أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - العدوان الاسرائيلى والثورة السورية















المزيد.....

العدوان الاسرائيلى والثورة السورية


جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للمرة الثانية تضرب طائرات العدو "الاسرائيلى" نفس منطقة جمرايا السورية , الاولى كانت فى يناير الماضى . والنظام السورى يعلن ادانتة للعدوان كما فى السابق , ويحتفظ لنفسة بحق الرد , وتوقيتة وشكلة .. ولكن هذا الحق كما يعلم الجميع لم يستخدم ولو لمرة واحدة منذ حرب اكتوبر 1973 رغم العدوان الصهيونى المتكرر على الاراضى السورية , واستمرار احتلال هضبة الجولان منذ هزيمة يونية 1967. بالاضافةالى ان النظام السورىوحتى عام 2009قام بالتفاوض مع الكيان الصهيونى اكثر من مرة برعاية امريكية ثم تركية حول استرداد الجولان مقابل عقد اتفاقية شبيهة باتفاقية كامب ديفيد ولكنة لم ينجح ..
والجديد ان العدوان الاجرامى هذة المرة فى لحظة خطرة على جميع الاصعدة . يتعرض فيها النظام السورى الاستبدادى لثورة شعبية منذ مارس 2011. وبمجرد عسكرتها من قبل النظام تكالبت عليها قوى الرجعية العربية , والاقليمية ايران وتركيا "واسرائيل" ,وقوى الاستعمار العالمى الامريكى والاوربى , وروسيا والصين . فتحولت الثورةالى حالة من الصراع العسكرى المعقد . اْصبح معها لكل قوى الصراع على الارض امتدادات اقليمية وعالمية تقف وراءها وترسم لها توجهاتها . ماعدا قوى الثورة والشعب السورى . فهما من يدفعان ثمنا فادحا فى هذا الصراع المميت دفاعا عن الوجود واهداف الثورة فى الحرية والعدالة الاجتماعية ووحدة الوطن . لذلك اصبح راس تلك الثورة مطلوبا من النظام السورى , ومن قوى الثورة المضادة المحلية الطامعة فى السلطة , كالاتلاف الوطنى فى الخارج ـ بما فية الاخوان المسلمين ـ وامتدادتة فى قطاعات من الجيش الحر فى الداخل , والمجموعات الارهابية المجلوبة من الخارج تحت راية الدين بتمويل سعودى وقطرى وقد فرضت وجودها بالقوة على السكان ومن خلال الدعم المادى الذين هم فى اشد الحاجة الية , ومجموعات منشقة من النظام القائم عسكرية او مدنية طامحة لان تحل محل نظام بشار فى الحكم . كلها قوى تخوض حروبا بالوكالة لقوى اقليمية وعالمية باسم الثورة , وهى تخاف الثورة اكثر مما تخاف من النظام السورى .
جميع قوى الثورة المضادةاذا , داخلية وخارجية , يخوضون الصراع لاجهاض الثورة السورية , واعادة رسم خريطة المنطقة سواء سقط نظام بشار او لم يسقط , فهو لن يعود لنفس اوضاعة فى المعادلة الاقليمية السابقة . المهم لدي قوى الثورة المضادة ان لا تنتصر الثورة السورية الشعبية المعادية للاستعمار الامريكى و"اسرائيل" والرجعية العربية بحكم الضرورة والمصالح التاريخية الشعوب , لان فى انتصارها انتصار للثورة المصرية والثورات العربية بما يعنية من تاثير قوى على حركة الثورة العالمية فى المراكز الراسمالية , وضربة ساحقة للوجود الاستعمارى الصهيونى على ارض فلسطين .
ومحصلة الصراع حتى الان , سوريا اصبحت ارض محروقة بفعل الاعمال الاجرامية لجيش النظام وعصابات الثورة المضادة المصنوعة من قبل الرجعية العربية وامريكا والناتو . دمار غير محدود للمدن والقرى , والبنية التحتية والاقتصادية والتعليمية والصحية . وقد توقف الانتاج الزراعى والصناعى بشكل شبة كامل , وهناك اكثرمن مائة الف شهيد , ومئات الالاف من الجرحى , واكثر منهم من المعتقلين , وخمسة ملايين لاجئ داخل سوريا واكثر من مليون خارج البلاد .
اما الوضع العسكرى على الارض الان , كما يقول معظم المراقبون شبة متوازن بين جيش النظام وحلفائة من حزب اللة وايران وروسيا , وبين القوى المضادة , "الجيش الحر" والوية النصرة ومجموعات المرتزقة الاخرى المعتمدين على الدعم القطرى والسعودى والتركى فى حدود ماتراة وتريدة المصالح الامريكية والاسرائيلية ,وبين قوى الثورة الشعبية التى تسيطر على مساحات من الاراضى المحررة , وتقيم عليها الادارات المحلية الثورية , والتى تحاول عناصر" الجيش الحر" المدعوم امريكيا وخليجيا السيطرة عليها من خلال الدعم المادى واللوجستى لاستخدامها فى حسابات الصراع مع نظام بشار لحين حسم الصراع لصالح اجزاء من النظام خارجة على بشار والتيارات اللبرالية والرجعية الدينية المرتبطين بالخارج
ان هذا التوازن العسكرى بين القوى الثلاثة على الارض يجعل من الصعوبة بمكان احراز اى من الاطراف انتصار عسكرى , وحسم الصراع لصالحة فى المدى القريب , مما يفتح الطريق امام الطرفان الاول والثانى على حساب الثورة ـ عدوهم الاول ـ لتحقيق تسوية سياسية تخرجهم من المازق الراهن ترضى فى المقام الاول امريكا وحلفائها وروسيا فى اطار مخطط اعادة رسم خريطة المنطقة لصالح الاستراتيجية الاستعمارية فى الهيمنة عليها , بعد فشل امريكا فى استخدام الحرب الاستعمارية على العراق فى هذا الاتجاه . وخاصة بعد انفجار الثورة المصرية الشعبية واستمرارها والثورات العربية بما تمثلة من تهديد قوى للوجود الاستعمارى فى المنطقة برمتها . وهى تمثل حال انتصارها النهائى تهديدا غير مسبوق للوجود الاستعمارى الصهيونى على ارض فلسطين , وللمصالح الاستعمارية من ممرات وبترول وموقع وسوق .
ويبقى الرهان الحقيقى على الثورة الشعبية السورية , وتطوير امكانياتها السياسية والتنظيمية والعسكرية وتطوير اوضاع ادارتها الثورية فى المناطق المحررة على طريق سلطة الديموقراطية الشعبية حال انتصار الثورة النهائى
من الواضح ان هناك تشابه كبير بين الثورتين المصرية والسورية من زاوية الاسباب والاهداف وان تباينت فى المسارات واشكال الصراع . وذالك يعود للتشابة فى البنية الاقتصادية والاجتماعية والاستبداد السياسى للنظام الحاكم فى البلدين , والتباين الاساسى فى مستوى التطور الاقتصادى والاجتماعى , وانعكاس ذلك على مدى تبلور واندماج الطبقات والفئات الاجتماعية , ومدى حضور وتاثير النزعات الطائفية والمذهبية والاقليات القومية
كالعلوية والسنية والدروز والمسيحية والاكراد فى المجتمع السورى ـ وهوغير موجود فى المجتمع المصرى ـ وهوما تعمل القوى المعادية للثورة سواء داخل النظام او خارجة على توظيف هذة الميول المتخلفة لصالحها مهما كان تاثيرها الضار على المجتمع وتفتيتة الى دويلات لتلتفى فى النهاية المصالح الانانية الضيقة للنظام الحاكم وقوى الثورة المضادة برغم الصراع بينهما على السلطة مع المصالح الاستعمارية لامريكا واسرائيل التى تسهل لهم الدويلات المفتتة اكثر عملية الهيمنة على المنطقة بكاملها . وبذلك تتعاظم المخاطر والصعوبات امام الثورة السورية للدفاع عن حقها فى الاستمرار , ومقاومة اعدائها التاريخيين , امريكا و"اسرائيل" , والرجعية العربية وفى مقدمتها السعودية وقطر ونظام جماعة الاخوان المسلمين فى مصر . وكذلك النضال من اجل اسقاط النظام السورى الاجرامى والدموى , وكل قوى الثورة المضادة المحلية التى ركبت على الثورة الشعبية لتسبقها فى الاستيلاء على السلطة للمحافظة على النظام القديم كما فعل الاخوان فى مصر وان اختلفت الظروف , وتبقى قضية السلطة الثورية الديمقراطية الشعبية هى القضية المركزية للثورة السورية والثورة المصرية والثورات العربية فى هذة اللحظة من لحظات التطور التاريخى فى المنطقة العربية والعالم .
كما ان الوقوف الثورى ضد العدوان الهمجى "الاسرائيلى"على منطقة جمرايا واجب ثورى على الشعوب والثورات العربية . وفضح وادانة الانظمة العربية العميلة , وكل القوى والشخصيات العربية اسما التى راْت ان العدوان الصهيونى جاء دعما للثورة السورية إإ والحقيقة هو خيانة لمصالح الشعب السورى والشعوب العربية .
والواقع ان مثل هذا العدوان المتكرر لن يكون الا تدميرا للامكانيات الاقتصادية للشعب السورى , واضعاف النظام القادم ايا كان طبيعتة ,فيسهل اخضاعة وادخالة بيت الطاعة الامريكى الصهيونى .
ومن الضرورى ان نؤكد بهذا الخصوص ان القضية الوطنية فى سوريا ومصر, والاستقلال الوطنى عن التبعية الاستعمارية , واولى مهامها الغاء اتفاقية كامب ديفيد , وتحرير الجولان السورى من قبضة المحتل الغاصب "الاسرائيلى" ترتبط اشد مايكون الارتباط بالقضية الفلسطينية , قضية تحرير كامل التراب الفلسطينى من الاستعمار العنصرى الصهيونى عن طريق استراتيجية حرب التحرير الشعبية الملقاة على عاتق الشعوب العربية وفى مقدمتها الشعب المصري والسورى والفلسطينى فى سياق الثورة الشعبية العربية الراهنة .
المجد والانتصارلثورة الشعب السورى العظيم . . والمجد والفخار لشهداء الثورة السورية



#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة 15 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسى بين الوهم والحقيقة
- الجيش والطبقة العاملة والثورة ..فى الاول من مايو 2013
- السيسى يكذب تحت القسم مثلة مثل مرسى
- جمعة 8 ابريل 2011 ومذبحة العسكر الاولى
- الاولترس بين الرياضة والثورة الرياضة فى المجتمع الراسمالى
- هل الثورة الشعبية المصرية فى ازمة؟
- دروس مستفاده من 25 فبراير/2011
- جمعة الغضب فى 28 فبراير و العنف الثورى
- جمعة الغضب فى 28فبراير والعنف الثورى
- مغزى صمت وخروج التيار الدينى الرجعى فى جمعة 14/2
- الصراع بين التيار الدينى والمدنى وخطأ المفاهيم
- تحذير واجب : من عوده العسكر للحكم
- الثوره الآن بين سلطة الإخوان والدولة والإصلاحيين
- الاشتراكيون المصريون
- الثوره والصراع الطبقى العالمى
- لا لدستور الثوره المضاده
- الثوره ، العسكر والأخوان الآن والى اين؟
- مقتله الجنود المصريين وأتفاقيه كامب ديفيد
- رئيس الوزراء الجديد مباركى أخوانى / وصفعه على وجه - الانتهاز ...
- مغزى زياره كلينتون الأخيره لمصر


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - العدوان الاسرائيلى والثورة السورية