أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل - سؤال -الإغتراب- في فيلم أرجنتيني














المزيد.....

سؤال -الإغتراب- في فيلم أرجنتيني


محمد نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 23:04
المحور: الادب والفن
    



عندما يدخل الفرد إلى عالم ثقافي و ديني غريب عن محيطه ألمجتمعي، يصبح سؤال الذات في ارتباطها بالغير هاجسا يرافقه باستمرار. قراءة أولية لفيلم "حبي الغريبة " ( الشريط من إنتاج برازيلي- أرجنتيني، وعرض في فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته ال 63) ، تفصح عن هدف المخرجة "ماريا فلوريا ألفاريس" في التعبير عن هذا ألإشكال، بمقاربة سينمائية فيها العديد من عناصر الجمال و الفن .

في البحث عن الهوية الضائعة
تبدأ قصة الفيلم بلقطة للفتاة "أناليا" (بطلة الفيلم) التي تغادر قريتها متوجهة نحو العاصمة الأرجنتينية "بوينوس ايريس"، و الرحلة جاءت بدعوة من أمها، الهدف منها هو توزيع بعض المنتوجات اليدوية، على أمل عودة "أناليا" إلى قريتها .

لكن شاءت الصدف أن يتغير العنوان الذي قصدته بطلة الفيلم، فتدخل بيتا مغايرا وتجد نفسها في مركز إسلامي . هذا العالم الغريب عنها ، كان سببا في تبنيها لهوية جديدة و إسم مغاير، بعد عثورها على صورة للطفلة "حبيبة رأفت" المختفية معلقة على جدران المركز الإسلامي، لذلك قررت "أناليا" أن تختار اسم "حبيبة".

"أناليا" قررت أن تبدأ مسار حياة جديدة في فضاء ثقافي مختلف، و ممارسة دينية غريبة عن محيطها المعتاد . "حبيبة" قامت بتأجير غرفة صغيرة في العاصمة، كما وجدت عملا في المركز ألإسلامي، كما بدأت تتعلم اللغة العربية و تلاوة القرآن و تمارس الصلاة، قبل أن تربط علاقات اجتماعية جديدة، و في إطارها ستتعرف على شاب لبناني يدعى حسن .

دخلا "حسن و حبيبة" في علاقة ملتبسة تكون نهايتها بنهاية الشريط، والسبب هو سخرية قدر الهويات و الأسماء . "حسن" ينظر "لحبيبة" كأخته المختفية ، لكن "أناليا" تعلقت بالشاب حسن و تراه كحبيب تريد الارتباط به . و بين العشق و رابطة الأخوة يضيع خيط هذه العلاقة. "اناليا" تتمسك بهويتها الجديدة من أجل حب مستحيل، و حسن ينظر اليها كأخته المفقودة التي عادت الى الحياة . تنكشف لعبة الأسماء و يتحول قدر اللقاء إلى فراق .



نبرات جمالية
استطاعت مخرجة الفيلم "ماريا فلوريا الفاريس"، بذكاء سينمائي و حبكة أن تتخلص من الأحكام الجاهزة و الصور النمطية التي يمكن لأي مخرجة أو مخرج أن يسقط فيها أثناء معالجة مثل هذه القضايا الإشكالية .

المخرجة تركت الكاميرا تتحدث بسلاسة و بسلم لقطات يتوخى القرب و التدقيق في الشخوص، وهو شيء يميز السينما بشكل أو بآخر في أمريكا الجنوبية. أما لغة الجسد فهي حاضرة بقوة في الفيلم، و هي أكبر من اللغة المادية التي ينطقها الممثلون، و يبدو أن المخرجة تعرف متى ينطق الممثل، و متى يعبر بجسده عن موقف ما داخل الفيلم، ما يضفي على هذا العمل جمالية و بعدا فنيا ، يترك للمشاهد فرصة للتساؤل و التأمل و تخرجه من دائرة السكون إلى دائرة التفاعل .

و بما أن كل مخرج عليه أن يجد نبرته الخاصة كما يقول" لويس بونويل" ، فقد راهنت "ماريا فلوريا الفاريس" على جمالية المعطى السينمائي من خلال العمل على مكونات أسلوبها الفيلمي ، كالحركات الجسدية البطيئة المعبرة عن نبرة جمالية ، تحدد مسار الفيلم برمته، وهو ما يتجاوب مع إيقاعه المتفاعل مع الإضاءة واللون.

الأداء التمثيلي والموسيقى والإضاءة، وفن المونتاج، كلها عناصر تقدم أفكار فيلم " حبي الغريبة"، في مجموع تمثلاتها ، و تترجمها على الشاشة، بناء على هاجس الاغتراب و الشغف، بما يمكنه أن يكون في حياة البطلة أناليا /حبيبة " التي تترك المشاهد و المتلقي يتفاعل مع إعلان " الصورة " عن أحداثها و جمالها البارز بشكل لافت و تدريجي في هذا الشريط.

من يشاهد فيلم "حبي الغريبة" لابد و أن يتساءل في النهاية : من منا الغريب و هل الغربة هي غيرية أم هي قابعة في كل واحد منا ؟
[email protected]



#محمد_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من منظومة العفن ( 1 )
- قطار الليل
- المخرج البريطاني -مايك لي- رئيسا للجنة التحكيم ، في مهرجان ب ...
- السمك المغربي و البوليساريو و أشياء أخرى ...
- إنه -الفيلم المغربي- بعيون ألمانية..
- من أفلام مهرجان برلين السينمائي في دورته ال 61 - ...
- سؤال صحافة المهجر
- صباح الخير يا برلين :هل بدأ ت ألمانيا تنزعج من المهاجرين الع ...
- وجوه مغربية متناقضة ...
- هي
- المرأة العربية و الرهان الإنساني
- من أفلام مهرجان برلين السينمائي : -المُرْبِكَة- أو اللعبة ال ...
- -الرجل الذي باع العالم- أوضياع بين السينما و المسرح
- حكايات نسائية، من هنا و هناك
- لماذا الختان ليس تقليدا إسلاميا ؟
- موت بحر البلطيق
- دانسك مدينة بولندية بروح ألمانية
- -العين- المخيفة
- قراءة في أحوال المجتمع المغربي
- حكاية يوسف


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل - سؤال -الإغتراب- في فيلم أرجنتيني