أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - الى السيد نوفل ابو رغيف المسؤول عن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة وانتظر الاجابة مع الاحترام / حماية وتعزيز الإبداع















المزيد.....

الى السيد نوفل ابو رغيف المسؤول عن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة وانتظر الاجابة مع الاحترام / حماية وتعزيز الإبداع


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 22:31
المحور: المجتمع المدني
    


الى السيد نوفل ابو رغيف المسؤول عن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة, وانتظر الاجابة منه شخصيا وتبرير هذا السلوك المشين الذي قام بها موظفوا الوزارة مع الاحترام
أنشر هنا الورقة التي اعددتها للمساهمة في الندوة التي ستعقد يوم 26-4 -2013 في وزارة الثقافة العراقية ضمن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة, وقد دعيت باسم وزارة الثقافة, وطالبوني باعداد ورقة واعددت هذه الورقة ولكنهم لم يرسلوا لي تذكرة السفر وكانت هناك مماطلة وتعامل لايرقى الى التعامل الحضاري حيث الدعوة لم تذيل باسم ولا برقم هاتف, ولم يجيبوا على رسائلنا بالشكل المطلوب وبعد مطالبتي باسم قيل لي ان من يراسلني سيدة تعمل في الوزارة اسمها "نعمت عبد الحسين" ولم تعطني تلفونها انما ارسلت لي تلفون شخص اسمه احمد لاعلاقة له بالامر وكم اتصلت وخسرت تلفونات على من أعرف انهم مدعوون او قريبون لأفهم لماذا التأخير بالتذكرة , ولكن دون جدوى , وأخشى انني وقعت ضحية نصب من قبل بعض العاملين بالوزارة. واتمنى ان ينتبهوا لما يحصل بحقنا .. من هنا أناشد الوزارة ان تجيب على رسالتي هذه وليتصلوا بي ولدي كل المراسلات التي دارت بيننا. ولا افهم ماهذا الاستهتار بالمثقف والتلاعب بمقدراته تحت ذرائع الروتين وسواه.. انهم موظفون فاسدون ويكذبون بدون اي وازع .. وهناك من عرف بدعوتي وتفاصيل الأمر.. أضع القضية أمام المثقفين ليعرفوا أننا حينما ننتقد وضعا فاسدا فلدينا ادلة ثبوتية ..

حماية وتعزيز الابداع

يقول الكاتب الانكليزي الكبير توماس دي كوينسي:
إن اكتشاف مشكلة جديدة, لايقل أهمية عن إكتشاف حلّ مشكلة قديمة..
من هنا سأنطلق بالحديث عن مشكلة حماية وتعزيز الإبداع كونها مشكلة قديمة جديدة, فهي قديمة بقدم الإبداع نفسه وجديدة في ظل مانراه من أساليب جديدة للإحتيال علينا في حمايته.
توطئة
ليس الإبداع سوى مظهر أول من مظاهر الحضارة البشرية, وبدون الإبداع ستبقى الأمة عاجزة عن تغيير نفسها وتبقى في حالة سكون، فالإبداع هو نقيض الركود, لقد إستطاع الإنسان معرفة جميع الحضارات السابقة لنا من خلال ما أبدعته تلك الحضارات من فنون وآداب ولولا ملحمة جلجامش الكبرى ومانقلته ألالواح من إبداع أهل سومر وبابل وأور وأكد وآشور والحضر وسواها لما عرفنا حضارتنا نحن أهل وادي الرافدين ولما شمخنا حين الحديث عن عراقة التواريخ حتى بات هذا ديدننا وجزءا لا يتجزأ من سايكولوجيتنا الى الآن رغم كل مامر بنا من مآسي وحروب وقهر وأنظمة استبداد, حتى لكأن نسغ الحضارة يسير بعروقنا ويمد اليد لننهض بعد كل كبوة, وهذه أكبر أهمية للابداع حيث هو يحمينا من الانهيار والسقوط وكي لا نكون حضارة سادت ثم بادت كما الشعوب التي لم تتعمق في إبداعها ولا تعرف عمق تاريخها الانساني.
إن الابداع أو الابتكار كفيل بتطور الشعوب ودفع عجلة الاقتصاد فيها, فاضافة إلى انه توثيق لتجاربها عبر التاريخ, هو حافز لتغيير حياتها نحو الأفضل وإيجاد وسائل رفاه وسعادة لا تتوقف عن الطموح والسير للمعالي طالما هناك عقول تفكر, من هنا جاء الاهتمام بالحوافز الفكرية والجوائز التي تمنح للمبدعين والمفكرين والمبتكرين لتشجيع الفكر الانساني على إعطاء المزيد مما يوفر للبشر حياة أفضل, فكل وسائل الاتصالات التي ننعم بها وكل سبل الفضاء التي طرقها الانسان وحصلنا على راحتها ومتعتها هي فضل الإبداع والإبتكار على البشرية. وما الخيال العلمي وأفلامه إلا إبداعاً فنياً وأدبياً يفتح الطريق للاختراعات العلمية الحديثة فكل إختراع علمي يبتديء فكرة كقصيدة الشعر أو الخاطرة أو الرواية أو القصة. وكم من روايات قرأناها سابقا من روايات الخيال باتت حقيقة, وكبساط الريح الذي أبدعه الأدب قبل أن توجد الطائرات إلا بداية الفكرة لإكتشاف الطائرة, وكل واحد منا لديه حتما أمثلة على ذلك.
نبذة عن تاريخ حقوق الملكية الفكرية:
يرجع تاريخ حقوق الملكية الفكرية إلى سنة 1873 م, وبالتحديد في المعرض الدولي للاختراعات بفيينا عندما امتنع عدد كبير من المخترعين الأجانب عن المشاركة, وكان صدمة للقائمين على المعرض. وسبب إمتناع المخترعين عن عرض مالديهم هو خوفهم من أن تتعرض أفكارهم للنهب والاستغلال التجاري في بلدان أخرى.... لقد أظهرت هذه الحادثة الحاجة إلى توفير الحماية الدولية لبراءات الاختراع ( وللملكية الفكرية بوجه عام )، الأمر الذي كانت نتيجته انبثاق أول معاهدة دولية مهمة ترمي إلى منح مواطني بلد معين حق حماية أعمالهم الفكرية في بلدان أخرى.
منذ ذلك الخوف الصادم في فينا جاءت اتفاقية باريس عام 1883 بشأن حماية الملكية الصناعية, والتي تأتي على شكل براءات اختراع وعلامات تجارية ورسوم صناعية ثم تطورت الى اتفاقيات تحمي الإبداع الأدبي والفني كمصنفات, ومنذ 17 ديسمبر 1974، أقرت الأعضاء في الأمم المتحدة المنظمة العالمية للملكية الفكرية, وهي لحماية كافة الأمور الفكرية. ولولا الحماية الممنوحة بموجب حق المؤلف لما نشأت الصناعات الإعلامية المختلفة والتسجيل والتوزيع, وبرامج الحاسوب التي تحقق مليارات الدولارات, وتمتع الملايين من الأشخاص في جميع ربوع العالم, ولولا الحماية الدولية الوثيقة للعلامات التجارية وإنفاذ القوانين لمكافحة أعمال التقليد والقرصنة لما استأمن المستهلكون شراء المنتجات والخدمات.
نستطيع ان نربط هذا الذي جرى في ذلك العام بأيامنا الآن ومايجري في بلداننا العربية, نرى أن الرعب أكبر عند المخترع أو المبدع العربي إذ لا قوانين حقيقية تحمي إبداعه أو إختراعه وحقوقه الفكرية وإن وجدت لا تطبق وهي ليست فعالة لكثرة ماموجود من قضايا سياسية ساخنة تطغى فتضيع الحقوق الأخرى التي تحافظ على الحضارة من التخريب, خاصة في بلد كالعراق مر بحروب وطغاة شغلوا الشعب وجعلوا حقوق مبدعيه آخر مايفكرون به بل لم تكن تخطر على بالهم يوما .. وبتجربتي الشخصية - ولغيري من الزملاء - كم من مقالات سرقت واستبدلت الأسماء فقط, وحين نكتشفها لانجد طرقا لإرجاع حقوقنا ومعاقبة السارق..وأنا شخصيا نشرتُ مقالا حول الأسماء السارقة لمقالاتي في المواقع الالكترونية ومنها مجلة ايلاف المعروفة وذلك قبل أعوام ولكن لم أجد سندا لي للاعتداد بها والذهاب أكثر بعد أن مسح السارق مانشره باسمه من المواقع التي عرفتها ولكن مايدريني انها لم ينشرها في اماكن وصحف ورقية مثلا؟ وكم من أشعار سرقت منا وحين المواجهة يلوذ صاحبها بالصمت والتعكز على ترادف الخواطر مثلا.
أهمية الحقوق الفكرية
وبسبب أهمية الإبداع فقد وضعت الدول قوانين خاصة لحماية الحقوق الفكرية، وساهمت في العديد من الاتفاقيات الدولية التي توفر الحماية القانونية والقضائية لهذه الحقوق, وما (المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية ) التي تقوم بدور ريادي إلا نتيجة لاهتمام الدول بهذا الأمر, فقد أصبحت عضوية هذه المنظمة من البلدان كبيرة جدا حيث عقدت الاتفاقيات الدولية لهذا الغرض. فقد أدى التطور في ميدان حقوق الملكية الفكرية إلى تغير النظرة إلى حقوق المؤلف، إذ أصبحت حقوقاً تكتسب أهمية دولية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. بل لقد أصبحت هذه الحقوق الآن، أداة فعالة في التنمية الاقتصادية، وما ذلك إلا بسبب القيمة الاقتصادية الهامة للابتكارات والاختراعات والابداع يأتي ضمنها حتما.
بما انني درست القانون السوري والمأخوذ غالبا من القانون اللبناني المأخوذ بدوره من القانون الفرنسي, انقل لكم للفائدة ماجاء به وما درسته شخصيا.
" الملكية الادبية والفنية ذات وجهين: احدهما يتناول حقا معنويا أزليا ملازما لشخصية المؤلف أو الأديب أو الفنان ولورثته من بعده لا يمكن تنازلهم عنه أو التصرف به للغير. وهذا الحق يخولهم تقرير نشر إنتاجهم ومنع الغير من نسبته لنفسه أو تشويهه أو تحريفه بصورة تنال من هويته أو حيازته.
أما الوجه الآخر فيتناول حقه ماليا في استثمار المؤلف إنتاجه بنشره أو عرضه أو تمثيله مجانا أو مقابل عوائد مالية. وهذا الحق, أسوة بأي حق مالي آخر, قابل للتنازل والتصرف للغير سواء بصورة مطلقة أومكان معين أو فترة محدودة. ولكنه حق مؤقت لا يجاوز خمسين سنة من تاريخ وفاة المؤلف. إذ ان منح صاحبه وورثته من بعده حق إحتكار استثماره يؤدي إلى حجبه عن الجمهور أو زيادة نفقات اطلاعهم عليه, مما يتعارض مع مصلحة المجموعة البشرية في جني ثمار الثقافة والأدب والفن.
لقد وفـّق المشرع بين تلك المصلحة من جهة, والمصلحتين العامة والخاصة المتمثلتين في وجوب تشجيع الانتاج الفكري ومكافأة أصحابه بمنحهم حقا حصريا في إستثمار إنتاجهم إستثمارا ماليا لمدة محدودة سواء أقاموا بذلك بأنفسهم أم تنازلوا للغير عن ذلك الحق مقابل عوائد نقدية.
لقد كرست هذه الحقوق باتفاقيات دولية لاسيما اتفاقية برن لعام 1886 المعدلة في روما عام 1928 وقد أحدثت اتحاداً بين الدول التي أقرتها وانضمت لها سوريا عام 1934 غير أنها انسحبت منها إبان الوحدة مع مصر التي لم تنضم الى الاتفاقية بغية الاستفادة من الانتاج الأدبي والفني للدول الأخرى دون دفع مايترتب على ذلك من عوائد. على أن التشريع الداخلي في سوريا يحمي حقوق التأليف ويعاقب على اغتصاب الملكية الأدبية والفنية وتقليد الانتاج الفكري أو نقله دون وجه حق وذلك في المادة 708 و715 قانون العقوبات. وعليه فانسحاب سوريا من اتفاقية برن دون إعادة الانضمام اليها قد حرم المؤلفين السوريين من الحماية المقررة لهم والتي يمليها احترام حقوق المؤلفين على إنتاجهم في حين بقيت هذه الحماية مقررة في سوريا للمؤلفين كافة, ولا أدري ان كان العراق موقعا على اتفاقيات دولية لحماية المؤلف العراقي عالميا. أما الدول الانكلوسكسونية فلقد عقدت بهذا الصدد اتفاقية مستقلة أبرمت في جنيف عام 1952
. وقد تشكل الملكية الأدبية والفنية العنصر الأساسي للمتجر كما هي حال دور النشر وتتناول كلا من الكتب والموسيقى والتصوير والفنون التشكيلية والتطبيقية. وقد تتزاحم الملكية الأدبية والفنية مع الملكية الصناعية في بعض الرسوم والنماذج الصناعية كما في الأزياء والصناعات الفنية التي تستفيد من الحماية المقررة لكلتا الزمرتين.
تتميز الملكية الأدبية والفنية بأنها لاتحتاج لأية معاملة أو تسجيل من أي نوع.
الدين وموقفه من حقوق الملكية
كون المجتمع العراقي كما هي أغلب المجتمعات العربية ذات طابع إسلامي تكثر فيه الإجتهادات المذهبية والدينية, أنقل هنا موقف علماء الفقه من هذا الأمر, فقد قال البعض إن هناك في الدين حماية للابتكارات المادية حيث تعامل معاملة المال المسروق التي توضع لها عقوبات وحدود, لكن الاختراعات الأخرى كالشعر والرواية وما الى ذلك ليست مادة تحرز كالمال والذهب وماشاكل, فهي لم تكن مشمولة بالحماية شرعاً وكما أشار لذلك الشيخ زكي بدوي كباحث في الفقه :
"إن الفقهاء لم يتعرضوا لهذا النوع من السرقة من قبل، ولم يخرجوا بتفسير آية السارق والسارقة أبعد من السرقات العينية، وأشار إلى نقطة مهمة وهي أن المال الفكري لا يحفظ بصندوق أو بنك، وسارقه سارق علانية لا سارق سر، ويرى وضع عقوبة تعزيرية على مرتكبها، كما أن العلماء كانوا يقتبسون من كتابات غيرهم دون ذكر المصدر، إذ كانوا يرون العلم أمراً مشاعاً, حتى كانوا يفتون بعدم دفع أجر لمعلم القرآن مثلاً. كل هذا لأن الظروف الاجتماعية في الماضي كانت لا تمنح الأديب ولا المفكر ثمناً في مقابل إنتاجه. وكان المؤلف يقوم بمنح أفكاره ومعرفته تقرباً من الاله, أما اليوم فالمقالات الأدبية والفكرية لها ثمنها، فهي إذن مادة ينبغي حمايتها من جانب الشريعة، وكما قال الشيخ بدوي: « إن الفقهاء لم يتعرضوا لهذه المشكلة، إذ كان اهتمامهم منصباً على السرقات العينية، والتي جاء حكمها في آية "والسارق والسارقة.. الخ الآية". أما السرقات الأدبية فلا ينطبق عليها تعريف السرقة الفقهي، وأنا أرى أن مرتكبها قد تلبس بجريمة ينبغي أن يعاقب عليها عقوبة تعزيرية، أي غير محددة، يقررها الحاكم ردعاً لعامة الناس من ارتكابها » مابين القوسين هو كلام الشيخ بدوي
أما أنا فأتفق مع هذا الطرح وكدارسة للحقوق والشريعة, أقول: لابد للشرع من الإفتاء بعقوبات على سارق حق فكري, فيكفينا أن نعرّف السرقة بأنها أخذ أو حيازة ماليس من حق السارق, ومن هنا نستطيع القياس على السرقات الأخرى لإحقاق عقوبات خاصة للسرقات الفكرية, وهذا ليس شأن المشرع القانوني فقط, انما شأن الفقهاء ورجال الدين القادرين على التأثير على عقول الشباب بأمور كثيرة, حيث لابد من إعتبار الأمانة الفكرية واجباً وانتهاكها شيئا إدّا مرفوضاً, ولابد من التثقيف بالحقوق الفكرية التي تحمي الحضارة الانسانية من الاهتزاز بسبب الخوف من السرقة, وهذا موقف أرفعه للمهتمين من علماء الدين الذين أفترض بهم الحرص على تطور المجتمع العراقي وصيانة حقوق افراده ولما لهم من تأثير في المجتمع العراقي اليوم.
أخيرا وكتجربة شخصية أقول:
ان كل قانون وكل مادة توضع وتكتب, ستبقى مجرد حبر على ورق إن لم تطبق, وكما رأيت أن القوانين الفكرية الخاصة بحقوق المؤلف لم تفعل في غالبية الدول العربية رغم إقرارها قانونا, وكشاعرة طبعت ثلاث دواوين في العالم العربي اثنان في سوريا وواحد في العراق وقد دفعت لهم المال قبل الطبع, ولم أحصل على أي حق لي ولم أكتب حتى عقداً في ذلك ليحمي حقوقي, فدول النشر العربية لا تحكم نفسها بعقد كي تستطيع إستغلال المؤلف, وهي تأخذ من المؤلف ثمن الكتب لتبيعها أيضا وتحصل على ثمنها مرة أخرى, ولاندري كم كتاب باعت أو طبعت بشكل دقيق, وبما أن المؤلف لا أوراق ثبوتية لحقه يضطر بذلك الى عدم المطالبة بحقوقه إذ لا عقد إثبات يحمي به تلك الحقوق عندها يكون النشر أشبه بعقد إذعان يستعبد به المؤلف التواق الى نشر أفكاره ونتاجاته الأدبية والفكرية وإخراجها للناس.
في حين أنني طبعت ديوانا في هولندا باللغتين العربية والهولندية وأول شيء هو ان دار النشر سلمتني عقداً مكتوباً عليه كل حقوقي وحقوق الناشر ولي الحرية في أن أوقع عليه أو أعترض, ولن أدفع لهم فلساً واحدا إنما كان لي حق بنسبة عشرة بالمائة من بيع الكتب, وبالفعل كانت دار النشر حينما تبيع من كتبي يتم تحويل المبلغ مهما كان صغيراً لحسابي حتى عجبت انهم حولوا لي مرة تسعة خولدن وهي عملة هولندا قبل اليورو وكانت بمايقارب عشرة دولارات. فأين ذلك من دور النشر العربية التي ندفع لهم مبلغا قبل النشر ثم لم نستلم غير العناء ونسخ قليلة من الكتاب الذي دفعنا ثمن نسخه كلها مسبقا؟
*اذن إلزام دور النشر قانونا بكتابة عقد مع المؤلف أمر هام جدا لحماية الإبداع وتعزيزه, وهذا يقاس على كل إبداع فنياً كان أم أدبياً أم علمياً.
*الأمر الثاني وهو الاهتمام بهذه الحقوق في المناهج الدراسية, ليكون للإبداع قيمة كبرى في حياة الناس, فالثقافة قادرة على تعزيز قيم الأخلاق القويمة التي تشكل حمايةً وحصانة ً من الفساد وضياع الحقوق, ومن الواجب جعل السرقة الأدبية أو الفكرية عامة, جريمة يحتقر فاعلها, ويتربى التلاميذ على إستهجانها والإبتعاد عنها لتتوقف الناس عنها, وأذكر هنا ماقاله طرفة بن العبد وترسخ في ذهني أبدا وهو :
ولا أغير على الأشعار أسرقها ,,,عنها غنيتُ وشر الناس من سرقا
وأن أحــــــــــسنَ بيت أنت قائله ,,, بيتٌ يقال إذا أنشدته صدقـــــا
فمهما كانت القوانين حصينة على الاختراق فالشر قادر على إيجاد ثغرات تسحب البساط من تحت القانون لتخرب كل شيء, إذن الأخلاق هي جدار أخير يستند عليه المؤلف كرادع لحماية نتاجه الصعب على الحماية إذا تغلب الفساد في مجتمع ما وكما قال الشاعر احمد شوقي:
انما الأمم الأخلاق مابقيت .. فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
الخص هنا بنقاط هامة مايجب مراعاته :
1- على المشرع العراقي أن يوفر حماية قانونية واضحة للمبدعين وذلك بوضع عقوبات رادعة لمنتهكي تلك الحقوق وإلزام المتعاقدين بمادة فكرية بعقد قانوني له كل ماللعقود المدنية الأخرى المبرمة بين طرفين مدنيين إسوة بالحقوق المدنية المالية.
2- تشكيل هيئة خاصة بوزارة الثقافة لرصد السرقات الأدبية وتلقي شكاوى المبدعين في كل أجناس الإبداع, وهي تدرسه لتقيم الأمر إن كان يستحق أن يحتكم به الى القانون ولتكن شاهدا ملكاً على الأمر.
3- أن يدخل العراق ضمن الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق إبداع أبنائه, خصوصا فالابداع يشمل كل إبتكار بما فيها الابتكارات والاختراعات العلمية والصناعية.
4- أن تدخل عملية حماية الحقوق الفكرية ضمن المناهج الدراسية ويتم التوعية بها واحترامها لأن هناك الكثير ممن يتصرفون عن جهل باعتبار هذه الحقوق مشاعة للجميع.
5- أن تساهم الهيئات الدينية بالتوعية لهذا الأمر لتأثيرها الكبير على عقول الناس.
انـــــــتــــــــهــــــــــت
المصادر التي استأنست بها في هذه المساهمة :
1-الحقوق التجارية, الدكتور جاك يوسف الحكيم
2- موسوعة اليوكيبديا الحرة الالكترونية
3- موقع المنظمة العالمية للملكية الفكرية



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشقة بلا وطن/26
- عاشقة بلا وطن/25
- عاشقة بلا وطن /24
- أدراج زقورتي
- أين سيكون قبري؟
- عاشقة بلا وطن/23
- قاتلنا سينتصر!
- لا علاقة للحق إلا بالحق
- عاشقة بلا وطن/22
- حينما يُقتل التمرد يموت التغيير
- كل شيء جائز في عالمنا -الأمريكي- الجديد
- عاشقة بلا وطن21
- الفنان سلام جعاز.. كلُ لونٍ فريد.
- عاشقة بلا وطن20
- عاشقة بلا وطن/19
- عاشقة بلا وطن/18
- عاشقة بلا وطن/17
- صراخ الجثث في -مشرحة بغداد- لبرهان شاوي
- عاشقة بلا وطن/ 16
- عاشقة بلا وطن/ 15


المزيد.....




- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن المجاعة في شمال غزة “وشيكة ...
- غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في غزة ...
- نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى
- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - الى السيد نوفل ابو رغيف المسؤول عن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة وانتظر الاجابة مع الاحترام / حماية وتعزيز الإبداع