أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - تشويه سمعة العراق















المزيد.....

تشويه سمعة العراق


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت (ايلاف) يوم السابع من اذار الجاري تقريرا جاء فيه:
( كشفت مصادر صحفية فلسطينية عن أن هناك توجها من العراق للأعتراف بأسرائيل بعد تشكيل الحكومة وأقامة ممثليات وتبادل السفراء بين البلدين . وحسب تلك المصادر فأن رئيس الوزراء الأسرائيلي آراييل شارون تلقى رسالة من القائدين الكرديين جلال الطالباني ومسعود البرزاني تضمنت سعي الأكراد لأقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل...
وذكرت صحيفة (المنار) الصادرة في القدس ان هذه الرسالة تأتي بعد جولات من المباحثات والتفاوض جرت في اربيل بين القادة الأكراد وبين قادة بارزين من الأحزاب التي فازت بمقاعد في الأنتخابات الأخيرة التي جرت في العراق .... ويذكر أن هناك اكثر من ثلاثين عنصرا كرديا يتدربون حاليا في معسكرات اسرائيلية سيعودون الى شمال العراق كغيرهم بعد انتهاء تدريباتهم حيث قامت اسرائيل بتدريب اكثر من خمسمائة عنصر اضافة الى انتقال اسرائيلين الى المنطقة الكردية لتدريب عناصر كردية في معسكرات خاصة اقيمت خصيصا لذلك..)
ونلاحظ ان التقرير اورد خبرين (جديدين) الأول تلقي شارون رسالة من القيادات الكردية تؤكد عزمها على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل، والثاني مناقشة ( وربما اقرار) موضوع العلاقة مع اسرائيل اثناء المباحثات التي اجراها الدكتور اياد علاوي والدكتور ابراهيم الجعفري مع القيادات الكردية خلال زيارتهم للمنطقة الكردية( التقرير لم يسمي الدكتورين علاوي والجعفري ولكن من الواضح انهما المعنيان بذلك) ، كما (دس) التقرير خبرين قديمين بصيغة (ويذكر) وهما خبر قيام اسرائيل بتدريب المئات من الأكراد في داخل اسرائيل وخبر فتح معسكرات خاصة في كردستان العراق لتدريب الأكراد على أيدي الأسرائيلين.
فأذا صدقنا أن (المصادر الصحفية الفلسطينية) قادرة على اقتناص الأخبار من الدائرة الشارونية بحكم احتكاكها بالاوساط الأسرائيلية فاننا لابد ان نشكك بامكانية اقتناصها للأخبار من دائرة الأجتماعات السرية التي عقدت في اربيل بين اطراف عراقية خصوصا وان ماذكرته (المصادر الصحفية الفلسطينية) لم يؤكد من اي مصدر اخر .
وبالرغم من انني لست ناطقا رسميا بأسم اي طرف سياسي عراقي الا انني استطيع ان اجزم بعدم صحة كل المعلومات التي تخص العراق والتي اوردها التقرير(الذي مصدره صحيفة المنار الفلسطينية) ، واستند في جزمي الى عدة اسباب هي:
اولا: انها ليست المرة الأولى التي تلفق فيها اشاعات عن تمدد اسرائيلي في العراق ،فمنذ اليوم الأول لازاحة النظام الصدامي انطلقت ابواق المتضررين من التغيير الذي حصل في العراق تنوح على (عروبة) العراق التي تيتمت بعد فقدان ( ولي امرها) صدام حسين،وتصور ان قادة الوضع الجديد لاهم لهم الا الهرولة لكسب ود اسرائيل، وتعودنا على سماع الأشاعات التي تشوه وجه العراق الجديد،فهم تارة يتحدثون عن قيام اسرائيلين بشراء (نصف اراضي العراق)، وتارة اخرى يشيعون ان المنطقة الكردية اصبحت ( مقاطعة اسرائيلية) تمرح وتسرح فيها اسرائيل .والكل يعلم أن القيادات الكردية والحكومة المؤقتة اصدرا اكثر من مرة نفيا رسميا لكل الأنباء التي تحدثت عن تواجد اسرائيلي في شمال العراق او قيامها بشراء اراضي او املاك في العراق ، وبات واضحا ان مثل هذه الأشاعات تستهدف تشويه سمعة الشعب العراقي، والأيحاء بأن العهد الجديد الذي انبثق بعد ازاحة النظام الصدامي هو (عهد اسرائيلي) لايشغله شاغل غير اخراج العراق من صفه العربي وادخاله الى الصف الأسرائيلي.ولايخفى على كل لبيب ان من اهداف هكذا اشاعات هو تشجيع وتبرير العمليات الأرهابية من خلال تصويرها وكأنها دفاع عن (عروبة العراق ).
ثانيا:ان القيادات العراقية تواجه اوضاعا صعبة على كافة الأصعدة وليس معقولا ان تضيف الى اوضاعها المعقدة اشكالية جديدة هي اشكالية العلاقة مع اسرائيل، خاصة وهي غير مضطرة الى فتح هذا الملف الشائك، فالعراق ليس له اراض تحتلها اسرائيل وليس له حدودا مشتركة معها وبالتالي لايتخذ موضوع نوع العلاقة باسرائيل طابعا استثنائيا او ملحا يدفعها الى مناقشته واتخاذ قرار بشأنه في الوقت الحاضر.
ثالثا : ان زيارات السيدين الجعفري وعلاوي الى شمال العراق كانتا بشأن الأتفاق على تشكيل حكومة جديدة والكل يعلم ان المباحثات كانت شائكة ولم يتم الأتفاق لحد الأن بشأن امور كثيرة منها وضع مدينة كركوك ولايعقل ان يتم بحث قضية ثانوية مثل قضية العلاقة بأسرائيل في هذه المباحثات.
رابعا: ان قضية العلاقة بأسرائيل هي قضية خلافية وتثير الكثير من الحساسيات وليس من مصلحة اي جهة سياسية عراقية، كردية كانت ام عربية، تحمّل مسؤليتها في هذه الظروف ،واذا كان لابد من مناقشتها واتخاذ قرار بشأنها (بسبب ضغوط امريكية مثلا) فأن هذه المناقشة ستتم في الجمعية الوطنية التي تم انتخاب اعضائها في الثلاثين من كانون الثاني الماضي، او في البرلمان القادم الذي سيقام بعد الأنتخابات الثانية التي ستعقب وضع الدستور الدائم، وهذا يعني ان ماورد في التقرير عن مناقشة واقرار اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل خلال زيارة بعض قادة القوائم الفائزة الى اربيل هو امر غير معقول وليس له مايبرره ويقع ضمن الشائعات التي تثيرها جهات معادية للوضع الجديد في العراق بهدف تشويه سمعة القوى السياسية العراقية المشاركة في العملية السياسية الجارية في العراق.
خامسا: اما الخبر المتعلق بقيام اسرائيل بتدريب عناصر كردية والذي اورده التقرير بصيغة (ويذكر) لأيهام المتلقي انه امر مفروغ منه ولأضافة مصداقية على خبر الرسالة المزعومة التي ارسلتها القيادات الكردية الى شارون بالأتفاق مع قيادات سياسية عراقية اخرى، فأن القيادات الكردية سبق ان نفته جملة وتفصيلا ،وليس ثمة مايدفع الأكراد الى الأستعانة بأسرائيل وهم يعرفون مدى حساسية موقفهم فضلا عن كونهم يملكون قوات مدربة تدريبا جيدا ولديها خبرة قتالية معروفة وليسوا بحاجة ملحة للأستعانة بالمدربين الأسرائيليين.
اننا لاننفي امكانية اقامة علاقات دبلوماسية بين العراق واسرائيل في المستقبل فهذه القضية ممكنة في حالة التوصل الى سلام شامل بين العرب واسرائيل ، اما قبل هذا السلام فليس من مصلحة العراق اقامة علاقة طبيعية مع اسرائيل ، وفي كل الأحوال فأن هذا الأمر هو من صلاحية حكومة عراقية دائمة وليس من صلاحية حكومة مؤقته وهذا مايدركه كل السياسيين العراقيين.



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهرهو ثمن استعباد المرأة العراقية
- البعث... مصالحة ام أجتثاث
- الأصرار
- مباديءالبعث بين النظرية والتطبيق
- مليون توقيع ... مليون خيبة
- شركاء في الجريمة
- عراق مابعد الأنتخابات
- المرأة بين الظلم والشعور بالظلم
- رمّانتان... بيد الدكتور الباجه جي
- انّي ادّعي
- ليست دعاية انتخابية ... شيعة ونساء العراق انتخبوا العلمانيين
- الديمقراطية الأرهابية
- العام الجديد وصراع الأمل في العراق
- بصراحة ابو كاطع
- بين المنع والأمتناع
- حكي شباط
- الفلم الأمريكي
- عبادة حقوق الأنسان


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - تشويه سمعة العراق