أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عزيز الدفاعي - مخطط الأخوان المسلمين ... لتفتيت العراق















المزيد.....


مخطط الأخوان المسلمين ... لتفتيت العراق


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 11:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



غالبا ما تبدو النظرة المجزئة إلى أي حدث سياسي داخل الحدود المحلية المغلقة والإطار الوطني في اغلب بلدان العالم الثالث ومن بينها بلدان الشرق الأوسط مظللة الى حد بعيد على الأقل في فهم دوافعه ومحركاته الحقيقية والقوى الكامنة تحت السطح التي تخلق الحراك وتدفع به باتجاه مسرح الإحداث ..... فقد أثبتت تطورات القضية الوطنية في بلدان عديدة في القارات الثلاث التي تصارع عليها الأقوياء بشراسة منذ مطلع القرن الماضي ان ما يبدو للوهلة الأولى وكأنة فعل وحراك محلي داخلي او انقلابات وتغيرات دراماتيكية لأصلة لأحد بها من خارج الحدود ما هي في حقيقة الأمر ألا امتداد لموجات قادمة من الخارج تقتضيها مصالح القوى العظمى مخططاتها و التي قامت بدراسة هذه المجتمعات وتحليل شخصيتها وتاريخها وتركيبتها ومعتقداتها واستطاعت تدجين الكثير من نخبها في إسطبلات السياسة وكشفت اغلب تصدعاتها وبؤر خلافاتها العرقية والإيديولوجية والدينية حتى في إطار ألدوله القومية الواحدة التي لم تظهر بعد الحرب العالمية الأولى ألا بارادة المساحين البريطانيين والفرنسيين الذين رسموا الخرائط ودقوا الأسافين ودفنوا الديناميت في باطن الأرض حتى يحين الوعد .
هذه الحقيقة الجوهرية التي غابت عن بال الكثيرين من الذين يتناولون بالتحليل واقع الأزمة العراقية الراهنة وما يجري في المنطقة العربية من صراعات وبراكين أسهب في شرحها البروفسور الراحل أدور سعيد في كتابيه الرائعين( الثقافة والامبريالية) و(الاستشراق) بما لا يدع مجالا للشك بان القوى العظمى التي اختزلت لأول مره في التاريخ بعد انتهاء الحرب الباردة بالقطب الأوحد قادرة متى شاءت على تفجير التناحر والصراعات في الدول التي تمتلك مصالح استراتيجيه فيها بإخراجها إلى السطح مثلما تفعل بآبار النفط والغاز التي تحدد الكميات المستخرجة منها وأسعارها حسب طلبها واحتياجاتها في ظرف تاريخي معين .. بمعنى أنها لا تخلق دوما المشاكل في هذه المجتمعات بل تقوم باكتشافها و وتضخيمها و تفجر ما هو موجود في أعماق النسيج الاجتماعي من تناقضات متى ما شاءت وبمساعده قوى سياسيه معارضة غالبا ما تبلع طعم الشعارات البراقة وتساهم في تنفيذ هذه التغيرات والمنعطفات الخطيرة في تاريخ شعوبها وقد تكتشف أخطاءها بعد فوات الأوان. مع قناعتنا المبدئية بان الخارج لا يستطيع أن يأخذ من الوطن ألا بمقدار ما يسمح به أبناء الوطن أنفسهم .

قد يذكرنا هذا التشخيص الجدلي في التاريخ بعيدا عن نظرية المؤامرة بمقولة هيجل حول ما يصفه ب "مكر العقل الكلي". حيث يستخدم العنف واللين والمهارة والمكر وغيرها من الوسائل غير الأخلاقية، التي تحرك و تستغل جشع الإنسان وطبيعته الأحادية وموقفه من القومية و الدين والطائفة لتحقيق أهداف النظام العالمي الجديد، التي قد تكون خافية على أبناء الشعب الواحد المتعايش عبر ألاف السنين والذين يخدع بعضهم أحيانا بخطاب الدم الفائر حول ألطائفه والقومية ورفض السلطة الذي يحولهم من أشقاء وأبناء وطن واحد إلى أعداء متذابحين لتسيل دماءهم سدى وقد ترسم خارطة الوطن الجديد المجزأ ويتم تقطيع أرضهم ووحدتهم بحرابهم وبإرادتهم العمياء مثلما حصل في يوغسلافيا سابقا التي كانت تمثل نموذجا للتعايش في أوروبا والبلقان وخاض شعبها أشرس حروب المقاومة ضد الغزو النازي بزعامة جوزيف بروز تيتو احد قاده حركه عدم الانحياز ومؤتمر باندونغ قبل ان يشعل الغرب نار الاستحقاقات الاثنية والدينية فيها بعد انتهاء الحرب الباردة وتفتيت الاتحاد السوفيتي بحيث تحولت بعد حروب عرقية دمويه ومجازر الى سبع دول صغيره كان للمجاهدين العرب والخطاب الأصولي دور أساس في تنفيذ أجندات تلك الحروب في البوسنة والهرسك وكوسوفو بعد تدريب هؤلاء وإعدادهم في أفغانستان في الحرب ضد (الروس الكفار) أهم حلفاء العرب في حروبهم الوطنية وصراعهم العسكري ضد أعداءهم .

انه مبدأ ديني ذي طابع سياسي خطير استغله الغرب ببراعة و تمت صياغته منذ ان غزا نابليون بونابرت ارض مصر عام 1798مستعينا بعدد من المستشرقين والعارفين بخفايا شعوب المنطقة ومللها ونحلها ، وكان بونابرت أول من تعهد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وصولا الى حقبه الرئيس الأمريكي ايزنهاور الذي وصف الشرق الأوسط عام 1956 ( بالساحة الفارغة) حيث كان هناك تصور استراتيجي في الغرب مفاده ان المشروع القومي الذي نجح في تفتيت ألدوله العثمانية واتخذ منذ الخمسينات طابعا وطنيا ذي اتجاهات تقاربيه مع الاتحاد السوفيتي بقياده عبد الناصر لابد من مواجهته وإجهاضه بالتقاطع مع المشروع الإسلامي الذي لابد ان يساهم في تفتيت المنطقة عبر طرح النموذج الإسلامي المشوه دون إدراك عمق الخلافات الطائفية والفقهية وتشويه النص الديني والذي يبدو واضحا عبر قراءه دقيقه لتاريخ الصراع السلطوي بعد وفاه الرسول( ص ) من هنا جاء تأسيس حركه الإخوان المسلمين في مصر عام 1928م من قبل حسن ألبنا وعمره لم يتجاوز 22 عاما فقط عندما كانت مصر تحت الانتداب البريطاني .و.يكشف مسلسل (الجماعة)الذي أعده الكاتب المصري وحيد حامد استنادا إلى وثائق رسمية سريه أن حسن ألبنا هو في الأصل نجل يهودي مغربي هاجر إلى مصر وغير اسمه!! ولم يكن الكاتب يتخيل ان السلطة بانتظار الإخوان في مصر بعد زواج عرفي مع( الشيطان الأكبر!!).

لم يتعص احد في المنطقة من مصير منظري وقاده الجهاد الإسلامي والأصولية وما نجم عن تنفيذهم لتلك الأدوار الخطيرة لخدمه المصالح الغربية والترويج للشعارات المظللة لملايين المغيبين والأمين والمهمشين والمتعصبين رغم انهم نقلوا الصراع الى خارج حلبته الحقيقية في قدس الأقداس وهؤلاء من أمثال عمر عبد الرحمن وأبو حمزة المصري والغنوشي وعمر بكري وأبو قتادة وأبو مصعب السوري تعامل معهم الغرب باحترام ومنحهم الجنسيات والحماية ومكنهم من ترويج أفكارهم المتطرفة وهو يعلم يقينا ان هؤلاء لا يؤمنون بالدولة المدنية والديمقراطية ويعتبرون الغرب( الكافر الصليبي) ألد أعداءهم لكنهم كانوا يعدونهم لتنفيذ هذا المشروع الخطير للحيلولة دون وصول تيارات الإسلام الحقيقي او الحداثة واللبرالية والقوى المؤمنة بالديمقراطية والدولة المدنية والتنمية في العالم العربي إلى السلطة والاستعاضة عنهم باستغلال العواطف الدينية في العالم الإسلامي بما يخدم مصالح الغرب لان الدكتاتوريات العربية حاربت كل معارضيها وتوقفت عند حدود المساجد والتكايا والدرواويش ووعاظ الملوك ومروجي الخطاب الطائفي وفتاوى التكفير والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعضهم لازال ينكر حتى ألان كروية الأرض.!!

ربما بعد فوات الأوان اكتشف منظر الجهاد الأصولي والمبشر بالحور العين للمجاهدين العرب في أفغانستان الفلسطيني الشيخ عبد الله عزام انه أخطا حين تناسى قضيه فلسطين معيار الذهب وأساس قياس الشرف والإخلاص للدين والوطن والعروبة وسار وراء مشروع بريجنسكي في أفغانستان لطرد الشيوعيين الروس من كهوف طورا بورا.. هذا المشروع الذي نظر له سيد قطب متأثرا بآراء المودودي والذي تحول الى نهج مسلح تكفيري عبر أفكار صالح سريه ومحمد عبد السلام فرج وعاصم عبد الماجد وعبد القادر عزيز ومولته أموال النفط ودرب مجاهديه العرب ضباط المخابرات المركزية الامريكيه في بيشاور والذي ولد في رحمه تنظيم القاعدة الارهابي... فما ان انسحب الروس حتى تم اغتيال الشيخ عزام في 24 نوفمبر 1989 من قبل المخابرات الامريكيه والباكستانية بواسطة خليه تابعة لأسامة بن لادن لأنه جاهر برفضه لأي احتلال او تواجد أجنبي على ارض إسلاميه وكان على خلاف شديد مع أيمن الظواهري واعترف عميل أردني مزدوج ان الظواهري كان وراء تصفيته.

ولقي نفس المصير من نفس القوى الخفية القائد احمد شاه مسعود الذي وقف بالضد من رباني وسياف وقلب الدين حكمت يار لأنه عرف صلاتهم المشبوهة بالأمريكيين والباكستانيين ألد أعداء المشروع الوطني في أفغانستان التي دخلت في حروب لن تنتهي أبدا بعد ان اوصل الصراع حركة طالبان الى السلطه...نفس المجازر بين أبناء البلد الواحد نفذها المجاهدون العرب في الشيشان حيث شاركوا باغتيال سلمان راضوييف أشجع وأذكى القادة الميدانيين ضد القوات الروسية .... وبنفس المهارة تعاون هؤلاء المجاهدون العرب ونقلوا احدث الصواريخ والأسلحة الامريكيه وبضمنها صواريخ ستنغر الى كوسوفو وارتكبوا أبشع المجازر ضد الألبان المسلمين والصرب لأثاره الرأي العام ضد بلغراد ... يقول الكاتب والمخرج البريطاني الشهير جون بيلغر مؤلف كتاب ( لا تقل أكاذيب ) نقلا عن قائد قوات الأمم المتحدة في البلقان عام 1999 الجنرال لويس ما كنري قوله : أن اغلب الذين ارتكبوا المذابح ضد المسلمين الألبان في كوسوفو كانوا من المرتزقة من الشيشان والأفغان والمجاهدين العرب وقوات لبلاك ووتر واتهموا لاحقا الصرب بارتكابها ...
و لعل ما تركه المجاهدون في السودان والصومال ثم في مالي من تمزق وصراعات أهلية يكشف عن حقيقة هذا التيار ومن يتحكم به ولمصلحه من يعمل بعد ان بلغ المشهد ذروته بالإعلان عن تصفية احد أهم قادته أسامة بن لادن في حكاية غامضة محيره. ليبدأ بعدها نقل المجاهدين لتحقيق سيناريو الربيع العربي في ليبيا تحت إشراف الناتو ومشايخ الجهاد ومن ثم انتقلوا إلى سوريا ليتحول اسم القاعدة المستهلك والممقوت إلى (جبهة ألنصره) ومقاتليه خليط من القادمين من كهوف أفغانستان وبنغازي والشيشان والمغرب والنيبال وباكستان بقياده وتوجيه مرتزقة وضباط مخابرات أتراك وعرب وفرنسيين وبريطانيين سبق للمئات منهم أن مارسوا الذبح والتفخيخ والاغتيالات في العراق .
.
مشروع الربيع العربي بجوهره الطائفي وأدواته البشرية وإيديولوجيته وشعاره( امة أخوانيه واحده.... مع نداء واردغوناه )!!! إذن هو جزء من هذا المخطط الذي لم يعد يخفى على احد حقيقته او ودوافعه الباطنية... فالذين تخلصوا من دكتاتوريات الأمس الذين حماهم الغرب وقواهم وساندهم على مدى نصف قرن وجدوا أنفسهم ثانية بعد سرقه ثورات هذه الشعوب وحرفها عن مسارها الوطني مثل الذي بلا رداء يسترهم وسط رياح الصراع والإقصاء والتناحر الطائفي السلطوي وإطماع الكبار وهو يشاهدون مندهشين ما حل باليمن وليبيبا وتونس ومصر وخراب سوريا ومن قبل ومن بعد العراق... حتى أصبح الصباح وتغيرت الخرائط وتناثرت الجثث وتمزقت الأوطان وتوقفت عجله الإنتاج وانهارت العملة الوطنية وشرد الأهل في الخيام وساد التناحر بين أبناء البلد الواحد الذين أمسوا بسحر عصى فرعون الربيع العربي أعداء لن تفلح كل المعجزات في توحيدهم على الصراط الوطني بعد ان سالت الدماء وتنامت الأحقاد والضغائن والذكريات المرة واجتزت الرؤؤس.

أنها لعبة العميان العازفين على الربابة بفرح مع المشروع الصهيوني- الغربي الذي بنص على ضرورة تمرير الخديعة السياسية بتغيير اتجاه الغضب الجماهيري العربي وتحريك الشارع المضطهد ضد النظام الرسمي العربي بدلا عن الاحتلال ومن يسانده وقوى الاستكبار والاستغلال ثم تثوير التصادم بين المكونات الوطنية نفسها, و التقاط هذه الفرصة التاريخية بدهاء مفرط ومضلل للعقل العربي وفق مقوله حكيم ألامه علي ابن ابي طالب كلمه الحق التي يراد من وراءها باطل ..... لم يسال هؤلاء الثوار والمتصارعين لماذا يدعم الغرب وبعض من الأنظمة العربية هذا التيار في الشارع العربي .؟؟؟؟..هل من اجل التأسيس للدولة المدنية وتحقيق والعدالة والتنمية عبر تسليم القرار الى تيارات أصوليه ذات أفق واحد متشدد وطائفي لاتؤمن بالديمقراطيه خبرها الغرب وتعامل معها واتهمها دوما بأنها ترعى وتمول الإرهاب ألا بعد ان خنعت و تعهدت له بالطاعة والولاء المطلق بعد ان سعى عبر الأقلام المأجورة والفضائيات المشبوهة الى تمرير فكره مفادها ان المشروع المدني العلماني غير قابل للتطبيق في بلداننا لما جرته أحزابها القومية واليسارية من نكسات وهزائم وان لا بدائل حقيقية في العالم العربي سوى العودة إلى القران وألسنه وهنا يكمن الفخ التاريخي .
مروجو مثل هذه المقولات يتناسون ما حصل في التاريخ العربي من صراع سياسي و كيف ان الشعارات التي رفعت فيها المصاحف والسيوف لم تؤسس للعدالة او تطبيق قيم الله والإسلام الحقيقية وان النتيجة هي الفوضى الطائفية العارمة التي ستمزق أمتنا الإسلامية وشعوبنا الى طوائف وفرق وكانتونات عبر خطاب التخوين والتكفير والعمالة لمحوري انقره او طهران دون ان يلتفت المغيبون والمتعصبون لما حدث بعد عزل مصر عام 1977م وتدمير واحتلال العراق عام 2003م وتحويل سوريا الى خرائب وأنقاض بهمة لا تقل عن تنافس المنتصرين على نفط ليبيا وترك اليمنيين ينحرون بعضهم يوميا بعد طقوس القات السياسي وهي صور غيبت عن الإعلام مثلما غيبت مطالب البحرينيين الشعبية العادلة لان ربيعهم لا ينتمي لربيع الإخوان وقد صدق طه الدليمي الذي توعد ب( الربيع السني القادم ) في العراق !!! هو أمر يؤكد كل ظنوننا حول هوية هذا المخطط وأدواته.
انه مشروع لا يتورع عن ترك بحيرات من الدماء ليضفي شرعية أكثر على نموذج الحكم الوراثي النفطي دون الحرج من الملكية المطلقة التي تدعي دعمها للربيع العربي بمباركه وإشراف الغرب المخادع الذي يدعي مكافحه الإرهاب والأصولية ونشر ثقافة حقوق الإنسان ولكنه لا يخجل في ذات الوقت من تسليم القرار الى بلحاج والغنوشي والعرعور ومرشد الإخوان وقاده السلفية ...وهو نموذج قادر بسحر المال على تحويل هنيه ومشعل الذين لم تدعمهم سوى سوريا وإيران إلى المعسكر المقابل ليصبح مخيم اليرموك للفلسطينيين ثغرا للجيش الحر في قلب الشام .... وهو نموذج سلطوي يراد له ان يستنسل ويشاع عربيا على نفس طريقة إيصال الإخوان المسلمين في مصر الى السلطة رغم انف الملايين من معارضيهم أي نصف الشعب المصري من المتنورين.... فهم ظاهريا أكثر شرعية من مبارك بالمقاييس اللبرالية لكنهم يؤدون نفس خدماته للأمريكيين وإسرائيل بالتعهد بعدم إخضاع اتفاقيه كامب ديفيد للاستفتاء ونسف الإنفاق في رفح وقتل مهربي الأسلحة الإيرانية في سيناء لغزه والموافقة على بناء قواعد أمريكية جديدة في مصر واستمرار بيع الغاز لإسرائيل مقابل صياغة دستور لا يمانع أحفاد جيفرسون أن يضع السلطات الثلاث بيد المرشد الأعلى للإخوان وتابعه مرسي ويبعد القبطي والعلماني والمفكر اللبرالي والفنان والأديب عن صناعة القرار ويخضع (ام الدنيا) لأراده الدراويش وحرافيش الراحل نجيب محفوظ الذي طعنوه بخنجر ويفتح الباب للعريفي ليخطب في الأزهر مثيرا الفتنه الطائفية ليروي حكاية محرفه عن الشيعي الذي جرى سلخ جلده وهو حي من قبل يهودي بأمر الوالي السني.!!!.. متناسيا ان اغلب المحللين يتوقعون خلال فترة زمنية قصيرة انهيارا وشيكا لهذا المد الديني المزيف الذي لا صله له بجوهر الإسلام وهو يحمل في داخله عوامل انهياره القادم.

هذا هو الربيع القادم الذي يعزف السيد طه الدليمي على ربابته او ما يمكن تسميته (بالإسلام الطائفي-الصهيوني) على غرار تيار المسيحية الصهيونية الذي ظهر إبان حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش والمحافظين الجدد ولازال مرجعية للسياسة الأمريكية والغربية...(.الإسلام الطائفي-الصهيوني) هو مصطلح جديد ولد من رحم ما سمي بالربيع العربي سيء الصيت ,حيث أجندته ومشروعه ألظلامي يتطابق بوعي او بلاده في غالب الأحيان مع أجندة ومشروع المفكر اليهودي برنارد لويس في تدمير وتفتيت الأقطار العربية والإسلامية وتحويلها الى كانتونات طائفية تتحارب فيما بينها وتعمل على تفتيت أواصر التعايش السلمي سواء في الجانب الوطني منها او الاجتماعي-الديني.
ست دول عربيه نفذ فيها هذا المشروع حتى ألان في مرحلته الأولى والبقية أتيه أولها العراق باعتباره الأرض المثالية للتعددية والتعايش بين خليط تاريخي من الأعراق والطوائف والحضارات و مهد الساميين قال عنه توماس فريدمان: ان قاده البيت الأبيض لم يجدوا بعد ضرب مانهاتن في 11 سبتمبر2011م من رمز لإذلال العرب والمسلمين سوى بغداد كونها عاصمة ألدوله العباسية لما تحمله من دلالات فكريه وعقائديه عند العرب والمسلمين... وقد نجحوا بيسر في تمزيق تلك العرى التاريخية والتراث الغني والنسيج المتداخل بالنفخ في بوق الطائفية بمساعده مغامرين ونصابين وسماسرة وعملاء ورجال دين وشيوخ عشائر وأبواق إعلام منحطة... ثم أطفئوا جذوه الصراع عندما استعدوا لتنفيذ مشروع الربيع في دول عربيه أخرى لكنهم أبقوها تحت ظل توافقات سياسيه هشة في العراق مثلما يبقى الجمر تحت الرماد الى حين بانتظار الريح الصرصر العاتية التي بدأت تهب وتنذر بالمجهول حين رفع المايسترو يده إيذانا ببدء المعزوفة.

والغريب ان ثلاثة انظمه عربيه حكمتها العسكرتاريا هي العراق وسوريا وليبيا تعرضت للاحتلال والقصف والدمار والنزيف حتى اليوم واعدم كل من صدام حسين ولقذافي وأبناءهم بعد إذلالهم ولازال رأس الأسد مطلوبا بالحاج وبأي ثمن بينما كانت ألجراحه السياسية هينة في مصر وبدماء اقل ... لازال مبارك حيا رغم مرضه وشيخوخته وتم ترميم وجه العقيد صالح في اليمن التي هي في حرب غير معلنه وحل زين العابدين وزوجته ضيفا عزيزا يرتشف القهوة على ضفاف الخليج ...لا احد يكلف نفسه في تفسير هذا الاختلاف حتى في تعامل الربيع السياسي المزعوم مع الدكتاتوريات العربية نفسها هل لان قاده العراق وليبيا وسوريا خاضوا حروبا ضد إسرائيل او أنهم خرجوا عن دورهم وتجاوزوا الخطوط الحمراء فلا بد ان يكونوا عبره لمن يخلفهم من الزعماء بينما غيرهم من المستبدين قدموا خدمات لا تنسى لمصالح الغرب ؟؟؟ قضيه تستحق التوقف عندها.

هل يراد اليوم بعد ان تعثر مشروع الربيع الطائفي الأصولي في سوريا ان تبدأ المرحلة الثانية من عمليه التفتيت وتعويض التعثر في تنفيذ المخطط بالمنطقة بتفكيك العراق باعتباره نقطه البداية و الجدار الذي أصبح أيلا للسقوط بعد كل هذا الطرق عليه عبر مشروع ألدوله الكردية التي أمست امرأ واقعا بعد ان شجع اردوغان أهالي كركوك على الاعتراف بكردستانيه كركوك وهو ما عارضة سابقا كل قاده انقره لانه يمهد لتمزيق ألدوله التركية .. وفي ذات الوقت أعاده إحياء الخطاب الطائفي في المناطق السنية العربية بالرهان على رد فعل انفعالي طائفي شيعي يمزج الهموم أليوميه وسوء الخدمات والفساد بالأجندات السياسية الخارجية لتختلط الأوراق ويتم الدفع بالعراق الى حاله من الصراع والتطاحن يصبح معها خيار الانفصال والكانتونات الثلاث مطلبا من قبل الشيعة والأكراد وألسنه أنفسهم بعد تبادل الأدوار في القمع والتهميش بين هذه المكونات بين سلطه الأمس واليوم ؟؟؟؟ ولا حل سوى عوده القوات الامريكيه !! هل فككنا الأحجية اللغز النكته؟؟؟

بين عزف ربابة الدليمي وتخوين عبد ألزهره المطارد عبر التاريخ بلا رحمه كونه ثمره متعه وحفيد العلقمي خائن التاريخ .... وحاملا لعقيدة عبد الله ابن سبا اليهودي!!!! تمزقت الهوية الوطنية العراقية في ظل أزمة الحرية الحقيقية وضعف الوعي بالواقع وهي في حقيق الأمر أزمة تاريخ و حوار وتفاهم تعطلت قنواته... أزمة مواطنه في مقابل مؤامرة دوليه كبرى لأعاده رسم خارطة المنطقة والصراع على ثرواتها... أزمة دوله بلا هوية لم ينضج او يتبلور فيها النظام السياسي في مقابل مشروع تقطيع ورسم خرائط لم يعد ناعما بل وحشيا وقاسيا .

اتهامات الدليمي نعي لمشروع غرسه الاحتلال بدل فيه الأدوار بين الطوائف عن عمد جعل من ابن الغربية والموصل والاعظمية وسامراء متهما بالإرهاب وهو أيضا ضحية حروب ودكتاتوريات وخطب مشايخ ناريه وساسه بلا ضمير وزعماء عشائريين يرد حون للسلطة على مر العصور ليصب لعنته على شقيقه الضحية أيضا عبد ألزهره الذي لم يعثر على أولاده وأشقاءه في مقابر القائد الضرورة حتى اليوم والذي لم تلتئم الشقوق في قدميه الحافيتين ولازال يعاني من السل والجوع والحرمان بعد ان جفت الاهوار وتقلصت مفردات البطاقة التموينية وصمت صوت مرجعيته الدينية كصمت القبور في هذه المحنه وغيرها ولم يجد سوى إمامه المذبوح في كربلاء ليشتكي ساسته الذين خانوا الوديعة بينما تتربص به عيون الذئاب الطائفية على طول الطريق.. تخيل لم يعد لديه سوى قبور الأضاحي ألمقدسه يستنجد بها!!!!
.
ليفيق وقد اتهمه المتظاهرون بالخيانة الوطنية وعدم الانتماء والعمالة لإيران رغم ان كلاهما أما سيلقى مصيره في التيه ويشرد ويسكن الخيام مثل لاجئي سوريا او سيتم نسيانه من قبل الساسة حين تتحقق الصفقة حتى وان كان الثمن الإجهاز على أمنا العراق وتقطيع ثدييها وهي تبكي علينا بحرقه( الم ترو كيف أمطرت السماء؟؟؟ ) رغم إننا رضعنا منها معا وكبرنا في حجرها مع الظلم والظلام والانقلابات وخنادق الحروب والمقابر والدشاديش السوداء وخيم العزاء والقهوة المرة والجوع و البيريات و المنافي والسياط والدكتاتوريات والأحلام الضائعة لكنها كانت تذكرنا دائما مردده( يمه أخوك ما عندك غيره هذا حزام ظهرك!!!) لا تكونوا أدواه في تنفيذ مخطط تمزيق وطنكم... السلطة زائلة وانتم الباقون.

أين هم الشرفاء ....؟؟؟؟

بوخارست



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقت ساعة التقسيم: ربيع المشايخ... خطاب الدوري ...رايات الجيش ...
- (البيان رقم واحد).... انقلاب الربيع الدامي في بغداد!!
- كرنفال الاغتصاب): وحوش الغرائز السائبة .. انتهاك سيادة الوطن ...
- خونه الوديعة : (مرجعيات) فقه الاختلاس !!!
- خفايا صفقه( روسيا غيت)!!
- صفقه السلاح الروسي : الأشواط السبع بين الكرملين... والبيت ال ...
- لبنك المركزي العراقي :( اقتصاد الكازينو)... سراب التنمية!! ا ...
- البنك المركزي العراقي : ( اقتصاد الكازينو).... سراب التنمية ...
- لشبيبي –صالح :( اقتصاد الكازينو)... سراب التنمية!!!
- البنك المركزي العراقي :( اقتصاد الكازينو)... سراب التنمية!!!
- لماذا انتظر الوائلي قاتليه؟؟؟
- كولن باول: أنت مدين بالاعتذار للفريق عامر السعدي!!
- احمد الجار الله:أنت صديق القاتل وناصره وتعرف مصير المفقودين ...
- ديمقراطيه (التزوير)!!
- دموع في عيون ابي القاسم
- كفى : سحور ( الأكاذيب) السياسية!!!
- بورما : دماء رمضان ...على صفحات القران!!!
- للزميل حسن الزيدي: ألا لعنه الله على الظالمين!!!
- دينصور النفط( اكسون موبيل): هل سيبتلع العراق ؟؟؟
- الجنس : الوجه الأخر لإرهاب في العالم العربي!!!


المزيد.....




- بايدن لـCNN: لن نورد أسلحة لإسرائيل إذا دخلوا رفح.. ولم يتجا ...
- بصور أقمار صناعية.. كم تبعد المساعدات الإنسانية عن غزة؟
- سفير إسرائيل بـUN يرد على تصريحات بايدن لـCNN
- -حماس??بايدن -.. بن غفير يهاجم بايدن ولابيد يعلق: إذا لم يطر ...
- تعرف على التاريخ المثير للجدل لنقل الشعلة الأولمبية
- -كان قرارا كارثيا-ـ غضب في بايرن إزاء طاقم التحكيم أمام الري ...
- العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية (ف ...
- مواطنون روس ينظمون مسيرة -الفوج الخالد- في لبنان ومصر (فيديو ...
- أنقرة: تركيا الدولة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ...
- لابيد يدعو نتنياهو إلى إقالة بن غفير


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عزيز الدفاعي - مخطط الأخوان المسلمين ... لتفتيت العراق