أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - قراءة في كتاب -جرّاح عراقي..خواطر وذكريات-















المزيد.....

قراءة في كتاب -جرّاح عراقي..خواطر وذكريات-


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 23:02
المحور: الطب , والعلوم
    


أصدرت دار أقلام للنشر في بريطانيا قبل أسابيع قليلة كتابا بعنوان "جرّاح عراقي..خواطر وذكريات" لمؤلفه الدكتور أسل يوسف عزالدين السامرائي. وكتب المذكرات لها أهميتها التي لا تخفى، ففيها العبر والدروس لأجيال من القرّاء قد تتاح لهم الفرصة للأطلاع عليها فيزدادوا خبرة وعلما، وينهجوا النهج الصحيح الذي يؤدي الى تحقيق الأهداف المرجوّة. وهكذا تأتي مذكرات المهنيين والمبدعين ومنهم الأطباء الجراحين ليكون فيها الكثير مما يمتع ويدهش، أضافة الى ذلك البعض من الذكريات التي تثير في النفس الأستغراب على بعض مما يصدر من سلوك البشر.
وجاء كتابنا الذي نحن بصدده على ما يزيد عن 200 صفحة من الحجم المتوسط، وبطباعة أنيقة أناقة الصورة التي تصدّرت غلاف الكتاب، وهي الصورة الشخصية للمؤلف بلباس التخرج الجامعي. أضافة الى صورته في خلفية الغلاف وهو بلباس الجراحين أثناء أجراء العمليات في صالاتها. وقد وزّع المؤلف كتابه الى 15 فصلا حيث استعرض في الفصول التسعة الأولى نشأته ودراسته العلمية ثم رحلاته طلبا للعلم والخبرة وذلك الى القاهرة وبريطانيا، ثم موضوعة عودته الى بغداد وتعيينه جرّاحا أستشاريا في جامعة الموصل /كلية الطب، ليفصّل في موضوعة شدّ الرحال الى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في فصل الكتاب التاسع، الذي جاء غنيا بقصص ومشاهدات عن مجريات عمل الجراحيّن ومشاكلهم والتي لا تكاد يخلو منها أي قسم للجراحة يقوم أطباؤه بخدمات طوارئ مستعجلة كثيرة.
وهو هذا التفاعل الأنساني سلبا وأيجابا مما زخرت به صفحات كتاب "جرّاح عراقي.." توثيقا جاء بعد معاناة ومشاهدة وخبرة حياة أمتدّت على أصقاع الأرض من بغداد بلد النشأة الأولى وحتى السعودية وبريطانيا ومصر العربية وبلدان أخرى كان فيها المؤلف الدكتور السامرائي جراحا ممارسا أستشاريا أو استاذا ممتحنا.
ولابد للقارئ من أن يستنتج بعد قراءة كتاب "جرّاح عراقي..خواطر وذكريات" ما يلي ودون كبير عناء:
1 أن تأثر المؤلف بوالده واضح وكبير ومنذ عمر مبكر، ولا يستغرب القاريء ذلك اذا علم أن يوسف عز الدين علم من أعلام الثقافة والأدب يشار أليه بالبنان، ليس في وطنه العراق فحسب وأنما في أرجاء الوطن العربي وبلدان العالم الأخرى التي توافرت فيها كتبه ومؤلفاته.وقد كان لنصائحه وتوجيهاته ودعمه – وهو من المتوقع في علاقات الأسر الكريمة- دورها الكبيرفي نجاح مسيرة الطبيب الجرّاح أسل السامرائي. فتراه وهو يقرأ كتب الشعر في مكتبة الوالد البيتية ويحفظ قصائدا كاملة لم تكن المدرسة تطلب حفظ أكثر من أبياتها الأولى. وقس على ذلك مما أورده المؤلف وهو يستحلب ذاكرته لتعود الى أيام دراسته في ثانوية الأعظمية ببغداد تلك الكائنة قرب المقبرة الملكية والتي لا يزال يذكر مرور ملك العراق حينها فيصل الثاني بها للزيارة بسيارته دون حرس خاص. (أنظر ص 15).
2 أن للمؤلف ميوله الأدبية الشعرية خاصة وهو طالب كلية الطب بجامعة بغداد. وانها لهذه الثقافة الأدبية التي جعلت من قلمه يبدع شعرا حينذاك حتى أنه وضع دفتر مذكرات وظلّ يسجّل ما ينظم. يقول " فقد أعجبت بأحدى زميلات دراستي وكتبت لها الكثير من القصائد والتي ألقيت أحداها في حفلة عيد ميلاد الأستاذ خالد ناجي" ص23..(وخالد ناجي هو أستاذ الجراحة المعروف في كلية طب بغداد). وتتحدث صورته المنشورة على ص 30 عن ذلك حيث تراه واقفا في قاعة المحاضرات في كلية الطب شاعرا في ندوة شعر.
3 أن الجرّاح أسل السامرائي لم يكن ليريد الاّ أن يكون جرّاحا وليس غير ذلك من أختصاصات الطب وما أكثرها. فتراه وقد سنحت له فرصة السفر الى لندن يبحث عن واحد من أمهر جراحيّها وهو أيفر لويس ليكون معه متدربا وطالب مهارة. ولويس نفسه هو اول جرّاح لعمليات الصدر المفتوح حيث يعمل على أزالة الخثرة من شريان الرئة كما لديه طريقته الخاصة في أستئصال سرطان المرئ، حسب ما يذكر الكتاب ذلك في ص 46. وهناك في فصول الكتاب الأخرى شواهد على ذلك ودلالات.
4 أن حب الوطن العراق والتمسك بالثوابت الوطنية والعربية والأسلامية واضح عند الجرّاح المؤلف، فتراه يحبذ العودة لوطنه العراق بعد صدور قانون أصحاب الكفاءات بدل التمتع ببعثة دراسية لشهادة الماجستير " فقد سئمت الغربة ووددت خدمة أبناء جلدتي في العراق" ص54. ثم تراه من طيب خلقه ودماثته يتبرع بدمه لمريضه " فقلت للمقيم خذ مني دما له وجهّزه للعمليات فقد كانت فصيلة دمه مثل دمي وفعل" ص62.
وتراه بجرأته يخبر وزير الصحة عن نقص شديد في صالة عمليات الجراحة في الموصل بعد أن طالبه رئيس القسم أن يرسم صورة وردية للحال. ولكنه من جانب آخر يعتب على أناس أوجدوا ظرفا ليظّل يعيش المبدع الماهر بعيدا عن أهله وأصحابه، فتراه في فصل الكتاب التاسع يعود لأسباب تركه عمله الجراحي في مدينة الرياض ليقول "كنت أفضّل البقاء وأولادي وعائلتي في الرياض الاّ أن أخوتي في الدين والعروبة لم يقبلوا أولادي وقبلهم الغرباء في جامعاتهم"...وهو يقصد الجامعات البريطانية. ثم أنه كان يحسن التعامل مع الزميل الذي يصّر على أن لا يعامل أسل بالمثل. ومن ذلك شواهد في كتاب الخواطر والذكريات لا أدّل منها ما جاء في ص126 من الكتاب.
5 أن عمل الطبيب لن يكتمل بالواجب الروتيني السريري مع المرضى فقط دون أن يكون الطبيب باحثا ومفكرا، صاحب عقل يلاحظ ويستنتج وينشر علومه وبحوثه على الملأ. وهكذا ركّز كتابنا على البحوث الجراحية والحالات النادرة التي عمل عليها الجرّاح السامرائي ونشر أغلبها في مجلات علم الجراحة المعروفة في العالم حتى نال على بحوثه درجة الأستاذية في العربية السعودية. وقد جاء ملحق كامل في نهاية الكتاب ليفصّل في طبيعة بحوث المؤلف وما نشر من بحوث طبية جراحية.
وأحتوى الكتاب كذلك عشرات الصور الملّونة الجميلة المعبّرة عن رحلات المؤلف وجولاته السياحية والعلمية في أنحاء العالم المختلفة حيث خصصّ للرحلات فصلا كاملا (الثالث عشر) راح فيه قلم المؤلف يصول ويجول، مطلعا القارئ على طبائع الناس في أرجاء المعمورة بأسلوب سلس وشيّق.
وتبقى لي ملاحظة على كتاب الجرّاح العراقي أسل السامرائي لابد من أيرادها راجيا أن تؤخذ بنظر الأعتبار في الطبعة الثانية. فكم كنت أتمنى أن يختم المؤلف كتابه بما يوصي به دروسا وعبرا، الأطباء العراقيين ممن يطلبون علم الجراحة سعيا ليكونوا جرّاحين من الماهرين النطاسيين، خاصة وأن الحال الصحي الحاضر في العراق والوطن العربي عموما لا يسّر، وفيه من العلل والمشاكل الكثير، حادة ومزمنة.



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب - كلية طب بغداد في ثمانية عقود-
- لذة العبور نحو الشرق قراءة في مجموعة -رقصة التنين - (1) للقا ...
- يوم في لندن
- الأستاذ الطبيب محمد علي خليل المدامغة في ذمة الخلود
- أمراض المبدعين: الفنان العبقري ليوناردو دافنشي
- قالوا وقلت: حول التعليم المستمر للطبيب العراقي
- عام 2012 طبيا: فئران من خلايا الجلد وعلاجات للشلل
- ويني و ويلي: قصة قصيرة جدا
- الفضاء القصصي في مجموعة القص -رقصة التنين-
- السيدة أولوين: قصة قصيرة جدا
- يوميات طبيب: فقدان وعي!
- يوميات طبيب: قصتان قصيرتان جدا 1: أزرقاق 2: ضمور دماغ
- أطباء عراقيون يجتمعون في لندن ويناقشون أزمة طب التخدير في ال ...
- أحتفالية كتاب قصصي في ويلز: التنين يرقص على أنغام القص والقص ...
- أقصوصتان:1. زوجات وأزواج 2. تدريب قادة
- حول الجمعيات الثقافية العراقية في الخارج
- عنيّن: قصة قصيرة جدا
- لقاح الهوى
- يوميات طبيب
- الخلايا الجذعية تفوز بجائزة نوبل في الطب لعام 2012


المزيد.....




- استطلاع: الأهل يعانون من الإرهاق الشديد والعزلة والوحدة.. ما ...
- الصين تتهم الولايات المتحدة بتشديد العقوبات وفرض حصار تكنولو ...
- Vivo تطلق ساعة مميزة يمكنها الاتصال بالشبكات الخلوية
- فوائد تناول الأسماك الزيتية للصحة
- رائدا فضاء روسيان ينفذان مهمة خارج محطة الفضاء الدولية
- يا لولو يا لولو في نونو .. تردد قناة وناسة كيدز Wanasah 2024 ...
- كرواتيا تستقبل أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية بالمياه ...
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - قراءة في كتاب -جرّاح عراقي..خواطر وذكريات-