أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - كيف نتذكر جريمة حلبجة؟















المزيد.....

كيف نتذكر جريمة حلبجة؟


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 1142 - 2005 / 3 / 20 - 13:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمر هذه الايام ذكرى المجزرة المروعة التي ارتكبتها الحركة القومية العربية الفاشية ممثلة بنظام صدام حسين ضد جماهير كردستان العراق والتي راح ضحيتها اكثر من 5000 انسان بين طفل وأمرأة وشيخ. ففي يوم 16-3-1988 القت قوات الجيش العراقي باوعية الغازات الكيمياوية السامة على سكان مدينة حلبجة والقرى والقصبات المجاورة مما تسبب في احداث واحدة من اكثر المجازر الجماعية ترويعاً في التاريخ المعاصر.

ان جروح حلبجة تنزف لحد هذه اللحظة في افئدة الملايين من جماهير كردستان والعراق. فماذا نتعلم من هذه الذكرى الاليمة وكيف نتذكرها؟. كيف بامكاننا النضال من اجل منع اعادة انتاج مثيلاتها في المستقبل؟. ماهي المعاني التي نستخلصها من هذه المأساة؟

ان اول المعاني هو ان تلك المجزرة ليست من فعل فرد دكتاتوركصدام حسين كما يحاول البعض ان يروج ويثبت في عقول الناس. ان ذلك الفعل الاجرامي هو فعل الحركة القومية العربية وجناحها المقاتل الاكثر فاشية اي جناح صدام حسين. علينا ان نؤكد ان المتهم الاساسي في هذه الجريمة هي (كل) الحركة القومية العربية وليس فقط رمزها او ممثلها العسكريتاري صدام والذي كان يزهو فخراً بدعم الغرب له ولنظامه الشوفيني.

ثاني تلك المعاني هو ان الحركة القومية الكردية لا تقل اجراماً وسفكاً لدماء جماهير كردستان مطلقاً من اجل تحقيق مطامحها. ان الحركة القومية الكردية والتي تستغل وتجير هذه الجريمة من اجل المساومة والصفقات، عليها ان تجيب على سؤال الكادحين والعمال والالاف من المواطنين الكرد عن سبب جرائمها (هي) بحقهم وبحق عوائلهم واطفالهم. عليها ان تجيب عمن سهل دخول القوات الاسلامية الايرانية وايصالها الى المدن العراقية الامنة ؟. اتنسى تلك الجماهير قتال التسعينات الاجرامي بين قطبي القوميين الكرد والجرائم التي ارتكبوها والقرى التي احرقوها من اجل تحقيق الهيمنة والغلبة؟. على جماهير كردستان ان تنتهز اليوم ذكرى حلبجة للمطالبة بتقديم كلا هاتين الحركتين القوميتين، العربية والكردية، معاً الى المحاكمة الجماهيرية جراء ما اقترفتاه من جرائم مشتركة بحق الجماهير العزلاء في كردستان.

اما ثالث المعاني من مأساة حلبجة فهو الدورالحقيرالذي لعبته حكومات الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة وتواطئها مع صدام والقوميين العرب في جريمته تلك ومحاولة التغطية عليها ومعها جريمة الانفال التي راح ضحيتها قرابة 182000 انسان مفقود لحد اليوم يعتقد بفنائهم. ان الولايات المتحدة الامريكية والتي يطبل لها الديمقراطيون التافهون والقوميون المقنعون والاسلاميون المتخلفون واليساريون الانتهازيون من جماعة " الظروف الموضوعية التي يمر بها شعبنا "، لا يريدون قول الحقيقة وهي ان صدام ونظامه ما كان له ان يفعل ذلك لولا المساندة الغربية والامريكية الواسعة المستترة له. لا احد منهم ينبس بحرف حول مختبرات نورث كاولاينا الامريكية وغيرها من المختبرات الغربية والتي كانت تزود صدام بالسلاح الكيميائي والجرثومي. لا احد من هؤلاء ينبس بحرف حول الجرائم الامريكية ضد الجماهير ومقتل الملايين ( 1.5 مليون بالحصار) وقرابة الــ 100 الف بسبب الاحتلال الامريكي ولحد قبل 3 اشهرحسب التقريرالطبي البريطاني. يجب نتذكر الدورالامريكي الغربي المتكتم على هذه الجريمة الجماعية والتي تضعه في مصاف المنفذين لها.

رابع المعاني هو تذكر دورالاسلام السياسي الارهابي ممثلا بحكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي كان لحربها ونزاعها مع النظام القومي الفاشي في العراق سببا مباشرا في احداث تلك الجريمة والتغطية على اثارها بل في خلق المآسي الكبيرة بحق الجماهير العمالية المليونية في العراق وايران معاً. ان الجمهورية الاسلامية في ايران والتيار الاسلامي برمته ملطخة اياديه تماما كما البعث باصراره على ادامة الحرب لسنين طويلة واشتراكه بقتل قرابة المليون من البشر في البلدين!! ان نظام الجمهورية الاسلامية مسؤول بشكل مباشرعن مجزرة حلبجة كما هو مسؤول عن جرائم اخرى كثيرة مع نظام البعث اثناء الحرب التي حصدت ارواح مئآت الالاف من شباب وعمال العراق وايران. ان الاسلاميين في العراق اليوم يقولون ان على الجماهير في العراق ان تعوض النظام الاسلامي في ايران نتيجة شن الحرب عليه من قبل القوميين العرب !!. انهم يودون ان يدفع عمال وكادحي العراق من جيوبهم لتعويض النظام الاسلامي الوحشي الذي قصفهم بالقنابل ودمر حياتهم لثمان سنوات بالاشتراك مع النظام البعثي !!. اية وقاحة واستهانة بالجماهير!.

ان الدرس الكبير لحلبجة هو ان القوى المجرمة من البرجوازية سواء القومية العربية والكردية اوالاسلامية الايرانية اوالعالمية ممثلة بالغرب والولايات المتحدة اشتركت جميعها بجريمة حلبجة. كل تلك القوى لها ضلع في قتل الابرياء. ولو اتيح للتأريخ ان يكون محايداً لاظهر من جرائم هؤلاء ضد جماهير العراق وكردستان وايران ما تعجز الالسن عن وصفه.

لنجعل من ذكرى حلبجة مناسبة لادانة كامل الطبقة البرجوازية التي لا تتورع عن ارتكاب اي جريمة في سبيل ادامة سيادتها. لينتبه عمال وكادحي العراق وكردستان تحديدا الى محاولات القوى القومية الكردية والعربية الاصطياد في المستنقع القومي الآسن مستعملين آمال وطموحات الجماهير ورغبتهم في العيش الآمن كورقة مساومة مع البرجوازيات الرجعية الاخرى.

لنجعل من ذكرى حلبجة مناسبة لنقول فيها ان القوى القومية الرجعية مازالت تشحذ سكاكينها العنصرية لحز رقاب الجماهير بحجة "الوطن" و"التراب المقدس" و"كردية أوعربية أوتركمانية" الارض وغيرها من النفايات السياسية التي تسمم عقول العمال والجماهيرعموماً وتحفرخنادق الحقد والكراهية بين صفوف الجماهير.

نجدد في هذه الذكرى دعوتنا الى استقلال كردستان عن العراق من خلال تحكيم جماهير كردستان باجراء الاستفتاء (ريفراندوم) ونزع فتيل هذا الصراع الرجعي بين القوميين العرب والكرد ومن اجل ابعاد تلك الجماهيرعن السيناريو الاسود وقواه الارهابية في العراق. ونجدد تنديدنا بالفيدرالية كشعار رجعي للقوميين الكرد وغيرههم كونه يهدف الى خلق المناخ المناسب للقوميين القابعين على ضفتي هذه البركة الاسنة لتحين فرصة الانقضاض وسفك المزيد من الدماء وارتكاب حلبجة ولربما (حلبجات) جديدة.

لنجعل من هذه الذكرى مناسبة لانزال جماهير كردستان الى الميدان والادلاء برأيها بوجود جهاز محايد منظم للاستفتاء بدلا من ترك القوميين يقامرون بحياتها ورفاهها واستغلالها بحجة الاظطهاد القومي. ان الدعوة الى الاستفتاء حول كردستان ومن ثم الاستقلال عن العراق كفيل بنزع فتيل القوى القومية الكردية واعلان افلاسها وتعريتها امام قوى العمال والاشتراكيين في كردستان وبذا تتقدم الحركة الاشتراكية العمالية خطوات واسعة صوب هدفها العظيم في تحقيق الدولة الاشتراكية في كردستان.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاسم المغانم - حول التمسك بالفيدرالية والصراع الرجعي بين قو ...
- تحرر المرأة بين النسوية الاشتراكية، والمعتذرة للاسلام السياس ...
- في 8 آذار يوم المرأة العالمي - تحية من القلب لكل النساء عاش ...
- السيد حميد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ...
- نشجب تطاولات - المرجعية الشيعية- على العلمانية والحقوق المدن ...
- اللعبة الأمريكية
- هنا الوردة ، ارقص هنا !! - - تعقيب على نداء عاجل الى رفاقي ي ...
- سؤآل برسم الجواب - رد قصير على مقالة السيد رياض العصري
- المقاطعين للانتخابات والتوغل في عمق الانتهازية
- الاشتراكيون وحدهم القادرون على تحقيق العلمانية في العراق
- هل يحقق مؤتمر البرجوازية الموالية لامريكا أغراضه؟
- مأساة تسونامي، مسؤولية الرأسماليـــــــة
- حول دولة المنظمة -بصدد الرد على مسائل الاحتلال – السيناريو ا ...
- الانتخابات في العراق - هل من يطالب بالعلمانية؟
- ملاحظة حول ..مقاطعة الانتخابات
- مجزرة الفلوجة وانتخابات أمريكا في العراق
- حول الانتخابات وبدائل قوى الاشتراكية
- بدائل البرجوازية في العراق تحيل حياة الناس الى جحيم*
- خطاب عصام شكــري بمناسبة الذكرى 87 لثورة اكتوبر الاشتراكية ا ...
- حول الوضع الخطير في الفلوجة: مقابلة مع عصام شكـري في التلفزي ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - كيف نتذكر جريمة حلبجة؟