أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر نصرت - الاختلاف في تحديد بداية شهر رمضان المبارك















المزيد.....

الاختلاف في تحديد بداية شهر رمضان المبارك


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 20:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعلنت سلطنة عمان قبل أيام ان يوم 10/7/2013 هو اول أيام شهر الفضيلة شهر رمضان ، شهر الطاعة والغفران ، لقد سارت السلطنة في تحديدها هذا اليوم على أساس الساعة الكونية التي يسير بها نظام الكون والذي لا يأتيها الباطل او يحل بها الخلل .

ان العالم الإسلامي يعاني في كل سنة عند قدوم شهر رمضان الكريم بخلاف مستديم في تحديد اول أيامه ، فنجد ان بعض الدول تصوم عن بعضها الاخر بفارق يوم واحد او في بعض الأحيان يصبح يومان وما يترتب على ذلك في تحديد عيد الفطر لاحقاً ، والعلم الحديث قادر على قياس الزمن لجزء من مليون من الثانية ، حقاً ان أمور العالم الإسلامي غريبة ووجه الغرابة يكمن باعتقادهم في صحة الأسس العلمية تارة فيركنون اليها في صلاتهم وامساكهم وافطارهم او أي شأن من شؤون دنياهم ثم يعودون فيكفرون بها تارة أخرى .

فالكون – بلا شك ، وكما نعرفه من خلال علومنا الحديثة بمثابة ساعة كونية دقيقة غاية في الدقة ومتقنة اعظم الاتقان لأنها من صنع الله الذي قدر فسوى وعلى هذه الساعة المضبوطة نعتمد ونحن مطمئنو الفؤاد ومرتاحو البال ، صحيح اننا لا نستطيع ان نرى هذه الساعة الكونية كما نرى ساعاتنا التي نضعها حول معاصمنا لكن العالميين ببواطن الأمور والذين ينظرون الى الكون نظرة أعمق وأشمل وأعم ليدركون ان حركة الأرض والقمر والشمس والكواكب والنجوم والمجرات والمذنبات تضع امام اعيننا وفي عقولنا كما ذكرته في بداية هذه المقالة نظماً لا يأتيها الباطل او يحل بها الخلل !! .

فالعلماء الذين يتعاملون مع قوانين الكون ونواميس الوجود ، هم وحدهم الذين يعلمون انهم امام افلاك متقنة وأزمنة محددة ودورات مقننة ، وهم بتطلعهم الطويل الى الاجرام السماوية واستعانتهم بأجهزة ومعدات ومناظير فلكية متطورة قد استطاعوا صياغة كل هذا الابداع في معادلات وقوانين توضح لنا بجلاء ما يغم على عيوننا القاصرة وعقولنا المحدودة ، فاذا بالكون العظيم يتجلى لنا بصورة أروع وابدع وأوقع من كل ما رآه الاقدمون ، او ما يراه رجال الدين !.

والذي قد لا يعرفه بعض أئمة الدين ان الزمن حركة او ان الحركة زمن ، ثم ان التقويم الزمني الذي يعتمدون عليه في نتائج الحائط او الجيب او المنشور عن طريق وسائل الاعلام لا يأتي من لا شيء ولا ينبع من فراغ بل جاء أساساً من حركة الكون المضبوطة . واذا كان أئمة المسلمين في شك مما أقول ، فعليهم ان يعودوا الى القرآن الكريم ليستلهموا منه فصل الخطاب " هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون " ، " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا " ، " فالق الاصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم " ، " والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون " ، " وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى " ، " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " .

كل هذه الآيات وغيرها تشير بوضوح او من طرف خفي الى ان الزمن الفلكي او الكوني او الأرضي انما هو انعكاس حقيقي لحركة الكون وما حوى والفضاء وما طوى . وطبيعي ان رجل الدين لا يستطيع ان يرى الاتقان في التقدير والدقة في التسخير والابداع في التسيير والانضباط في الافلاك ، الا اذا درس القوانين الصامدة والمعادلات الاصلية التي تحكم هذا الكون المحيط فاذا بها تريه ما لا يستطيع هو الاجتهاد فيه ، او الاعتراض على ما يطويه .

والى هنا ، ورغم تقدم العلوم الفلكية تقدماً عظيماً – أرى الذين لا يعلمون عن أمور هذا التقويم الكوني المضبوط شيئاً لا يستفتون الذين يقدرون ويحسبون ويعلمون عدد السنين والحساب - ارضياً وقمرياً وشمسياً ونجمياً او ما شاءوا من مواقيت ولهذا يركبون رؤوسهم ويذهبون لتسجيل رؤية هلال رمضان او شوال او أي شهر من الشهور القمرية التي لهم فيها مآرب ، وهم في هذا التسجيل يعتمدون غالباً على عيونهم ولا يعرفون ان العين أحياناً ما تخدع او هي قاصرة جداً بالنسبة لأجهزة الرصد الحديثة وحتى هذه الأجهزة المتطورة غير ذات موضوع فيما يريد أئمة المسلمين الاختلاف فيه او الاتفاق عليه لان منازل القمر ودورته وزمنه محسوبة جميعاً بدقة متناهية والذين حسبوا وقدروا قد تنفر نفوسهم من أنماط تفكير الذين يتدخلون فيما لا يعرفون .

وقد يقول قائل : ان كل هذا الكلام مردود عليه بآية صريحة وبحديث شريف ، فالآية تقول " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " ، والحديث يقول " صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته " . وبدون الدخول في التفاصيل والمتاهات أقول ان رؤية الهلال قد لا تثبت في كل البلاد كما انه لا يمكن توحيد مواعيد الصلاة او الإفطار او الإمساك في جميع هذه البلاد ، فرب صائم ينوي الإفطار في بلد ما وإذا بالأخر يمسك عن الطعام في بلد اخر او ان احدهم قد يصوم ثماني عشرة ساعة في حين الاخر قد يصوم 12 او 15 ساعة في الوقت ذاته ، أي انه لابد من الاختلاف هنا ولا يمكن توحيد مواقيت صلاة او صوم او حتى أعياد ولهذا لم تعمم الآية فتقول (( فمن شهد منكم الشهر فلتصوموه )) بل قالت (( فليصمه )) أي ان الذي يرى يصوم فاذا غم عليه فليأتمر بما أمرته به شريعته اما اذا يسر العلم أموره فليأخذ بأسباب العلم لأنه قائم أساساً على النظم الكونية التي تجري كساعة مضبوطة .

والقول الفصل الان : اما ان نثق في نظم الكون التي جاءت من عند الله ونثق في العلم الذي لم ينشأ من فراغ بل هو اظهار لعظمة الله وابداعه في كل ما خلق فسوى فأتقن فتجلى فسار كل شيء وفق نواميس لا خلل فيها ولا فوضى ... واما ان نركب رؤوسنا وتتجمد افكارنا ولا نساير الزمن ومن تجمد في فكره او عاش بزمن غير زمنه فقد ركد والركود جمود والجمود موت والعياذ بالله من جمود لا ناقة لنا فيه ولا جمل وحتى لا نكون اضحوكة العالمين ، واخيراً وليس اخراً من حق أئمة المسلمين ان يختلفوا في تفسير او فتوى او تشريع ، لكن ان يتفلسفوا ويتعالموا ويتعالوا في امر من أمور هذا الكون العظيم ... فهذا ما لا يقره منطق ولا عقل ولا دين .


زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الخوف والإحباط ) عنوان المواطن العراقي
- لغة الكتابة
- وضع الجمعيات الفلاحية في العراق قبل ثورة 14 تموز 1958
- الزراعة في غرفة الانعاش
- تراثنا الشعبي ... والسلطة الرابعة
- العالم الجديد
- ثروة الأمم ل - آدم سميث -
- رجل الدين منصب لم يعرفه الإسلام
- التثقيف الذاتي
- الحق اقول لكم
- سلامه موسى في ميزان التقدير
- الإنسانية ... بين حقائق العلوم وقيم الحياة


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر نصرت - الاختلاف في تحديد بداية شهر رمضان المبارك