أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - القرآن والتحدي بمجموع الآيات














المزيد.....

القرآن والتحدي بمجموع الآيات


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 03:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يدعى أن القرآن معجزة بمجموع ما ورد من جهات اعجازية لا على شكل منفرد، يقول العلامة الطباطبائي: «فالقرآن آية للبليغ في بلاغته وفصاحته، وللحكيم في حكمته، والعالم في علمه، وللإجتماعي في اجتماعه، وللمقننين في تقنينهم، وللسياسيين في سياستهم، وللحكام في حكومتهم ولجميع العالمين فيما لا ينالونه جميعاً كالغيب والإختلاف في الحكم والعلم والبيان، ومن هنا يظهر أن القرآن يدعي عموم اعجازه من جميع الجهات، فهل يتأتى للقوة البشرية أن تختلق معارف الهية مبرهنة تقابل ما أتى به القرآن ومتماثلة في الحقيقة؟ وهل يمكنها أن تأتي بأخلاق مبنية على أساس الحقائق تعادل ما أتى به القرآن في الصفاء والفضيلة؟ وهل يمكنها أن تشرع أحكاماً فقهية تحصي جميع أعمال البشر من غير اختلاف يؤدي إلى التناقض مع حفظ روح التوحيد؟ وهل يمكن أن يصدر هذا الإحصاء العجيب والتقارن الغريب من رجل أمي لم يتربّ إلاّ في حجر قوم يرتزقون بالغارات والغزوات ونهب الأموال وأن يئدوا البنات ويتباهوا بالفجور ويذموا العلم ويتظاهروا بالجهل؟..» الميزان ـ الطباطبائي بأختصار.


ونلاحظ عليه:
1 ـ إذا كانت اجزاء المركّب وكل واحد من أفراده غير معجز، فكيف يكون المجموع معجزة، والكل عبارة عن مجموع هذه الأفراد؟ وببيان آخر: إن المجموع تارة يكون من قبيل المجموع أو المركب الكيمياوي كالماء المركب من الهيدروجين والاوكسجين، فحينئذ يمكن أن يكون للمجموع ماهية جديدة ذات خصائص معينة تختلف عن الأجزاء، لكن فيما نحن فيه المجموع عبارة عن مركب فيزياوي لا تستهلك فيه الأفراد في الكل، فمجموع عدد من الاحجار والصخور تشكل جبلاً ولا تشكل غابة، ومجموع عدد من الأشجار تشكل غابة ـ أي من نفس النوع ـ ولا تشكل قطيعاً، وهكذا .. فكذلك الإعجاز القرآني المدعى لا يمكن أن يتشكل من جهات وأفراد غير إعجازية.
نعم، قد يقصد من هذا الوجه استخدام «حساب الاحتمالات» للوصول إلى النتيجة القطعية بأن هذا القرآن ليس من محمد (صلى الله عليه وآله)، كما هو الحال في عملية الاستقراء، ولكن أين هذا من دعوى الاعجاز؟ لأن المطلوب هو اثبات أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل هذا القرآن، لا مجرد أن هذا القرآن ليس من محمد (صلى الله عليه وآله) وبعبارة اخرى: إن حساب الاحتمالات يأتي في غير المعجزة ايضاً فيما لو اريد اثبات حقيقة معينة من الحقائق، وهذا لا يعني نفي ما عداها من الفرضيات، فحساب الاحتمالات يثبت أن هذا القرآن ليس من محمد (صلى الله عليه وآله)، ولكن كون البشر لا يستطعيون الإتيان بمثله فمسألة اخرى لا علاقة لها بحساب الاحتمالات المذكور.
2 ـ القرآن نفسه يكذب هذا الإدعاء، لأنه يتحدى البشر بأن يأتوا بسورة من مثله وكذلك عشر سور: (وإن كنتم في ريب ممّا نزّلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين)، ومعلوم أن سورة واحدة من قبيل سورة «الناس» لا تحوي أصنافاً من الإعجاز القرآني المدعى، ومع ذلك تحدى القرآن الجميع بأن يأتوا بسورة واحدة مثل سوره.
3 ـ سلمنا، ولكن يأتي الإشكال العقلي المذكور، وهو أن هذا النوع من الإعجاز لا يدل على أكثر من كون القرآن ليس من محمد(صلى الله عليه وآله) ولا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، ولكن هذا لا يعني أنّه من الله حتماً، فقد يكون من الملائكة أو من مخلوقات اُخرى مجردة لا يراها الإنسان. والمطلوب اثبات أن هذا القرآن من الله، والعقل عاجز عن اثبات هذا المعنى قطعاً.
4 ـ نلاحظ أن العلاّمة الطباطبائي يستعمل في هذا المورد الأسلوب الخطابي بدل الدليل العلمي، لاثبات فرضية طوباوية ليس لها رصيد في الواقع الخارجي، فمتى استفاد السياسيون من سياسة القرآن؟ ومتى اغترف علماء الإجتماع من القرآن؟ ومتى انتفع الحكام في حكومتهم من القرآن؟ ومتى كان للقران سياسات على المستوى المتداول بين المجتمعات البشرية؟ وكيف يدعي أن علماء الإجتماع على اختلاف نظرياتهم وأفكارهم قد اقتبسوا علومهم من القرآن؟ إلى آخر هذه الدعاوي والمزاعم التي لا تقوم على مشاهدات علمية ولا ممارسات خارجية على أرض الواقع العملي.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفسير السيكولوجي لظاهرة الايمان بالله
- منهج العقل الديني في التعامل مع المعارف والمطالب الدينية
- التفسير السسيولوجي لظاهرة الايمان بالله
- التجربة الدينية للنبي
- هل الدين معيار للعدالة أو العدالة معيار للدين؟
- القراءة السطحية للنصوص
- -لا للديمقراطية- هو الشعار الحقيقي للإسلام السياسي
- صورة الله عند الفلاسفة
- من انجازات النبي ... توحيد القبائل والشعوب
- المنهج الجديد في تفسير النص
- اسطورة الفيل وحرب أبرهة الحبشي
- العلاقة المتبادلة بين الدين والأخلاق
- من انجازات النبي ... تشكيل الدولة
- مساهمات الفلاسفة في نشوء علم النفس
- حقوق الانسان من منظور اسلامي
- ابراهيم الخليل وإشكالية ذبح الابن
- الوعد الالهي بالارض المقدسة
- نقد الاعجاز البلاغي في القرآن
- موقف الاسلام من المرأة
- الفلسفة الوجودية


المزيد.....




- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - القرآن والتحدي بمجموع الآيات