أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الانفصام بين الصورة والأصل ج1














المزيد.....

الانفصام بين الصورة والأصل ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 02:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانفصام بين الصورة والأصل
ج1
على مدى تاريخ الفكر الديني في المجتمع الإسلامي كان هناك تناقض بين صورة المعتقد المجسد واقعا وبين أصله التكويني عند كل الطوائف والمذاهب الإسلامية , تجلى كثيرا عند الفرقة الأصولية السلفية وعند الشيعة تحديدا , كونهما اليوم هما وجهان للصرع الفكري والعقيدي في المجتمع الإسلامي دون أن ننفي تلك المظاهر عند بقية الطوائف والمذاهب.
ففي الوقت الذي أتخذ الشيعة من ثورة الإمام الحسين شعارا ومنطلقا للكثير من أراءهم الفكرية والسياسية وما جسدوه واقعا تأسيسيا لفهمهم لفكرة الثورة والحرية وضرورة التخلص من الطغيان الاستبدادي والعودة بالشريعة لأصلها التكويني , نجدهم في ذات الوقت يتشبثون بمبدأ لتقليد والرجوع إلى المرجعية في كل مرة في ما يخص أصول العمل العبادي وخاصة في تحديدات قيم الحلال والحرام مستندين وإن في وقت متأخر حدوث هذا الأمر على قاعدة أن العمل العبادي حتى يكون مجزيا يجب أن يكون موافقا لعقل المرجع لديني الأعلم وإلا عُد العمل غير مجزي وقد يصاب العامل بما تعبده به تحت طائلة البطلان والخسران.
لا أحد ينكر أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام ودعوته للحرية لم تنطلق من ترف فكري ولا كانت ردة فعل شخصية بل كانت تجسيد لمسئولية الإنسان الحر في الانعتاق من فكر العبودية الإنسان للإنسان والتقوقع فيما يرى من تصور خارج حدود الرسالة التي رسمت معالم التعبد وجسدها الرسول صل الله عليه وأله وسلم والرعيل الأول من المسلمين الأخيار عندما رفض أن يكون مناطات الفكري البشري هي المحدد لتوضيح رؤية الله للدين وإعادة صياغة العلاقة الربانية وفق مقصدية الآية لكريمة{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59.
من مجمل نص الآية الكريمة ودلالاتها هناك محددين يتعلقان بموضوعين منفصلين وإن كان مؤداهم بالنتيجة واحد وهما:.
• الطاعة في قبول التنزيل والتأويل وقد حصر الله المسألتين بالعودة إلى ثلاث جهات هي الله ورسوله وأولي الأمر منكم , وهذا الأمر مستغرق في العمومية لكل المسلمين بالإلزام في طاعة هؤلاء دون أن يكون هناك تخصيص أو تقصير عن القاعدة.
• التحكيم في المنازعة وهو حال حدوث التعارض بين التأويلات والقراءات التي تنشب بعد غياب الرسول صل الله عليه وأله وسلم وقطعا غياب الوسطة إلى الله من خلاله , وهذ يعني أن المنازعة التي تكون بين أولي الأمر وبين باق المسلمين , أو بين باق المسلمين أنفسهم تكون مردها إلى الله ورسوله فقط لأن فيه أحسنية التأويل والخيرية التامة.
إن المبدأ العام والمعتقد الراسخ عند المسلمين الشيعة في تحديد مناط الطاعة فيما يخص أولي الأمر يستقر عند العترة فقط والذين خص ونص عليهم الرسول ص قبل وفاته وأثناء حياته , فهم ملزمون بالطاعة لهم والتعبد وفق ما يتحصل لهم من علم متوارث عن جدهم وما استقر عندهم من علم مخصوص , وبالتالي فالتوالي في الطاعة لهم والمتابعة عليها لا أشكال عقدي ولا عقلي فيه طالما أن الإمام المعصوم موجود وعلى تماس مع الناس فهو مصدر تأويل وتفسير وتوضيح وكلامة معصوم والرد على عقله رد على رسول الله.
الإشكالية حدثت بعد الغيبة الصغرى الأولى للإمام الثاني عشر وقد أمنت النخب الفكرية الشيعية وعلمائها على أن وجود الإمام في الغيبة مع التوصل بواسطة السفراء يكفي لكي يكون العمل مستمرا ومنجزا بالطاعة ولا خلاف على ذلك أو به, ولكن الإشكالية ثارت مجددا بعد الغيبة الكبرى وانقطاع السفارة بين الإمام وبين جمهور المؤمنين وإن وضع الإمام حسب اعتقاد الجمهور العلمائي معيار أحال بموجبه على طبقة لعلماء الربانيين مسئولية توضيح الأحكام من خلال إرجاعها لنفس المناطات التقليدية وهي الكتاب وسنة الرسول والمعصوم والمتراكم من الفقه الوارد عنهم , لكن لم يلقي الإمام على المؤمنين أن يحصروا فعلهم التعبدي العقلي كله في سلة المؤمن التقي المحافظ على دينه والمخالف لهواه .بل رسم المعيارية على خط العقل بقوله , على العوام تقليده فيه.
قد لا يرى البعض في هذه إشكالية طالما أن العالم (المرجع إليه في الأمر) وهو المطلوب والمقصود لازال على درب الفكرة الاساسية وفي صورة الطاعة وينتزع فقهه من خلال الثراء المتروك والمنقول عن أولي الأمر وهذا موقف عقلي صحيح وموافق عليه الأغلب من رجال لعلم والعقل, لكن التناقض يحدث عندما يكون هناك أكثر من رأي وأكثر من مرجعية قد تختلف جزئيا أو كليا في بعض المسائل وتتنوع الرؤى , هنا تثار مسألة المعير لذي يجب أن يؤخذ كحد في التقييم ثم المتابعة على الأخذ من هذا المرجع أو ذاك استنادا إلى القاعدة الأولى , وهل أن هذا الأخذ هو بمدار تعقلي تدبيري أم مجرد تقليد وعبودية العقل الأخر وإن كان تابعا لمولاه ومخالفا لهواه ,لأن التسليم بهذا يعني أني لذي لا أتفق معه اكون مخالفا لمولاي ومسلما لهواي، وهذا مبدأ تكفيري خطير.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصيصة الأبدية للفكر الرسالي
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج2
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج1
- الهروب من الفكر والتفكر تهرب من مواجهة الحقيقة


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الانفصام بين الصورة والأصل ج1