أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم ألصفار - ألذاكرة وألتوبة














المزيد.....

ألذاكرة وألتوبة


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 15:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ألذاكرة وألتوبة



كان ذلك على ما أذكر في صيف عام 1989، كنت عائدآ إلى موسكو في إجازة من مكان عملي في ليبيا، وقد كانت ألأجواء هنا مشحونة سياسيآ يرافقها ململة وسكون يسبق ألعاصفة وحالة من ألترقب ألحذر لمسار تطور مشروع ألبيرسترويكا ألغرباجوفي. ومع أن مكان إقامتي في روسيا ليس ألعاصمة، بل مدينة صغيرة تبعد عن موسكو 140 كم، فقد قررت ألمكوث بعض ألوقت في ألعاصمة ليتسنى لي ألتعرف على ألوضع عن كثب وألمشاركة في ألفعاليات وألأنشطة ألثقافية وألاعلامية ألتي تنظم في موسكو.

ألكتابة عن تلك ألفترة ألتي سبقت إنهيار ألاتحاد ألسوفيتي سأتركها إلى فرصة أخرى، وسأتوقف هنا عند موضوعة أثارت إهتمامي كثيرآ في ذلك ألوقت. وهي، ما ألذي يدفع ألناس هنا نحو ألتغيير، دون أي وقفة تأمل في ألبديل؟ إنه ألخوف من ألعودة عن ألتغيير كما حصل في زمن غير بعيد، أزيح فيه داعية ألتغيير نيكيتا خروشوف عن سدة ألحكم. ألخوف من ألردة هو ألذي حول كل ألمناسبات ألاجتماعية في ألعاصمة ألسوفيتية إلى منابر لشحذ ألهمم وإعادة شحن ألذات وشحن ألاخرين وألاندفاع نحو ألتغيير ككتلة شعبية عمياء، تتحرك كما أصبح يعرف فيما بعد (بوحي ألقلب).

ألمضي بوحي ألقلب، وألذي أصبح شعارآ إنتخابيآ للليبراليين ألروس في أواسط تسعينات ألقرن ألماضي، كان ألسبيل ألأمضى لخداع ألجماهير ألروسية وخلط ألأوراق أمامها. فبدل ألسعي لتشييد أساس ديمقراطي يصحح تجربتهم ألاشتراكية، دفعوا بوحي ألقلب (وليس ألعقل) نحو تقويض نظامهم ألاقتصادي ألاجتماعي، قبل بناء ألأسس ألسليمة وألراسخة للنظام ألسياسي في روسيا وألذي كان نتيجته قصف ألبرلمان بألمدافع.....وعلى أي حال فهذا موضوع آخر.

في تلك ألأيام ألتاريخية، إقترح علي أحد ألأصدقاء ألقدامى زيارة واحدة من صالات ألعرض لمشاهدة فلم (ألتوبة)، وهو عبارة عن دراما للمخرج ألجورجي تنكيز أبولادزة. ومع أن تاريخ تصوير ألفلم (1984) قد سبق ألبيرسترويكا بعض ألوقت، إلا أن عرضه في تلك ألفترة جعله واحدة من ألفعاليات ألثقافية ألمحرضة على ألتغيير باعادته لصقل مفاهيم إنسانية قديمة قدم ألانسان عن ألخير وألشر وألشرف وألضمير......

أحداث هذا ألفلم وكأنها خارج ألزمن، مع إيحاء باهت بأنها في ثلاثينات ألقرن ألماضي. تبدأ أحداث ألفلم بمراسيم وفاة ودفن دكتاتور يجد ألمشاهد في شكله ملامح هتلر وموسوليني وستالين وبيريه (رئيس ألكي جي بي في ألحقبة ألستالينية). وبعد إتمام مراسيم ألدفن وألتوديع، يستيقض إبنه في صباح أليوم ألتالي ليجد جثة أبيه في حديقة ألبيت. تعيد ألأسرة عملية ألدفن من جديد، ولكنهم يتفاجئون بتكرار نفس ألظاهرة في صباح أليوم ألتالي. وبعد بحث وترصد يلقى ألقبض على أمرأة، كانت تقوم بمفردها بنبش ألقبر وإنتزاع ألجثة ثم سحبها إلى حديقة بيته.

وأثناء محاكمتها يتبين أنها كانت واحدة من ضحايا ألدكتاتور ألذي قضى على والديها منذ طفولتها، فقررت ألانتقام لأبويها بهذه ألطريقة أللتي ترتقي في بشاعتها إلى مستوى جريمة ألاضطهاد نفسها. وفي ألمحكمة بررت ألمتهمة فعلها بأن ألدكتاتور يجب أن لا يتوارى عن أنظار ألناس وأن لا يغيب منسيآ في باطن ألأرض. ولكي لا تقوم للدكتاتورية قائمة، يجب أن تحفر صورتها في ذاكرتنا.

فألضحية ألتي يغيب عنها جلادها وتنساه تكون عرضة لتكرار ظاهرة ألجلد، خاصة عندما تكون هناك أجيال قد تطبعت على نمط حياة منظم بآليات دكتاتورية. كما أن آلة ألقمع لها مؤسساتها وأزلامها ومفكريها وكتابها ومثلها. وإذا نسى شعبنا ألدكتاتور وألمآسي ألتي عانى منها بسببه سيكون متصالحآ مع ظاهرة ألدكتاتورية بل ومنتظرآ لها. إنها ألبيئة ألمناسبة لتوالد ألدكتاتوريات.

لقد إستيقضت في عقلي هذه ألأفكار حالما إطلعت على خطاب عزت ألدوري ألأخير بمناسبة 7 نيسان وتصريحات ألسياسيين وبعضهم نواب في ألبرلمان ألعراقي على خلفية هذا ألخطاب وألتي كان في بعضها تجنبآ لذكر أي إدانة لممارسات وأفكار ألبعث بقيادة ألدوري. ثم تذكرت زيارتي لبغداد في ربيعي أعوام 2010 و2011 وكيف أن شباب في مقتبل ألعمر وغيرهم رجال لم يتجاوزوا ألعقد ألرابع كانوا يترحمون على نظام صدام حسين ويذكرون حسناته (!!!) مقارنة بألوضع ألقائم.

إنها أجراس ألخطر تقرع من جديد لتذكر ألمثقفين ألديمقراطيين ألعراقيين بأن ما يقدمونه من أجل قطع دابر ألردة وعودة ألديكتاتورية ما زال أقل من ألمطلوب. وربما يكون من ألمناسب لهذا ألغرض إنشاء صندوق بمساهمة شعبية وبدعم من ألدولة يقدم كافة ألتسهيلات ألممكنة لاحياء ألفعاليات أثقافية ألمناهضة للدكتاتورية بما فيها ألاصدارات وألنشر وحزمة من ألحوافز ألمشجعة وألتأسيس لجائزة سنوية لهذا ألغرض.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار إشتراكية في ألمسألة ألقومية
- لمن تقرع أجراس ألربيع ألعربي
- يسار خارج ألزمان وألمكان
- ألإشتراكية وألديمقراطية
- ملاحظات نقدية على ألوثيقة ألفكرية للمؤتمر ألوطني ألتاسع للحز ...
- أليسار ألعراقي ورياح ألتغيير
- أقكار حول ألملف ألخاص بمقترح إنشاء فضائية يسارية علمانية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم ألصفار - ألذاكرة وألتوبة