أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رشيد قويدر - -أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء-














المزيد.....

-أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء-


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 14:57
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


"إلى المناضل الوطني الرفيق سامر عيساوي؛
بعد أن تجاوز إضرابه عن الطعام 170 يوماً، معلناً:
لن انتظر شاليط آخر لأنال حريتي، بموجب صفقة
لا يحترم بنودها المحتل، سأنتزعها بالإضراب عن الطعام"
أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء والأمعاء خاوية يا سامر، فتحت عينيك على النور بعد احتلال الضفة الفلسطينية والقدس بزهاء عقد ونصف، لكنك عريق عميق الجذور ... يا عيساوي أورشليم سليل الكنعانيين، قامة سامقة من قامات النضال الوطني، جذوة كفاحية وأخلاقية سامية، منارة تحدي لملحمة دُوّنت بالدم والألم، كنعانية ضاجّة بالحياة والمعنى بكامل كيانها وتوجهها ... ضاجة بالخصب ومحبة الحياة وأعراس الفراشات ... كنعانية في مرقد مرساتها ... وأعلى صواريها ...
ها أنت الآن سارية علم فلسطين، نحولاً حاضراً في كل مكان، حاملاً قيم النضال الوطني، فعلاً مادياً وروحياً عنيداً، إنساناً مناضلاً، نبيلاً، واعياً، ملتزماً، متحدياً .
يا سامر؛ بوجهك الناحل كل ما هو جميل، ولمعة الحدقات خفقات الحياة ... الحياة، معاني العطاء والسجايا الرهيفة. يا لهذا الكمّ من الحبّ الذي تضيفه إلى الأعماق، كم هي عميقة هذه الجذور في التربة التي تقف عليها، كم هو عميق هذا الينبوع وقد تحول نهر واثق من مجراه ...
أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء، يحيطك السجان واللصوص بالوقت، يعتمدون على أنياب الوقت الذي يأكل لحمك، فازددت صلابةً ... في العلاج بالتأمل. لرهافتك دقة ساعة سويسرية، نحولٌ تحولت به إلى نخلة سامقة مخيفة، وسجانك إلى نياشين السراب والنظرة الهالكة، وضرب الكف بالكف، والعنجهية إلى أصفار الخسران والهزيمة، بين اختلاط الرعب بالنشيج، حولت توقيتاتهم إلى رنينه الخرب ...
يواصل التاريخ هزيمته للطغاة، كم من هذه الأخويات والأشباه مرّ عليه ! كم من السِيَّر الخبيثة المندثرة المكابدة للتاريخ في أعتى دياميسه وكوابيسه مرت، فمن يقرأ اليوم تفاصيل سيرتها، بعد أن ذهب بأصحابها كلام ودخان...
أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء، وفي كتاب الحكمة: إذا ما أراد المرء أن يكون راية وطن، عليه أن يبدأ حياته وينهيها متواضعاً، ثم ليكن مثالاً للصدق والنزاهة والصبر على الشدائد، هذه هي زوادة السفر على هذا الدرب، هذه هي المزايا الوطنية للهمم ... النافحة في الأُمم، العامل الفعال والمؤثر في مضمار الحياة، وثبات الأقدام المتضافر الفعال ... إن نحولك حدود شفافيتك قد حول سجن نفحة إلى متحف للنضال، غامراً القبو المظلم بالنور، تراجيد5يا كنعانية تبحر بعمق الماضي، تُشكل من الصلصال سفراً للحرية والعودة ... سفراً للتحرير، كأنك أول من سلفوا ... وجموع كل من خلفوا ...
شفافٌ ... نحيل أنت ... ليتفكروا صيحة القيصر لبروتوس: "لا أخشى مَنْ يحبون الفجور، ولا أخاف من الطامعين بحياة الترف، بل أخشى الناحلين الشاحبين (المعارضين المهمومين)" ...
ها أنت في الانغمار العظيم ... والكشف العميق، تقذفه للمستقبل، حين تمر بكل ما احتوى الصمود من جمال، تستكمل معانيك، تفتح كل انغلاق يلوح بالمعنى، مثلما الصروح الأثرية، تتشبث بهذه اللحظات بكامل مسامك وخلاياك، بكامل رهافتك التي تمس الروح، كما القناعات واليقين، كما الإيمانات الخالدة، هذه هي فرصتنا للحرية ... فرصتنا للحياة ... للحظات الجمال النادرة فيها، رائعة وأنت تترشف روح الكون ... روح الحياة ... روح المعنى ...
كم لهذا الحب من بصيرة حادّة ... الحب الأبهى ... الأسمى ...



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الكَرّام ... أعطنا نشرب
- إعادة بناء البراءة...
- الأردوغانية والأطلسي وما بينهما
- البوتينية .. روسيا الصاعدة إلى ربيعها
- الديمقراطية والنفاق الاميركي.. و-اليورانيوم المنضب-
- عار التدخل الخارجي ... والإملاءات الأمريكية
- نايف حواتمة وجدلية الإنسان ... الوطن والحرية
- احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع
- من أجل -جبهة ثقافية ديمقراطية ...-
- في -مدنيّة الدولة ... علمانية الدولة-
- -السنونو- في حفلها السنوي الأول
- -السنونو- تختم عامها الدراسي الأول
- المفاهيم الحرّة ... و -المستبد المهزوم-
- فقه اللامعقول ... الاستبداد والصنمية
- وهم البنى التقليدية ... وهم المثقف النخبوي
- ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -
- الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية
- قيمة الزمن .. قيمة الشعور بالمسؤولية ..
- يا إلهي ... ما -أقدس- الحاكميات العربية ... !
- في الثقافة الوطنية والعالمية ...


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رشيد قويدر - -أمعاء خاوية؛ تتابع صيف وخريف وشتاء-