أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - اضرب رأسك في الحائط، فالسماء تدعم الرئيس!














المزيد.....

اضرب رأسك في الحائط، فالسماء تدعم الرئيس!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 23:41
المحور: حقوق الانسان
    


أخشى أن يشغلنا المزاح والنكت والسخرية والرسوم الكاريكاتيرية عن الديكتاتور الجديد محمد مرسي فيسرق مصرَنا في غمرة انشغالنا تماما كما فعل العقيد مع الليبيين فداس عليهم أكثر من أربعين عاما وهم يلقون النكات ، ويظنون أنهم يضحكون عليه.
حرب التهكم قد يكون لها مردود عكسي، فنحن أمام رئيس ديكتاتور تقف فوق كتفيه رأس من حديد صلب وزئبق .
عندما رأى أن تسعين بالمئة من قضاة مصر ومستشاريها يرفضون استفتاءه الهزيل قام بتقسيم مؤيديه على مرتين لكي يجعل الثمانية بالمئة مساويا للباقي.
مشكلتنا الآن، هي اقناع المصريين أن الإسلام لم يأت به الاخوان والسلفيون، وأن المرشد ليس نبيَّ العصر، وأن الرئيس مرسي مثله مثل أي إنسان يأكل، ويشرب، وينام، ويصدر شخيراً مزعجاً وهو نائم، وتخرج منه في الحمام رائحة كريهة، مثل كل الناس، ويصيبه الاسهال، وتضعف ذاكرته، وتنقصه ملايين المعلومات، ويضطرب أمام المرشد، وينزعج إذا عاتبه الشاطر، ويتشاجر في البيت، وهو ككل رجال الدنيا، المتقين منهم وأشباه الأنبياء، يؤرق ليله خيالُ فتاة جميلة شاهدها مصادفة صباح اليوم السابق.
والرئيس مرسي لم يخرج من صدمة الرئاسة، ويصيبه لمعان السجاد الأحمر بالحَوَل، فأحلامه منذ عام مضى كانت المرور بجانب القصر، فإذا به بين عشية وضحاها يصبح سيدَه وسيــّـد المصريين والقضاة والجامعيين والإعلاميين وكل الكائنات الحيــّـة، الموافقة والمعارضة في مصر العريقة.
قداسة الأفراد صورة من صور الشرك بالله، أما تقديس الزعيم أو الرئيس أو الأمير فهي تجسيد للعبودية الطوّعية والسماح للحاكم أن يجعل حياة الرعية نسخة مــُـصغرة من جحيم الآخرة.
يمكننا جعل الملايين من أتباع الرئيس مئاتٍ إذا أقنعناهم أن التأييد الهوَسي، والخروج إلى الشارع دفاعاً عن رجل أو جماعة لا يختلف عن استعذاب الرقيق للضرب على الظهر.
أمــّـا لو استطعنا اقناعهم أن الإسلام دين من عند الله، وأن كثيرا من المدافعين عنه لصوص ونصّابون ونهــَّـابون وشراذمة من الأفــَّـاقين فأنت هنا تحمي وطنك ودينك وسمو الرسالة السماوية ونقاء إيمانك.
إذا لم تر في الاخوان والسلفية والتيارات الطائفية والدينية والمذهبية صوراً من الفاشية والارهاب والديكتاتورية والنازية فأنت قاتل حتى لو لم تقم بفعص بقّة، أو قتل ذبابة أو ايذاء حمامة أو .. مطاردة قطة.
حيرة المصريين في معرفة القاتل تتوزع بين أفراد كثيرين، فيختفي القاتل الحقيقي وتتحرك أمام المرايا المقعرة خيالات تتبادل أماكنها بأسرع من التوكتوك.
لو استمر الاخوان المسلمون والسلفيون وحواريوهم في حُكم مصر لعامين قادمين فسندفع ثمنا لم ندفعه من قبل في كل الحروب وعهود الاستعمار.
جريمة الكذب العلني بتفسير كلمة علمانيين أو ليبراليين أنها مرادف للكفر والكراهية للدين سيدفع ثمنها المجتمعُ كله الذي صدَّق بسذاجة منقطعة النظير تفسير التيارات الدينية لمعنى الكـُـفر، فوصــَـموا به مخالفيهم.
كل يوم يمرّ أتأكد أنَّ الرئيسَ مرسي يضع بين شفتيه مــُـلــَـقـِناً،وتحت عضلات لسانه صورة المرشد، وفي عمق جمجمته قواعد الاخوان المسلمين بديلا للوطن الكبير .. مصر.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 12 ديسمبر 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان أيضا يستطيع أن يقرأ الفاتحة!
- ماذا لو حَكَمَ مصرَ حمارٌ؟
- الرئيس محمد مرسي ليس رئيساً شرعياً لمصر!
- خطاب مفتوح إلى رئيس قاتل!
- مصر الرواندية .. ذرة عقل واحدة!
- مدخل إلى بيان تجديد ثورة 25 يناير
- القفا والكفّ: مَنْ يصنع مَنْ؟
- المسلمون الجُدد!
- أشلاء مَنْ هذه: ابنتك أم ابنك؟
- حوار بين مستشار و .. ابنه!
- فرانكفورت .. حيث ينعي الكتابُ العربَ!
- كلمات في الحماقة!
- رؤيتي الجديدة للرئيس محمد مرسي!
- هل النار مشتعلة في البيت؟
- حوار بين الرئيس مرسي و.. مواطن مصري!
- هذه أفكاري لمليونية الخروج من الجحيم!
- الديمقراطية العرجاء!
- رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين
- حديث عن هيكل وكشك والجمل و.. طائر الشمال!
- ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر


المزيد.....




- الأونروا: آثار كارثية منتظرة حال تنفيذ إسرائيل أي عملية عسكر ...
- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...
- تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا ...
- وسط تحذير من مجاعة -شاملة-.. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخ ...
- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - اضرب رأسك في الحائط، فالسماء تدعم الرئيس!