أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - مِحتَاجِينْ زِيَارةِ إلِهيةِ!















المزيد.....

مِحتَاجِينْ زِيَارةِ إلِهيةِ!


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 04:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فَتاةُ بارِعة الجَمَالْ تَخلُب العُقول والأبصَار بِبريقها وَرونَقَها. لا تستطيع أن تَعرِفْ سِر جَمالها ولكن كُلْ مَنْ يَراهَا يَفتَحْ فَاه بِالاِطراء والاِعجاب. ذو أصل عريق جِداً فَهيّ سُلالة المُلوك المشهودُ لَهُمْ في كُلْ مَكَان. مَظَاهِرْ الثَراء والتَقَدُمْ الحضارى تبدو واضحة جداً في كُل جانِب مِنْ جَوانِب حياتِها. سِيرتهَا العَطِرة تَسبقها في كُل مكان. الفتاة أصبحت أُماً لأولادٍ كَثيِرين فَرِحين إحتضنتهُمْ كما تَرعَى الدَجاجة فِراخها تحت جِناحيها. أرضعتهُم لبن الحُبْ والحنان فَترَعرعوا وكَبروا في مَحبتها ومَحبِتهُم بعضهُمْ البعض. الصغير يَحترِمْ الكبير والكبير يَرعَى الصَغير. نعم مُختَلفين في الشكل واللون والطِباع والأفكار ولكن الكُل أبناء لِهَذه الأُمْ الفاضلة!
حَسدها الشيطان فََطَار وَرَاءها لِيبتَلِعها هيّ وأولادها. سَلَطَ عليها جيرانها فَبدأوا يتسللون مِثل الأفاعى بين أبناءِها يَزرَعون الحِقد والكراهية فزادت هُوة الشِقاق بين الأبناء وتَحولت المحبة والأخوة إلى مَكائد ومعارِكْ أسفَرَتْ عن جرائِم مُشينة دامية لا يُصدقها عقل.
الأُمْ نَظَرت مَذعورة ماذا يَحدُث لأبنائي؟ تَكَورت حول نَفسَهَا فوق رُكبتيها لا تستطيع الوُقُوفْ من ثِقَل مُصيبتها. إنفجَرت دُمُوعها مِثل البُركان تُبَلِلْ جَسدها المُلطخْ بِِدماء أبنائِها فأصبحت بِِلا شَكل ولا مَنظر. صَرَخت صَرخةً مُدويةً هَزتْ العالم والقلوب وقالت لِماذا ياأبنائي؟ وَضَعت يديها فوق رَأسها تُوَلوِلْ مَا أصَابها. رفعت عينيها إلى السماء تسأل تَدَخُل مَنْ بِيدهِ المَعونة والخلاص.

الخليقة كُلهَا تَئِنْ! ويختلف الأنيّنْ مِنْ بَلدٍ إلى آخر ومِنْ شَخصٍ إلى آخر ولكن الكُلْ يَئّن ويَصرُخْ. الكوارث الطبيعية ؛ المجاعات والفقر ؛ الأمراض المُزمِنة ؛ الجَرائِم البشرية ؛ والإضطهادات والحروب.
مَنْ يُنقِذ الفقير والمحتاج والمريض والمُجَرَبْ والمُضطَهَدْ والمَلكوم في فلذة كبدة؟
مَنْ يَقدِرْ أن يَقُول أنَا هُوّ؟
في الضِيقاتِ الكُل يَصرُخْ: أين أَنتَ يارب؟ لِماذا تقف بَعيداً سَاكِتاً؟ لماذا لم تَتدَخل للإنقاذ؟
قبل ان يَموت يوسف إبن يعقوب قَال لإخوتهِ ولِبَنى إسرائيل "الله سَيفتقِدكُم" أى " God will surly visit you " ويُصعِدِكُم مِنْ هذة الأرض (تك 50: 24 ؛ 25).
يَفتَقِدْ أو إفتَقد أو إفتِقاد تَعني زِيارة "visit". وهذا ما يقومُ بِهِ الرُعاة والأشخاص من زيارة لِلمَرضى والمُجربين والمِحتاجين والمُتألمين. ولكن هُناك فرق كبير بين الزِيارة البشرية والزِيارة الإلهية!

الزيارة الإلهية أى يوم إفتقاد الله لخليقتهِ. الله ذو المراحِمْ والمَحبة الإلهية يَهُبُ بنفسهِ للإنقاذ. الذى لا يستطيع عملة الرؤساء والمُلوك والمُنظمات الدولية تَمتد ذِراعْ الرب القوية لِقلب الموازين الدولية وتَسخِيرها لِصالح المَقهورين والمُعذبين. يوم إفتقاد الرب لخليقتةِ مُحدداً طبقاً لأجندتة وبالطريقة التى يراها ولِصالح مَلَكوتة.

لماذا يتأخر الله في التدخل لإنقاذ الناس؟
الرب يتأخر بسبب زِيادة شِرور الإنسان وطُغيانة في الأرض ؛ من أجل ظُُلم الإنسان لأخية الإنسان ؛ من أجل عدم الرحمة وعدم المحبة ؛ ومن أجل إرتكاب المَعَاصى التى تُغضِب الله.
لِكى يتدخل الله لإنقاذ الإنسان مِنْ ْالمَهَالِك وشُرور البشر يُريد توبة حقيقة والرجوع إليه بِكُل قلوبنا وسلوكياتنا. الرب يُريد أن يرى مدى إحتياجنا لهُ واللجوء إِليهِ من خلال تَنقية ما بِداخِلنا مع صَلواتنا وعِبادتنا الحقيقية. أنهُ يُسَرْ بأن نَصرُخ إلية كما يَصرُخ الصغير للِحماية والإنقاذ مما يُخِيفه.

الإفتقاد الإلهي نوعين إما أن يكون للعقاب أو للبركة:
أولاً: الإفتقاد من أجل العقاب
لكي يُؤدِبْ اللذين سَعوا في الأرضِ فساداً وتَجبَروا بِلا رَادِعْ. يُؤدِبْ على خَطايا وذِنوب لِكى يَترُك الخاطئ طَريقهُ ويَرجِعُْ إليهِ. يقول الرب "أفتَقِد بِِعَصَا مَعصيتِهِمْ وبِضربات إثمهم" (مز 32:89).
صعد موسى النبى إلى الرب ليَستِلم لوحي الشريعة من يد الرب وعِندما تَأخر في النِزول طَلَبَ الشعب مِنْ هَرون أخى مُوسى أن يَصنع لَهُمْ عِجلاً ذَهبياُ لكى يَعبُدوه مِثل باقى الشِعوب الوثنية. قال الرب لِموسى إنزِلْ لقد فَسَدَ شَعبك وإلا لِيَحمَى غَضبي عليهم وأفنيهُم. فَتَضَرع موسى أمام الرب لئلا يَفنيهم فَنَدِمَ الرب على الشر الذى قال أن يَفعَلهُ لِشعبهِ. "فقال الرب لِموسى من أخطأ إليٍّ أمحُوهُ مِنْ كِتابي. والآن إذهب اهد الشعب إلى حيث كَلمتك. هوذا ملاكي يَسِيرُ أمامك ولكن في يوم إفتقادي أفتقد فيهم خطيتهم" (خر 32: 33-34).
هُنا حُبْ الله ورحمتهِ لا تتعارض مع عدلهِ. فهو إله مُحِبْ وَرَحومْ ولَكِنهُ يَكره الظُلم والخطية ولذلك يفتقد فيهُم الخطية أى يؤدِبهم ثم يعود لِيُعلِن عمله الخلاصي في حياتِهم.

ثانياً: الإفتقاد من أجل البركة
إفتِقاد الرب بالبركةِ يَعنىّ التَدخُل الإلهي للإنقاذ مِنْ الدَمَار والهَلاك وإعادة الإصلاح لِما خَرِبْ. الإفتقاد للبركة يندرج تحت منه كل النِعم التى يُمِنْ بِها الله على الإنسان وأهمها إنقاذ الإنسان مِنْ الهَلاك الأبدي وذلك بتِقديم الفِداء والخلاص للبشرية. ولذلك جاء بنفسهِ لِيدفع ثمن خَطَايانا ويُنقِذنا مِنْ ذُل عُبودية إبليس. شعب بنى إسرائيل ذاق الذُل والعبودية 400 سنة في مصر ولكن الرب إفتَقدهم وأَخرجهُم مِنْ مصر وعَبَرَ بِهِمْ البحر الأحمر بذراعٍ قويةٍ.
عندما وُلِدَ يوحنا المعمدان إمتلأ أبوه زكريا من الروح القدس وتنبأ قائلاً "مُبارك الرب إله إسرائيل لأنه إفتَقدَ وصَنعَ فِداءً لِشعبهِ" (لو 68:1). أيضاً الرب إفتقد سارة زوجة أبراهيم فأنجبت إسحَق وإفتقد حِنه فأنجَبت صَموئيل النبى.
كما أن الرب يُعاقِب ويُؤدِب فَهو أيضاً يُعطى البركة للذين يَخَافون غضبة ؛ للذين يَسلُكون حَسَب وَصَاياة ؛ للذين يَحبُونه ويَحُبون الآخرين حتى أعداءهم. ويُبارِكْ المَظلومِين والمُضطَهدين والمُجَربين والمِحتاجين.

الفتاة الجميلة سَليلة المُلوك والحضارات أصبَحتْ مَهجورة مَذلولة مُضطربة بائسة ولا مُعين. مصر تَصرُخْ لِساكِنْ السماء لكى ِيمِدْ ذِراعة القوية للإنقاذ لإنه ليس هُناك مَنْ يستطيع أو يَقدِر على حل مُشكلتها أو إنقاذها. مِصر تَصرُخْ ؛ العراق تَصرُخْ ؛ سوريا تَصرُخْ بل المَسكونة كُلها تَصرُخ لِلتَدخُل الإلهي. الكُل مِحتاج زيارة إلهية!

يقول الرب أنَا هُوّ ... أنَا هُوّ وَليسَ سِواي... أنَا القادِر على كُلْ شئ... أُطلُبُوني وأدعوني فإني قريب.

ياربُ نَحْنُ شعبُ مَذلول ومُدَمر! إفحَصوا طُرُقُكمْ وصََلوا وَسَأفتقِدكم كَمَا إفتَقَدت بنى إسرائيل وهُمْ في مصر وقلت في (خروج 3: 7-8) "إني قد رأيتُ مَذلة شَعبي الذى في مِصر وسَمِعتُ صُراخِهم من أجل مُسَخريهُم أني عَلِمتُ أوجاعهُِم فَنَزَلتُ لأُنقِذهُم من أيدى المَصريين وأُصعِدهُم مِنْ تِلك الأرض إلى أرض جيدة."
ياربُ نَحْنُ نُُعانُي مِنْ الفقر والقَحط والجوع! حِبُوا بَعضكم بَعضاً و صَلوا وسَأفتَقِدكُمْ لإن كَلِمَتي تقول "...أن الرب قد إفتقد شعبه ليعطيهم خبزاً" (راعوث 6:1).
ياربُ نَحْنُ مَرضى ومُصابين ومُجَربين! أصبروا وصَلوا وسَأفتقِدكُمْ لأنني الطبيب الشافى.
ياربُ نَحْنُ الذين فَقَدنا أولادنا وأحباءَنَا ؛ قُلوبنا مَجروحة ونُفوسنا مَكسورة مِحتاجين تَعزياتك وَسَلامك! مَنْ يَمِسَكُمْ يَمِسْ حَدَقة عَيني. صَلوا وَسَأفتقِدكُم لأنه بأحشاء رَحمتي أمنَحَكُمْ تَعزياتي لأنني أُعطي المُعِيّ قُدرة ولِعديمْ القوة اكثر شدة.

أيها السيدُ الرب نُمَجِدكْ ونُسَبِحكْ ونُعَظِمكْ وَنَرفع إسمك عالياً. نَشكُرك لأنَكَ إلهاً قُُدوساً عَجيباً مُشيراً إِلهاً قََديراً أباً أبَدياً رَئيسُ السلامً. أَنتَ وَحدك القَاِدر على كُلْ شَئ ولَيسَ سِواك لأنك كُليّ المَعرِفة وكُليّ القُدرة. عِمانوئيل مُنتَظِرينك ونَشكُرك لأنكَ دائِماً مَعنا تَسنِد ضَعفاتنا وتُقوى إيمانَنَا. أنَتَ قُُلتْ "أما مُنتَظِرُو الرب فَيُجدّدُونَ قُوّةً. يَرفَعُونَ أَجْنحِةَ كَالنُسُور. يَركُضُونَ ولا يَتعَبُونَ يَمشُونَ ولاَ يُعيْوُنَ." ياإلهنا الحبيب إسمع صَلَواتنا وصُراخنا لِكى تَرفَعْ غَضَبكْ عن بِلادنا وعن العالم كُله. يَاربُ بَارِك شَعبك وميراثك في كُلْ مَكان لكى نُسَبِحْك ونُمَجِدك. لك القُوة والمجد إلى الأبد. آمين



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النَاصِري والنَصَارى والنَاصِريِيِنْ
- العُنفْ دَليلْ الضَعفْ
- المرأة في مَحكَمِة الإنسانية
- هل هذا جوع جنسي ولا .......؟
- أرسلتُكُم للعالم لا لِتُهينوا العالم!


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - مِحتَاجِينْ زِيَارةِ إلِهيةِ!