|
عرس أخير لسيدة الوحل الجميلة
طه العبد
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 03:20
المحور:
الادب والفن
إِلَى أُمِّنا الأرضِ فِي عيدِهَا ينَزِلُ المطرُ الغزِيرُ على قُلوعِ الرَّبابِنةِ القُدامَى . إِلَى أُمِّنَا الأرْضِ، تَحْيَا السَّنَابِلُ فِي عُرسِها، يَرقُصُ الوَرْدُ المثَلَّثُ تَرقصُ الدُّفلى، ويَنْتَعشُ الخُزَامَى. تَهُبُّ الثُّلُوجُ، كَأنَّ الأزْرَقَ المَعْرُوفَ بالنَّكْهَةِ الحرَّى يَذوبُ إِلَى أُمِّنَا الأرْضِ لا ترنيمةً لقُدَّاسِ هَذَا الشَّهر يا نَيسانُ العَتيقُ اقتربَ الغجرُ العِتاقُ مِنَ اليَبَاب لَنْ تُفْرِزَ الأرْضُ أَوْجَاعَهَا قَالَتْ؛ ولَنْ تُوْلَدَ الأرْضُ مِنَ الأرضِ الخرابْ لم تَكُنْ أَقْسَى الشُّهُور نَيْسَانُ العَتِيقُ، كَانَ أيلُولُ يَحْصدُ حزنَنَا حزنًا فَحُزنا عِتَاقٌ نَحْنُ فِي الحُزْنِ والحبِّ القَدِيم؛ عِتَاقٌ مثِلَ قرْمِيدِ البُيُوتِ عَلَى سُفُوحِ الذَّاكِرَةِ الصَّغِيرَة . إِنْ تَكُن؛ فَقَدِ اجْتَمَعَ المُحِبُّون عَلَى دَمِنَا كَمَا اجْتَمَعَ الذُّبَابُ وَقَدْ صار هذا النَّاسُ إِلا أَقَلَّهُمْ ذِئَابًا، عَلَى أجْسَادِهِنَّ ثِيَابُ ولَمْ نَزَل نَحنُ؛ نَحْنُو، والتُّرَابُ المسوِّسُ فِي دَمِنا..ترابُ. إِلَىِ أُمِّنَا الأرْضِ فَلْتَرحَلِ الأزْهَارُ عَنْ قِرْمِيدِنَا يَا أيُّهَا القُندُولُ اتَّقِد فَوْقَ رَأْسِ السَّيِّدِ المَصْلُوبِ زَيْتًا أَوْ زَبِيْبَا أَوْ زعتَراً مِنَ أرضِ الجليلِ المُحْتَضِر غَرِيْبًا مِثلمَا السَّيّدُ المَصلُوبْ، غريباً فِي بِلادٍ هيَ الأُخرى غَرِيبَة غَرِيبَةً ؛ إلا عَلَى أرواحِنَا فَلْتَكُنْ أَنْتَ الصَّلِيبَ، وَقَد نَمَتْ عَلَى سَاقِهِ شَقَائِقُ النُّعْمَانْ . يا أيُّهَا السَّيِّدُ !؛ هَاجِر مِنَ بِلادٍ تَأكُلُ الكَلِمَاتْ . ******* إِلَى أُمِّنَا الأرْضِ، عَادَتْ حَكَايَا الجدَّة حولَ جَمرِ الكستَنَاءْ . لمْ يَكُنْ ذَاكَ الشِّتَاءُ سِوَى انطفاءِ الماءِ فِي كَبِدِ السَّمَاءْ لمْ يَكُنْ إلا قَنَادِيلَ مُطْفَأةً ، مِنَ حَرِّ هَذَا الجَمْر وبَعْضٌ مِنَ الجَمْرِ حُزنٌ، وبَعْضُ البعْضِ مِنَ كَيْدِ النِّسَاءْ ******* كَانَتِ الأرْضُ تَمْشُطُ شَعْرَهَا ؛ كَانَتِ الأرْضُ تَجْدُلُهُ مِنَ العَرقِ اللَّذِيذِ مِنَ العِنَبِ المُقطَّرِ فِي كرْمَةٍ فِي أَقْصَى نَيسَانَ ونَيْسَانُ يَعْزِفُ ((الأرغُولَ)) يَضفرُ لَحنهُ نَغماً، أَو سَوَاقِيَ كَانَتِ الأرْضُ، تَحْفرُ فِي الأرْضِ تَبْحَثُ عَنْ كَمَأْ وَتَشُمُّ آثارَ الحَبِيبِ لَعَلَّ الدَّربَ يَذكُرُ خُطوَةً ذَهَبًا مرَّت مِن هُنَا لَعَلَّ الأرضَ، يالَلأَرْضِ العَجِيبَةِ، تِلكَ المَرأَةُ فِي ثِيَابِ الوَحل بَعْدَ أيلولَ، يا لَلمَرأةِ فِي الأرضِ الغَرِيبَة ، يا لاَتِّحادِهِمَا مَعًا فِي سُترَةِ الكَاهنِ يا لَلكَاهِنِ فِي اتِّحَادِهمَا معًا، يا لَلمحبِّ وقَد دنَا وأَنَا هُنَا، فِي الأرضِ الَّتي تَمشِي هُنَاك، أَنَا هُنَا ، والأرضُ فِي الجَسَدِ المُغَامِرِ سَوسَنَه ******* غَادَرَ الموتَى دَمِي سِرًّا ومَا عَادُوا . خلَّفُوا أَكفَانَهُم رثّةً فِي الرِّئَة خَلَّفُونِي ومَاتُوا .... تِلكَ الأرضُ مَقبرةٌ، وإِنَّا قبورٌ فَوقَها تَمْشِي تِلكَ الأرضُ مَجْزَرَةٌ، وإِنِّا سَبَايَا بَعْدَهَا، أَوْ مِيَاهُ نَحْنُ أَرمِسَةٌ تَمُوءُ تَارَةً وتَارَةً أُخْرَى اشْتِبَاهُ وأَنَا هُنَا فِي الأرْضِ الَّتي تَعْدُو هُنَاكْ، وهَذِهِ المَرأَةُ شَمسٌ تَنزِلُ فِي الَّليل تَبْحَثُ عَنْ أرْضٍ ِتُشْرِقُ فَوْقَهَا، تَبْحَثُ عَن دَورةٍ فِي سِيَاقِ العَالَمِ المَحْرُوسِ بالشُّهَدَاءْ لا أرضَ فِي الأرضِ تَستُرُ عَورةَ الشُّهَدَاء شَمْسٌ لِنَيسَانَ الخَرَابِ، شَمْسٌ لخَرَابِ الَنصِّ، لِسُلطَةِ الَّلغَةِ المُرِيبَة شَمْسٌ لأَكْفَانِهِمْ فِي الرِّئَة، شَمسٌ للرِّئَةِ فِي أَكفَانِهم أَبَدًا ؛ فِي الأرضِ أَرضٌ تُولدُ مِنْ جَدِيد ، تَبحَثُ عَنْ فَجْوَةٍ فِي النَّصّ .
#طه_العبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|