أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالله حسين حميد - مخيم اليرموك بين المطرقه و السندان















المزيد.....

مخيم اليرموك بين المطرقه و السندان


عبدالله حسين حميد

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 12:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان وخروج المقاومه , بدء الحضور السياسي لمخيم اليرموك يأخذ بعدا اجتماعيا وسياسيا اكثر منه رافدا بشريا للثورة الفلسطينيه , وماترافق بعدها من انشقاقات فصائلية دمويه تعدّ تعميقا للهوة الاجتماعيه و الثقافيه التي رسمت صورة المخيم الثائر, ومع سقوط الشيوعيه بدءت تتأكل المكتبات الماركسيه و اللينينيه من بيوت العمال والفلاحين الفقراء , لتحل محلها كتب الشيخ البوطي و الالباني و عبد القادر ارناؤوط وكل منهم يشكل تيارا فكريا اسلاميا في الشام المتدينه , من حي الميدان و ركن الدين الى كفر سوسه و داريا تلك الاحياء الشديدة التدين حتى في عزّ أيام الشيوعيه وكلها تحيط بالمخيم الذي بدء بدوره يتوسع جغرافيا ليتواصل مع انحاء اشدّ تعصبا و تدينا من تلك و هي يلد و ببيلا و بلدات غوطة دمشق.
الهزائم السياسيه و العسكريه التي منيت بها المنظمه من الاجتياح الاسرائيلي و حصار بيروت و حصار طرابلس وحصارحركةامل الشيعيه للمخيمات ثم حرب المخيمات مرورا بالاقتتال الداخلي كلها عوامل جوهريه لما حدث من انجراف عارم للشباب الفلسطيني أمام موجه التديّن التي اجتاحت الوسط الفلسطيني , مضافا اليها حروب الخليج وارتداداتها من طرد تعسفي للفلسطينيين من دول الخليج .
كان الفلسطينيون في مخيمات سوريه الاكثر تأثرا بموجة التدين التي اجتاحت الوطن العربي حيث بدء النزوح الى افغانستان و باكستان يتزايد و بدءت الذقون تتطاول و الحجاب ينتشر بشكل اكثر وضوحا من قبل وترى الازدحام في صلوات الجمعه حتى أن الكثير من الشباب الفلسطيني بدء يتشيّع بتأثير من الحسينيات القريبه المتواجده في السيده زينب المحاذيه للمخيم في ظل وجود رجال كبار مثل الراحل السيد العلامه محمد حسين فضل الله و ابو الزهراء النجدي و غيرهم .
عداك عن تواجد حركتي الجهاد وحماس من خلال المهرجانات و الاحتفالات التي ساعدت بدورها و رسخت مؤسسات دينيه في جميع اماكن تواجدها , كل ذلك ادى الى انحسار عمل اليسار الفلسطيني المترهل الذي انكفئ الى مكاتبه ومقاهيه حيث اصبح مقتصرا على التنظير الفارغ والتدخين و شرب القهوه والشاي , وتكرّش البرجوازيين الفلسطينيين على حساب ابناء المخيم الفقراء الذين كانوا حطب المقاومه ووقودها تلك الشريحه البغيضه العفنه التي استغلت دماء الشهداء و عرق الفقراء وسلبت اموال المنظمه وسرقت ارزاق الناس لتبني لها الفيلات و الشقق الفاخره في المزه و قدسيا ,دمر , صينايا وغيرها من الاماكن الراقيه حول العاصمه دمشق , تلك الطبقه من الاغنياء التي كان همّها دائما جمع الغنائم والاستفاده من الثغرات هنا و هناك لتكّوين الثروه و المال والمتاجره بدماء الشهداء و الارامل و اليتامى تلك الفئه التي ابد لم تشارك في حرب حقيقيه أو تقوم بعمليه استشهاديه , وكان جلّ همهم المكاسب والحصلوا على المنح الدراسيه في روسيا واوروبه واميريكا كماأصبحت فيما بعد طابورا خامسا لتحمي مكتسباتها التي قدمها لها النظام في المخيمات و تعاملت مع النظام وساعدت في تقليّم اظافر الوطنيين وزج الكثيرين منهم في السجون والمعتقلات.
اليوم هي تلك القوى التي تريد اجتياح المخيم و تدميره على رؤوس اصحابه بحجه حمايته من المجموعات الارهابيه , هي نفسها تلك الاصوات التي هدرت الدم الفلسطيني في جميع مراحل نضاله ورهنت القرار السياسي وتقاسمت النفوذ وحطمت الكثير من انجازاته.
مخيم اليرموك والمخيمات الاخرى كانت دائما متفاعلتا مع محيطها ايجابيا وسلبيا لان المخيم يعتبر مستودعا لللافكار و النظريات منذ الايام الاولى لوجوده , وليس بعيدا عن ما يجري في سوريه من غليان و احتقان سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي , فليس غريبا انخراط ابناءه في الجدل الدائر على مرور سبعين سنه على وجوده , معبرا عن عمليه التلاحم السوري الفلسطيني وتمازج هذه الدماء في اكثر من موقعه تاريخيه, وما عمليه الاندماج العقائدي الا ثمرة حقيقيه على الاواصر العميقه التي تجمع الشعبين حيث تتجلى هذه العقائديه في ادبيات الكثير من الاحزاب الفلسطينيه و السوريه , فالشعبين لهما تاريخ و ماض واحد و مستقبل واحد لايمكن فصلهما عن بعض لان هناك تراثا من التضحيات المتداخله والمتشابكه بين الشعبين وما كان الدين الا احد هذه العوامل الايجابيه الجامعه التي تدعوا الفلسطينيين الى تبني أمال و تطلعات اخوتهم من أبناء الشعب السوري.
في زحمة الجدل الوخيم وتراكم الافكار حول ماهية الدور الفلسطيني في ثورة السوريين ضد الظلم والفساد تتكاثر النظريات و التحليلات هنا و هناك للخروج من المأزق الفلسطيني في مخيم اليرموك وباقي المخيمات الفلسطينيه, فالافكار الضاغطه بأتجاه النظام والتي تؤيدها كما قلت في البدايه الطبقه البرجوازيه وبعض المثقفين اليساريين الذين يقتاتون على موائد النظام و الذين ينظّرون للحياد تلك الطبقه المستفيده والمتطفله على الجسد الفلسطيني , كمصاصي الدماء لان مصالحهم الان في مهب الريح وحججهم تتناقض مع مقولاتهم عبر السنيين الماضيه والتي صدّعوا رؤوسنا بها عن التلاحم المصيري بين السوريين و الفلسطينيين ,أما الان فهم يتخلون عنه للحفاظ على امتيازاتهم و نفوذهم فليس لهم الا الدفع بأتجاه الحياد لحفظ ماء الوجه فيما اذا انتصرت الثوره في المستقبل , وأن لايصّوروا على انهم ازلام النظام البائد.
في المقابل وجهة النظر الاخرى القائله أنه كيف للفلسطينيين ان يكونوا طرفا في نزاع داخلي وأن يقوموا ضد نظام قدم لهم كل ما يستطيع من الامكانيات المتاحه والتي لم يحصلوا عليها في اي بلد عربي اخرمن حقوق اجتماعيه وسياسيه ,تعليم و تشغيل وتوظيف الخ هؤلاء لا يريدون تكرير المأسي التي مرّبها فلسطينيي لبنان والعراق و الكويت و ليبيا جراء تدخلهم فيما لا يعنيهم.
مخيم اليرموك و المخيمات الفلسطينيه الاخرى تعي تماما خطورة الموقف وألة القمع الوحشيه التي يستخدمها النظام ضد ابناء شعبه , الشعب الفلسطيني ينتظر الربيع العربي في لاوعيه و لاشعوره منذ هزيمه 67 والشرفاء من الفلسطينيين يقاتلون منذ اللحظات الاولى لاندلاع الثورة السوريه سرا ام علنا , لان ألة القمع واحده و المصير واحد فلايقل الفلسطينيين السوريين ثوريتا عن اقرانهم السوريين فالمعاناة واحده و الظلم واحد فالفلسطينيين اكثر الشعوب حساسية من الظلم و القهر و اغتصاب الحقوق , فلا يختلف اثنان في أن الفبركات الاعلاميه من ممانعه و احتضان للمقاومه هي اوهام لم تعد تقنع احد.
كذلك التخويف من اسلمة الثوره السوريه لترهيب الاقليات لتنكفئ عن دعم الثوره ما هو الا مخطط لاحباط عزيمه الشرفاء من هذه الاقليات , ذلك أن الكثير من الدول التي تحاول الالتفاف على اهداف الثوره الشريفه ولجم جماحها وتغيير مسارها لتصب في مصلحة تنفيذ اجنداتها الجانبيه او لوي ذراعها من خلال الحدّ من الدعم المادي والعسكري وتجويع الشعب السوري .
بعد أكثر من سبعين عاما من التعايش المشترك بين المخيمات الفلسطينيه ومحيطها امتزجت الامال و الطموحات بالتخلص من الطغيان وانعدام الحريات , هذا الجيل لم تعد تنطلي عليه خزعبلات السياسه , أنه جيل الانترنت والفيسبوك لاتربطه حدود ولا هويه و لا جنسيه , هذا التواصل الخلاق بين فئات الشباب الثوري لاينظر الى فلسطيني او سوري لقد ضاعت الفوارق بينهم لانهم يرون ما وصلت اليه الشعوب الاخرى من تطور و رخاء فلم يعد يطيق العيش في الاقفاص .
الشباب الفلسطيني حسم امره لصالح الثوره المظفره حين خرج الى الشوارع بمظاهرات عارمه ستسجل في تاريخه المشرّف رافعا شعاره المعروف ( واحد واحد واحد سوري فلسطيني واحد ) اضافة لصفحات كثيره ارّخ لها هذا الشعب العظيم وحين خرج ابناءه ليعلنوا على الملاء اسماء المتاجرين بدمه في زجّه على حدود الجولان العزيز ذلك يوم فارق في مسيرته النضاليه ان يحدد اسماء الخونه دون خوف أو وجل .
أنها الثوره التي سوف تؤسس لمستقبل واعد في مجتمع مدني تحترم فيه الحريات و الحقوق وتصان فيه كرامة الانسان.

أمين ع أحمد بوخارست ‏22‏/02‏/2013



#عبدالله_حسين_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يعلق المشايخ على اعواد المشانق
- مكّنوهم حتى يسقطوا
- ردا على رشاد ابو شاور
- الحلقه المفقوده في الثوره السوريه
- الاخوان قادمون
- لاجىىء فلسطيني يصبح وزيرا في رومانيا
- محمود الميكانيكي و السلفيه الجهاديه
- لكل عصر شيطان


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالله حسين حميد - مخيم اليرموك بين المطرقه و السندان