أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه العبد - صباحات قصيرة لناجي العلي














المزيد.....

صباحات قصيرة لناجي العلي


طه العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 07:22
المحور: الادب والفن
    


هي العودة على بساط الأرض،
لماذا تقتلنا أيها الولد النائم؟؟ .
(1)
صباح الخير يا ناجي..
صباح الصباحات الجميلة،،
استيقظ.. حان وقت الانفجار..
أين مصباحك الليلي يا صاح؟؟ أين ضياؤك الفضي؟
المصباح في زجاجة.. الزجاجة كأنها كوكب دري.. يوقد من شجرة مباركة..
شجرتك يا صديقي... تبحك عنك.. تركتها ابن عشرة.. ودعت فيها صباك.. وطفولتك المرة.. هل عدت إليها؟؟ باكرا ودعتنا.. ما هي الأخبار..؟ أين حنظلك الصغير..؟؟ أرنا وجهه.. كم نتوق إليه، وللبراءة في عينيه.
مذ ودعتنا يا صديقي، خاف منا ونحن الذين شيعناه صغيراً، وحملنا نعشه باكراً.. قتلناه ومشينا في جنازته كعادتنا تماما.


(2)
لقد منعوا عنا الدواء، فرسمنا فلسطين، ومنعوا عنا الحبر، أرهقونا بكاتم الصوت.. والخطوط الحمراء، أمموا حتى اعتبارنا.. أذاقونا شقاء طاعتهم... قيدوا شفاهنا.. صادروا أقلامنا.. فما عادت حرة كما عهدتها.
أكتب لك خفية متوجساً من ظل خلف الجدار، ومن صورة على حائط ما.
(3)
عد إلينا يا صديقي.. مذ غادرتنا.. ونحن نكابد شوقا إليك، كل شيء يسأل عنك هنا، حتى قاتلوك.. إنهم يبحثون عن أنفسهم في نفايات الذخائر.. كي يتأكدوا من أنهم ما يزالون أحياء يرزقون...
قم، نمش معا.. قليل هو الوقت الذي يبقى حتى يزهر الشهداء... قم نفارق ما اعتدنا من حزن وضجيج، وخوف عادي... وانحياز لما يساورنا من هرب..
(4)
هناك خلف كل جدار.. تترقب رصاصة شيئا..
هناك تحت أي حجر.. ينفجر لغم ما
هم الأشباح المنتنة.. البطولات الزائفة.. الرموز الواحلة.. لم تتجاوزت خطوطهم الحمراء؟ لم رفضت أن تكون لهم بوقا جاهزا للنفخ.. ينفخون فيه.. فيدوي طنينا كاليعاسيب.
................
آه عفوك.. ما قصدت،، لكنه صوتنا المأفون.. لقد غيروا تضاريسنا ومناخنا وطبيعتنا القديمة.. طبعونا من جديد.. بدلوا آسماءنا وأشياءنا وانتماءنا.. ترى!! لو كنت هنا ماذا قلت لهم؟؟ ما فعلت؟ ماذا كنت رسمت؟؟!.
(5)
يا صديقي، حنظلك الصغر.. يجيء كالنسيم العليل.. يدق الأبواب،، بابا بابا.. نفتح له الشرفات.. والقلوب.. يلجها بسلام، آمنا من شرورنا وبعد أن يطيب له المقام.. نقول له:
إدفع قسط هذا الوقت..
(عجبا) لكنكم أهل وخلان..
من أنباك؟؟
الدم.. ووحدة الانتماء.. المصير!!!.
هه،، بعناهم في السوق الأوربية المشتركة..
والقيمة؟!!!
ترتفع، تنخفض، ذلك يحدده سعر النفط وقيمة الدولار.. ينفجر،، آن آن الانفجار..
يتربع طفلك يا صديقي في قلوبنا، حيث المستنقعات الآسنة،، الراكدة وحيث المدن الخاوية على عروشها.. وكأنها لم تكن.. نوسده ضفدعا لا يحسن إلا النقيق الرخيص..
يأبى.. يفجر حزامه الناسف،، ينهض من وحل ضيافتنا الرديئة ويقول: لا صلح! لا مفاوضات! لا اعتراف! لا..جئين 1948، ثم يخط وصيته الأخيرة،،،
ي ن ف ج ر.
(6)
صباح الخير يا ناجي..
توسدك المدن الآن عبيرها، تمر المناجل قبل الحصاد عليك
تعطيك تواشيح الصباح،، وتغفو قليلا لديك
كل البلابل والعنادل والسنابل،،
تغني قليلا... وتلقي أمامك شعرا... برتقالا
صباح البيارات جميعا
هو الأريج يأتي من لدنك،،
تعال إلينا لنمنحك الأغاني والأهازيج والطقوس المسرحية.. والمراسم، لنفتتح باسمك صالات عرض،، ومراكز ثقافة، ونقيم المسابقات الكبرى، تخيدا وحدادا، ولسنا ندرك أنك باق عند كل صباح.
(7)
صباح الصباحات الصبوحة
هيئنا لك القصائد والقصص، والمعارض والكتب والصحف،، نحن قاتلوك ونبكي.. أي برميل للحزن شربنا، ودفنا فيه خيباتنا ودموعنا،، ثم ضحكت قاماتنا فزعا.
وأنت هنا تمتد على رقعة القلب الكبير.. الوطن الكبير.. تدخن سجائرك الفقيرة.. ترقع ثوبك.. وتعد حقيقتك الصغيرة للسفر..
(8)
صباح الصباحات الأخيرة.،، يدعوك الوطن، تدعوك المآذن والكنائس والزرازير الصغيرة
تدعوك الحقول.. البساتين،، بيارات البرتقال، خوابي الزيت.. وأحجار الشوارع والذكريات.
هنا أسلمت روحك الشفافة،، أوقفت مسارات البلاد،، ومدارات الزمن.
هنا أشرعت صهيل الخيل الأصيلة،، ومن هنا أيضاً سافرت إلى الشجرة،، حبيبتك الشجرة.. أرخت لك جدائلها لتفكها.. وأعطتك مفاتيح هواها.. كي تعود،، متوسدا جفن الأرض.
نم هانئا يا صديقي.. متوسدا روح الأرض.. كي تعود.

>>>>>>>>>>>>>>
طه العبد شاعر فلسطيني مقيم في لبنان



#طه_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس أخير لسيِّدة الوحل الجميلة
- عرس أخير لسيدة الوحل الجميلة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه العبد - صباحات قصيرة لناجي العلي