أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ايليا أرومي كوكو - خديجة كوكو ل الأمين العام لمنظمة العفو الدولية ( أوقفوا هذه الطائرات وحسب)














المزيد.....

خديجة كوكو ل الأمين العام لمنظمة العفو الدولية ( أوقفوا هذه الطائرات وحسب)


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 20:56
المحور: حقوق الانسان
    


خديجة كوكو ل أليكس نيف، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية بكندا ( أوقفوا هذه الطائرات وحسب)


(موقع امنستى )
( أوقفوا هذه الطائرات وحسب)، كان هذا هو المطلب الوحيد الذي طالبت به خديجة المفعمة بالحيوية والإصرار عندما أجريت لقاءً معها أمام أطلال منزلها في إحدى القرى الصغيرة بولاية جنوب كردفان السودانية الأسبوع الماضي.
ياليت الأمر كان بهذه السهولة؟! بل ينبغي أن يكون كذلك !
وقبل ذلك بشهر حلقت طائرة سودانية ضخمة من طراز أنطنوف فوق القرية وألقت عليها خمس قنابل مهلكة في تتابع سريع.
وكانت خديجة وقتذاك في السوق القريب، ومن ثم نجت من الإصابة. لكنها عندما عادت إلى منزلها أصابها الرعب المطلق مما كان في انتظارها. وجدت امرأة عجوز لم تقدر على الفرار وقد تناثرت أشلاؤها في كل مكان وقد قامت خديجة بعد ذلك بواجبها الكئيب بجمع أشلاء جسد جارتها جنبا إلى جنب.
وثمة كانت امرأة في العشرينات من عمرها، أم لخمسة أطفال وحامل في طفل سادس تمزق جسدها إلى نصفين بفعل إحدى الشظايا، وهو أسوأ ما تحدثه قنابل الأنطنوف الوحشية.
كما وجدت خديجة كوخها وقد أحرقته القنبلة ودمرت كل ملابسها وكل مالديها من حطام هذه الدنيا، وإلى جواره جلست امرأة كانت مارة بالمكان فأصابتها شظية في قدمها فأقعدتها عن المشي.
وقصة خديجة واحدة من القصص الكثيرة. فقد استمرت هذه الحملة بما تحمله من موت وخوف ودمار لسكان جنوب كردفان المدنيين مايقرب من عشرين شهراً حتى الآن.
فالقصف دون تمييز جعل القنابل تتساقط من طائرات الأنطنوف بطريقة عشوائية وهي تحلق على ارتفاعات شاهقة دون أن تكون لها القدرة على توجيه قنابلها إلى أهداف عسكرية محققة. وكان حتمياً أن تسقط قنابل كثيرة حيث يعيش المدنيون ويبيتون ويزرعون أو عند ذهابهم إلى الأسواق أو لجلب المياه أو الصلاة أو المدارس.
لقد تنقلت في قرى عديدة في الجهات التي يسيطر عليها جيش تحرير شعب السودان – قطاع الشمال وحيثما ذهبت كانت روايات السكان والشواهد المرئية متشابهة جميعها.
وفي بعض الأحيان، لم نجد مصاباً واحداً، لحسن الحظ. وفي أحيان أخرى كان جميع أفراد الأسرة تقريباً من بين القتلى. ولم تسلم أي مجموعة من السكان من الأذى على الإطلاق. ولم أجد في أي من الأماكن التي تفقدتها أي دليل على وجود أهداف عسكرية في أي مكان على مقربة منها.
وأخبرني رجل عن ابنيه كان أحدهما في العاشرة والآخر في الخامسة وكانا يركضان للاختفاء تحت أغصان شجرة فاكهة عندما سمعا أزيز الأنطنوف وهي تقترب وكان ذلك في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني. وفي هذه المرة سقطت القنبلة بجوار الشجرة تقريباً فقتلتهما كليهما. وقد شاهدت الدمار الذي خلفته القنبلة وأغصان الشجرة الضخام وقد انتزعت منها إربا إربا وغلاف القنبلة على بعد مترين إلى ثلاثة أمتار من الشجرة.
وأخذني رجل آخر إلى منزله على قمة أحد التلال. ففي 26 ديسمبر/ كانون الأول 2012 كان على مسافة قصيرة من منزله متوجها لزيارة أخيه وعندئذ وصلت الأنطنوف. كان منزله على مدى ناظريه لكن الوقت لم يتح له الوصول إليه. وفي أول تحليقها أسقطت الأنطنوف ثلاث قنابل ثم عادت لتلقي بثلاث أخريات. وسقطت أولى قنابل الدفعة الثانية على المجمع الذي فيه منزله بينما كان يراقب ذلك من فوق قمة تل مجاور دون حول منه أو قوة. وعندما غادرت الطائرة المكان واستطاع الوصول إلى بيته وجد أن أمه وزوجته وابنته ذات الشهور الخمسة قد ماتوا جميعاً.
لقد تمكنوا من الوصول إلى جحر يلوذون فيه بأرواحهم، لكن القنبلة ذاتها قد سقطت على مسافة أقل من متر واحد من مخبأهم. فلم تكن ثمة فرصة للنجاة.
ومثل ذلك حدث لخمسة أشخاص أم وابنتها واثنتان من بنات إخوتها أو أخواتها وأحد أولاد الجيران كانوا يطلبون النجاة في أحد الجحورعندما سقطت قنبلتان من طائرة أنطنوف في 18 ديسمبر/ كانون الأول. لقد جف الدم في عروقي وأنا أقف في المكان الذي كانوا سيختبئون فيه وشاهدت كم كانت القنبلة قريبة عند سقوطها على مسافة أربع أو خمس خطوات منهم.
هذه الحملة المتواصلة من الموت المتساقط تسببت خلال العشرين شهراً الماضية في مقتل وإصابة أعداد من الناس لم تعرف بعد.
غير أن أثرها أكثر خطورة من قائمة جرحاها وضحاياها المفزعة. لأن مجرد ذكر الأنطنوف فحسب ناهيك عن سماع صوت اقترابها قد أصبح الآن مصدراً للفزع والرعب.
يهرع الناس إلى أقرب الجحور ( وقد حفر كل شخص تقريباً جحراً في مكان سكنه) أو يهرعون طالبين الأمان بين الصخور أو في الكهوف في جبال إقليم النوبة. وهنا يختبئون وينتظرون.
وعلاوة على ذلك ترفض الحكومة السودانية بقسوة السماح بوصول المساعدات الإنسانية المستقلة إلى المنطقة حتى يمكن توزيع الطعام والمواد الإغاثية الأخرى مما جعل حدة هذه الأزمة تتجاوز الحد.
وليس هناك شك على الإطلاق من أن هذه الحملة من القصف التي لا يمكن تبريرها هي انتهاك للقانون الإنساني الدولي – فالغارات الجوية المتكررة دون تمييز، وكذلك الغارات المباشرة الممكن أن تشنها القوات المسلحة السودانية على المدنيين تشكل جرائم حرب. فلماذا لم تلق سوى اهتماماً دولياً ضئيلاً ؟ إن قرارات مجلس الأمن تحث وتشجع على لكنها لا تدين ولا تدمغ ما يحدث. والحكومة السودانية تتلاعب مع المسؤولين في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وغيرهم وتعد بفتح السبل أمام المعونات، لكنها تتقاعس دائماً عن متابعة ذلك بالعمل.
وفي جميع المواقف كانوا يسألونني: ” لماذا؟” ” لماذا لايهتم بنا أحد؟”
أو كان السؤال الذي وجهته لي خديجة:” لماذا لا يوجد أحد ليوقف هذه الطائرات؟” . هذا بالضبط ما يجب عمله.



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكري المنسية لأحداث ميدان مصطفي محمود بوسط القاهرة ( ميدان ...
- فايز الشيخ السليك في كتابه الزلزال : العقل السوداني ذاكرة مث ...
- إريك ريفز : إستضافة ألمانيا لمؤتمر يدعم نظام الابادة الجماعي ...
- تبت يد المستحيل جليله خميس كوكو الجبل المئة تنتصر للحق
- دعوات دولية لأنهاء الابادة الجماعية و المأساة الانسانية في ج ...
- مسؤول أممي سابق يتم -تطهير عرقي- في المناطق الجنوبية من السو ...
- البشرى مكى : ايليا كوكو جميل بالمحبة و السلام
- طوبي لصمود شعب النوبة لانهم بني السودان الابرار يدعون ...!
- السودان و زوبعة تحريم المسلمين من تهنئة أخوتهم المسيحين في ا ...
- مخاطر و تداعيات الحمى الصفراء ( الوقاية و العلاج )
- فيلم وثائقى :اوقفوا الابادة الجماعية فى جبال النوبة
- عبدالعزيز بركة ساكن روائي اسوداني أتمني أن أقرأ مؤلفة (الجنق ...
- مو يان الفائز بجائزة نوبل للاداب : وصفت رواياتي البشر بالمعن ...
- الام الناشطة مارثا كالو رائدة المرأة تصاب بقصف الانتينوف هيب ...
- الحكم الذاتي والرقابة الدولية لوقف اطلاق النار بجنوب كردفان ...
- أسباب فشل د / كمال عبيد و سفر قطاع الشمال لأمريكا
- أسباب فشل د كمال عبيد و سفر قطاع الشمال لأمريكا
- دانيال كودي لم يكن قساً و هذا محض افك و افتراء علي القسوس و ...
- الرسالة الثانية لشعب جبال النوبة الي سيادة الرئيس عمر حسن اح ...
- من روائع جبران : ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ايليا أرومي كوكو - خديجة كوكو ل الأمين العام لمنظمة العفو الدولية ( أوقفوا هذه الطائرات وحسب)