أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلال عوض سلامة - القهر الاجتماعي والفراغ السياسي وأزمة الشباب: مخيم الدهيشة انموذجاً















المزيد.....



القهر الاجتماعي والفراغ السياسي وأزمة الشباب: مخيم الدهيشة انموذجاً


بلال عوض سلامة
محاضر وباحث اجتماعي

(Bilal Awad Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 16:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحتل الشباب مكانة مرموقة في مجتمعاتهم ، وخاصة المجتمع الفلسطيني، حيث يمثلون ما يقارب النصف من جسم هذه الأمة ، والشباب في كل أمة هم ثروتها ، وعدة مستقبلها ، وأيضاً دعامة الإنتاج في جميع ميادين الحياة ، وبكلامٍ مختصر هم رأسمال الأمة التي تريد أن تصنع حضارة مزدهرة ومستقبلاً مشرقاً .

فعند الحديث عن الشباب ، لا بد لنا التحدث عن الخلفية الاجتماعية والتربوية بالدرجة الأولى ، والسياسية بالدرجة الثانية ، واللتان تعملان على صقل شخصية الشاب ونمطية تفكيرها وسلوكها ، إلى جانب المؤسسات المجتمعية الوطنية ، والتي تعمل على تكملة النواقص التي لم تستطع الأسرة والفصيل السياسي من تكملة هذا الواجب ، ولكن تنوع المصادر سابقة الذكر ، وتناقضها في كثيرٍ من الأحيان قد ينتج عنها إشكاليات نفسية واجتماعية، مما يعكس نفسه في السلوك اليومي ، ويرجع ذلك لتباين عمل تلك المؤسسات في العملية التربوية .

إذن لا بد من عملية تنسيق بين أوساط التربية وتوجيهها ، من المؤسسة الأولية "الأسرة " والإعلامية ومن ثم السياسية ، في ميدان تربية الشباب وإعدادهم للمستقبل بأقل المشاكل الممكنة ، وهذا الواقع الذي لا بد وأن يتوفر للشباب حتى يتسنى لهم المشاركة المجتمعية بصورة سوية .

ولكن للأسف هذا ما نفتقد إليه فلسطينياً ، ففي الواقع الاجتماعي وما يصاحبه من قمع زائد لطاقاتنا نحن الشباب ، مما يستدعي مظاهر سلبية نعاني منها ، فما الإحباط والاكتئاب والعزلة ، إلا ردود فعل سلبية تجاه البنية الاجتماعية والسياسية التقليدية ، والتي نختبرها ، فما زالت العائلة هي الإطار الناظم لحياتنا اليومية ، فإنها ترسم وتخطط وتعمل ، وتأخذ القرار على عاتقها دون الرجوع إلينا ، فالعلاقة هنا علاقة عمودية أحادية الجانب ، فالشاب في مجتمعنا يربى وينشأ على هذه الطريقة التابعة والصاهرة لشخصه ، ويترك بعد البلوغ بعدما دجن وبرمج حسباً لمتطلبات وتوقعات المجتمع والعائلة وشروط وجودها ، فينتج عن تلك العملية شخص عاجز فاقد ملكة النقد والقدرة على الإبداع والإنجاز ، وحتى في اتخاذ القرار الذي يخصه ، لأنه تعود الرجوع إلى المرجعية " العائلة " ، ولا أعني هنا بالضرورة القطيعة السلبية المفرطة ، وإنما لا بد من أن تكون التنشئة والتربية مبنية على أساس تقدمي متوافق مع الثقافة العربية الإسلامية والتي لا بد وأن تتجاوب مع روح العصر، والتي تضمن الحد الأدنى من القواعد الأساسية للشاب من أجل الانطلاق والانخراط في المجتمع ، فالتربية الديمقراطية تقود إلى خلق شخصية مائعة وأنانية والتربية الدكتاتورية تقود إلى التعصب والانغلاق على الذات ، فالمطلوب التوازن ما بين المنهجين في التربية ، مع الأخذ بعين الاعتبار التنسيق ما بين مطالب الثقافة وروحها التقدمية ، هذا التزاوج الذي ينتج شاب عربي تقدمي ، وليس آخر.

وجنباً بجنب يواجه الشباب أزمة استلاب وعيه العقائدي والسياسي ، إضافة إلى الاستغلال الاقتصادي ، بل إنه مسلوب الإرادة والفعل ومتمردُ على الاحتلال بنفس الوقت ، وحتى يتأتى هذا الشعور لديه ، وهو إدراك وجوده الجديد ، الفاعل والمؤثر ، يكون قد أدرك وظيفة الفصيل السياسي ، والذي يعمل على تفريغ القمع الزائد الاجتماعي في بوتقة العمل الوطني ،أي أننا نرى أن الفصيل السياسي فلسطينياً ما هو إلا أداة تفريغ للكبت والقمع بكافة أشكاله ، والذي يختبره الشعب الفلسطيني بشكل عام والشاب على وجه الخصوص .

وفي عملية الإدراك هذه وما تنتجه من ممارسة سياسية ، يكون الملتحق بالفصيل السياسي قد حمل معه التشوهات والمفاهيم التقليدية الملتصقة به وبالثقافة، فيشكل الوعي المراتبي الذي هو موجود في الأسرة بالأصل ،الإطار الناظم للعمل السياسي .

وبما أن للأسرة خصوصيات وأسرار لا يحق للآخرين الإطلاع عليها ، يكون للفصيل أسرار وخصوصيات لا يجوز للآخرين معرفتها ، فالفصيل كالعائلة، بل هو نفسها ، تكتم الأسرار ، وتنفذ القرارات تحت عنوان السرية " والحس الأمني " ، هذه المقولة التي اختبرت تحريفاً واستغلالاً لصالح الفئة المنتفعة في الفصيل ، فكم مرة منعنا من النقاش والحوار في قرارات الفصيل تحت هذا العنوان .

وخلافاً للتناقضات التي يحملها الشاب في خلجه وعلاقتها بالفصيل الذي ينتمي إليه ، يبقى الفصيل يلعب دوراً حيوياً وفاعلاً ، يعمل على استثمار الطاقات والقدرات الشبابية ومحاولة تطويرها في مجال الفعل الاجتماعي والسياسي ، وتتفاوت هذه العملية بتفاوت الفصائل واختلاف الرؤى الفكرية والسياسية لديها ، وبالرغم من ذلك ، فإننا نرى أن هذا الاختلاف هو كمي وليس كيفي، كنتيجة مباشرة للثقافة السياسية التي تتمتع بها الفصائل ، والتي هي بالأساس الثقافة العربية التقليدية وما تشكله من عوائق وعقبات أمام الشاب .

وباختلاف الوضعيات النفسية والسياسية من ناحية الفعل السياسي، والمقصود هنا: الانخراط في العمل السياسي والاجتماعي وتداعياته ، نطرح بعض الأسئلة المتعلقة بهذا الصدد والتي نقسمها بدورنا إلى ثلاثة جوانب :


الجانب الأول :بروتوكول وروتين اجتماعي سياسي مقابل طاقات شبابية
هل هنالك واجب وطني يستدعي المشاركة في العمل السياسي؟بالطبع الإجابة نعم، ولكن كيف تتم عملية الاستقطاب ، وما هي الأدوات والتكتيكات المتبعة وفقاً لذلك ؟ ، هل تأخذ بعين الاعتبار ملاحظات الشباب واحتياجاته و انتقاداته ، وهل يترك المجال للقطاع الشبابي أخذ دوره التاريخي في القيادة والمبادرة ، وهل يعقل أن يقود الفعل السياسي نفس القيادة العاجزة التي قادت المقاومة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات والألفية الثانية ،هل تحمل قوة خارقة في الإبداع المتواصل بحيث تبقى متشبثة بالمقعد السياسي؟ ،هل نسيت تلك القيادة دورها السياسي وأصبحت تبحث لنفسها مكانة اجتماعية ، هل ما زالت قادرة على تحمل ثمن نضالها ، وإن كان لا ، لماذا لا تتنحى وتعطي الفرصة للآخرين؟ وماذا فعلت الفصائل على صعيد النضال الاجتماعي ؟ أم اكتفت بالشعار السياسي ، والتي لا تطبقه في كثيرٍ من الأحيان ؟ ليس بحوزتنا الإجابة على هذه التساؤلات رغم تحيزنا وتوجيهنا للنقاط التي لا بد من التطرق لها إن أردنا الإجابة وتطبيق ما يلزم من أجل تجاوز المعضلة ، ولكن نكتفي بالقول أن القيادة المأزومة تعيد إنتاج الهزيمة من خلال ذاتها في الفعل السياسي والاجتماعي .

وهذا ما نستدله من خلال التعبيرات التي يطلقها شباب المخيم ، وأبرز مثال يوضح ما عنينا به من طرح الأسئلة سابقة الذكر هو " أ . ج ، 20 " حينما يصف شعوره تجاه العمل السياسي للفصائل ، يقول :" فش معيارية في الحكم على الأشياء ، ولا مواقف لمشاكل اجتماعية نواجهها …، بتردد كثير في اني أشارك في نشاط للفصيل اللي بنتمي إله ، مع إني ما بتردد في المشاركة في النشاطات العامة اللي بتدعو إلها الفصائل ، أميل إلى العمل الوحدوي …، أشعر مرات ، لأ كثير ، إن قيادتنا بدها تحبطنا".

كلماتُ بسيطة وسريعة بنفس الوقت ، إلا أنها تحمل بعداً فكرياً سياسياً للواقع الذي يعيشه الشاب في المخيم، إذن اهتمامنا هنا ليس فقط منصب على الجملة بحد ذاتها بقدر ما يعنينا بعد الفكرة وراء تلك الجمل ، والتي نبدأ بـ جملة " فش معيارية " بمعنى ليس هنالك مقياس ـ والمقصود هنا ليس هنالك موقف ووجهة نظر ـ والموقف ووجهة النظر تأتي دائماً من الفكر والرؤية والمعرفة والمنطق ، وفي غيابهم جميعاً تنشئ حالة منه اللامعيارية ، وعدم وجود ميزان اجتماعي وسياسي " أن جاز لنا الاستخدام " لتكييل وتوزين الفعل ، وهذا بدوره يخلق حالة من الاضطراب ، تؤثر على التوافق النفسي والاجتماعي للشاب في الواقع الذي يعيشه، فيهرب من هذا الواقع المتوتر غير الواضح ، محاولا استعادة توازنه النفسي الذي فقد نتيجة الفوضى الحاصلة ، وهذه الحالة حصلت كنتيجة مباشرة لعدم وجود انسجام في الرؤية السياسية الفلسطينية و ازدواجية الخطاب من حيث التنظير والتطبيق، بل وتناقضها في كثير من الأحيان ، ومن جانب آخر الفوضى الفكرية وحالة الانفصام الاجتماعي والسياسي والفكري للفصيل السياسي وابتعاده عن الواقع .

"ولا مواقف لمشاكل اجتماعية نواجهها" نرى من خلال هذه الجملة مطلباً اجتماعياً للشباب في المخيم ، من أجل انتشاله من عالم الفوضى والمشاكل الاجتماعية التي يواجهها يومياً مثل وقت الفراغ الكبير الذي يقضيه الشباب بدون جدوى ، وكما نعلم أن العلل الاجتماعية تخلق وقت الفراغ كعامل مهم ، قد يدفع الشاب إلى عالم الانحراف والجريمة ، وخصوصاً في حالة تنعدم فيها المعيارية الاجتماعية والأخلاقية .

" ، أميل إلى العمل الوحدوي ….، أشعر مرات ، لأ كثير ، إن قيادتنا بدها تحبطنا"، العمل الوحدوي أصبح طريقاً مشجعاً لشباب اليوم في المخيم ، والذي يعطي راحة واستقرار نفسي تجاه النشاطات التي ينخرط بها الشاب وخصوصاً السياسية " كالمظاهرات وتشييع الشهداء .." ، وخصوصاً أن القيادة تمارس الإحباط المقصود والمتكرر للفئات الشابة ، التي تدفعها إلى الانزواء والعزلة والإحباط المتكرر لهم ، كنتيجة مباشرة لسوء الإدارة للأزمات السياسية ، ويتخذ الاحتلال ذريعة دائمة وحاضرة في تبرير القيادة عن تقاعسها عن أداء دورها .


الجانب الثاني : سحق الذات أمام القيادة التقليدية
هل العمل السياسي تكملة فراغ عند الفرد وإثبات لذاته المسحوقة اجتماعياً ، بحيث أصبح العمل الوطني مجرد بروتوكول ومكانة اجتماعية تحظى باحترام ؟ وهل أصبح النضال مجرد وقت فراغ لدى الفرد ؟ وإن كان ذلك ، من المسؤول عن هذه النتيجة التي وصل إليها شباب اليوم ، هل هو النمط التربوي غير الآخذ بعين الاعتبار التغيرات واحتياجات الشباب المتنامية ؟وفقدان الروح الجماعية والمسؤوليات تجاه الوطن ، أليست هذه مسؤولية القيادة المجتمعية "السياسية والاجتماعية " والتي غيبت مضمون النضال وهدفه ، وأكتفت بالمهرجانات السياسية والخطب العصماء والشعارات الزائفة؟ ،وبعد الانفضاض لا يسأل عن الشباب إلا في المناسبات العامة والأنشطة الموسمية والتي تتطلب الجمهور ، ونتيجة لممارسة الخديعة والأضاليل من قبلهم تحول النضال إلى مجرد موضوع هيبة لا أكثر ، وتحول الدجل السياسي إلى هدف .

وهل تمارس الديموقراطية بالعمل السياسي ؟ ، أم أن الديموقراطية مجرد ذريعة سياسية تعطي المتحدث شرعية ، ولكلامه قانون وتشريع وسنة مؤكدة ، بدلاً من تعميقها في اللاشعور للفرد وتصبح الناظم الصحي للعلاقات .

" م .س ،18 سنة" يقول :" ما بعرفش شو المطلوب منا كشباب ، إحنا مجرد أعداد ، لا يؤخذ بملاحظاتنا ولا حتى بالانتخابات ونتائجها ، وكثير ما بنكتشف حقيقة المنتخب (بفتح الخاء) الحقيقية ، وإذا أردنا طرح وجهة نظرنا نقمع ويغير الموضوع " هذا ما كنا نقصده من خلال الفقرات والأسئلة السابقة ، والتي من خلالها نستدل على الزيف الاجتماعي والسياسي اللذين تمارسهما القيادة ، وما ينطبق على السياسي ينطبق على الاجتماعي فالاثنان سيان ، يمارس القهر والقمع الزائد داخل الأسرة وداخل المؤسسة والفصيل وتنتهك الذات من أجل مصلحة الذات الأخرى الموجودة في "المؤسسة والحزب والأسرة " أي ليس المجموع هو المستفيد من هذا القمع الموجه والزائد وإنما الأشخاص القائمين على أعمال الجماعة .


الجانب الثالث : التوتر الوجودي وغياب بوصلة الطريق
هل أصبح النضال محاولة متكررة للتكييف ، كرد فعل للتوتر الوجودي الذي يختبره الشاب من حيث عدم تحكمه بنفسه و بمصيره ؟ ومهمة من ، في وضع الحلول للمعاناة التي يختبرها الشباب ،أهي العائلة ،الفصيل ، أم المؤسسة ؟ وعندما يجد الشاب نفسه أمام جدار حديدي من المعوقات ، ما هي واجبات الفصيل/المؤسسة تجاهه ؟ هل يقومان بالإسهام برفع المعاناة عنه ؟ وما هي البرامج المقدمة لمقاومة تهجير الشباب ؟ أين الخطط والبرامج الهادفة في توظيف طاقات الشباب ، وهل هنالك مساهمة في الوعي لمشاكل الشباب النفسية والاجتماعية والأكاديمية ؟ هل استطاع الفصيل / أو المؤسسة تقديم سياسة مواجهة لمظاهر الانحراف؟ .

فجميع ما ذكر من جوانب نفسية واجتماعية وسياسية يتحمل منها القسط الأكبر المؤسسة الاجتماعية "بغض النظر عن ارتباطها بالفصيل أو لا " فللمؤسسة أيضا الدور السياسي والذي لا يتعارض مع مصلحة الفصيل ، بجانب الدور الاجتماعي والنفسي وهذا ما لا يتفق مع بعض من المفكرين الفلسطينيي، والذين يجردون المؤسسة الاجتماعية من الدور السياسي وهذا ما سنأتي على مناقشته لاحقاً .

فإن جميع ما ذكر آنفاً ما هو إلا جملة من الأفكار والتساؤلات الذي يدركها ويعيها الشباب في مخيم الدهيشة ، ويطرحوها بهذه الصورة أو تلك ، يتحسسوها في حياتهم اليومية وممارستهم السياسية " وحتى لا يتهمنا البعض بعدم إنصاف القطاع الشبابي في المخيم " فالجميع على مستوى المنطقة/بل وفلسطين يدركون ويعيون دور شباب وأشبال مخيم الدهيشة التاريخي والطليعي في المقاومة والنضال غير المنقطع النظير ، إلا أننا أردنا التطرق إلى الأزمة التي يعيشها شباب المخيم علي وجه الخصوص وفلسطين على وجه العموم _ بغض النظر أكان ذكرا أم أنثى _ مع أننا سنتطرق إلى موضوع المرأة في باب آخر .

إذن نحاول هنا رسم إطار نظري وواقعي للإشكاليات التي يواجهها الشباب من وجهة نظرهم ، فنحن لا نريد التشخيص بقدر البحث عن الأسباب الكفيلة وحدها لفهم المعضلة ، ليشكل هذا الباب من بحثنا إضاءة شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام ، في محاولة لمعالجة المعضلة التي نحن بصددها ، فالأسئلة سابقة الذكر تعد مداخل واسعة لأي جهة أرادت تفعيل دورها على صعيد الشباب .

الفصيل السياسي والمؤسسة الاجتماعية في مخيم الدهيشة:
إن التاريخ المشرق الذي سطره جيل الشباب في المخيم على مدار تاريخ النضال الفلسطيني لا تلغى من الذاكرة الفلسطينية ، ولا يمكن أن نكافئها بأن ندير ظهرنا للهموم والإشكاليات التي تترك بصمة عميقة في وجدانه ، والتي تعبر عن نفسها بحالة شديدة من اليأس والإحباط والعزلة الاجتماعية والسياسية التي يفرضها الشباب على أنفسهم ، وهذا ما نلمسه من الحياة العامة للواقع اليومي للاجئ الشاب في المخيم ، بل لم يعد هنالك ثقة ما بين الشاب و الفصيل الذي ينتمي إليه وهذا ما قصده ( أ.هـ ، 24 عاماً ) حينا قال : " لم يعد الحزب حزباً ، ولم يعد لفلسطين دولة ، الجميع يتسابق على مصلحته ،…، والتزامك للحزب يعبر عن مصلحة شخصية تسعى لتحقيقها " إن تلك الكلمات تعبر عن حالة من الاستياء العامة من الفصيل الفلسطيني وشروط وجوده ، بل ويتعدى الأمر إلى أبعد من ذلك ، من حيث أن الإشكالية التي عبر عنها ، تعبر عن حالة من الاغتراب العميق ما بين الفصيل السياسي والنضال وأدواته من جهة والشارع الجماهيري من جهة أخرى .

ولو أمعنا النظر على الأوضاع في المناطق المحتلة ، نجد قطاعاً واسعاً يشعر باللامبالاة ، بل وصل البعض إلى حالة من اليأس والإحباط بتطورات الأوضاع السياسية الراهنة ، نتيجة تصعيد العدوان الصهيوني وسلوك القيادة الرسمية ، والتي حلفت أن تتبع منهج استرضاء العدو والقبول بسياسة الأمر الواقع ، وبقدر ما يحيرك استسلام المنهارين في السياق الفلسطيني ، بقدر ما يحيرك تمرد الثائرين .

في ضوء حالة الاشتباك اليومي هذه ، تعجز أسر كثيرة عن توفير لقمة العيش بشكل لائق ،وباختصار إحباط ويأس وتمرد يلف المخيمات والمناطق المحتلة ، والشباب هم أكثر تأثراً بهذا الواقع ، شاب يترك الجامعة لانه غير قادر على تسديد القسط الجامعي " و.خ ،22 سنة ،وهو مطارد للإسرائيليين حالياً" ، وآخرون يعيشون عالة على أهلهم نتيجة الاغلاقات ومنع التجول وعدم وجود فرص عمل" وهم النسبة الأكبر" ، وعدد لا بأس به من الخريجين الجامعيين ، والذين لا يتوفر لهم فرص عمل ، لعدم إمتلاك القدرة لمؤسسات السلطة من استيعاب الأعداد الكبيرة للخريجين ، كسياسة فاضحة من سوء التخطيط والإدارة للمستقبل.

أما فيما يتعلق بمحاولة الفصائل والمؤسسات لسد الحاجات الأساسية لمخيم الدهيشة ومواجهة الضائقة المعيشية التي يواجهها السكان فإنها قليلة ، لقلة الموارد والمساعدات التي تقدم للمخيم، ويفتقد المخيم إلى أنشطة أخرى اجتماعية وسياسية وثقافية هادفة ، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، فالإنسان بحاجة إلى حاجات أساسية واجتماعية وثقافية في صراعه للبقاء ،" ش . م ، 27 عام" يعبر عن استيائه ليس من الأوضاع السياسية وحسب ، وإنما من الفصائل السياسية والمؤسسات الاجتماعية ، والتي يفترض بها أن تنشط وتفعل دورها في خدمة شباب و أطفال المخيم ، فيستعيد " ش " ذكرياته في الانتفاضة الأولى :

" وظيفة الحزب لم تكن مقتصرة على دور الإعالة والمساعدة المادية ، بل كان ينشط في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية كان يحمل رؤية لكل ظاهرة وموقف لأي حدث ، ويقدم المساعدات والتوجيهات في الميادين السابقة ، فيعمل على إشباع احتياجاتنا من خلال اللجان الشعبية والمؤسسات ولجان العمل التطوعي والتي تستوعب احتياجاتنا ، وتطور قدراتنا و مواهبنا ، فالذي لديه موهبة للغناء/ فنية /الدبكة/ اهتمامات ثقافية أو أدبية/ رياضية..الخ ،يستطيع تطويرها من خلال الفرق الفنية والمؤسسات المختصة لأي مجال تريد تطويره ، لم يكن لدينا وقت فراغ لكثرة الأنشطة التي كنا نزاولها ، بل كنا نحتاج إلى وقت يكون فيه النهار 48 ساعة ".

"والتنافس بين الأحزاب كان يصب في مصلحة ابن المخيم ، كان التضامن الاجتماعي والتكافل بين الناس أقوى ، جميع القيم الجميلة والأخلاقية التي تربينا عليها مثل العمل التطوعي كأسمى نشاط كان يميز طبيعة المرحلة ، قد ذهبت وتلاشت مع الرياح".

"أما الانتفاضة الحالية " الأقصى والاستقلال " رغم الجوانب الإيجابية فيها وما حققته من خسائر في المجتمع الإسرائيلي ، إلا وأنها تفتقد لكل ما سبق من قيم وأخلاق إنسانية اختبرناها " كالعمل التطوعي ، التضامن والتكافل " ، بل على العكس تماماً " .

تلك الجمل والكلمات التي أشار إليها " ش " تعبر عن حالة من الإحباط من المؤسسات والفصائل ، بل حالة من الاغتراب السياسي والاجتماعي والنفسي للشباب ، حالة من التغير العميقة والخلل الذي أصاب البينة الاجتماعية والثقافية و القيمية ، يدفع شباب اليوم إلى حالة من اللامعيارية وسوء التوافق على المستوى النفسي والاجتماعي الذي يعزى لفترة أوسلو وثقافة أوسلو، والتي نمت وتغذت على القيم الفردية المفرطة والأنانية ، إضافة إلى القيم المادية والاستهلاكية التي نشرتها وصدرتها في الشارع الفلسطيني ، وتراجع القيم الجماعية لصالح الذاتية ، وسيطرت نزعات التحكم والإحكام والسيطرة في الفصائل الفلسطينية اليمينية منها واليسارية ، المعارضة والمؤيدة سيان ، وهذا ما قصده "أ.ا 19 سنة " حينما علق على عمل الفصائل في المخيم بقوله :" حماس ، أو فتح أو جبهة ، كلهم يبحثوا على مصلحتهم " .

ويبقى التساؤل مطروحاً إلى أي مدى أحدثت ثقافة أوسلو درجات الاغتراب ؟ ما مدى تأثير أوسلو على القيادات اليمينية والإسلامية واليسارية ، من حيث أن الأخيرة تدعو إلى التغيير والثورة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية ؟ ما هي السبل والطرق الكفيلة للتدخل لمعالجة الآفات والإشكاليات التي خلقتها تلك المرحلة ؟ ما هو دور الفصائل والمؤسسات الوطنية بهذا الصدد ؟ هل نحن بحاجة إلى فصائل جديدة تجيب عن التساؤلات المطروحة في الشارع الفلسطيني وتتكيف إيجابياً مع المستجدات التي طرأت على الساحة الفلسطينية ؟ في ضوء ذلك ، ما هو دور القطاع الشبابي وموقفه وخططه لمواجهة السقوط الثقافي للقيم الوطنية التحررية والعربية في مواجهة الغزو الثقافي وهيمنة الثقافة الأحادية البعد ،أم أنه يفتقر إلى رؤية جذرية ، واكتفى بالنقد ،وإن كان كذلك فمسؤولية من في انتشال القطاع الشبابي من هذه الضائقة ؟ هذه التساؤلات العريضة تعد مداخل جيدة لأبحاث ودراسات تساعدنا على فهم الواقع بعلمية ومنهجية دقيقة بعيدة عن التنظير وخطاب المنصات .

أما فيما يتعلق بالسؤال : أين المؤسسات الاجتماعية في خضم هذا الواقع المفروض على الشباب في المخيم ؟ وعلاقتها بالفصيل والشباب ؟ فلا بد من فهم هذا الجانب بتفاعل وصور تلخص الحالة ما بين الماضي والحاضر ، وما هي العلاقة ما بين الفصيل والمؤسسة في السابق وحالياً ؟ ، حتى نستطيع فهم الواقع ، " ويقيناً ، أننا سنكتفي هنا بإلقاء الضوء على الجانب الوصفي لنشاطات الفصيل والمؤسسة ، وليست الكيفية والآلية التي تقر بها الأنشطة ، وديموقراطية هذا الفصيل أو ذاك في تنفيذ البرنامج الاجتماعي ، فمثل هكذا موضوع بحاجة إلى بحث تاريخي تحليلي مستفيض.

بالسابق ، وبالتحديد الانتفاضة الأولى ، درج الفصيل على إنشاء المؤسسات واللجان الشعبية المرتبطة به عضوياً في مخيم الدهيشة في جميع ميادين الحياة الصحية والاجتماعية والثقافية والرياضية ، والتي بالضرورة كانت تعبر عن سياسته ومصالحه بغض النظر إذا كانت الفصائل يسارية " الحزب الشيوعي الفلسطيني في الثمانينيات " أو الجبهة الشعبية ، أو حركة فتح ، فالجميع كانوا يتنافسون بشكل صحي لكسب القاعدة الجماهيرية والتوسع فيها لكسب الثقة ، والمستفيد هو المواطن من الناحية العملية ، كأن تبادر جهة سياسية في فتح شارع ، تحفز الجهة الأخرى على فتح آخر ، تقدم خدمة للفئات المحرومة في جانب معنوي أو مادي ، تدفع آخرين بتقديم مساعدة في جانب آخر، للتميز . فأنشئت حركة فتح في المخيم على سبيل المثال لا الحصر لجنة الشبيبة المعنية بالنشاطات الشبابية كافة ، والمستوصف الطبي للجانب الصحي ،وأنشأت الجبهة الشعبية لجنة العمل التطوعي ، ومستوصف الأسنان ، وروضة غسان كنفاني

فالقائمين على عمل المؤسسات واللجان تلك كانت تربطهم علاقة مباشرة بالفصيل الذين ينتمون إليه ، وبتوجيه منه ،بل يتم ترشيحهم من قبل الفصيل ، وبالرغم من هذا التوجيه وما يستدعيه من رسم سياسة المؤسسة ، والمراقبة من قبل الفصيل على عمل تلك اللجان والمؤسسات ، إلا أنه كان يخفف من حجم التجاوزات التي يقوم بها الأفراد القائمين على المؤسسة كجانب إيجابي ، فالمؤسسة مجموعة أفراد ، والحزب مجموعة أفراد ، فبالتالي بغض النظر عن المساحة الديموقراطية في الفصائل" على الأقل في المجال الاجتماعي " إلا أنه وبشكل عام هم مجموعة من الأفراد ، هي التي تقرر في الفصيل أو المؤسسة ، والمنتفع لا يكون الأفراد القائمين على المؤسسة فقط وإنما الفصيل وأعضاؤه ، وفي الجانب الثاني ، يحتكر الاشتراك والانخراط في الأنشطة لصالح الأعضاء في الفصيل نفسه ، وخلافاً لذلك ، وجود التنوع والتلوينات السياسية في المؤسسات سنحت الفرصة لانخراط أكبر عدد ممكن من الشبان في الأنشطة باختلافاتها ، هذا إلى جانب التنافس النضالي على صعيد العمل الوطني .

إذن ، الفصيل السياسي كان قوياً وفاعلاً في الانتفاضة الأولى ، فبالتالي عكس قوته ونشاطه وصبها في مؤسساته ولجانه المجتمعية ، واستطاع بشكل أو بآخر أن يفرض وجوده لا بشرعيته فحسب وإنما بالالتفاف الجماهيري حوله ، والتعبئة الشعبية التي كان الفصيل السياسي يمارسها بشكل يومي ، إذا كان هنالك عملية وتفعيل للوعي السياسي والاجتماعي لدى القاعدة الشعبية للمواطنين ،وهذا ما يميز الانتفاضة الأولى عن انتفاضة الأقصى ، فنستطيع استنتاج الفرضية التالية والتي تصف العلاقة الطردية ما بين الفصيل والمؤسسة ، كما يلي: إذا كانت الفصائل السياسية ذات نشاط وقوة كلما كان نشاط وفعالية المؤسسة أكثر وأفضل ، فبالتالي استفاد المواطنون أكثر ، والشباب أكثر في جوانب كثيرة.

وإذا انتقلنا إلى الحاضر ، وبالعكس تماماً لما قلناه سابقاً ، نرى أنه ليس فقط تراجعت مكانة الفصيل السياسي ودوره أمام المؤسسات " هنا نطرح مفهوم المؤسسة بالمعنى السوسيولوجي " وعلاقته بها ، وإنما أصبحت تنافس الفصيل وتطرح نفسها البديل وإن كان ذلك بصورة غير مباشرة ، فمن الناحية النظرية قد نقول أن هذا جيد وصحي وسلوك بناء، ولكن يطرح التساؤل نفسه : ما مدى نزاهة هذه المنافسة ؟ ولصالح من ؟ هل هو لصالح المجتمع بشكل عام أو لصالح الشباب بشكل خاص ؟؟ أو هو لصالح الأشخاص القائمين على أعمال المؤسسات .

إضافة إلى تلاشي ظاهرة التنوع في العمل المؤسساتي ، وهذا ما يفتقد إليه المخيم ، و إن كانت تلك المؤسسات تنتج وتقدم خدمات و…و…و ، فسيطرت النمط الواحد في العمل المؤسساتي يشكل خطر ، وخصوصاً في غياب الرقابة الجماهيرية أولاً والفصائلية ثانياً ، إضافة إلى اقتصار الفئة المنتفعة من المؤسسة شباباً وأطفالاً على مجموعة صغيرة ، فالحياة قائمة على مبدأ التناقض والتكامل وما أجمل أن يقود التناقض إلى تكامل ، فكلما اقتربنا من التناقض الذي يؤدي إلى تكامل كلما اكتشفنا لذة الحياة أكثر ، والعطاء أكثر ، وتكون العملية كالتالي : إن لم يعجبني نشاط وأفكار هذا الفصيل أذهب لغيره ، وإن لم تعجبني تلك المؤسسة أنضم لغيرها ، فالطبيعة قائمة على مبدأ التنوع ليختار الإنسان منها ما يريده ، هنا ننتقل إلى فكرة حساسة ولها علاقة مباشرة في موضوع بحثنا ، أين موقع الشبان من هذا الاحتدام غير الصحي ؟ .

ففي غياب البدائل ، يغيب العقل ، ويُغيٌب الشاب ومكانته ودوره في المجتمع بل وتكبت طاقاته ، أمام غياب البدائل والخيارات المتوفرة ، وفي غياب البدائل تشوب السوداوية في حياة الشباب نتيجة للفراغ السياسي وهو ما يعبر عن غياب فعاليات الفصيل السياسية والثقافية والاجتماعية ، والفراغ والقهر الاجتماعي الزائد هو سيطرة النمط الواحد إن كان على مستوى الأسرة أو المؤسسة ، وهذا ما يفهمنا ردات الفعل التمردية للشاب في المخيم ، والتي وجدتها في الكلمات والجمل التصريحية للشباب :" أريد أن أنشئ مؤسسة ، أو أنشئ فصيلاً " فإذا كانت تلك الكلمات يصرح بها على شكل امتداح لذاته ، فلأنه لم يعد يشعر بها ، أو إذا قيلت على شكل نكتة فإنه أراد من خلالها أن ينفس عن ضجره وإحباطه من الفصائل أو المؤسسات ، أما إذا كانت من أجل المنفعة المادية من المؤسسة أو الفصيل ، فهذا لأن حجم الضائقة الاقتصادية والمعيشية أكبر من أن يتحملها .

وفي نهاية البداية ، أرجو أن لا أفهم بالمغلوط ، وأتهم بعدم العلمية كوني لم أستند إلى المراجع والدراسات العلمية المختصة بمجال الشباب في معالجة الإشكالية هذه ، واكتفيت بخبرتي العملية والميدانية في مجال النشاطات الشبابية وبعض من الآراء التي استندت إليها في تدعيم وجهة نظري ، إلا أنني أردت الإسهام المعرفي حسباً لما رأيته مناسباً لمعالجة الإشكالية.

إضافة إلى إن هذه الدراسة وإن لم تكن مستفيضة ، فإنها تطرح التساؤلات أكثر مما تجيب عليها ، ومؤشراً على مداخل لم تذكر بالسابق أو تحاشى البعض ذكرها ، ولم يكن القصد التجريح بهذا الفصيل أو بتلك المؤسسة ، فحجم الضائقة والمعاناة التي يعيشها الشاب أكبر من أن تفهم بهذا الفهم المسطح للظاهرة ، ويبقي أن نقول بهذا الصدد : أن على الفصائل والمؤسسات إعادة النظر في قراءتها لموضوعة الشباب وكيفية التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع .



#بلال_عوض_سلامة (هاشتاغ)       Bilal_Awad_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية للاعلام الفلسطيني: تشخيص ورؤية مستقبلية للإعلام ...
- تكاد تتحول العمليات الاستشهادية إلى ايدلوجية فلسطينية1
- لاجئو مخيم الدهيشة : حق العودة لا يسقط بالتقادم
- اريتريا الافريقية : درس للفلسطينيين
- ثقافة الغالب والمغلوب في فكر ابن خلدون: قراءة فلسطينية
- العدوان على غزة : انها لحظة تصحيح الاعوجاج في سبيل الفعل الم ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بلال عوض سلامة - القهر الاجتماعي والفراغ السياسي وأزمة الشباب: مخيم الدهيشة انموذجاً