أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل خوري - العدوان الاسرائيلي على سورية لايستحق الادانة من الجانب الرسمي الاردني















المزيد.....

العدوان الاسرائيلي على سورية لايستحق الادانة من الجانب الرسمي الاردني


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 18:53
المحور: كتابات ساخرة
    



عقب العملية الارهابية التي نفذها اثنان من المواطنين الاميركان من اصل شيشاني قبل اسبوعين في مدينة بوسطن ، وراح ضحيتها بضعة اميركان لا يتجاوز عددهم اصابع اليدين ، سارعت الجهات الرسمية الاردنية ومن بينها وزير الخارجية ناصر جودة " الوريث الشرعي والوحيد لهذه الوزارة " سارعوا ، وعلى استعجال غير معهود الا في العمليات الارهابية التي تستهدف افرادا ومرافق ينتمون "للاشقاء " الاميركيين والاوروبيين ، الى اصدار بيان " من قاع الدست " ادانوا وشجبوا فيه العملية الارهابية كما لعنوا فيه " ابو سنسفيل " الارهابيين الشيشانيين الذين استهدفوا بجريمتهم الارهابية مدنيين ابرياء، وفي سياق البيان لم تغفل الجهات الرسمية ان تبعث بتعازيها الحارة الى ذوي الضحايا والى الرئيس الاميركي مباشرة . وحتى لا نستهين او نتشفى بما جرى في بوسطن نقول :
ان العملية الارهابية التي وقعت هناك تستحق الشجب والادانة من جانب كافة المستويات الرسمية وايضا من جانب الاحزاب والقوى السياسية الاردنية التي لم تكن اقل شجبا وتنديدا بها، اللهم الا جماعة الاخوان الملتحين وشقيقتهم الصغرى جبهة العمل الاسلامي الذين "طنشا " هذا الحدث ولم يتطرقوا اليه من قريب او بعيد ،ربما لانه لا ينسجم مع توجهاتهم الرامية الى دعم تنظيم القاعدة الذي ينتمي اليه الارهابيان خاصة عندما تستهدف عمليات القاعدة الجهادية اهدافا بشرية ومادية في ديار الكفار، والا فكيف سنرفع راية الاسلام هناك ؟ وهل يستطيع الاخوان ا لملتحون ان يتنكروا لهذه الحقيقة ولتاريخهم الاجرامي ،بعدان جعلوا السيفين شعارا لهم ؟ وحتى لو ادانوا عملية بوسطن ، فلن يصدقهم احد بعد ان امعنت عصاباتهم المسلحة قتلا وذبحا للمدنيين السوريين المناوئين لثورتهم العرعورية ، وتدميرا للمرافق الاقتصادية السورية وسرقة لمعداتها !
ما يثير الحيرة في بيان الشجب والادانة الرسمي الاردني لهذه العملية الارهابية ، انه بعد ثلاث اسابيع من وقوعها ، نفذ سلاح الجو الاسرائيلي عملية ارهابية مماثلة لجريمة بوسطون التي اقترفها اثنان من الشيشانيين : حيث استهدف بصواريخه مركز ابحاث عسكري سوري في منطقة جرمانا وكانت محصلة الغارة تدمير المبني وما يحتويه من اجهزة ومعدات ، ومقتل عدد كبير من المدنيين والعسكريين السوريين الذي تواجدوا قريبا وفي حرم المركز ، قدرها احد الناطقين باسم الثورة العرعويرية القرضاوية الذي هلل وكبر لهذا الانجاز العسكري الصهيوني :: بمائتي
قتيل هذا عدا عن مئات الجرحى ، الغريب والمحير في الموقف الرسمي الاردني حيال هذا الهجوم الاسرائيلي ان كبار المسئولين التزموا الصمت وكأنه وقع في كوكب المريخ ! والسئوال هنا : لماذا لم يبادر رئيس الحكومة الدكتور عبدالله نسور الى اصدار بيان شجب وادانة للعدوان الاسرائيلي على بلد " شقيق " هي سوريا تاكيدا لمقولة " ان الاردن يرفض التدخل العسكري في سوريا " تلك المعزوفة التي لا تنفك حكومته العزف على اوتارها ، كلما تطرق النسور سواء في احاديثه مع الوفود الاجنبية ، اوفي تصريحاته حول الملف السوري، اوكلما ذرف دموعا سخينة على معاناة الشعب السوري وما سفكه من دماء في سبيل تحقيق اهدافه في الحرية والعدالة والديمقراطية الى اخر المصفوفة ؟ الم تبادر السعودية ومعها جماعة الاخوان الملتحين في الاردن الى رفع يافطة الشجب والادانة لهذا العدوان الذي نفذته اسرائيل تحت غطاء ان ارتالا من الشاحنات المحملة بالصواريخ كانت تنطلق منه متوجهة الى معاقل حزب الله في جنوب لبنان ، رغم ان هاتين الجهتين تلعبان دورا محوريا في دعم الثورة العرعورية السورية وتنافسان اسرائيل في تقديم كافة اشكال الدعم لها من مال وسلاح ومرتزقة دون تمييز بين التنظيمات الاخوانية والسلفية وجبهة النصرة ؟ اذا كانت حجة الدكتور النسور في عدم اصدار بيان الشجب والادانة هو بسبب انشغاله في ترقيع العجز الكبير في الموازنة العامة لهذا العام ،عبر رفع اسعار المشتقات النفطية التي تحتكرها الدولة شراء وتسويقا ، ورفع اسعار الكهرباء والمياه ،او بسبب نقص الورق والحبر وغيرها من مستلزمات اصدار بيانات الشجب ، فلماذا لم يوعز الى الوريث الشرعي والوحيد لوزارة الخارجية ناصر جودة لينوب عنه في اطلاق مدفعيته اللفظية ضداسرائيل ، خاصة وان لناصر باع طويل في التعاطي مع الملف السوري وحيث اكتسب خبراته بهذا الشان ، اثناء مداخلاته وفي خطبه التي كان تجلجل بها حنجرته في مؤتمرات اصدقاء سورية في تركيا وغيرها ، وفي مؤتمرات وزراء الخارجية العرب التي كانت تعقد تحت رعاية وزير خارجية مشيخة قطر في مقر الجامعة العربية ، وايضا اثناء لقاءاته برئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام رياض حجاب ، ولا احسب ان جودة الذي اكتسب كل هذه الخبرات على مدى احتكاره لحقيبة وزارة الخارجية سيعجز عن اصدار مثل هذا البيان ، فهل هو كرئيس الحكومة ، لا متسع لديه من الوقت لشجب العدوان الاسرائيلي على سورية او ربما لانشغاله في عقد مؤتمرا ت صحفية كثيرا ما سمعناه يؤكد فيها ان الاردن" مع الحل السلمي السلمي للازمة السورية وضد اي تدخل عسكري خارجي حلا لها ، نافيا في نفس الوقت بنبرة غاضبة : ان تدريب الثوار العرعوريين في الاراضي الاردنية وتحت اشراف ضباط اميركيين ثم تسللهم الى سورية عبر حدودها مع الاردن، هو محض هراء ولا صحة له ، وانه مجرد فبركات تروج لها بعض الصحف الاجنبية المعادية للاردن بهدف تعكير الاجواء بين الاردن وشقيقتها سورية !
في ظل هذا العزوف الرسمي سواء من جانب رئيس الحكومة عبدالله نسور، او من جانب الوريث الوحيد والشرعي لوزارة الخاجية ناصر جودة عن اصدار بيان الشجب والادانة للعدوان الاسرائيلي على سورية لا نجد تفسير ا لذلك سوى :
- ان سوريا شعبا ووطنا لم تعد دولة شقيقة بل هي دولة مارقة ومن حق الدولة الجارة والحبيبة اسرائيل ان تنتهك حرماتها الجوية والبرية والبحرية طالما تمسك النظام السوري بمواقفه اللامشروعة واللاعقلانية والعبثية المتمثلة بعدم الاعتراف باسرائيل وابرام صلح معها واقامة علاقات طبيعية معها مثلما نظم الاردن علاقاته الطبيعية مع اسرائيل في معاهدة وادي عربة تحقيقا " للسلام العادل والشامل مع احفاد سيدنا ابراهيم " وتقديرا منه لمواقف اسرائيل الايجابية تجاه القضية الفلسطينية والتي تمثلت باعادة كافة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين الى ديارهم في فلسطين مع تقديم تعويضات نقدية وعينية لهم ، وايضا تقديرا من جانب الاردن لاسهامات اسرائيل وتسهيلاتها الملموسة في اقامة الدولة الفلسطينية على كامل الاراضي التي احتلتها في حرب 67 مع اخلاء كافة المستوطانت التي اقامتها في الاراضي المحتلة وتقديمها "حلال زلال " للفرع الفلسطيني من احفاد سيدنا ابراهيم
- ان سورية تستحق اكثر من ضربة جوية وبرية وبحرية من جانب الجيش الاسرائلي ، طالما تمسك النظام السوري بمواقفه المساندة للتظيمات الارهابية وعلى راسها تنظيم حزب الله الذي بات معروفا انه يبيت نوايا شريرة تجاه الدولة العبرية وشعبها المسكين ، وهل يمكن لاحفاد سيدنا ابراهيم في هذه البقعة من العالم ان يتمرغوا في نعم السلام العادل والهامل والشامل بدون ردع سوريا عن مثل هذه الانشطة الارهابية ، التي لو استمرت لا سمح الله فسوف تقوض ركائز السلام الشامل الهامل القائم بين احفاد ابراهيم ؟؟؟
- ان الهجوم الاسرائيلي على مواقع عسكرية سورية تم بضوء اخضر ومباركة اميركية تحقيقا لاهداف انسانية سلامية مشروعة وتبعا لذلك فان الحدث لا يتعارض مع الثوابت الوطنية والقومية والاممية التي تتمسك بها الجهات الرسمية الاردنية ولا تحيدعنها : فهل يعقل ان يستنكر النسور او جودة او غيرهم من المسئولين الاعلى والادنى منهم مرتبة تنظيمية ،هجوما اسرائيليا لا هدف ولا غاية له سوى ردع سورية من ارتكاب حماقات عسكرية يكون ضحيتها الشعب الاسرائيلي المسالم والمسكين ؟
اذا لم تكن هذه هي الاسباب التي منعت الجهات الرسمية عن اصدار بيان يندد بالعدوان الاسرائيلي فلماذا اذا لزمت الصمت ؟



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فزعة رسمية اردنية للثورة العرعورية
- الاردن يتلقى من الماما اميركا رادارات واجهزة استشعار لمراقبة ...
- رئيس وزراء الاردن يرحب باللاجئين السوريين رغم انهم - ضيف ثقي ...
- الاردن يعلن الحرب على سورية
- هل بات الاردن - ارضا للحشد والرباط- ضد النظام السوري؟
- الملك السعودي يطالب بتبني مشروع دولى بعدم ازدراء ديانات الاس ...
- مليشيات من القوميين واليساريين لاجتثاث العصابات الاخوانية من ...
- لماذا يعزز مرسي العياط صداقته مع رئيس دولة -احفاد القردة وال ...
- الاخونجية يحولون زحوفهم المقدسة من مسار تحرير فلسطين الى مسا ...
- هيئة التنسيق المعارضة السورية تستنسخ اليريسترويكا انقاذا لسو ...
- هكذا يرد العالمان الغربي والاسلامي على افلام تسيء لاله المسي ...
- الابراهيمي يطرق ابواب بشار الاسد قبل طرق ابواب اردوجان وحمد ...
- العلاقة الجدلية بين رقبة مرسي العياط وسفك دماء الشعب السوري
- حكومة الطراونة والحلول المالية الترقيعية
- هل بات الاردن ماوى للاجئين السوريين ام ماوى لعناصر الجيش الس ...
- هل يسحب مرسي العياط دباباته من سيناء استجابة للتحذير الاسرائ ...
- ابو الهول السوري يلتزم الصمت حيال الاخبار المتعلقة بانشقاقه ...
- مرسي العياط ينفذ انقلابا بالتنسيق مع المخابرات المركزية الام ...
- اخطاء قاتلة ارتكبها بشار الاسد لو ارتكبها رئيس اخر لاستقال م ...
- حلب من منطقة امنة للاخوان الملتحين الى مقبرة لهم


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل خوري - العدوان الاسرائيلي على سورية لايستحق الادانة من الجانب الرسمي الاردني