أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رينا ميني - الحرب العالمية الثالثة














المزيد.....

الحرب العالمية الثالثة


رينا ميني

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 22:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نحن اليوم في زمن الحرب العالمية الثالثة. حرب اتخذت هذه المرة طابعاً جديداً، واتبعت نهجاً مختلفاً، إلا أن الأهداف كانت ولا زالت هي هي والنتائج هي نفسها. فإن كانت الحروب العالمية السابقة تهدف إلى تقسيم البلدان إلى دويلات، فإن هذه الحرب ترمي إلى تقسيم التقسيم وتفتيت الدويلات إلى قطع متفرّقة يسهل فيما بعد السيطرة عليها. وإن كانت الحروب الفائتة قد كلّفت متبنّيها أثماناً باهظة، فتلك اليوم لم تكلفهم الكثير، فلقد تعلّموا من دروس الماضي واكتسبوا خبرة واسعة جعلتهم يدفعون الشعوب إلى الاقتتال فيما بينها وبالتالي لا ضرورة لتدخّلهم المباشر وضمان الإنتصار بدون خسائر تُذكر.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم،وهم يحضرون لاندلاع الثالثة ويدرسون الشعوب ويراجعون التاريخ ويصححون أخطاءهم حتى توصلوا إلى إنتاج أجمل غلاف يغلفون فيه هديتهم السامة لنا: "الربيع العربي". وككل مرّة وقعت الشعوب في الفخّ، وصدقت أنّها صاحبة القرار في تحرير مصيرها وقررت الإنتفاضة على الفساد، وهيأت نفسها للإصلاح وأطاحت برؤوس زعمائها، وهللوا وابتهجوا وثملوا من خمر النشوة، وبعدها وكالعادة استفاقوا على هول فاجعة وفاجعة هذه الحرب لا مثيل لها "السلطة الدينية".
سلطة أهلكت بلداناًُ، دمرتها وقضت على ما تبقى فيها من معالمٍ وخيرات وستستمر حتى يشاء أصحاب هذه الحرب تغيير منهجية اللعبة مرة أخرى. والعجيب الغريب والمخيف في الوقت عينه، أنّه ورغم الخسائر الفادحة ورغم العار الذي خلّفه هذا الربيع ما زلنا نرى شعوباً تنجذب نحوه كالمغناطيس أو كتيارٍ لا تنفع معه أيّة مقاومة، وما زالوا يموتون من أجل القضية الخاسرة. وها إنّ الربيع يتخطّى حدود الوطن العربي وراح يأخذ طابعاً أوروبياً، ولن نعلم على من سوف تقع القرعة بعد ذلك حتى "يتمّ المكتوب". ويستطردني سؤالٌ دائما ما يحاكيني ويؤرقني: كيف لأمم بأسرها عن مؤامرة مكشوفة وجليّة كتلك التي تحاك؟ كيف يمكن لشعوب أن تقع تحت تأثير نفس أنواع المخدّر بعد هكذا عادة؟ أهو جهلٌ أم إدمان؟ لو كان إدمانٌ فالمفروض أن نستفيق منه، على الأقل حتى نطلب ما هو أكثر قوةً وفعاليةً ولو كان جهلاً فمن المفروض أيضاً أن نحيد عن ظلّه فالثقافة تبيت في أحضاننا.
ربما كانت المشكلة تكمن في أننا لم نعد نطرح الأسئلة التي تحتاج إلى الكثير من التمحيص حتى على ذواتنا، نتقبل أي شيء دونما استغراب أو أي ضرورة لعمل فكرنا. لم نعد نبصر فلو كنّا نبصر لعرفنا أن البلدان التي تحتاج حقّاً للثورات، هادئة وساكنة وشعوبها ترزح تحت وطأة الظلم والإجحاف بكل رضى، ولم نعد نصغي حتى نستطيع التفرقة بين الضحية والجلّاد.
إنطلقت الحرب العالمية الثالثة وحطّت رحالها في عالمنا، وها هي تحصد زرعها وتأكل الأخضر واليابس كالأولى والثّانية، ويبقى الفرق بينهم وبيننا هو أنّهم في مدرسة مستمرة أمّا نحن، فالدروس لا تُلقّن للنائمين.



#رينا_ميني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة الرأي العام
- لماذا؟
- حنين
- محكوم بجرم المحبة
- هلوسات
- جرى الدمع
- الإنسان يفرّق
- روح ولا جسم
- ما بين الثرى والثريا
- المشرّدون...إلى متى؟
- كدت أنساك
- رسالة الى البحر
- مريم
- فريسة رجلٍ
- قطعة سما
- كن إنساناً
- عندما يبوح القلم
- محطة قطار
- ما بعد الكلام
- ما بعد الكلام


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رينا ميني - الحرب العالمية الثالثة