أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - أين مصر الثورة من روح متحف «شتاسى» فى برلين؟














المزيد.....

أين مصر الثورة من روح متحف «شتاسى» فى برلين؟


نادين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 00:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يعتبر متحف «شتاسى» أو متحف وزارة «أمن الدولة» فى برلين «الشرقية» أحد أهم المتاحف الألمانية، فقد تم تحويل مقر الوزارة القديم إلى متحف يعرض أهم ملامح النظام الشيوعى القمعى الذى كان قائماً هناك، ويشرح أهم السياسات التى لجأ إليها ضباط أمن الدولة القدامى لتوطيد أركان هذه الدولة السلطوية.

فى الطابق الأول، تتمتع بشرح مفصل لعملية «الأدلجة» الشيوعية وطريقة ترسيخها مجتمعياً عبر تنظيمات عقائدية وعسكرية مختلفة، فتجد مثلاً عرضاً لمنظمة «الشباب الألمان الأحرار» التى عملت على تجنيد حوالى 3.2 مليون شاب من سن 14 إلى 25، بهدف تلقينهم «العقيدة» الشيوعية حتى يصيروا فى المستقبل كوادر مخلصين للحزب الحاكم شاءوا أم أبوا، و«مدرسة جنود الغد»، التى تولت التربية العسكرية الإجبارية للشباب حتى يكونوا جاهزين للدفاع عن عقيدة نظام فُرض عليهم فرضاً.

وقبل الانتقال إلى الأدوار العلوية، حيث يزداد التعمق فى شرح الأدوات التى لجأت إليها السلطة للتجسس على المواطنين، تجد لوحة كبيرة سوداء توصل عمداً هذه الرسالة: «غياب الثقة والهيمنة والقمع كانت أهم سمات نظام الحكم تجاه الشعب الألمانى - أى أسلوب حياة مخالف لعقيدة الحزب الحاكم أو للتوجهات السياسية التى تبناها كانت نتيجته عقاباً أليماً، أما حجر الزاوية فى تنفيذ هذه السياسة القمعية فكان جهاز أمن الدولة (شتاسى)».

ومن ضمن الأدوات التى عرضها المتحف واستخدمها ضباط الأمن، تجد مثلا كاميرات للمراقبة ملحقة بـ«رابطة العنق» الخاصة بالمخبر تمكنه من مراقبة سلوك المواطنين ومواقفهم تجاه النظام السياسى فى الخفاء، وكاميرات أخرى ملحقة «بجردل» لرى المزارع - حيث كان يتخفى المخبرون أحيانا فى زى أحد المزارعين لمراقبتهم. بالطبع، كلها كانت وسائل تمكنهم من ضبط المواطنين «متلبسين» بمعارضة النظام، ولو فى السر. أما الأمر المدهش فيتمثل فى عرض كامل لمكتب إيريخ ميالك رئيس أمن الدولة الأخير (قبل سقوط الحزب الحاكم فى ألمانيا الشرقية)، مكتب سكرتيره الخاص، حجرة اجتماعاته الواسعة وحتى حجرة نومه الملحقة بمكتبه.

ترى لماذا حافظ النظام الديمقراطى الجديد بعد توحيد ألمانيا على هذا المقر بكل ما احتوى من مكاتب وتقارير أمنية بل أدوات قمعية قديمة؟ طريقة العرض المذكورة تؤكد أن للسلطة الجديدة هدفاً محدداً ألا وهو إيصال رسالة معنوية ورمزية واضحة للمجتمع بأكمله: «اليوم، وبعد إسقاط النظام القديم، والذى يعبر هذا المقر عن سلطويته، نؤسس نظاماً مختلفاً عنه كليا لأنه سيحترم حقوق الإنسان وحرياته». نعم وبكل تأكيد، قطع الصلة الأخلاقية والمجتمعية مع أدوات النظام القديم البوليسية الخطوة الأولى لمنع إعادة إنتاجه مرة أخرى على يد أى سلطة جديدة. أما الأهم فهو أن هذه الخطوة هى بعينها التى ستعطى شرعية لعمليات إعادة هيكلة الجهاز الأمنى نفسه بناء على أسس ومبادئ جديدة.

هذا هو الفارق مع الحالة المصرية، فمنذ اللحظة الأولى لسقوط النظام القديم لم تحاول السلطة الانتقالية المتمثلة فى المجلس العسكرى إعطاء أى إشارات رمزية تؤكد الانتقال إلى نظام حكم جديد، قد نتفهم أن يكون الوضع كذلك مع سلطة تنتمى إلى النظام القديم نفسه، ولكن ماذا بعد تولى جماعة الإخوان رئاسة السلطة التنفيذية؟ هل تغير الأمر؟ يكفينا النظر إلى مشروع قانون التظاهر الذى تتم مناقشته فى مجلس الشورى رغم كم الانتهاكات التى يحويها حتى ندرك أن شيئاً لم يتغير، فتبدلت الوجوه وتغيرت الرؤوس فى السلطة أما النظام نفسه فباق.ٍ

فلنتذكر فى هذا العام الجديد أن تغيير السلطة لا يعنى بالضرورة تغيير النظام وأدواته، فقد تعيد الأولى إنتاج الثانية لو سيطرت عليها دون إصلاحها أى من دون إحداث قطيعة مع قواعدها - لا أشخاصها.



#نادين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور المصرى والبولندى: اختلافات ودروس
- كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟
- ثلاث أساطير إخوانية بشأن الدستور واستفتائه
- الحركة النقابية بين براثن الاستبداد


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - أين مصر الثورة من روح متحف «شتاسى» فى برلين؟