أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد رمضان المسافر - مأساة العراق















المزيد.....

مأساة العراق


حامد رمضان المسافر

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 02:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



احذروا الدنيا إذا أمات الناس الصلاة و أضاعوا الأمانات و اتبعوا الشهوات و استحلوا الكذب و أكلوا الربا و أخذوا الرشى و شيدوا البناء و اتبعوا الهوى و باعوا الدين بالدنيا و استخفوا بالدماء و ركنوا إلى الرياء و تقاطعت الأرحام و كان الحلم ضعفا و الظلم فخرا و الأمراء فجرة و الوزراء كذبة و الأمناء خونة و الأعوان ظلمة و القراء! فسقة و ظهر الجور و كثر الطلاق و موت الفجأة و حليت المصاحف و زخرفت المساجد و طولت المنابر و نقضت العهود و خربت القلوب و استحلوا المعازف و شربت الخمور فحينئذ عدوا أنفسكم في الموتى و لا تغرنكم الحياة الدنيا و الدار داران لا ثالث لهما و الكتاب واحد لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها ألا و إن حب الدنيا رأس كل خطيئة و باب كل بلية و مجمع كل فتنة و داعية كل ريبة الويل لمن جمع الدنيا و أورثها من لا يحمده و قدم على من لا يعذره الدنيا دار المنافقين و ليست بدار المتقين فلتكن حظك من الدنيا قوام صلبك و إمساك نفسك و تزود لمعادك.و مع كل أسف هذا هو الذي يحدث في العراق بعد ان كنا نتأمل كل خير من سقوط الطاغية صدام حسين الذي اذاق شعبه المر و العلقم و اعتدى على كل جيرانه بما فيهم اخوتنا الكويتيين و كان جمال عبد الناصر زعيم مصر و ألأمة العربية حين أمر بسحب جيشه من سوريا بعد الأنفصال يقول لمن يسأله لماذا فعل ذلك (ان القتال شرف لكن ان تقتل اخاك العربي مهما كان و اينما كان عار مابعده عار).

هذه هي العروبة و هذه هي اخلاقها ايها العرب فلا تترحموا على صدام الذي ذبح الأبرياء من عراقيين و كويتيين لكن ضاقت بنا الدنيا في بلدنا فتركناه و تركنا احلامنا و امالنا تضيع ككثبان رمل تجتاحه عواصف هوجاء فيا لبؤسنا و يا لحزن مراكبنا حين غادرت المرافيء ويا لحزن النخيل و هو يودعنا ذابلا بعد ان جفت دموع ماقينا و انتحرت الحسرات في صدورنا فكيف يعيش عراقي بلا حسرات؟

لندن انت جميلة لكن اين جمالك من حزن عراقي بلا انين و وجع عراقي بلا تنهدات.. اين انت من ظلمة قاتمة نورها فجر كاذب كل مرة نظن انه سيشرق لكنه يزداد عتمة و كأننا ننتظر كودو الذي لم يأت في مسرحية بيكت الشهيرة بأنتظار كودو و بقينا ننتظره و ننتظر الخلاص الذي لن يأتي و لن يأتي مادامت عمائم الشؤم قد حلت محل مجرم المجرمين الذي يترحم عليه البعض اليوم لكونهم وجدوا شياطين صدام ارحم من عمائم الفسق و النهب و التخلف.

الله اكبر كيف يجوع الناس في بلد فيه اكبر احتياطي للنفط في العالم؟لماذا تموت الزهور العراقية قبل ان تتفتح و قبل ان ترى النور؟لماذا يحجبون الشمس بأكاذيبهم و يبيعون حتى هواء الله و ماؤه للفقراء و المحتاجين؟أي دين هذا الذي يجمع رجاله الذهب و الفضة لهم و لأحفاد احفادهم و يحرمون حتى التراب عن موتانا؟

انا مجرد شخص بسيط لا يفهم شيئا غير ما علمتني امي و قد علمتني مالم يتعلمه خريج اكسفورد او كامبردج علمتني ان اعبد الله و اصلي على نبيه المصطفى و اكون في جانب الحق دائما مع الأمام علي الذي لم يرى التاريخ و لا البشرية حاكما عادلا مثله. و ازداد كل يوم حيرة مابعدها حيره انهم يدعون انهم شيعة هذا الرجل الأسطورة الذي سماه عزيز السيد جاسم سلطة الحق في كتابه المشهور و هم بعيدون عنه بعد الفضيلة عن الرذيلة و النور عن الجهل و الله عن الشيطان.

لماذا الحزن يتبعه حزن اشد منه و الألم يتبعه الم امض من سابقه؟ لماذا تاهت القيم و ضاعت المسافات و غرقت الامال؟لماذا جفت السواقي و سكتت حتى اغاني الحزن في دجلة و الفرات و شط العرب؟لماذا نسمي السارق شريفا و الأمين لصا؟الا يوجد في العراق رجالا مثل ابائنا و اجدادنا ماتوا و لم يدخلوا لبيوتهم فلسا حراما و بقى من بقى يحلف بأسمائهم؟

القلب موجوع و الروح ماتت روحها فهل لي من مرفأ استريح فيه قبل الغروب؟

بصراحة احبكم كلكم ايها الصامدون بوجه اشباح الغربة و رزايا الزمن

انتم امل لا يخيب و ضوء لن يخبو بأذن الله لبلادي الحبيبة التي استباحتها الذئاب و تنوح في اطلالها غربان اليوم.
الكل يدعي انه مسلم و من شيعة الأمام علي و رغم انني لا أؤمن بالطائفية بل انني مسلم اعبد الله الواحد الأحد و اصلي على نبيه المصطفى و ال بيته الأطهار و اصحابه المبشرين بالجنة ابا بكر الصديق و عمر ابن الخطاب و عثمان ابن عفان رضي الله عنهم جميعيا الأ انني في سبيل المناقشة فقط اقول لنتبع امام المتقين علي الذي لم يسجد لصنم كرم الله وجهه فهل كان الأمام يجمع الذهب و الفضة و لا ينفقها في سبيل الله؟ هل كان يعيش في منطقة خضراء متوفر فيها كل شيء من كهرباء و ماء و مالذ و طاب و قصور اجمل من قصور معاوية الذي يلعنونه و لا يلعنوا انفسهم؟و اغرب شيء بعد هذا كله انهم ابعدوا عوائلهم في الدول الأوربية بعيدا عن كل خطر و هم يزايدون و يناضلون بالكلمات.اقسم بالله العظيم ان واحدا منهم كان زميل لي في اول تعييني بجامعة البصرة كلية التربية و قد اخذه ازلام صدام و اروه اصناف العذاب و اعطى اسمي كشاهد .ذهبت الى محكمة الثورة و حين دخلت لأشهد وجدت منظره يبكي الصخر الجلمود مما فعلوا به و سقطت دمعة من عيني و انا اضع يدي على كتاب الله و اشهد انه بريء. هو اليوم المستشار العلمي للسيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق يعيش في المنطقة الخضراء و ابنائه في مدينة ليفربول البريطانية حتى لا يعرفون العربية لغة الله و الملائكة و اهل الجنة كما قال الرسول العظيم محمد صلوات الله و سلامه عليه. أما انا فلم يعد يعرفني رغم انني كنت و لا زلت من اشد الكارهين لصدام و حزب البعث اللاعربي و كل ما أريده مرضاة الله و انااعيش الغربة و رغم خدمتي في جامعات العراق لمدة تزيد عن عشرين سنة استكثروا حتى التقاعد علي. والحمد لله انا لا أحتاج الا الله رب العالمين و الف شكر له اقولها كل يوم في صباحي و مسائي فكلنا نملك اختيار مواقفنا و لكن من منا يملك اختيار مقاديره؟

لما صار الأمر الى الأمام علي جعل يقسم ما يأتي من المال اثر وصوله على الناس بعد ان يحتجز منه ما ينبغي ان ينفق منه في المرافق العامة و لم يكن الأمام يكره شيئا كما كان يكره الأدخار في بيت المال . كان يتحرج من ذلك اشد التحرج حتى روي انه كان يحب بين حين وحين ان يأمر فيكنس بيت المال و يرش ثم يأتي فيصلي ركعتين .كان يكره ان يلم به الموت فجأة و يترك في بيت المال شيئا لم يردده الى اصحابه فكان يقسم على الناس الفاكهة حين تحمل اليه الفاكهة و كان يقسم عليهم العسل و الزيت و اشباه العسل و الزيت حتى قسم عليهم ذات يوم ابرا و خيطا. و كان الأمام لا يستكره الناس على امرين البقاء في ظل سلطانه فما اكثر الذين كانوا يرحلون من العراق ليلتحقوا بمعاوية و الأمر الاخر انه لم يكن يفرض بقوة السلطان ان يذهب الناس للحرب و انما يندبهم للحرب. و كان يقول ( لا استبيح لنفسي مكرا و لا كيدا و لا دهاء و لكني اثر ديني و امضي في طريقي لمثلي العليا) رحم الله امام المتقين. و في النهاية اقول ان الناس يدبرون و امر الله غالب و الكلمة الأخيرة للقضاء المحتوم لا لما يدبرون.

.



#حامد_رمضان_المسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خنازير نوري
- قبل ان تهوى النجوم
- يوتوبيا
- كافكا
- الى سيدي الحسين وانا في غربتي
- ماذا حدث لي في العراق؟
- هل يكفي الدين لتطوير بلد؟
- الى سيدي الحسين في يوم استشهاده
- الظلال


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد رمضان المسافر - مأساة العراق