أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المساوي - الريع الثقافي؛ من وحي المهرجان الوطني للفيلم بطنجة














المزيد.....

الريع الثقافي؛ من وحي المهرجان الوطني للفيلم بطنجة


محمد المساوي

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 16:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إلى روح فقيد الشعب المغربي إدريس بنعلي.
من خلال متابعتي لفعاليات المهرجان الرابع عشر للفيلم الوطني بطنجة، عنّت لي ملاحظة طَرحتْ لديّ أكثر من سؤال، وفحوى هذه الملاحظة؛ أن العديد من المنتسبين للحقل الثقافي والصحافي ولّوا وجوههم شطر عروس الشمال للاستفادة من ولائم المهرجان. صادفتُ العديد من الكتاب المعروفين والصحافيين المشهورين يتنقّلون بين سينما "روكسي" وأفخم فنادق المدينة وحاناتها. قد يبدو الأمر عادياً، لكن حينما استقصيت الأمر بدا لي أن العديد من هؤلاء الصحافيين هم الآن لا يعملون مع أية مؤسسة صحافية، مما يعني أن حضورهم ليس من باب التغطية الإعلامية للمهرجان، بل لغرض آخر ولسبب قد لا نفهمه نحن السّذج؟ كما صادفت مثقفين لا علاقة لهم بالسينما ولا بالنقد السينمائي، لكن مع ذلك هم حاضرون يستفيدون من ولائم المهرجان...
ثمة من هؤلاء من تربطه علاقة "حميمية" مع "مول الشكارة" الذي يستأثر بحق "الإفتاء" في السينما المغربية، وثمة من يشهد لهم التاريخ أنهم قدموا "خدمات جليلة" للدولة المغربية من خلال مشاركتهم في تدبيج ما سُمّي بتقرير الخمسينية، وكذا مساهمتهم الفعّالة في تبييض وجه الدولة عبر هيئات ومجالس أُنشئت لهذا الغرض، مما يعني أن سرّ تواجدهم هو أنّ الدولة تكرّم خدامها الأوفياء من خلال تمكينهم من الاستفادة من ريع المهرجانات المتخمة ب"البريستيج"، هذه المهرجانات التي تُستخلص تكاليفها من أموالنا نحن دافعي الضرائب.
بعد كل الذي لاحظته، منه ما ذكرته أعلاه ومنه ما تغاضيت عن ذكره عملاً بقاعدة "وما خفيّ كان أعظم"، تذكّرت النقاش الذي جمعني أكثر من مرّة بالعديد من أصدقائي ورفاقي حول مساهمة كلّ من المثقف والفنان والصحافي المغاربة في معركة التغيير، ولماذا هذا الاستنكاف عن إبداء الرأي ومواكبة اللحظة التاريخية بما يستلزم ذلك من مسؤولية ونكران للذات. كنتُ أناقش أصدقائي فنقارن حالة تونس ومصر مع حالتنا، فنجد بوناً شاسعاً جداً في طريقة تعاطي المثقفين مع الحراك؛ في مصر وتونس كان ثمة قطاع واسع من الصحافيين والفنانين والمثقفين الذين اختاروا منذ البدء الانحياز إلى معركة التغيير، بل منهم من لعب دوراً محورياً في التعبئة للثورة وحمايتها من سهام التشهير التي أطلقتها الأنظمة القائمة، على سبيل المثال لا الحصرّ؛ الفنان المصري خالد الصاوي نزل إلى ميدان التحرير منذ اليوم الأول، ولم يبق في منزله حتى يرى إلى أين ستميل الكفة، بل نزل في اليوم الأول متأبطاً أشعاره، يلقيها أمام الجماهير لتحميسها وإعطاء الثورة بعدها الفني والإنساني الجميل ...
في المغرب لا ننكر أن ثمة فنانين ومثقفين كانوا مع التغيير، لكن للأسف جلّ هؤلاء كانوا مع التغيير بقلوبهم لا بمساهماتهم المباشرة كما فعل خالد الصاوي ورفاقه، أو كما حدث في تونس حيث فرق مسرحية بأكملها نزلت إلى اعتصام القصبة، وكذا أصوات غنائية شاركت في الاعتصام وأدت أغاني حماسية في الهواء الطلق. وما يصدق على الفنانين يصدق على المثقفين والصحافيين، نفس الوضعية؛ في مصر أصوات ثقافية شهرت بمواقفها القوية حتى قبل 25 يناير مدعمة للحراك ومشاركة فيه، كانت هناك عملية تململ حقيقي تمّ على أساسه الفرز بين المواليين للنظام والموالين للتغيير، سواء في المجال الصحفي أو الفني أو الإبداعي والثقافي. عكس عندنا في المغرب ظلت "حكمة" عدم وضع البيض في سلّة واحدة هي السائدة، حتى من كان هواه مع التغيير ظل يتعامل بمنطق سلّم تراتبية تغيير المنكر في الحديث المشهور "فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، كذلك كان شأن أغلب من يمكن عدّهم في صفّ معركة التغيير . أمّا في الجهة الأخرى المعادية للتغيير فكانت تؤم الغالبية الساحقة، وانبرى أغلبهم للقيام بدور تنظيف إسطبلات "أوجياس" من الروث العالق بها منذ ما ينيف عن الخمسين سنة وليس الثلاثين فقط كما في الأسطورة. لذلك لم يكن من الغريب أن تجد مثقفاً حداثياً متشبعاً بحداثته حتى النّخاع، لكنه في الوقت نفسه يدافع بكل ما أوتي من قوة عن الملكية التنفيذية، وأن يدافع عن علمانية الأفخاذ العارية والتنانير القصيرة مقابل وقوفه ضد علمنة الحقل السياسي. إن هذه الشيزوفرينا الثقافية التي أصابت مثقفينا الحداثيين مردّها إلى سلطة الريع الثقافي التي أضحت هي العملة الرائجة. وتدفع المثقف حين صياغته لموقفه إلى التأرجح بين قول الحقيقة وبين سلطة المائة دينار التي تنتصر غالباً.
إن من أعطاب التغيير في وطننا شيوع ثقافة "أعطيه مائة دينار"، لم يسلم من هذه الثقافة أي قطاع؛ من السياسة إلى الثقافة والرياضة والفن والتعليم والتشغيل... دائما منطق الريع هو السائد هو المتحكّم أماّ الكفاءة فلا تحضر إلاّ بوصفها الاستثناء الذي يؤكد القاعدة. لذلك يقلّ وجود أصوات ثقافية حرّة، وفي حال وجودها فإنها لا تسلم من الضغوطات التي تنهال عليها من كلّ حدب وصوب بهدف محاصرتها ودفعها إماّ للتراجع، أو على الأقل لتوريطها في معارك هامشية استنزافية لدفعها للارتكان إلى الصمت وهجرة الفضاء العمومي، كما فعلوا مع المهدي المنجرة مثلاً. في المقابل ثمة تعاظم كبير لأعداد كَتَبة التبرير وعشاق الولائم.



#محمد_المساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسة
- قبلة -سبايدرمان- ونزعة ترقية موضوع الجنس
- وطن -السنطيحة-
- قبلة المطار
- بنكيران من الشعبوية المفرطة الى الفاشيستية
- حوار صريح مع صحفي غير صريح
- المسكوت عنه في قرار انسحاب -العدل والاحسان- من حركة 20 فبراي ...
- السيدة هلاري و-الشيخ- القرضاوي يشيدون بعرس الذئب؟
- الملكية وحزب العدالة والتنمية الاسلامي
- افتحوا الابواب:شبيبة المغرب الكبير قادمة
- في مديح الردة
- العرابthe godfather
- بنكيران، خيرات، شعو، ووزارة الداخلية؟؟؟
- إني أتهم،المثقف :كلب الحراسة الجديد
- في حوار مع الشاعر ادريس علوش
- رسالة الى رئيس جهة الحسيمة-تازة-تاونات
- من منظمة الى الامام الى النهج الديموقراطي، قطيعة ام استمراري ...
- ملاحظات ووجهة نظر حول ندوة وكلاء القاعديين بمراكش
- ملاحظات حول ندوة شيوخ القاعديين بمراكش
- صحافي الصحافة الصفراء والاضرابات العمالية,عمود شوف تشوف نموذ ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المساوي - الريع الثقافي؛ من وحي المهرجان الوطني للفيلم بطنجة