أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم سوزه - الفيسبوك هو الحل














المزيد.....

الفيسبوك هو الحل


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 11:09
المحور: المجتمع المدني
    


هآنذا اعلن اخيراً عن حل مناسب وبسيط للمشكلة الطائفية بالعراق، انه ببساطة الفيسبوك
الفيسبوك ظاهرة استطاعت سيسيولوجياً ان تخترق حدود الطوائف والاديان وتشكل تداخلاً اجتماعياً بين المتقاطعين ايديولوجياً او عقيدياً
(Social Interaction)

حينما كنت طالباً في معهد اعداد المدربين التقنيين في بغداد، ذلك المعهد المنسي في خرائط التعليم العالي وقبيل ان اتحول الى معهد الفنون التطبيقية، كنا نحن ثمانية واربعين طالباً في صف من صفوف قسم الميكانيك، كلنا شباب، لاتوجد اي فتاة بيننا، كانت عادات الاعدادية سائدة في تصرفاتنا، لم نكن نعبأ باي شيء سوى ازعاج اساتذتنا بالرقص والغناء والتعليق على كل شيء، كان كل شخص منا يحرص ان يظهر بمظهر المشاغب الراغب في اضحاك الاخرين باي وسيلة جرياً على عادات المتوسطة والاعدادية، حتى جاء ذات يوم رئيس قسمنا العبقري وقال لدي طريقة اجعل منكم افضل صف او اهدأ صف من صفوف قسمنا هذا

بالفعل جاء الحل وفق نظرية التداخل الاجتماعي بين الجنسين، اذ حوّل طالبتين جميلتين اثنتين من صف آخر الى صفنا ومن يومها لم يعد احد يأتي للمحاضرة الا بعد ان يضع طناً من الارياح ويلبس الانيق من الملابس بعد ان كنا بالكاد نغسل وجوهنا صباحاً قبل هذا التحول الاجتماعي الكبير في صفنا. كان الهدوء والادب وحسن الملافظ علامتنا الفارقة في الدرس لاننا كنا مراقبين، افواهنا مراقبة، ملابسنا مراقبة، قصات الشعر هي الاخرى مراقبة، كل شيء فينا مراقب من جميلتين اثنتين يجلسان بيننا ويمثلان "الآخر المهم". نظرية "الآخر المهم" هي الاخرى نطرية سيسيولوجية لها تأثير كبير على السلوك الانساني وتسمى بالانكليزية
(Significant Others)

نحن لا نلتقط انوفنا امام "الآخر المهم" اجتماعياً ونقطع فوراً حديث المجانين مع انفسنا حينما يرانا الناس، نراقب انفسنا قبل اي تصرف او سلوك يصدر منا لانه باختصار نحن مراقبون، هكذا هو الفيسبوك ايضاً، انه الآخر المهم في حياتنا الذي يجعلنا نفكر اكثر من مرة قبل ان نعلّق، نعيد صياغة المنشور عدة مرات قبل ان نطلقها على جسد الفيسبوك، لماذا ياترى؟ لانه ببساطة هناك من يراقبنا، هناك الفنان والشاعر والبسيط والطالب والامي والمثقف، المتواضع منهم والمتعالي، كلهم ادوات للرقابة الاجتماعية، كلهم يساهمون في اعادة تشكيل ذواتنا وانتاج الوجه الآخر الجميل في اغلب الاحايين. اقول جميل لاننا مضطرون ان نتعامل مع ذلك الاختلاف الثقافي، مضطرون ان نحتك بالآخر في ذلك الفضاء المتسامح "الفيسبوك" بوصفه آصرة اجتماعية في عالم افتراضي رائع ومثالي. التداخل الاجتماعي كان حافزاً ممتازاً لنا كي نتغلب على الفوارق ونتعالى على جراح الطائفية ونقبل بالآخر صديقاً معنا، كان ذلك التداخل ثورة على التقسيمات الطائفية والعرقية في وطن كبير وجامع اسمه الفيسبوك

سادتي الافاضل
مثلما نجحنا ان نتعايش مع الآخر في عالم افتراضي، صدقوني نستطيع ان نتعايش معاً في الواقع كذلك، الامر بسيط وسهل، وما علينا سوى ان نكسر جبهة العزلة وحدود الانا بالتداخل الاجتماعي مع الآخر
اعي جيداً صعوبة الامر في بعض مناطقنا المنغلقة طائفياً او قومياً في بلدنا الكبير العراق اذ ليس من السهل احداث مثل هكذا تداخل او التفكير بتهجين بعضها بكتل بشرية من الطائفة المخالفة للحصول على مايشبه "الفيسبوك" في واقع معاش، وليس افتراضي، كما انني التمس العذر لمن يسفّه مشروعي هذا او يراني شخصاً حالماً غير واقعي لكني سأسعى جاهداً ان لا يُصلب هذا المشروع على صليب اليأس وساحاول ان اثقف به آخرين حالمين مثلي برؤية بلد يتعالى على الجراح

مشروع الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة وما اسهلها من خطوة، سأقترح على جميع الاصدقاء والاحبة ممن لا يمتلكون اصدقاء من طوائف وقوميات اخرى في قائمة الفيسبوك لديهم، ان يجدوا على الاقل اسمين اثنين من تلك الطوائف والقوميات لاضافتها الى قوائم اصدقائهم، اثنين من طائفة مخالفة، واثنين من ديانة مخالفة، واثنين من قومية مخالفة، كلما اُضيف اكثر كلما كانت النتائج افضل بالتأكيد
هذا التلاقح الاجتماعي سيوفر لنا الفرصة المناسبة ان نتعرف على الآخر بصورة افضل وان نسعى لنؤسس وجوداً متسامحاً في نفسه، يحترم الاختلاف ويحوي الفوارق في عالم لايشجع على الطائفية لكنه يحترم الطائفة بوصفها خيار انساني بحت
سنذيب الحواجز بيننا ونلقي بتلك الفوارق الى سلة المهملات من خلال التداخل الاجتماعي هذا

نعم لنبدأ من الفيسبوك اولاً ولنجعله وسيلة لمحاربة الطائفية وكل اشكال التقسيمات العنصرية بدلاً ان يكون سلاحاً بيد الطائفيين والظلاميين
لننشر كل ما هو جميل بدلاً من نشر ثقافة الموت والحقد اللامبرر
لنحلم في الفيسبوك طالما يرى بعضهم وعورة الواقع وعدم صلاحيته في تبني هكذا مشروع الآن
انا ماض في هذا، فهل انتم معي؟



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الربيع
- الزعيم -قطر-
- اولاد البغايا
- قرآنوفوبيا
- اسلام نحو الهاوية
- كردستان في خطر
- قوة الفيليين لا تكون عبر البرلمان فقط
- بعد المصري والبغدادي، عنف من نوع جديد يجري التحضير له
- خيارات السلطة والمعارضة في الحكومة القادمة
- الآن وقد عصيت يامالكي
- ها هو قطار البعث الامريكي يعود مرةً ثانية
- الى المتباكين على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي في العراق . ...
- هل هناك فعلاً شعبية كبيرة لحزب البعث؟
- لقد خذلتنا جميعاً ياطالباني
- فلنتعلم من السودان جميعنا
- عبد المهدي يلوّح بانتهاك الدستور بعد الانتخابات القادمة
- لابد من بيروسترويكا عراقية
- الحل الامثل هو تقسيم العراق طائفياً وقومياً
- امبراطورية بولان ستان
- علاوي بين الحكيم والمالكي


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم سوزه - الفيسبوك هو الحل