أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الشهابى - حكاية ثورة (1)














المزيد.....

حكاية ثورة (1)


محمد الشهابى

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 21:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


البداية .. فساد وقهر وظلم وإستهانة بمقدرات شعب عانى طوال تاريخه من تسلط حكامه وجبروت سدنة الحكم التى تسيطر على مفاصل الدولة , مما يضع هذا الشعب دائما فى موقع المفعول به الذى لايملك من أمره شيئا . إلى أن تجرع الذل والهوان حتى الثماله فظن الجميع أن هذا الشعب الخانع قد أدمن العيش ذليلا لا يقوى الا على العويل والصراخ والحسرة على ماضى تليد ويتباهى بحضارات لا يعلم أكثر مثقفيه علما وإطلاعا كيف بنيت هذه الحضارات وعلى أكتاف من قامت وإزدهرت .
حقيقة .. كانت هناك إرهاصات تنذر بشيء سيحدث لم يعتده هذا الشعب طوال تاريخه , فقد قام حكامه فى لحظة من لحظات الصلف والغروربقطع شعرة معاوية التى كانت تفرق بينهم وبين إنفجار شعب مكبوت يعانى جميع مظاهر الظلم والقهر والإستبداد حيث يرى حريته وكرامته تهدر ليل نهار ويرى ثرواته تسلب بواسطة عصابات كونها نظام حكمه الشمولى الرجعى الإستبدادى ليشكل لنفسه غطاءا ممنهجا فى السلب والنهب تحت عين وسمع هذا الشعب الذى خارت قواه من الفقر والجوع .
هذه الإرهاصات كانت تزيد وتتضح شيئا فشيئا إلا ان اكثر المتابعين تفاؤلا لم يكن له أن يتوقعها ثورة شعبية تقتلع النظام إقتلاعا ليتساقط ويتهاوى كما تتهاوى أوراق الشجر فى خريف جاف ومناخ مقفر مٌنع عنه الماء ليسقط غير مأسوف عليه .
إلى هنا وهذا الأمر الجلل الغير متوقع قد أبهر الجميع فى ظل مناخ أكثر من رائع حيث توحد الجميع وتجمعوا حول هدف واحد لا يسعوا لشيء سواه قاموا بإختصاره وعبروا عنه بكل عفوية وبساطة فى نداء وشعار واحد يرددونه بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة ... الشعب .. يريد إسقاط النظام .
وهنا السؤال .. هل تحقق لهم ماأرادوا ؟؟
وهل بخلع رأس الحكم قد سقط بالفعل النظام ؟؟
الإجابة حينها كانت بكل تأكيد ... نعم ــ لأن النظام الشمولى الديكتاتورى يسقط بسقوط الديكتاتور حيث تتهاوى الأركان الهشة لنظامه فى محاولة منهم للهروب من المحاكمات الشعبية الثورية لما إقترفوه فى حق شعبهم .
ومايتبقى من النظام يختفى ويبتعد تماما عن مشهد الأحداث خوفا من التصادم مع الثوار .
ولكن .. هل إكتملت الثورة ؟ وهل يحق لنا أن نطلق عليها ثورة ؟
لعل عدم إقامة المحاكمات الثورية وعدم محاسبة النظام السابق عن كل جرائمه التى إقترفها ضد شعبة بقررات واحكام ثورية قد أتاح لبعض ممن دانت لهم أمور الحكم فى تلك الفترة الفارقة والذين إستفادوا وإشتركوا بطريقة مباشرة او غير مباشرة مع نظام المخلوع فى نهب وقهر هذا الشعب المسكين هو ماأجهض الثورة وحولها من ثورة شعبية أطاحت بنظام ديكتاتورى مستبد إلى إنتفاضة شعبية أزاحت فقط رأس هذا النظام عن الحكم إلا انها لم تسقط النظام بالكامل حيث قام المجلس العسكرى فى أعقاب هذه الإنتفاضة الشعبية بمحاولات مستميتة للإبقاء على أركان الدولة العميقة التى تتغلغل وترتبط إرتباطا وثيقا بكل مؤسسات وهيئات الدولة .
فكانت الصورة من الخارج ثورية مائة بالمائة حيث قاموا بمغازلة الشعب بشعارات رنانة تؤكد وقوفهم دائما فى صف الشعب الثائر ضد الظلم والقهر ومتاجرتهم بتاريخ الجيش الناصع البياض وما لهذا الجيش من رصيد هائل فى عقول وقلوب كل المصريين ومزايدتهم على موقفهم الوطنى بإنحيازهم الكامل للشعب وعدم التعرض للثوار بل وحمايتهم من بلطجية الشرطة والقبضة البوليسية للنظام السابق .
ونحن هنا وللتاريخ نشهد بأن موقف الجيش وقياداته فى هذا التوقيت العصيب قد حمى الثورة من سفك الدماء وصان البلاد من الخراب والدمار وعلى الرغم من تحفظنا الشديد على سياسات المجلس العسكرى فى ذلك الوقت ومحاولاته المستميتة لإستنساخ نظام جديد بمواصفات جديدة قد تلائم تلك المرحلة وبمعاونة أكيدة من رؤس وأركان نظام المخلوع لتجميل وجوهم ومحاولات القفز على الثورة لتحقيق أهداف وأغراض أبعد ماتكون عن أهداف الثوار.
ويبرز هنا توحد كل الشرفاء فى هذا الوطن للتصدى لهذه المحاولات وإنكارهم لأنفسهم وذوبان الجميع فى بوتقة وطنية شريفة ضد عودة نظام المخلوع فى اى صورة وبأى شكل.
ولم ينتظر فلول النظام السابق طويلا فسرعان ماظهرت الانشقاقات وتفتت جبهة الثوار وبدأت تظهر للمرة الأولى منذ إندلاع هذه الإنتفاضة الشعبية بوادر الإنقسام والإختلاف فى أول إستحقاق شعبى لتقرير مصير الأمة وهو الاستفتاء على الإنتخابات البرلمانية أم صياغة دستور جديد للبلاد يحقق طموحات مصر الجديدة .
للحديث بقية ..



#محمد_الشهابى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوان غزة .. بين الأمس واليوم
- السير عكس الإتجاه ..
- لماذا التغيير .....
- أمريكا ... التى لا نعرفها !!
- الإخوان المسيحيون ... على غرار الإخوان المسلمون !!
- 20 سببا ... لإعلان الترشيح لرئاسة مصر !!
- هل مصر دولة قبطية ...؟؟ (2)
- عبد الناصر ... ماله وما عليه !!
- شكرا ... الحوار المتمدن !!
- مجزرة غزة .... وأمن مصر القومى !!
- وماذا ... بعد حرق الأعلام ؟؟؟
- القومية العربية ... ماتت غير مأسوف عليها !!
- لماذا خلق الله المرأة ....؟؟ ((2))
- لماذا خلق الله المرأة ....؟؟
- النساء ناقصات عقل ودين ... لماذا وكيف؟؟؟
- حذاء بوش .. والإنشغال بالتوافه !!
- حوار رائع حول تحريف الإنجيل ...
- إلى شعب غزة الصامد..إلى من سقطت عنهم الأقنعة الزائفة...!!
- رأي فى الحوار المتمدن !!
- مصر العربية....


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الشهابى - حكاية ثورة (1)