أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - صيف الاسلام السياسي في مصر















المزيد.....

صيف الاسلام السياسي في مصر


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شروط الديمقراطية ليست كبيرة فهي مشروع حضاري وقدرة على الاستقلالية الاقتصادية وإقصاء لسلطة الأفكار المعتمدة في المجتمع بالإضافة إلى إيمان بأن الحقيقة لا يملكها أحد إذا كان الهدف تعايش البشر في دولة ومجتمع موحد وليس واحداً لأن مشروعات الإسلام السياسي كلها تقول بالمجتمع الواحد وليس الموحد وهذا يعني حقوقاً أقل لمن يختلفون معهم فكرياً أو عقائدياً أو مذهبياً، والمحتمل إنتاجه من هذه الثورات مجتمعات تعيد إنتاج القلق تاريخياً لمرحلة زمنية قد تمتد لعقود أخرى. القلق السياسي والاجتماعي الذي تشهده دول الثورات العربية ليس مرده لطبيعة الثورات واحتياجها إلى وقت كي تتكيف مع الواقع الجديد ولكن هناك معضلة إضافية تكمن في نشوء صراع خطير بين خطاب جماعات الإسلام السياسي الذي كانت تروج له وبين المجتمع ولعل أكبر دليل على ذلك أن الصراع بدأ الآن يظهر بين جماعات الإسلام السياسي نفسها من سلفيين وإخوان وقاعدة ..الخ من تلك الجماعات التي تعتقد ان لديها الحلول السياسية للمرحلة حيث تتهم كل جماعة مناهضتها بأنها لا تطبق التشريع الصحيح. وبغض النظر عن تباين التقييمات بشأن تداعيات تلك الأحداث على الاستقرار السياسي والاداء الاقتصادي في أقصى يمين المشهد السياسي، تبلور تحالف انتخابي في مصر متماسك لأحزاب التيار السلفي التي تشترك في رفض مدنية الدولة وعلمانيتها ومواقفها الملتبسة من الممارسة الديمقراطية والمواطنة. ويضم هذا التحالف أحزاب النور والأصالة والفضيلة، وينافس على غالبية مقاعد البرلمان، وكان له فرص جيدة في الانتخابات، في ظل انتشار مؤيديه، وإن كانت خبرات أعضائه السياسية والانتخابية محدودة. وقد حشدت التيارات السلفية فى هذا السباق السياسي كل قوتها من أفرادها وقادتها ومشايخها ودعاتها بشتى صورهم وأطيافهم الفكرية، وهذه أول مرة فى تاريخ التيار السلفي التي يشارك فيها فى الحياة السياسية ، ثم سرعان ما بدأت بعض التيارات السلفية عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية بالإعلان عن إنشاء الأحزاب السياسية. وعندما نتحدث عن الإسلام السياسي فإن الحديث لا يدور حول جوهر الدين الإسلامي أو جوهر أي دين من الأديان، وبالتالي ليس مثاراً ما هو الفهم الصحيح أو الخاطئ للإسلام إنما الحديث يدور حول فهم أفراد وحركات متطلعين إلى السلطة، حركات تسعى لإعادة هيكلة المجتمعات وتضع تبريراً دينياً لذلك. مع ضرورة التمييز بين علاقة الدين بالدولة وعلاقة الدين بالمجتمع، ذلك أنه لا يوجد مجتمع ينتفي فيه تأثير الدين، حتى أكثر المجتمعات علمانية فيها مظاهر كثيرة لتأثير الدين.
ففي خلال العامين الماضيين شهدت المنطقة العربية ثورات تكاد تكون بيضاء(تونس ومصر),وصدامات عنيفة حد الحرب الاهلية (ليبيا وسوريا واليمن والبحرين ),وانفتاحا سياسيا الى حد ما في المغرب ودول الخليج . †ولئن مثل فوز الإسلاميين بشقيهما ( الحرية والعدالة والنور السلفي ) بغالبية مقاعد مجلس الشعب في انتخابات نزيهة تحولا كبيرا فى قواعد اللعبة السياسية في مصر، فإن أحد الاكتشافات المؤثرة للثورة سيظل هو "قوة الشارع" التي تمثل قيدا بل وسقفا لكل من يدير مصر في هذه الفترة والمرحلة القادمة. إن السيطرة علي الحكم كشفت عن حجم التحديات والاختبارات التي تواجه المشروع الإسلامي السياسي في المدي المنظور والمتوسط تلك التحديات والاختبارات التي تمثل الخلفية العميقة والمصدر الرئيسي لارتباك الحكم واهتزاز المؤسسات واستفحال التناقضات والانقسامات في مقدمة هذه التحديات يأتي الانتقال المفاجئ من المثال السياسي والفكري إلي الواقع المعقد بمشكلاته المتراكمة عبر العقود, وهو ما عني أيضا الانتقال من صفوف المعارضة إلي الحكم دون تدرج في ممارسة الوظائف القيادية في المستوي الوسيط او المحلي ودون معرفة بدهاليز الإدارة البيروقراطية في الدولة المصرية العريقة. أسهمت عدة عوامل في إضفاء المزيد من التعقيد على الخريطة الحزبية عقب الثورة، يمكن تلخيصها في تغير بيئة النشاط السياسي في مصر، والانفتاح غير المحدود لمختلف شرايين وقنوات المشاركة السياسية، وما لذلك من انعكاسات على التنافسية الحزبية، وتشظي المشهد السياسي، وانفراط عقد مختلف التيارات السياسية التي كانت تحسب ككتلة واحدة لفترة طويلة. بيد أن تفتيت الأصوات بين قوى الإسلام السياسي، وإنهاء احتكار الإخوان المسلمين لشعار الإسلام هو الحل، والزيادة المتوقعة في نسب التصويت، قد تتيح فرصا محدودة نسبياً للأحزاب الجديدة التي تمثل شباب الثورة، إذا ما أدركت أن هناك فرقا شاسعاً بين العالم الذي افترضوه لحشد التأييد للثورة، وعالم الانتخابات الذي يتطلب الانخراط في قضايا محلية، وترابط وتحالفات مصلحية. وقد دخل التيار السلفى بشكل عام إلى العملية السياسية من جميع أبوابها، سواء كان عن طريق الانضمام للأحزاب، أو إنشاء أحزاب سياسية، مثل حزب النور السلفي، والأصالة السلفي، والفضيلة السلفي، والبناء والتنمية ,ثم رفضت هذه الأحزاب التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين ، وأنشأت ما يسمى تحالف الكتلة الإسلامية الذي ضم الأحزاب سالفة الذكر لمواجهة القوى السياسية الأخرى، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين . ومن اللافت للنظر فى توجه التيار السلفى نحو المشاركة السياسية سرعة التحول الفكري للتيار السلفى نحو العمل السياسي، لأن هناك قطاعا داخل التيار السلفى كان يمنع العمل السياسي، وتيارا آخر يقاطع المشاركة السياسية. ولكن بعد ثورة 25 يناير، هرول التيار السلفى نحو المشاركة السياسية بشتى صورها، وهذا تحول فكرى كبير ، والتحول الفكرى غالباً ما يحتاج إلى وقت طويل. غير أن التيار السلفى استطاع أن يقوم بهذا التحول الخاص بالمشاركة السياسية فى وقت قصير للغاية لا يتجاوز بضعة أشهر. والأغرب من ذلك أن التيار السلفى أخذ يقترب من قضايا كان لا يمكن أن يقترب منها أو يناقشها من قبل، نظراً لتصادمها مع الفكر السلفى ومعتقداته، مثل قضية المواطنة، وحقوق الأقباط، وسيادة القانون، والدولة المدنية، وتجديد الخطاب الديني، وما شابه ذلك من القضايا التي كان الفكر السلفى لا يقترب منها فى الماضي. إن تلك الأزمة لا تختص فقط بالدولة المصرية. أزمة الدولة المصرية †بل بل مواجهة موجات تحول أوسع نطاقاً†يشهدها العالم والإقليم,†يمكن ملاحظة أن الثورة المصرية لم تكن ثورة ضد حكم فرد محدد بعينه،†لكنها كانت ضد نظام كامل†يعكس نمطاً†لبنية الدولة،†فى ظل نظام جديد†يعمل على البناء ولذا، كان الهم الأكبر " للسياسة الدولية" التعاطي مع الحالة المصرية هو محاولة اكتشاف الخرائط الجديدة بعد ثورة يناير ، ومدى تأثيرها فى الدور الإقليمي للدولة. وعلى ذلك، ركز ملف " وصف مصر بعد 25 يناير. لقد أصبح واضحاً أن حجم القلق السياسي والاجتماعي يتضاعف مع مرور الوقت وأصبحت الشكوك تأتي من أصحاب مشروع الإسلام السياسي أنفسهم في مشروعهم والأدلة على ذلك التفاوت والفرقة التي تقسم جماعات الإسلام السياسي في دول الثورات العربية. المشروعات الثورية في دول الثورات العربية لم تكن موجودة ولم يكن هناك مشروعات حضارية كانت تنتظر لكي تحل محل الدكتاتوريات فكل ما هنالك مشروعات تنظيرية تعتمد إما سلطة الدين لترويض المجتمع أو سلطة الأقلية لكسب التأييد أو مثالية المساواة المستحيلة. †ينتجه هذا الصعود للتيارات الدينية
تكمن المطالب الرئيسية للناس في كل من تحقيق الأمن، وإشباع الحاجات الاقتصادية، وفي الوقت ذاته ركزت النخب على قضايا مختلفة عن تلك التي تشغل أفق الجمهور العادي، كالمتعلقة بشكل النظام السياسي وطبيعته، بينما ظل المواطن العادي خارج إطار هذا الجدل. وتواجه مصر هذه الأزمة في الفترة الراهنة، فضلاً عن وجود مستويات للتحليل في مصر في الوقت الراهن ,التحليل يتمثل في النخب السياسية وأجنداتها الأيديولوجية المتعددة, و مستوى المواطن العادي، واختزال القضايا السياسية في صورة الاقتصاد والأمن. والشيء الذي يفرح هو موقف الجيش المصري الذي هو دائما مع مطالب الشعب سواء في ثورة 25يونيو 2011 والوقت الحاضر ,انه جيش مهني لايزج بنفسه في السياسة وحماية الحاكم ,هدفه حماية الوطن والحفاظ على السلم الاهلي بالعكس من الجيشين العراقي والسوري,فهما جيشان عقائديان يتبعان عقيدة السلطة الحاكمة ويقمعان كل تطلعات الشعب بامر من السلطة وهذا شيء مؤسف ولانتمنى ان نراه .



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخيرا اصبح العراق يتمتع بالسيادة
- الجريمة السياسية
- جرائم الاختلاس و اهدار المال العام /المعالجة
- مفهوم المجتمع المدني وعلاقته بالدولة
- ماهية الرقابة البرلمانية
- الحق في تقصير المصير
- رقابة القضاء الاداري على اعمال الادارة
- اصول التكييف للدولة المدنية
- ألفساد المالي وألإداري/المعالجات والحلول
- الديمقراطية/مضامينها
- حرب المياه قادمة
- جدوى المشاركة السياسية للجماهير الشعبية
- المعالجات الجذرية لظاهرة ألإرهاب
- ثورات الربيع العربي /الاسباب والنتائج
- تباين الأنظمة المطبقة على طائفتي النزاعات المسلحة
- تدابر الضبط الإداري
- النظام الاقتصادي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية
- مدى امكانية إصلاح المنظمة الدولية في ظل التحولات الراهنة
- التدخل العسكري الانساني وسيادة الدول
- المصادر الفكرية والاسس الدستورية للحرية السياسية في النظام ا ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - صيف الاسلام السياسي في مصر