أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - من المشهد العراقي ... جدولة بناء القوة















المزيد.....

من المشهد العراقي ... جدولة بناء القوة


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 1166 - 2005 / 4 / 13 - 06:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخلاف بين القوى السياسية العراقية المساهمة في العملية السياسية الجارية في العراق والقوى السياسية المعارضة لهذه العملية ليس حول انسحاب القوات الأجنبية من العراق( فالكل متفق حول حتمية هذا الأنسحاب) بل حول : متى وكيف تنسحب هذه القوات من العراق؟.
(الأولى) تعمل على انسحاب القوات الأجنبية من العراق وفق خطة اوضحها المرشح لمنصب رئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري ومفادها : جدولة بناء القوات المسلحة العراقية وقوات الأمن، مما يؤدي الى جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق، اما الثانية ( المعارضة) فتعمل تحت شعار تكرره بأستمرار هيئة علماء المسلمين السنة وهو: انسحاب القوات الأجنبية فورا او جدولة الأنسحاب( كأضعف الأيمان) على حد تعبير الشيخ حارث الضاري رئيس الهيئة.
فأي الموقفين يستجيب لحاجات الوطن المختلفة ويراعيها؟

بالرغم من أن استقرار الأمن هو المطلب الأساسي لأبناء العراق ويفوق باهميته بالنسبة للمواطنين اي شيء آخر، لأن اي شيء آخر كتقديم الخدمات ومكافحة البطالة ورفع المستوى المعيشي لايمكن انجازه بنجاح بدون تحقيق حالة استقرار امني معقولة، الا ان المعارضين للعملية السياسية الجارية في العراق يقولون ان انسحاب القوات الأجنبية من العراق هو في مقدمة الحاجات الوطنية التي تشغل بال المواطن العراقي، ذلك لأن (الأحتلال) هو سبب كل بلاء في العراق وأن مجرد انسحابه سيؤدي الى استقرار الأوضاع ، ولذا فأن شعار المرحلة الحالية حسب وجهة نظرهم هو: جدولة الأنسحاب.
وأذا سلمنا جدلا بصحة هذا الأدعاء فأن طرح هذا الشعار على ارض التطبيق سيقود حتما الى جملة اسئلة حيوية منها :
اولا : من هي الجهة العراقية المخولة بتقديم طلب الى (قوات الأحتلال) يدعوها الى جدولة انسحابها من العراق ؟ وهل تدعي اي جهة عراقية امتلاكها مثل هذا الحق لوحدها بأعتبارها ممثلة لكل ابناء العراق؟ الجواب المنطقي يقول ان المسؤلية تقع على كاهل كل القوى السياسية العراقية، ولابد، والحال هكذا، من تشكيل هيئة وطنية تضم كل فعاليات الشعب العراقي للتصدي لهذا الموضوع الوطني ، وتبعا لذلك لابد من البحث عن آلية لتشكيل هذه الهيئة التي ستكون مخولة بمطالبة قوات الأحتلال بالأنسحاب من العراق.
اليس كذلك ياشيخ حارث الضاري؟
ثانيا: هل يمكن لقوات الأحتلال ان تنسحب من العراق بدون وجود ادارة حكومية عراقية تتخذ على عاتقها استلام شؤون البلد خلال وبعد انسحاب قوات الأحتلال؟ الجواب المنطقي يقول ايضا : لابد من تشكيل حكومة عراقية في ظل ألأحتلال لتتولى شؤون العراق خلال وبعد الأنسحاب.
فشعار جدولة الأنسحاب يستلزم اذا آليتين: الأولى تشكيل هيئة وطنية مخولة بمخاطبة قوات الأحتلال ودعوتها لللأنسحاب، والثانية تشكيل حكومة في ظل الأحتلال للأشراف على تنفيذ الأنسحاب ولأدارة شؤون البلد. وهذا مافعلته بالضبط اغلبية القوى السياسية العراقية وتعارضه هيئة علماء المسلمين السنة.
القوى الوطنية العراقية عملت على اجراء انتخابات وطنية وسن دستور للبلد لتشكيل حكومة ممثلة لشعب العراق ومخولة بالتعامل مع الوجود الأجنبي في العراق وهي بذلك تكون قد عملت على تنفيذ شعار (جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق).
اما مايسمى بالمقاومة ومعها هيئة علماء المسلمين فقد حاولت ،ولاتزال تحاول، عرقلة تنفيذ جدولة الأنسحاب، وصبت جام غضبها على كل من ساهم في تشكيل حكومة وطنية مخولة بالتعامل مع الوجود الأجنبي في العراق.
الولايات المتحدة وقرارات الأمم المتحدة يؤكدون على انسحاب القوات الأجنبية من العراق بعد استكمال تشكيل حكومة وطنية منتخبة ، وساهمت الأمم المتحدة في دفع العملية السياسية التي هي ضرورة لجدولة الأنسحاب، ومع هذا فأن المعارضين لهذه العملية السياسية يتشدقون برفع شعار (جدولة الأنسحاب) الذي يقومون بأنفسهم بعرقلة تنفيذه. وهذا يؤكد على أن المعارضين للعملية السياسية في العراق لهم اهداف اخرى غير (جدولة الأنسحاب) الذي هو بمثابة (قميص عثمان)، وهي اهداف تختلف من فصيل لآخر. فبقايا البعث هدفها العودة بالعراق الى عهد المقابر الجماعية ، وهيئة علماء المسلمين تختلط فيها عدة اهداف منها الحنين لسيطرة طائفة واحدة او حزب واحد على مقدرات العراق، وعرقلة حصول الأغلبية على حقوقها ، والتيار الصدري يرى في كل مايجري عرقلة لمشروعه الديني المتطرف الحالم بدولة تفوق دولة (ولاية الفقيه) قمعا وتطرفا. فهذه المجاميع التي ترفع (قميص عثمان) لاتسعى عمليا الى جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق بل تسعى الى نشر الفوضى في العراق لأن الفوضى قد تمنحها فرصة لتحقيق اهدافها( السرية) المتعارضة مع اهداف الشعب العراقي.
اما القوى السياسية العراقية المساهمة في العملية السياسية الجارية في العراق فهي تعمل ليل نهار على تهيئة الظروف التي تجعل المطالبة بجدولة الأنسحاب ممكنة وواقعية . وها هي العملية السياسية تقطع شوطا كبيرا ولم يتبق الا القليل للوصول الى تشكيل حكومة دائمية منتخبة تعمل تحت ظلال دستور ديمقراطي ومؤهلة لمخاطبة القوات الأجنبية ومطالبتها بالانسحاب من العراق.
واذا كان الجدول الزمني لأكمال العملية السياسية في العراق قد سار بنجاح لحد الأن رغم كل محاولات العرقلة والترهيب ، فأن جدولة بناء قوة عراقية، عسكرية وامنية، قادرة على ادخال الطمأنينة في نفوس العراقيين تبقى مهمة المهمات ،لأن انجازها سيمكن ممثلي الشعب العراقي من المطالبة بجدولة الأنسحاب . وهذا ما أكد علية المرشح لرئاسة الوزارة المؤقتة الدكتور ابراهيم الجعفري.
ان استكمال العملية السياسية واستكمال بناء القوة العراقية هما الشرطان اللازمان لجدولة الأنسحاب وبدونهما لايمكن الحديث عن امكانية هذه الجدولة .وهذا يعني ان من يعرقل انجاز هذين الشرطين انما يسعى الى عرقلة انسحاب القوات الأجنبية من العراق.هذه هي الحقيقة التي تعجز عن اخفائها كل اساليب الخداع والمراوغة والتضليل.
أن من لديه اهداف اخرى (غير جدولة الأنسحاب) فليستجمع شجاعته ويعلن مايخفيه بكل صراحة ليستمع الى رد الشعب العراقي، وليكف عن الخداع والتشدق بشعار( جدولة الأنسحاب) لأن لهذا الشعار اصحابه الحقيقيون وهم ابناء الشعب العراقي وممثلوهم المنتخبون الذين يسعون الى تنفيذه بكل صدق وجدية.



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس للعراق مشكلة مع الحكومة الأردنية
- المزايدات السياسية سلاح المفلسين
- البعث يواجه الأمتحان الوطني ثانية
- محمد والناصرية
- تشويه سمعة العراق
- المهرهو ثمن استعباد المرأة العراقية
- البعث... مصالحة ام أجتثاث
- الأصرار
- مباديءالبعث بين النظرية والتطبيق
- مليون توقيع ... مليون خيبة
- شركاء في الجريمة
- عراق مابعد الأنتخابات
- المرأة بين الظلم والشعور بالظلم
- رمّانتان... بيد الدكتور الباجه جي
- انّي ادّعي
- ليست دعاية انتخابية ... شيعة ونساء العراق انتخبوا العلمانيين
- الديمقراطية الأرهابية
- العام الجديد وصراع الأمل في العراق
- بصراحة ابو كاطع
- بين المنع والأمتناع


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - من المشهد العراقي ... جدولة بناء القوة