أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جورج كتن - الثورة الثانية ضد مشروع الدولة الدينية، الشعب والجيش في خندق واحد














المزيد.....

الثورة الثانية ضد مشروع الدولة الدينية، الشعب والجيش في خندق واحد


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 06:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما حدث في مصر يومي الاحد والاثنين ثورة غير مسبوقة في المنطقة العربية، فالملايين خرجت إلى جميع ميادين وشوارع مدن وبلدات الجمهورية خلف شعار واحد "لا نريد مرسي". هي نوع من "جمعية عمومية" للشعب ينخسف امامها كل من يدعي شرعية مرسي الذي لم ينجح إلا بفارق 1% من الأصوات قبل سنة، حصل بمرورها الكثير الذي اقنع غالبية الشعب أن حكم الإخوان المتستر بالدين لا يليق بمصر وبالشعب المصري ولا بمصلحته في حكم ديمقراطي مدني تعددي علماني.

الرئيس الإخواني حاول منذ البداية تطويع القضاء المصري، المعروف باستقلاليته حتى في عهد مبارك للسلطة التنفيذية كما صدّر دستوراً لا يحظى بإجماع القوى السياسية يمثل وجهة نظر شريحة محددة من المجتمع يمثلها الإخوان والسلفيين، وأطلق العنان لفئات متشددة تحاول تطبيق مفاهيمها الضيقة للأخلاق من العصور الوسطى، وأهمل الاقتصاد والعمل لتحسين الأوضاع المعيشية للشعب متلهياً بتمكين حزبه من الهيمنة الكاملة على البلاد وبدء عملية "أسلمة" للمجتمع مما لا يتلاءم مع العصر.

لم يكن أحد يتوقع أن تحدث هذه الثورة الجديدة على الحكم الديني بمثل هذه السرعة ولكن مقاومة نظام الإخوان بدأت منذ اليوم الأول، ليثبت الشعب المصري ريادته لثورات الربيع العربي وينتقل مباشرة لصف القوى السياسية المصرية الحداثية التي تعمل لمصر مدنية، بالتفافه حول حركة "تمرده" التي اكتسبت شرعية ثورية وأصبحت ممثلاً حقيقياً للشعب إلى أن تقام انتخابات رئاسية وتشريعية ودستور جديد يعبر عن الأغلبية الجديدة التي تشكلت بعد أن اكتشفت قطاعات واسعة من تجربتها الخاصة في العام المنصرم، خطأها في التصويت لمرسي. الشعب لن يعود لاستئناف حياته العادية إلا بعد تحقيق مطالبه التي لن يتراجع عنها.

مرة ثانيةً يثبت الجيش المصري وطنيته، فقد وقف إلى جانب الشعب في ثورته الأولى ضد مبارك وبذلك لعب دوراً مهما في نجاحها. موقف الجيش الحالي وتهديده للرئيس لقبول مطالب الشعب ليس مقدمة لعودة الحكم العسكري كما ادعى مؤيدو مرسي، بل رضوخ لإرادة الشعب الذي قال كلمته واضحة لا لبس فيها. الحكم العسكري مضى زمانه في مصر ولن يتكرر، وكما سلم المجلس العسكري السلطة بملء إرادته لرئيس مدني منتخب، فهو سيسلمها لرئيس آخر منتخب تتوافق على انتخابه غالبية الشعب. كبار ضباط القيادة العسكرية رضوا بالدور المقرر لهم حسب النهج الديمقراطي في الدفاع عن الوطن وتوفير أفضل حماية للشعب الذي أوجدوا من أجل خدمته، ولن يعودوا للتنطح لدور سياسي ما أصبح مستحيلاً بعد التطورات في مصر والمنطقة والعالم.

موقف آخر مشرف لجيش وطني لا كما جيش العصابة الحاكمة في سوريا الذي اثبت انه جيش الطاغية ولا علاقة له بشعبه لذلك يقوم بقتله وتدمير مدنه وقراه بشكل يومي. شتان بين الثريا والثرى. ويظن إعلام النظام السوري الغبي أنه بتهليله لثورة الشعب المصري لأنها ضد الإخوان، يعطي "مصداقية!" مفقودة لنظامه الذي يدعي أنه يواجه الإسلام السياسي المتطرف، متجاهلاً عمداً أن الحالتين متناقضتين كلياً، ففي حالته الرئيس الطاغية يعمل لاستمراره في الحكم ضد شعب ثائر وهو نفس موقع مرسي مع حفظ الفوارق بين الإثنين لصالح مرسي بالطبع، وجيشه بعكس الجيش المصري وقف مع الطاغية ويقوم بمقتلة للشعب الثائر دفاعا عن الكرسي وليس دفاعاً عن الشعب كما في مصر.

يعطي الشعب المصري درساً لكل الشعوب في البلدان المجاورة أن أي حكم يتستر بالدين ويريد فرض "شريعته" التي يفسرها كما يشاء، مصيرها الفشل. إسلاميو تركيا فهموا الدرس منذ سنوات وحكموا في ظل العلمانية وتخلوا عن تطبيق نصوص قديمة متعارضة مع الحداثة الإنسانية ومع مصالح الشعب. والشعب الإيراني وعى الدرس من خلال معاناته مع حكم الولي الفقيه المشابه لحكم "المرشد" الإخواني المصري، وما زال يناضل لاستعادة حريته التي ثار من أجلها ضد الشاه ومستعد لتكرارها ضد حكم الملالي الذي سرق الثورة وحلم الحرية واقام حكما استبداديا محمي "بالدين". الثورة الخضراء منذ أربع سنوات ستليها ثورات إلى أن يتخلص الشعب الإيراني من النظام الديني القمعي الراهن.

نأمل ان تحقق الثورة المصرية الجديدة أهدافها بعيداً عن العنف وبالطريق السلمي الذي اختطه الشعب المصري لثوراته. ولا ننصح الإخوان بمعاندة الشعب أو باستخدام العنف الذي سيعود عليهم وبالاً، كما حدث عندما قاموا بحركة اغتيالات وتفجيرات إرهابية في الخمسينات من القرن الماضي في مصر وأوائل الثمانينات في سوريا، فالرضوخ هو لإرادة الشعب، مصدر السلطات جميعها وليس اية أيديولوجية مفروضة يظنون انهم يخدمونها فيما هم يسيئون لها. قبولهم لمطالب الشعب بتنحي رئيسهم، ضمانة لاستمرارهم كطرف في العملية السياسية الديمقراطية التالية التي حدد الشعب المصري خارطة طريقها.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناطحة الإمبريالية أم الصراع مع الوحش القاتل ؟
- رسالة إلى مؤتمر اللقاء الديمقراطي الكردي في سوريا
- “تيار مواطنة” والمسالة الكردية السورية
- هل تتضرر إسرائيل من الربيع العربي ؟
- لماذا تتراجع المشاركة الكردية في الثورة السورية
- مآلات الثورة السورية المستمرة
- حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع ال ...
- لكي لا يتخلف الكرد عن مسيرة التاريخ
- ملاحظات حول لقاء السميراميس التشاوري السوري
- الانتفاضة والنظام السوري -الحيطي!-
- حوار حول المعارضة السورية
- جزيرة الاستبداد تباشر الانتقال للديمقراطية
- المفاوضات وفسحة الأمل
- حكم الشريعة في التطبيق العملي - المرأة العدو الرئيسي للمتأسل ...
- المعارضة السورية والنقاب و... ماركس
- حكومة وحدة وطنية أو الاحتكام للشعب
- نموذج من الاضطهاد في الدول الدينية
- معارضون آخرون ومسألة النقاب
- تجمع وطني ديمقراطي أم سلفي؟
- رصاصات في الرأس لإستئصال الكلمات


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جورج كتن - الثورة الثانية ضد مشروع الدولة الدينية، الشعب والجيش في خندق واحد