أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماهر عدنان قنديل - لسنا مؤيدون ولا معارضون .. نحن منطقيون .. وهم يحزنون!














المزيد.....

لسنا مؤيدون ولا معارضون .. نحن منطقيون .. وهم يحزنون!


ماهر عدنان قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 00:29
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كُنت سورياً فأول سؤال سيطرح عليك هو التالي: هل أنت مؤيد أو معارض؟ ورغم أن الإجابة سهلة عند البعض، والسؤال كلاسيكي للكثيرين والإجابة عليه لا تستلزم إلا بضعة ثواني عندهم؛ إلا أنني من الأشخاص الذين يجدون حرجاً وصعوبة في الإجابة عليه، لأن حسب رؤيتي يجب شرح الإجابة، ويجب الجلوس على المقاهي لشرح توجهاتي، فعندي الإجابة على السؤال: هل أنت مؤيد أو معارض يستلزم وقتاً طويلاً لأنني أرى أنه سؤال صعب جداً والإجابة عليه محفوفة بالمخاطر، والإجابة تعني كذلك أنك ستصبح كتاباً مفتوحاً للجميع تصل حد معرفة حتى ألوان ملابسك الداخلية؛ وليس هذا السؤال الصعب الوحيد.

ومن الأسئلة الصعبة كذلك حالياً وفي سوريا المستقبل:

- ما هو فريقك المفضل في كأس العالم؟
فإذا أجبت أنه روسيا أو البرازيل إحدى دول البريكس سيعتقدون أنك مؤيداً، وإذا قلت فرنسا أو بريطانيا أو إحدى دول الغرب سيفهمها المؤيد أنك معارضاً. لذلك أصبحت لا أجيب على هذا السؤال الصعب كذلك!

- ما هي طائفتك؟
سؤال أخر صعب فإذا قلت أنك شيعياً، أوعلوياً، أودرزياً، أوشيطانياً، (أي أنك تعبد الشيطان الواحد الأحد) أوإبليسياً، (أي أنك تتبع المذهب الإبليسي الذين يتبعون السلف الصالح لإبليس) فسيعتقد المعارضون أنك مؤيداً وسيعتقدون أنك تتبع إلى حزب الله، أو حزب البعث، أو حزب فارس الفارسي، أو حزب شنكليش منكليش الروسي، وسيقولون أنك من أصل غير سوري بل تنتمي إلى سلالة "جندار بندار منقدرار" اللتي جاءت إلى سوريا من إيران أو روسيا في القرون الوسطى والعصور القبل الحجرية وسيقولون أنك تشبه الزرافة، وسيعتقدون أن ربك هو بشار، وسيعتقدون أنك منغلق لا تشاهد إلا قنوات الدنيا، والمنار، وروسيا اليوم، والعالم الإيرانية، وسيعتقدون أنك لا تتابع إلا خربطات شريف شحادة، وشطحات بسام أبو العبد الله على المباشر، وسيعتقدون أنك تعمل في التشبيح والتنبيح والتسفيح والإجرام منذ زمنناً طويلاً وبالوراثة.
أما إذا ذكرت أنك سنياً فسيعتقد المؤيدون أنك سلفياً، أو إخونجياً، أو صهيونياً، أو قاعدياً، وعرعورياً، أو قرقورياً وسيبحثون في سلالتك، وسيشككون في أصل أم جد أبوك المرحوم وسيقولون أنها ليست سورية لذلك جيناتك طلعت مش مزبوطة وطلعت معارض لا تحب الوطن (حسبهم)، وسيقولون أنك كلباً ضالاً وجرذً (وغيرها من الكلمات المقتبسة من مفردات الوالي الصالح معمر القذافي) أي بالمختصر المفيد سيعتقدون أنك حيواناً نباتياً أو بحرياً تأكل لحوم البشر، و سيعتقدون أنك عميلاً متمرساً، وخائناً لوطنك، وقاطع طرق محترف، وتاجر في المخدرات، وإذا كانت المعارضة إمرأة فسيعتقدون أنها داعرة في شوارع الغرب تقبض على الساعة، وإذا كان رجلاً سيقولون أنه شاذً.

*ما لون ملابسك الداخلية؟
هذا كذلك سؤال في غاية الصعوبة حالياً وفي سوريا المستقبل، فاللون يرمز دائماً لشئ ما، فإذا سئلك معارضاً، أو معارضة (ليكون الأمر منطقياً أكثر) إياك أن تجيب، لأنك إذا أجبت أن لون ملابسك الداخلية أصفر سيعتقد المعارضون أنك مؤيداً تتعاطف مع حزب الله (نسبة إلى لون العلم)، وإذا قلت أزرق سيقولون أنك تتعاطف مع بشار الأسد (نسبة إلى لون عيونه)، وحتى إذا قلت أن لون ملابسك الداخلية برتقالياً سيعتقد المؤيدون أنك معارضاً تتعاطف مع العرعور (نسبة إلى لون لحيته).

* ما هي القنوات اللتي تتابعها؟

إذا قلت إنها الدنيا أو المنار أو الميادين أو روسيا اليوم فسيعتقدون أنك مؤيداً، وإذا قلت أنك تتابع الجزيرة والعربية. أو "الصفا".إلخ سيعتقدون أنك معارضاً شرساً.

- وهناك الكثير من الأسئلة الصعبة والخطيرة في سوريا حالياً.

في الأخير ما هو الحل؟ وما هو الجواب المثالي؟ الحل هو الإلتزام بالمذهب المنطقي الذي لا يعترف إلا بقول الحقيقة في الطرفين، وعدم المجاملة والمداهنة لأي طرف من طرفي الصراع؛ فإجابتي على السؤال الصعب: هل أنت مؤيد أو معارض؟ هي أنني لست مؤيداً ولا معارضاً .. أنا منطقياً من طائفة "المنطقيون" اللتي تحتاجها سوريا حالياً وفي المستقبل، فالمنطقيون لا يلفو ولا يدورو، المنطقيون يقولون كل شئ بعقلانية، ويكشفون السلبيات والإيجابيات عند الطرفين .. فطائفة سوريا المستقبل هي طائفة العقلانيون المنطقيون الذين لا يعترفون إلا بالإستدلال الصحيح، وحتى وإن كان كلامي يحكمه نوع من المثالية الزائدة إلا أنني أريد أن أحلم بمستقبل يشبه مدينة أفلاطون الفاضلة على تخيل دولة الفارابي الشريرة.. وبعد كل هذا وذاك .. لماذا هم يحزنون؟!



#ماهر_عدنان_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتل البوطي والجولاني ورياض الأسعد.. والإمام المهدي قتل بشار ...
- المؤيدون والمعارضون .. أين علم المنطق؟!
- عدنان العرعور ويوسف شاكير في الإتجاه المعاكس .. وجهان لعملة ...
- ما وراء الدخول الفرنسي العاجل إلى مالي؟ .. الجواب من الإستخب ...
- من قتل الناشطات الكرديات في باريس .. أردوغان أم جهة أخرى؟!
- جبهة النصرة لمن تتبع .. ومن يكون -أبو محمد الجولاني؟ الجواب ...
- مسرحية بشار الأسد في دار الأوبرا!
- السوريون بين المشعوذون والمنجمون .. كل عام وأنتم بألف شر!
- حقيقة الصراع بين الجيش الحر والجيش النظامي في سوريا!
- الإسم: محمد مرسي .. المهنة: حسني مبارك!
- وإنتصرت غزة .. إنتصاراً وهمياً!
- تسيبي ليفني .. سي سيد وأبو شنب العصر الجديد!
- متى تتحقق دولة -المؤيدعارضون- على وزن دولة -إسراطين-؟!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماهر عدنان قنديل - لسنا مؤيدون ولا معارضون .. نحن منطقيون .. وهم يحزنون!