أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لميس كاظم - قلم انيس منصور في مقاله المفخخ















المزيد.....

قلم انيس منصور في مقاله المفخخ


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 08:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



القلم هو السلاح الفكري الأشد خطرا حاليا في المنطقة العربية لانه قادر وبسهولة على اختراق وتدمير العقل العربي وتطويعه لفكرة الكاتب مستخدما كل اشكال المكر والخدع والخبرة الأعلامية والكفائة الفكرية لتوظيف كل تلك الأدوات في خدمة افكاره بطريقة سلسلة وبسيطة يفهما المثقف والبسيط كل حسب وعيه وبالوقت نفسه تمرر مابين السطور افكار اساسية اخرى للكاتب مدعمة بالأدلة والبراهين.

من الغريب والعجيب ان عشية سقوط الصنم وجهت الصقور الأعلامية العربية اقلامها ضد التجربة الأنتخابية، محاولون ايقاف عجلة الديمقراطية في العراق بأي ثمن حتى وان اضطرو الى اخراج كل اسلحتهم علنا وسرا لقتل الوليد الديمقراطي في العراق.

ان الحرب الأعلامية ضد العراق الديمقراطي لم تهدء بل خفت ناريتها المباشرة، لكنها ازدادت سخونتها واخذت تطبخ على نار هادئة وتقدم على طبق انيق وجميل لتستفاد من جمالية المنطق واناقة الحدث وعدائية المشهد، انها حرب الضواري الغير مباشرة احيانا، لان منطق المشهد العراقي اكتسب اكثر واقعية والحياة اثبتت مصداقية اكثر للتوجه الديمقراطي، لذلك عرج الأعلاميون العرب الى المقالات التي لاتدخل في صميم التشكيك والأتهام المباشر وانما تدعو القارئ الى الأستنتاج بان العراق يمر قي نفق مظلم محترق وقوده هي روؤس العراقيين الأبرياء التي تقطع يوميا، لكنهم يتجنبون الخوض في القوة التي تقطع الرؤوس.
اهم رواد الحملة الصليبية الأعلامية واخطرهم هم الكتاب المصريين. لانهم يمتلكون خبرة عالية في استمالة العقل ومناجاة الضمير ، وهم يمتلكون قلم يبدو للبعض مسالم وبريئ لكنه يعزر سهامه في قلب العراق بشفافية متقنة.

فقد كتب يوم السبت الكاتب والأعلامي المصري المعروف انيس منصور في جريدة الشرق الأوسط مقالا بعنوان *قابلني بعيدا عن العراق*
عنوان المقال بحد ذاته يوحي للهجوم المعتدل ، فهو لايريد ان يلتقي بأصدقائه الأن في العراق الديمقراطي، بعد ان كان العراق الملاذ الأمن لهم جميعا في عهد الصنم هبل.
المقالة تحمل الخطاب الشفاف الذي يخترق العقل العربي بتقنية صحفية عالية الفبركة ويوصل الفكرة التي تعمق القلق من التجربة العراقية حاليا وفي المستقبل.
يبدء مقالته بعدم تأكده من مقولة الأمام علي،( بين القوسين هي نصوص من مقالته) فقد كتب (يقال إن علي بن أبي طالب هو الذي قال: لو كان الفقر رجلا لقتلته) كمحاولة لرمي المقولة على القائل وتبني الفكرة في المقالة.

. لكن بودي ان اسأل الكاتب ما الذي يقلقله في العراق الجديد؟ لأنه يذكر (واليوم اتخذ العراق شكلا استفزازيا ) ولم هو الأن مشتأئم من المستقبل في العراق بحيث يرى ان الوضع اكثر استفزازيا؟ اذا كان القتل والأرهاب والخطف والنهب فهو ليس من صنع العراقيون وانما اقحم في المشهد العراقي والأعلام العربي يغذي له بقوة. احب ان اطمئن الكاتب ان غدا سيكون اكثر وضوحا من الأمس، لان الذي تحقق في العراق خلال السنتين الأخرتيين، هو الذي ارعبه وارعب الكثير، واوكد له، ان عصر الصنم، الذي اعتاد على قطع الرؤس قد انتهى وحل محله عصر قطع البطاقات الأنتخابية التي تحجز للعراقين مستقبل امن وتحفض كرامتهم وحقهم في المواطنة وتحارب هدر الملايين من الدولارات على مأجوري الأقلام الصفراء، تلك الأموال ستوظف للأقلام العراقية البيضاء التي توثق بأمانة التجربة الديمقراطية وهذا مايثير حفيضة كل من كان يرى الصنم بشكل انسان.

ان الكاتب يقلقل الأن على ثروة اهل العرق من النضوب ؟ ولماذا لا يقلق على ثروة مصر من النضوب؟ اني استغرب من الكاتب لماذا لم يقلق على ثروة العراق في زمن الصنم من النضوب، تلك الثروة التى لم يتنعم بها اهل العراق بل كانت تهدر على الحروب والسجون وشراء الأسلحة وشراء الذمم الأعلامية العربية التي تذبح الشعب العراقي بقلمها الكاذب.
اننا نقدر خوفه على ثروة العراق، لكنها الأن سلمت لايادي امينة، وهم اهلها الحقيقيين ولكي اطمئنه اكثر، ان اهل العراق اعدل بتوزيع بثروتهم على ابناء شعبهم وان لم يعدلوا فسيحاسبهم القانون والورقة الأنتخابية التي ستقصيهم من كراسيهم التي لم تعد ملك لطاغية او لصنم.
يدخل الكاتب استفساراته من خلال اصدقاء عراقيين ويقول:
( سألت الأصدقاء الأدباء العراقيين في القاهرة قالوا: سوف تطير كل هذه الرؤوس كما طارت رؤوس كل الذين قبل صدام حسين، وكما طارت رؤوس كل الخلفاء العباسيين! قالوا وهم الأكثر دراية وعلما ويقينا) .
اننا قد كسرنا اصنام هبل واللأت والعزة في العراق ولا يوجد عندنا اصنام اكثر لكي تطير رؤسها لكن لاتزال هناك اصنام كبيرة وكثيرة في المنطقة العربية، وخوفي ان ان رياحنا ستصل اليهم وستقلعهم. تلك الأصنام التي تربعت على العروش العربية لعقود طويلة وعندها سوف لن تجد من تخافوا عليه وتجف دموعكم واقلامكم. ان ديمقراطية العراق اثارت غضب كل الأصنام وعُبادها ومنتفعيهافي المنطقة العربية.

انه ادخل الحوار الغير مباشر في مقالته بذكاء وبدون توثيق لكي يحاول ان يبعد نفسه عن مسولية الفكرة، وفي نفس الوقت يوظف كل كفائته في تحرير الفكرة نفسها بقوة واثبات حقيقتها التي تمثل وجهة نظره لكن بمنطق أدباء العراق، وهو لم يجرء على ذكر اسمائهم لاننا نعرف انه يتحدث عن ادباء الصنم، والفكرة تمتلك الثبات المنطقي الرصين على اعتبار ان اهل مكة ادرى بشعابها.

هذا الأستخدام الموفق لفكرة قطع الرؤوس وترويج لثقافة الرعب هي احد الأسلحة الأعلامية الفتاكة التي تساهم في عدم تثبيت فكرة بناء مجتمعات ديمقراطية وتجذب القارئ لتشويش فكري واضح ازاء نجاح الديمقراطية واستقرارها في العراق، وهو الخطاب الأكثر رواجا في الأعلام العربي والذي يقع ضحيته القارئ والمشاهد العربي.

انه يعتقد ان رؤوس سوف تقطع ، وهو يحاول ان يرسيخ لنهج الأعلام الداعم للأرهاب ولقطع الرؤوس لكن بلغة اهل العراق اي وفق مبدء من فمك ادينك. بالوقت الذي يسير العراق بأتجاة سلمي ودستوري بعيد عن القتل. لذلك اني اطلب من الكاتب ان يدخل الراي الثاني للأدباء العراقيين وحبذا لو ان مشاعرنا الداعية لعراق امن وسلمي تدخل ضمن حكاياته، نحن الذين نرى ان العراق سيبني بدولة القانون وموسساته الدستورية وافضل دليل على ذلك ان الحكومة لم تقطع رأس الصنم الذي يقبع حاليا في سجن خمس نجوم متوفرة له افضل الخدمات وينتظر المحاكمة القانونية لجرائمه، لكن الكاتب لاياخذ هذا الجانب في حساباته وهنا يكمن انحازه الصحفي، لانه اعتاد على الكتابة بلقم اسود فقط؟

وهو يبقى في نفس الفكرة القلقة من مستقبلها بقوله ( يعني سوف يظهر في العراق مليون علي بن أبي طالب وقد رفع هذه الحكمة القديمة: لو كان الفقر رجلا لقتلته، ولكن ملايين العراقيين من حقهم أن يعيشوا ولكن في ظل الفقر وذل القهر لا دائم إلا وجه الله، وعلى العراق رحمة الله وبركاته) . اننا سنفتخر ياسيد انيس لو يظهر مليون رجل مثل عدالة الأمام على بن ابي طالب لانه لم يضع حق امته ووزع ثروتها بعدالة اجتماعية افضل من كل الحكام الذين جاؤا من بعده ولهذا قتل.

تصور استاذ انيس اني لم ارسل، الى اهلي في بغداد، اي مساعدة مادية منذ اكثر من سنة ونصف لان كلما اتصل واتحدث معهم عن وضعهم الأقتصادي يأكدون انهم بخير وغير محتاجين وهم ليس جياع كما كانوا في زمن الصنم هبل، إذ ان دخل الفرد العراقي يترواح الان بين 150ـ 300 دولار ماعدا البطاقة التمونية، بالوقت الذي كان دخل الفرد في عهد الصنم يتراوح 4 دولارات ، فتصور الفرق. وان الحكومة وفرت اكثر من مليون فرصة عمل لذلك لن يكون في المستقبل اطفال جائعين يتباكى عليها الأعلام العربي.

اننا سنعيش بكرامة وعزة لم يتمتع بها المواطن العراقي من قبل، لقد اسقطنا الولاءات بين الحاكم والمواطن، واسالك هل تجرء ان تسقط ولاءك ؟ اني لم افهم قصدك عن اي قهر وذل تتحدث ، اتحسب ان الأنتخابات واقرار دستور دائم وانتخاب رئيس كردي و وتمثيل المراة العراقية بنسبة 30%في الحكومة والبرلمان، هو نوع من انواع القهر. هل تجرء استاذ انيس على المطالبة بدستور دائم في مصر؟ وانتخاب حر لرئيس الجمهورية بدون شروط.؟
اننا قد بدئنا عهد جديد اسمة عراق التأخي والسلام وانت سيد العارفين ان بغداد مدينة السلام فهي زاوجت بين الكردي والعربي وانتخبت عراق من طراز جديد. لذلك لاتخف على العراق واهله بل الأفضل ان تخاف على اهلك وبلدك.

ختاما اننا امام مبدعين اعلامين في غاية الكفائة والذكاء لتمرير افكارهم التي تعمق فكرة الأعلام المنحاز لعهد الصنم وترويج لاعلام الذبح. ان تلك الكفاءات المتخصصة تمتلك الدراية الصحفية والموهبة الموظفة بأتجاه تخدم قلمها وليس القيم النبيلة.

وبودي ان اسأل الكاتب سوال، ماهو ثمن الحرية عندكم في مصر ؟ الأيحق لشعب مصر التمتع بها؟ ام انك متخصص في الشأن العراقي الداعم للصنم ؟ لقد ولى زمن الأصنام وسيحل محله زمن الأنتخابات!

وسوف نتقابل كما تقول في اللهجة المصرية، بعد سنين وستشاهد عراق جديد لكن خوفي عليك انك لن تجد من تخاف عليه.
اتمنى لك وللاخرين صفاء النية والقلم

lamiskadhum@hotmail:com




#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اندماج ثقافة الجبل والهور في دستور العراق
- الصمت لايتعب قلم المثقف العربي
- مهام رئيس البرلمان العراقي
- المحاصصة الطائفية السياسية تتناقض مع مهام الحكومية المهنية
- السلم المدني والأرهاب الاجتماعي
- هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر
- عيد نوروز ...عزف السهل ورقص الجبل
- حماية الحرية الشخصية في الدستور العراقي
- مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي
- المعارضة السلمية تحت قبة البرلمان
- المرأة العراقية بين الدستور الديني والعلماني
- موقف الجامعة العربية من الزلزال الديمقراطي
- الجامعة العربية المفتوحة طريق نحو التكامل العلمي
- مباركة حسني مبارك
- ثقافة الدستور العراقي الجديد
- نتائج الإنتخابات بين الواقع والطموح
- فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لميس كاظم - قلم انيس منصور في مقاله المفخخ