند انتهاء رمضان لا في بدايته !!!!!!!! :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه القرود لا تغلق عينيها ، وأذنيها ، وفمها ، وتكبح جماح شهواتها آنيا ً ... إنها تشير الى كل حين .
كذلك الصوم ... فهو ليس فعلا ً آنيا ً ينتهي بانتهاء الشهر كما يعتقد الناس ... أنت تتدرب على تهذيب النفس وتنقية الروح في رمضان ، لتكون نقيا ً بعد رمضان !!!! ....أي إن واجبك الأخلاقي والروحي يبدأ بعد رمضان بشكل أتم وافضل ... لأنك قد تدربت وهيأت نفسك لهذا الواجب ... فرمضان ليس إلا معسكر التدريب الذي يُعـَّدُكَ لأداء مهمتك القتالية في الدفاع عن وطنك ... أما المهمة الحقيقية فهي في ساحة المعركة ... كذلك رمضان فهو يعدك لتكون إنسانا ً مهذبا ً ، نقيا ً ، صالحا ً في حياتك بعد رمضان ... وليس مهما ً أن تكون متدربا ً جيدا ً في معسكر التدريب ... و تكون أول المنهزمين الجبناء في ساحة المعركة !!! .

رمضان ولّى هاتها يا ساقي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت محاضرا ً في كلية الطب في ليبيا في أوائل التسعينات من القرن الماضي ... كان أصدقائي من الليبيين الكرماء يدعونني للفطور معهم كل يوم باعتباري اعزبا ً ...وتحمل إفطار الاعزب صدقة كما يقولون ... في الليلة التاسعة والعشرين من رمضان ... ونحن نتناول الفطور ... أحضر صديقي قنينة الخمر ووضعها قرب المائدة وقال لي : (( بالتأكيد سيكون غدا ً بداية عيد الفطر في ليبيا ... ثم اردف مرددا ً بيت الشاعر أحمد شوقي المشهور :
رمضان وَلـّى هاتها يا ساقي ... مشتاقة ً تسعى إلى مشتاق ِ )) !!!!!!!!!!!! .
هذا فهم قاصر لمعنى الصوم في غايته الاولى ... واعتقد ان السبب هو فساد التدريب !!!! ... وسبب الفساد هو الخيانة الحاصلة في المعسكر كما كان يحصل في زمن الجاهلية !!! .
لا زال المسلمون يمارسون الخيانة التي كان يمارسها اسلافهم : (( علم الله أَنكم كنتم تختانون أَنفسكم )) ... فقد كان قردنا كيكازارو الذي يغطي اذنيه يستمع طيلة الشهر للنميمة والفواحش والنكات البذيئة والكذب على الناس وتكفير بعضهم ... و قردنا ميزارو ينظر من بين اصابعه التي تغطي عينيه ليشاهد رجرجة اللحم المكتنز ، ويتلصص على اسرار الناس ، والمواقع الإباحية على الإنترنيت ... ولم يترك إيوازارو نميمة ً ، ولا غيبة ً ، ولا تكفيرا ً ، لم يمارسه في رمضان ... أما كارثة الكوارث فهو القرد شيزارو ... فقد أصابه النهم والشراهة بشكل مرضي غير مسبوق ...فقد إلتهم في رمضان ما لم يأكله في الأحد عشر شهرا ً الماضية ... مما إضطره لزيارة الطبيب مرتين في الايام الخمسة الأولى من الشهر !!!... ومارس الجنس كعريس جديد !!! ... ورفع أسعار بضاعته حتى سرق من جيوب الناس كل ما يمكنه في هذه الفرصة الفضيلة !!! .
يقول القديس يوحنا الملقب ب ( فم الذهب) في إحدى عظاته عن الصوم ... (( إشـْحـَذ منجلك التي أتلفتها الشراهة ... إشحذها بالصوم )) !!! .
المسلمون جميعا ً ، و منهم صديقي أحمد ، صاحب : ( رمضان ولـّى هاتها يا ساقي ... )) ... لم يفلحوا في شحذ مناجلهم في رمضان !!! ... ولا أجافي الحقيقة إذا قلت ، إن مناجلهم زادت تلفا ً بعد رمضان !!! .
بهذا المفهوم لا يكون رمضان شهرا ً للصوم ... إنما هو شهر ٌ للتدريب على الصوم ... وإعطاء الروح جرعة ً تدريبية ً تساعدها على إستمرار التطهر والعفة والقناعة والرضا بالقليل ومساعدة الفقير .

الغاية الثانية ..... الصوم في أول الربيع والتوازن الطبيعي في البيئة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في جميع دول العالم تصدر قوانين لمنع صيد الأسماك في فترة التكاثر ... في الامارات تمتد من الاول من نيسان الى الاول من حزيران ... وفي العراق الى منتصف حزيران ... لإختلاف درجات الحرارة نسبيا ً .
تتكاثر أغلب الحيوانات في الربيع ... حيث يعتبر هذا الفصل فصلا ً مميزا ً وملائما ً لوفرة المراعي و الأعشاب فيه ... و تقوم الامهات بتناول المزيد من العشب المتوفر الذي يساعد في إدرار كميات كبيرة من الحليب لتغذية الصغار .
لهذا فللصوم في بداية الربيع ، غاية اقتصادية مهمة وهي حفظ الثروة الحيوانية ...وإعادة بعض التوازن للطبيعة ... فالصوم عن المنتجات الحيوانية في الصوم المسيحي ... يـُبقي الحليب لتغذية ونمو الصغار ... و يـُبقي البيض للتفقيس وزيادة اعداد الدواجن ... والصوم عن اللحوم يبقي الحيوانات حية ً لتتكاثر وتنمو و يزداد عددها ... وهكذا نجد أن الصوم الذي يستمر 55 يوما ً... سيوفر أكثر من 15 % من الثروة الحيوانية في اي بلد ... هذا إذا حسبت بشكل رياضي محض ... لكن هذه النسبة ستكون اكثر بالتاكيد لأن ايام الصوم تقع في الربيع وليس في فصل الشتاء الفقير ... حيث يتوفر الجو الملائم للتكاثر ... ويكون النمو أكثر لوفرة الحليب ... بينما لا يحقق الصوم في رمضان هذه المنفعة لأنه لا يتضمن الصيام عن المنتجات الحيوانية أولا ً ... ولأننا نستهلك في رمضان أضعاف ما نستهلكه في الاشهر الاخرى ... وكأننا نتعمد عدم الإلتزام بروح الفريضة !!! ... حتى صار الإسراف في كل شيء في رمضان سمة مميزة للمجتمع الإسلامي !!! .

الغاية الثالثة .... صوموا تصحـّوا ... نعم ... شرط أن تصوموا فعلا ً !!! :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو سألنا طبيبا ً لا يعرف شيئا ً عن العالم الإسلامي عن صحة هذه العبارة ... لهـَلـَّل لها وصَفـَّق ... لكنه حين يعيش رمضانا ً واحدا ً في العالم الإسلامي ... يدرك أنهم حولوها إلى كارثة !!! ... كارثة حقيقية ... ولا تصدقوا البعض من الاطباء الدجالين والمنافقين ... وغير الاطباء من الشيوخ الذين يروجونها كل يوم على القنوات الفضائية ... فهؤلاء يرددونها كالببغاوات الحمقاء دون توضيح لشروطها... ودون تنبيه الى معنى الصوم الحقيقي ... فالمقصود بالصوم هنا هو الصوم الذي يحقق الغاية الأولى ... أي الصوم نهارا ً ... والإكتفاء بالقليل ليلا ً ... وليس الإسراف المرضي القبيح الذي يمارسه العالم الإسلامي في ليل رمضان .
قيل ان كسرى سأل طبيبه يوما ً : ما الداء الذي لا دواء له ؟؟؟ .
فأجابه : إدخال الطعام على الطعام .
في رمضان ...يبدأ إدخال الطعام عند الفطور ...و ينتهي عند السحور ... لا ينتهي صنف حتى يبدأ غيره ... وبطريقة عجيبة تغذيها الدعوات المتبادلة التي تمارس فيها كل انواع التظاهر والتباهي والإستعراض والنفاق والتبذير !!! .
وفي رمضان تزداد إضطرابات السكر والضغط والكوليسترول والإضطرابات الهضمية والتسمم بشكل لا مثيل له طيلة السنة ... والعديد من الأمراض المرتبطة بسوء تناول الطعام تحصل في رمضان !!!! .
أود هنا أن أنبه إلى حقيقة يخشى الأطباء قولها خوفا ً من التكفيريين ... فالصوم الذي نمارسه يعتبر من أسباب الإصابة بمرض السكر!!! ... والسبب هو تراخي غدة البنكرياس وكسلها لفترة طويلة قد تصل إلى 15 ساعة يوميا ً ... ثم يقوم الصائم بإستنفارها بشكل مجنون وكأن القيامة قد قامت !!! ... مما يعرضها لإنهاك لا مبرر له ، قد يؤدي إلى اصابتها بالضرر وتعطلها ... وأقترح على الناس أن يمارسوا الصوم بشروطه ... ولا يفرطوا بالطعام ... وأن يقوموا بتهيئة البنكرياس ... بنفس الطريقة التي يقوم بها لاعب كرة القدم بالتسخين قبل دخوله الملعب تماما ً ... فيبدأوا بالخفيف والقليل من الطعام كالحساء وبعض حبات التمر ... ثم يعودوا للعشاء بعد ثلاثة ساعات .
ملخص القول ... إن فهم المسلمين لهذا الحديث قاصر ومشوه بشكل كبير ... فإختلال مفهوم الصوم في هذا الحديث عند الناس ، يقلب المسألة تماما ً ... ويجعل من الصوم بلاءا ً لا صحة ً .


الغاية الرابعة ... مساعدة الفقير في رمضان :
ــــــــــــــــــــــــــــ
من اهم غايات الصوم مساعدة الفقير ... فهذه الشعيرة تختلف عن الصلاة والحج وغيرها من العبادات .... لأن من غاياتها تحقيق التكافل الإجتماعي والإنساني .
واحدة من غايات الصوم هي الإحساس بأحاسيس الفقير ... وما يصوم عنه الإنسان من طعام ، وملذات ، وترف هو حق حصري للفقير !!! ... وهذا يعني أن الغني يجب أن يمنح الفقير كافة المأكولات التي يوفرها الصوم في رمضان ... أو يمنحه قيمتها ... حيث يكتفي الصائم بالنزر اليسير من الطعام النباتي الخالي من الدسم والمنتجات الحيوانية ويمنح أفضله وأغلبه للفقير ... أو يمنح ثمنه للفقير ... ولا صوم إلا ّ بهذا !!! ... هل سمعتم ... لا صوم إلا بهذا !!! .
أما في صومنا ... فتتضاعف موائد الاغنياء بشكل يدعو للإشمئزاز ... وتتذكر ربات البيوت كل ما تعلمنه من مهارات الطبخ من برامج المطبخ العربية ... ويتبادلن الخبرات ... وتنشط المجلات والصحف والقنوات الفضائية وصفحات المواقع الاجتماعية في تقديم الطبخات والصور لإشباع النهم العربي ... ولا من يشبع !!! .
يغذي هذا كله سباق تافه ، غبي ، محموم ... للإستعراض ... والتباهي ... والتظاهر ... في دعوات لا اول لها ولا آخر ... تمتد فيها الموائد وكانها تتحدى أهداف هذه العبادة ... و تسخر منها ... وتنتهي بالسهر في خيم الشيشة والثرثرة والمسلسلات التافهة حتى الفجر .
والنتيجة إن هذا الشهر الذي سيغير حياة الفقير كما يفترض ... سينقلب وبالا ً عليه حتى الكفر... فالأسعار تتضاعف عشرات المرات ... والتقليد الاحمق يدفعه للإنفاق باكثر من طاقته ... وهكذا تراه وقد أنهى رمضان ومن بعده العيد بالإستدانة من الاصدقاء والأقارب .
الفقير في رمضان ضحية مزدوجة ... ضحية فهمه الخاطيء لمفهوم الصوم ... وضحية جشع الآخرين ونهمهم ... حتى صار رمضان عدوا ً للفقير !!! .
أدعوكم من القلب لأربعة ٍ بها تستقيم الامور ... وتصومون رمضانا ً حقيقيا ً :
1. أن تفهموا الصوم فهما ً صحيحا ً و تشحذوا مناجلكم ( شرط ان تفهموا معنى العبارة ) !!! .
2. أن تتنازلوا للفقير عن حقه ... أي أن تمنحوه أكثر من نصف نفقاتكم في رمضان !!! .
3. أن تتخلوا عن جشعكم فلا ترفعوا الأسعار ... ولا تجعلوا من هذا الشهر وبالا ً على الفقير .
4. أن لا تشتموني لأنني فضحتكم .

الدكتور حكيم العبادي
[email protected]



#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر النص الفيروزي ... ( 2 ) لبنان وفيروز
- وصلت الرسالة ... الدور الدور الدور الدور ... موعودة يلى عليك ...
- مفاهيم ... ( 9 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثاني ) ال ...
- مفاهيم ... ( 8 ) ... ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حكيم العبادي - مفاهيم ( 11 ) ... رمضان هل هو شهر الله وشهر الرحمة ؟؟؟ هذا المقال غير موجه لصغار العقول ممن لا يفهمون الكلمة ... ولا يبحثون عن الحقيقة !!! .