أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جاسم ألصفار - -عمود السحاب--دروس وعبر (ألجزء ألأول-ألبدايات)















المزيد.....

-عمود السحاب--دروس وعبر (ألجزء ألأول-ألبدايات)


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 21:01
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



شرعت إسرائيل في 14 نوفمبر/تشرين الثاني بتنفيذ عدوان عسكري واسع النطاق على قطاع غزة الفلسطيني، أطلقت عليه اسم (عمود السحاب)، متذرعة بسقوط صواريخ القسام على الشريط الحدودي الجنوبي لإسرائيل. وقد كان الغرض من العملية، تصفية قيادات فلسطينية ميدانية والقضاء على البنى التحتية العسكرية والادارية للقطاع. ومع ان الحرب العدوانية على غزة لم تدم اكثر من ثمانية ايام لم تأتي بأي تغيير على الارض الا ان عبرها كانت كبيرة في حسابات ماضي ومستقبل المقاومة الفلسطينية.
فمنذ بداية سبعينات القرن الماضي وبعد ان اقر المجلس الوطني الفلسطيني ضرورة اقامة السلطة الفلسطينية على الاراضي التي يندحر عنها الاحتلال الإسرائيلي، واجهت حركة المقاومة الفلسطينية منعطف جديد وضعها امام مهام ومسالك جديدة في كل ابعادها الفكرية والعملية. ومع وجود تراث عالمي غني في التعامل مع جدلية السلطة والثورة في ظروف المقاومة الشعبية من اجل التحرر من ربقة الاحتلال، كان آخرها حرب الانصار في الاتحاد السوفيتي والمقاومة الباسلة لثوار الفيتكونغ في فيتنام في القرن الماضي. الا ان التشوش والعجز عن وضع رؤيا جديدة تنظم ثنائية السلطة والثورة على قاعدة استمرار مقاومة ودحر الاحتلال ادى الى خلخلة العلاقة الجدلية بين مشروعي السلطة والثورة منذ اللحظات الاولى لإنشاء السلطة الفلسطينية على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة. واتجه الوضع نحو تذويب جسد الثورة في هياكل السلطة البيروقراطية.
وقد شجع هذا الوضع الناشئ عن قضم السلطة لآليات عمل المقاومة وتحديدها لنشاطها، في ان تقرر اسرائيل الانسحاب من طرف واحد عن قطاع غزة. الا ان الوضع في غزة مضى في مسار اخر فرضته ملابسات العلاقة بين اطراف المقاومة هناك اضافة الى استفادة المنظمات الفلسطينية في القطاع وعلى رأسها حماس من التجربة الذاتية والتحديات التي واجهتها المقاومة بجميع فصائلها منذ قيام السلطة الفلسطينية. وبالضد من توقعات القيادة الاسرائيلية، فقد ترتب البيت الفلسطيني في غزة بعد خروجه عن الطاعة لسلطة رام الله على اساس نوع من التوافقات بين الادارة السياسية للقطاع والتشكيلات القتالية لقوى المقاومة المتمترسة في غزة، حافظت فيها الكوادر الميدانية للمقاومة على قدر من الاستقلال عن هياكل السلطة. وقد كان لهذا الواقع اثر بالغ في تطور المقاومة واشتداد عودها وقدرتها على التصدي للعدوان.
يتعين على المقاومة الفلسطينية وضع حساب دقيق ليس فقط لعناصر قوتها وضعفها بل ولعناصر قوة وضعف العدو الصهيوني دون مبالغة وبعيداً عن الهلع. ولكنها يجب ايضاً ان تواجه العدو في معاركها المصيرية بخيار واحد هو الانتصار في الصمود. قرأت مرة حكاية لا اعرف ان كانت واقعية، عن أحد اباطرة اليابان اشتهر عنه انه كان قبل كل حرب يخوضها يلقي بقطعة نقدية فان جاءت صورة يبشر جنوده بالنصر وان جاءت كتابة يحذر جيشه من الهزيمة. ولكن الملفت في الامر ان الصورة هي التي كانت تتكرر كلما القى الامبراطور بقطعة النقد، فيفرح جنوده ويشتد حماسهم للقتال حتى بلوغ النصر.
تمر الاعوام وجيش الامبراطور يحقق الانتصار تلو الاخر الى ان تقدم العمر بالإمبراطور وحانت ساعة احتضاره. وفي الدقائق الأخيرة للوداع سأل ولي العهد أبيه الامبراطور عن القطعة النقدية التي جلبت الحظ للإمبراطورية وطلبها من ابيه. وقد كانت المفاجأة كبيرة لولي العهد عندما اكتشف ان وجهي العملة كان صورة. هكذا تزرع الآمال وتمد الجسور نحو المستقبل. حيث يتعين على الشعوب ألتي تواجه معارك مصيرية، أن لا يكون لها فيها سوى خيارين اولهما النصر وثانيهما النصر أيضاً. وكان هذا على الاقل ما أوحت به المقاومة الغزاوية عندما ضربت تل ابيب ورفضت شروط اسرائيل للتهدئة في المرحلة الاولى للمفاوضات.
وهناك موضوع اخر لابد من التطرق اليه، يخص ميزان القوى الدولي وتأثيره في الحدث الشرق أوسطي. فمع ان الولايات المتحدة الامريكية لم تعد القوة المحددة الاوحد لمصير دول وشعوب الشرق الاوسط الا انها مازالت تلعب دوراً كبيراً ومؤثرا في ألمنظومة الجيوسياسية للمنطقة لذا فلابد من قراءة صحيحة لتوجهات سياسة البيت الابيض الامريكي. وتجدر الاشارة هنا الى ان الطموح الامريكي للهيمنة على العالم هو القاعدة الاساسية لنظرية الاستقرار المالي والاقتصادي الامريكي، لذا فان الادارة الامريكية تولي اهتماماً بالغاً لمنظومة الدراسات الاستراتيجية والتحسس المبكر للمتغيرات على الارض في كل منطقة من مناطق العالم. وتبعاً لذلك تقوم السياسة الامريكية في الشرق الاوسط على محورين اساسيين أولهما، تحجيم انشطة الدول الكبرى الاخرى (كالصين وروسيا) الاقتصادية والسياسية والعسكرية في المنطقة، وثانيهما، تسخير امكانات المنطقة لخدمة المصالح الامريكية الاستراتيجية العالمية. ولتحقيق مآربها تنظم امريكا اولويات تحالفاتها وشبكة علاقاتها بالدول والمنظمات والشخصيات الفاعلة والقادرة على التحكم في التغيرات المفاجئة وغير المحسوبة، وخاصة تلك التي تتعارض مع مشاريع امريكا وتطلعاتها في المنطقة. ويتعين على حلفاء امريكا في المنطقة لكي ما تشملهم الرعاية والحماية الامريكية ان يتناغموا في قراراتهم السياسية مع المشروع الامريكي، هذا ان لم يكونوا هم انفسهم جزء من هذا المشروع.
وفقاً لما تقدم يجب قراءة كل التحركات الخليجية والسعودية والمصرية اضافة الى التركية ابان وقبل العدوان على غزة. فهل كانت هذه بالذات هي قراءة المقاومة الغزاوية لمواقف الدول والمنظمات الاقليمية والعربية المنسجمة مع المشروع الجيوسياسي الامريكي، وكيف كانت انعكاساتها على الموقف من تلك التي تقاوم هذا المشروع؟
لقد بدى موقف حماس قبل العدوان على غزة، لمعظم المراقبين مرتبكاً وإنقلابياً عدمياً في ترتيبها لتحالفاتها. فبعد انقلابها على النظام السوري توارت قيادة خالد مشعل خلف بيانات خجولة ومبهمة عن استمرار علاقاتها بالمقاومة اللبنانية وايران، مشيدة في نفس الوقت بتوافقاتها مع السياسات الخليجية والمصرية والتركية. على ان هذا الخيار الإنقلابي لحركة حماس، أسقطته اسرائيل منذ اليوم الاول لعدوانها، حيث عاد خطاب المقاومة الغزاوية بفصائلها المتنوعة بما فيها قيادة حماس في الداخل الى التأكيد على تحالفاتها التقليدية مع ايران والمقاومة اللبنانية. وانعكس هذا التغير على موقف المقاومة من النداءات السعودية والخليجية والتركية او حتى ألمصرية التي كانت تحث المقاومة على عقد اتفاق هدنة مع المعتدي بشروط تمس وجود واستمرار المقاومة.
ولابد من الاشارة اخيراً الى ثغرات لا يستهان بها وعثرات تحول دون نجاح الفلسطينيين في تحقيق تحالفات خارجية وتضامن شعبي دولي لا غنى عنه لتبريد الرؤوس الساخنة في اسرائيل وعرقلة مشاريع العدوان. ولو تجاوزنا اعمال التهريج الاعلامي لبعض كوادر حركة المقاومة الاسلامية التي سبقت ورافقت العدوان، فالمقاومة الغزاوية وعلى رأسها حماس لم تعر اهتماماً كافياً للارتقاء بإعلامها بحيث يكون له صدى انساني يعبر عن مظلومية الشعب الفلسطيني ومحنته التاريخية. واكتفت حركة المقاومة في غزة بترديد صيغ سياسية انفعالية وعدمية أفقدتها تعاطف اصدقائها التقليديين في أوربا واسرائيل وقلصت من مستوى تضامنهم معها أيام العدوان. فغياب برنامج مستقبلي فلسطيني يواجه المشروع العنصري الصهيوني لمستقبل اسرائيل أتاح للدولة ألعبرية فرصة كبيرة للتسويف ولتشويه سمعة المقاومة سواء بين اليهود في اسرائيل او عند الشعوب الاوربية. وهذا ما جعل مهمة اليسار الاوربي صعبة، في التحشيد لمسيرات ومظاهرات ضخمة جابت بعض العواصم الاوربية احتجاجاً على العدوان الاسرائيلي الاخير. بينما كانت هذه المهمة اكثر تعقيدا عند تنظيم احزاب اليسار وقوى السلام في اسرائيل فعاليات جماهيرية احتجاجاً على الحرب.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل قصيرة من بغداد-2 (حوار في موضوع المقاومة)
- رسائل قصيرة من بغداد-1
- قضية ألبروليتاريا هي قضية ألمجتمع بأسره
- قراءة لرسائل مفتوحة
- ألأصالة
- قراءة هادئة للوضع في سوريا
- ألذاكرة وألتوبة
- أفكار إشتراكية في ألمسألة ألقومية
- لمن تقرع أجراس ألربيع ألعربي
- يسار خارج ألزمان وألمكان
- ألإشتراكية وألديمقراطية
- ملاحظات نقدية على ألوثيقة ألفكرية للمؤتمر ألوطني ألتاسع للحز ...
- أليسار ألعراقي ورياح ألتغيير
- أقكار حول ألملف ألخاص بمقترح إنشاء فضائية يسارية علمانية


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جاسم ألصفار - -عمود السحاب--دروس وعبر (ألجزء ألأول-ألبدايات)